نتائج ميلاد الرسول - عليه الصلاة والسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4862 - عددالزوار : 1821071 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 1170382 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 531 - عددالزوار : 301983 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 55 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-12-2019, 08:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,340
الدولة : Egypt
افتراضي نتائج ميلاد الرسول - عليه الصلاة والسلام

نتائج ميلاد الرسول - عليه الصلاة والسلام


الشيخ محمود شلتوت











إن نتائج مولد الرسول وما اتَّصل به من الإعداد الإلهي لتحمُّل رسالة الله رب العالمين - يَعرفها كل مَن يعرف حال العالم في الفترة التي سبقت الميلاد، ويعرف ما تضمَّنته الرسالة من جهات الهداية والإرشاد، التي أخَذت تحوِّل العالَمَ رُويدًا رويدًا من مجاري الشر والشقاء، إلى سبيل الخير والسعادة؛ حتى استقرَّت كلمة الحق، وجعَلت تعمل عملها في أنحاء الكرة الأرضية.









وليس من شكٍّ في أن حال العالم في الفترة السابقة، قد خرَجت بالإنسان عن وضعه في صحيفة الترتيب الكوني.









فهو بالنسبة إلى الله: أنكر أُلوهيَّته، أو أشرَك غيرَه معه في العبادة والتقديس، والخضوع والاستعانة، واشتطَّ في ذلك حتى عبَد ما لا يَسمع ولا يُبصر، وخضَع للأوهام والخُرافات.









وهو بالنسبة إلى نفسه: قد أسلَم قِيادَها للشهوة والهوى، وعَمِيت عليه الفضائلُ، فعَبِث بالأعراض، وعبِث بالعقول، وعبث بالأرواح.









وبالنسبة إلى أُسرته: وأَد ابنته، لا لشيء سوى أنها أُنثى، وقتَل ولده، لا لشيء سوى أنه لم يَنلْ حظًّا من المال والغنى، وعضَل اليتيمة وأكَل حقَّها، لا لشيء سوى أنها فقَدت أباها الذي يرعاها، وضارَّ الزوجة، لا لشيء سوى أنه مُكِّن منها، وسُلِّط عليها، وأخيرًا وَرِث زوجة أبيه أو أخيه كَرْهًا كمتاعٍ ترَكاه.









وبالنسبة إلى المجتمع: أفسد جزئيَّته له، وقطَع صلته به، وحكَّم في روابطه القوةَ الغاشمة، والجبروت والطغيان، وبذلك انتُزِعت الرحمةُ من قلبه، وصار لا يُعنَى إلا بوسائل القسوة والتسخير، والتحكُّم في العقائد والأخلاق والاجتماع.









وأمام هذا المصير الذي انقلب إليه الإنسان، وصارت به الحياة جحيمًا لا يطاق، يطلع الرُّوحُ العالمي الفطري من وراء حُجُب الغيب إلى مصدر الخَلق والإيجاد، مصدر الهداية والإنقاذ، فاستمَع إليه وهو السميع العليم، ونظَر إليه وهو الرؤوف الرحيم.









وفي هذه الآونة سرَت بُشرى الإنقاذ بمولد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- فاهتزَّ لها باطنُ العالم، واشرأبَّ الروح الفطري إلى السماء، يُقلِّب وجهه في آفاقها، وما هي إلا فترة النمو والإعداد، حتى وافَت الإنسانَ رسالةُ السماء؛ تدعوه إلى الخير، وتأمُره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، وتُخرجه من الظلمات إلى النور، وتُبصِّره بمكانته من الله، وبواجبه في الحياة، وتردُّه إلى دائرة الرُّوح الفطري، دائرة النقاء والصفاء؛ ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9].









هدَته إلى التي هي أقوم: في علاقته بخالقه، وعلاقته بنفسه، وعلاقته بأسرته، وعلاقته بمجتمعه.









هدَته إلى كل ذلك بأسلوب أساسه التوجيه إلى الخَلْوة بالفطرة النقيَّة، التي لم تُدَنَّس، والتي ضرَعت إلى ربها تَلتمس الهداية والإنقاذ؛ ليجد منها العون والنصير على تقبُّل هذه الهداية، والانتفاع بها في استعادة الإنسانية والسير بها في طريق الغاية التي خُلِقت لأجلها، وعلى أساسٍ من الإيمان بخالق القُوى والقُدَر، مصدر التوفيق والهداية؛ ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].









وليس لنا من سبيل إلى الكتابة عن كلِّ نتائج هذا الميلاد وآثاره القيِّمة التي عادت بالخير والبركة على العالم كله، حتى على مَن لم يؤمن بها أثارَت على رُوحه الباطني نفحاتٍ وجَّه بها نفسَه وقوْمَه في الحياة، وإن كانوا لا يشعرون، أو يشعرون ولا يَنطقون.









ذلك أن من أبرز هذه النتائج وأولاها: مبدأ أن "المخلوق" لا يَخضع لمخلوقٍ مثله، يعبده ويقدِّسه، ويتَّخذه صمدًا له في الحياة، وبالتالي يكون لأمره ولرأيه عنده قوةٌ تَملِك عليه قلبه، ولا يستطيع مناقشته، ولا إبداء رأي يُخالفه.









والقرآن قرَّر هذا المبدأ وربَط في كثيرٍ من آياته الواضحة وحدانيَّة الألوهية والخضوع، بوحدانية الربوبية والإنعام، وأرشد إلى أن الألوهيةَ والعبودية ليست لغير الربِّ الخالق المنعم؛ ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 2 - 5]، ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1]، ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الأنعام: 102]، ﴿ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [يونس: 35].










بهذه الآيات ونحوها - وهو كثير في القرآن الكريم - سطَع على الإنسان نورٌ بصَّره أنه لم يُخلق ليُقاد بالزمام، وبهذا النور نفَض عن نفسه قُوى التسخير البشري، وعرَف عزَّته وسلطانه على نفسه وقلبه وحياته، وعرَف أنه لا يخضع لغير خالقه الذي بيده أمره.









ولا ريب أن هذا المبدأ له المكانة الأولى في الأصول المقوِّمة للإنسانية الفاضلة.









وإليك مبدأً آخرَ يَليه، وقد عزَّت به الإنسانية، واتَّخذت منه سبيلها على أساس من معاني السمو الإنساني الذي لا يَعرف الجنسية ولا التعصُّب لذات النفس، وإنما يَعرف الأخوة الإنسانية والرَّحِم الآدمي العام: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].









وجاء في خُطبة الوداع التي تَوَّج بها صاحب الميلاد دعوته: ((أيها الناس، إن ربَّكم واحد، وان أباكم واحد، كلكم لآدمَ، وآدمُ من تراب، أكرَمُكم عند الله أتقاكم، لا فضلَ لعربي على عجمي إلا بالتقوى)).









وفي ظل هذا المبدأ تناسى كثير من الناس الجنسيَّات، وعرَفوا تكاتُف القلوب، واتحاد القوى على إشاعة الخير، والنهوض بالإنسانية العامة.









هذان مبدآن، هما أولى نتائج الميلاد المحمدي، قد انتفع الناس بهما حينًا من الدهر، وتلقَّنهما الغرب من الشرق؛ وسرَت فيهم روح الحرية والاستقلال في البحث والرأي وإدارة الشؤون، كما سرى فيهم رُوح التعاون فيما بينهم، فتكتَّلوا وانتفعوا.









فهل لقادة اليوم - وقد بدت في بعض آفاقنا آياتُ الرجوع إلى عهد التبعية البشرية، وعهد التكتُّل الجنسي - هل لهم أن يسارعوا، فيَقِفوا بجماعات المسلمين عند الحد الذي رسَمه فاطر السموات والأرض؟!









﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ [فاطر: 15 - 17].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.62 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]