كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 574 - عددالزوار : 74572 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 21 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-11-2019, 03:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,667
الدولة : Egypt
افتراضي كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ

كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ



حسين بن علي بن محفوظ




المقدمة، والوصية بالتقوى، أما بعد:
يقول الله تعالى: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴾ [الرعد: 17] هذه الآيةُ الكريمةُ من سورةِ الرعد هي مَثَلٌ ضربه اللهُ عز وجل للحقِ والباطل، وقبل أن أدخلَ في الحديثِ عن هذه الآيةِ أودُّ الحديثَ عن الأمثالِ في القرآن الكريم، فقد بلغت بضعةً وأربعين مَثَلاً، جاءت هذه الأمثالُ للناسِ لتقريبِ المراد، وتفهيمِ المعنى، وإيصالهِ إلى ذهنِ السامع، وإحضارهِ في نفسهِ بصورةِ المثالِ الذي مُثّل به، فقد يكونُ أقربَ إلى تعقّلهِ وفهمهِ وضبطه واستحضاره له باستحضارِ نظيره، فإن النفسَ تأنسُ بالنظائرِ والأشباه وتنفرُ من الغربةِ والوحدةِ وعدمِ النظير، ففي الأمثال من تأنُّسِ النفس، وسُرعةِ قَبولِها وانقيادِها لما ضُرب لها مثلُه من الحق، أمرٌ لا يجحدهُ أحدٌ ولا ينكره، وكلّما ظهرتِ الأمثالُ ازدادَ المعنى ظهوراً ووضوحاً، فالأمثالُ شواهدُ المعنى المراد، وهي خاصيةُ العقلِ ولبُّه وثمرتُه، بل قال أحدُ العلماء: من أعظم علمِ القرآنِ علمُ أمثاله.

والأمثالُالقرآنيةُ كذلك ذاتُمدلولاتٍتربويةٍعميقةِالتأثيرِعظيمةِالفائدة،تتض افرُ معغيرهامنوسائلِالتربيةِالقرآنيةِكالقصةِوالقدوةوالح واروأساليبِالإقناعِ والتعليمِوغيرها، فيتكوينالبُنيةِالتحتيةِللنظريةِالتربويةِالإسلاميةِ الرائدة،في أصولِهاوأسسِها،وفلسفتها، ومراميهاوأهدافها، وأساليبهاووسائلِهاوخصائصها التربوية، فهيتملكُمنالمقوماتِالموضوعيةِمايجعلُهاتُقدِّمُ الفهمَوالإدراكَالسليمَللمعتقداتبطريقةٍيسيرةٍومقنعة ،وتكونحاجزاً أمامَ المعتقداتِ الباطلةِوالشركياتِالمقيتة،كماأنهاقادرةٌعلىإعادةِال نشاطِالتعبدي الذييخبويوماًبعديوم،وإقامةِحاجزٍمنيعٍأمامَضمورِالو ازعالدينيالعام، ويجدُ المتأملُ أن من أهمِّالأغراضالتربويةللأمثالِالقرآنيةهي: ضربُالمثلِلتقريبِالمعنىللمخاطَب، وضربُالمثلللترغيبِوالترهيب، وضربُالمثللإقناعِالمخاطَبواستثارةِتفكيرِه، وضربُالمثللإبرازِالنموذَجِللاعتبار.

إخوةَ الإسلام والإيمان:
ولهذا أكَّد اللهُ عز وجل على أهمية تدبرِ وتعقلِ هذه الأمثالِ القرآنية، وحثَّ على فهمها فقال جل ذكره: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43] وقال جل جلاله: ﴿ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21].

ومن تلك الأمثلةِ القرآنيةِ هذه الآيةُ التي نحن بصددِ الحديثِ عنها هذا اليوم، يقول الله تعالى كما سمعتم: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً يعني: المطر ﴿ فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا وهي جمع وادٍ، وهو كل منفرَج بين جبلين يجتمع إِليه ماءُ المطرِ فيسيل ﴿ بقدَرها ﴾ أي: بمبلغِ ما تحمل، فإن صَغُرَ الوادي قلَّ الماء، وإِن هو اتسع، كَثُر، ﴿ فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا والزبد: هو الرغوةُ البيضاءُ التي تعلو وجهَ الماءِ والقذرُ والغثاءُ ونحوهما، رابِياً عالياً عليه مرتفعاً فوقَهُ منتفخاً على وجهِ السيل، والمرادُ من هذا تشبيهُ الكفرِ بالزبدِ الذي يعلو الماء، فإنه يضمحلُّ ويعلقُ بجنَباتِ الوادي وتدفعُه الرياح، فكذلك يذهبُ الكفرُ ويضمحلّ، فالباطلُ في الأصلِ وإن انتفخَ وعلا في أنظارِ الناس وارتفع، فهو كرغوةِ الماءِ وغثاءِه يتلاشى أو يُرْمى إذ لا فائدة منه، والحقُّ كالماءِ الصافي، والمعادن النقيةِ تبقى في الأرض للانتفاع بها.


ثم اعلموا - رحمكم الله ورعاكم - إنه ليس المراد بالمطر هنا هو الماء فقط، ولكنَّ المرادَ به الوحيُ والقرآن، فشُبِّهَ إِنْزَالُ الْقُرْآنِ الَّذِي بِهِ الْهُدَى مِنَ السَّمَاءِ بِإِنْزَالِ الْمَاءِ الَّذِي بِهِ النَّفْعُ وَالْحَيَاةُ مِنَ السَّمَاءِ، ويعم وتنعم به البسيطة، وَشُبِّهَ وُرُودُ الْقُرْآنِ عَلَى أَسْمَاعِ النَّاسِ بِالسَّيْلِ يَمُرُّ عَلَى مُخْتَلَفِ الْجِهَاتِ، فَهُوَ يَمُرُّ عَلَى التِّلَالِ وَالْجِبَالِ فَلَا يَسْتَقِرُّ فِيهَا، وَلَكِنَّهُ يَمْضِي إِلَى الْأَوْدِيَةِ، فَيَأْخُذُ مِنْهُ كُلٌّ بِقَدْرِ سَعَتِهِ، والقلوب كالأودية، فقلبٌ كبيرٌ يسعُ علماً عظيماً، كوادٍ كبيرٍ يسعُ ماءً كثيراً، وقلبٌ صغيرٌ إنما يسعُ بحسَبهِ كوادٍ صغير.


وقد ثبت في الحديث المتفق عليه عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ، أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ).


الخطبة الثانية

عباد الله:
ثم شرعَ اللهُ في الآية في المثل الثاني، إذ أن الآيةَ تتضمنُ مثلَينِ على الحقِ والباطل، والهدى والضلال، يقول الحافظُ أبو الفداءِ إسماعيلُ بنُ كثير - رحمه الله -: (اشتملت هذه الآيةُ الكريمةُ على مثلَينِ مضروبَينِ للحقِ في ثباتهِ وبقائه، والباطلِ في اضمحلاله وفنائه) فالمَثلُ الأولُ ما سمعتموه في الخطبةِ الأولى من السيل والزبَد، والثاني أَتبعه بضربِ المثلِ بالزبد الحاصلِ من النار، فقال تعالى: ﴿ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ﴾ [الرعد: 17] والذهب والفضة التي توضع على النار يتكون فيهما الزبدُ وهو الخبثُ والشوائبُ التي تخرج بالنار، ويبقى الذهبُ الصافي والفضةُ التي ينتفع بها الناس في حليهم، وَالْحِلْيَةُ: مَا يُتَحَلَّى بِهِ، أَيْ يُتَزَيَّنُ وَهُوَ الْمَصُوغُ، وَالْمَتَاعُ: مَا يُتَمَتَّعُ بِهِ وَيُنْتَفَعُ، وَذَلِكَ الْمَسْكُوكُ الَّذِي يَتَعَامَلُ بِهِ النَّاسُ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ.

وهكذا الحقُّ والباطل، قد يظهرُ الحقُّ أمام الناسِ أنه مهزوم، أنه ضعيف، وأن نصرَهُ بعيد، وأن تمكينَهُ مستحيل، إلا أنه يمشي بهدوءٍ وثباتٍ إلى هدفه وفي طريقه، يمشي بخطىً واثقةٍ مثل ما يمشي ذلك السيلُ قُدُماً لا يستطيع أن يثنيه أحد، حتى ينتصرَ أخيراً وينتفعَ الناس به ويسعدوا، والباطل قد يبدو منتفخاً يُرغدُ ويُزبد، يرتفعُ وينتفش، يسيطرُ ويعلو، ولكنه سُرعان ما يذهبُ ويتشتت، سُرعان ما يتفرقُ شذَرَ مذَر، تفرِّقُه الرياح، ينهزم ويتلاشى كأن لم يكن، كما قال عز وجل:﴿ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴾ [الرعد: 17]. وفقني الله وإياكم على أن نكون من أهل الحق وناصريه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

المراجع:
1- المدلولاتالتربويةللأمثالالقرآنية - دراسةتحليليةلنصوصالقرآن - " مذكرةلنيلشهادةالماجستيرفيعلومالقرآن "ليزيد حمزاوي.

2- مقال بعنوان "المثل في القرآن الكريم لأحمد يخلف في موقع ملتقى أهل الحديث.

3- مجموعة من التفاسير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]