|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عيد النحر وقد وافق يوم الجمعة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي الحمد لله موقظ القلوب الغافلة بالوعظ والتذكير، ومفضل الشهور والأيام بعضها على بعض، أحمده سبحانه- على ما يسر لعباده من أداء السنة والفرض، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها يوم العرض، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صاحب الآيات والمعجزات والمقام المحمود، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه الذين نالوا بمحبته أعظم الكرامة والحظ.. أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله - تعالى- وتقربوا إليه بما يرضيه واجتنبوا مساخطه ومناهيه، واعلموا - رحمكم الله - أنكم في شهر حرام تعظم فيه الشعائر والحرمات وفيه يوم عرفة أفضل يوم طلعت فيه الشمس على المخلوقات، وفيه تنزل الرحمات، وتضاعف الحسنات، وتكفر فيه السيئات، وتقال فيه العثرات وتجاب فيه الدعوات، وهذا يوم النحر يوم الحج الأكبر، يوم الإفاضات، وإهداء القربات، وإهراق الدماء، وإراقة الدموع والعبرات، فعظموه- رحمكم الله- بالتكبير والتهليل والتحميد والركوع والسجود وأنواع القربات والإكثار من فعل الحسنات، إن الحسنات يذهبن السيئات وعليكم عباد الله بإراقة دماء الأضاحي؛ فإنه سنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وسنة أبيكم إبراهيم، ففي الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن هذه الأضاحي: ما لنا فيها؟ فقال: بكل شعرة حسنة[1]. فعظموا - رحمكم الله- حرمات الله فإن الله لا يناله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم، وقد وسع لله عليكم في الرزق فاحمدوه واشكروه وتقربوا إليه بما تقرب به نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، فقد روى البخاري ومسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلى ثم نرجع فننحر، من فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم ليس من النسك في شيء)[2]. وفي مثل هذا اليوم خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال في خطبته: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم)[3]، وقال: (لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض)[4]، وفي هذا اليوم يجتمع الحجاج في منى يستكملون مناسك الحج ويتقربون إلى الله بالعج والثج، أي برفع الأصوات بالدعاء والتهليل والتكبير والتحميد فهذا معنى العج، ومعنى الثج: ذبح دماء الهدي والفدى والأضاحي، فبادروا - رحمكم الله- إلى إحياء لسنة أبيكم إبراهيم ونبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا تكونوا ممن بخل وآثر كنز الدرهم والدينار على طاعة الملك الغفار، وبعض العلماء يرى أن الأضاحي واجبة، وبعضهم يرى وجوبها على الموسر دون المعسر، والسنة أن يتصدق منها بثلث ويهدي ثلثًا ويبقي ثلثًا لأهله. فعليكم يا عباد الله بالتوبة والاستغفار، واعلموا - رحمكم الله - أنكم تسيرون إلى الله في كل لحظة، ومن كان سيره جادًا فسرعان ما يصل إلى منتهى مسيره والمنتهى الموت، وما بعد الموت إلا الحساب والجزاء، فاعملوا صالحًا ما دمتم قادرين، قبل أن يختم الكتاب ويعجم على اللسان، وقبل مفارقة الأهل والخلان، وإياكم والغفلة، فإن الغافل ليس مغفولًا عنه!، معه الكرام الكاتبون يحصون عليه الكبير والصغير، وستنشر أمامه صحف أعماله ويقال له أقرأ كتابك؛ عند ذلك تتبين له جريرة غفلته وسوء المنقلب والمصير. جعلني الله وإياكم ممن يعرف الحق ويتبعه. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. والحمد لله رب العالين. [1] المستدرك على الصحيحين (3467) والترمذي (1493) وضعفه الألباني. [2] صحيح البخاري (922) وصحيح مسلم (1961). [3] المستدرك على الصحيحين (19) ومسند الإمام أحمد (22215). [4] صحيح البخاري (121) ومسلم (65).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |