اللجوء إلى الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1482 )           »          فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 6 )           »          الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فضل الصبر على المدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الفرق بين إفساد الميزان وإخساره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3086 - عددالزوار : 331635 )           »          تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، الرازق) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-07-2020, 02:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,365
الدولة : Egypt
افتراضي اللجوء إلى الله

اللجوء إلى الله


الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم






الحمد لله الذي يحيي الأرض بعد موتها، فتصبح مُخضرَّة مُختلِطة بالنبات، مما يأكل الناس والأنعام، إن الله لطيف خبير، أحمده سبحانه له ما في السموات وما في الأرض إن الله لهو الغني الحميد، وأشكره فهو المتفضِّل المنعِم القادر القهَّار على القَبْض والبسط، ﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ﴾ [يونس: 24]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي يُرسِل الرياح فتثير سحابًا فيبسطه في السماء كيف يشاء، ويجعله كسفًا، فترى الودقَ يخرج من خلاله، وينزل من السماء من جبال فيها من برد، فيصيب به من يشاء، ويصرفه عمن يشاء، يكاد سَنا بَرْقه يذهب بالأبصار.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل من أظهر الافتقارَ إلى ربه، والاحتياج إليه، فلازَم الاستغفار، مع أنه مغفور له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر.

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، الذي شرع لأُمَّته الذُّلَّ والانكسار بين يدي ربهم إذا أجدبوا وأقحطوا، وأمَرهم بالشكر إذا أنعم الله عليهم بالخِصب فأكلوا وأرغدوا، وعلى آله وأصحابه ومَن استنَّ بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها الناس:
اتقوا الله تعالى؛ فبتقواه صلاح الدنيا والآخرة، واتقوا اليوم الآخر بفعل طاعته تعالى واجتِناب معصيته؛ فبذلك تأمنون من كلِّ كارثة، واعلموا أن الله سبحانه يبتلي خلْقه بالسراء والضراء، والجدب والخِصب، والقحط والمطر؛ فبالضراء من جدب وقحط يَعلَم صبرَهم ورجوعَهم إليه أو يلجؤون إلى غيره، وهل يشكرونه على السراء من خِصب ومطر وصُنوف النِّعم، أم يُكفرونه ويَنسُبونه لغيره؟ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40].

وليس ما يُنعِم الله تعالى به على خلْقه علامة على المحبة، ولا ما يصيبهم به من أنواع النِّقم علامة على بُغْضه لهم؛ ((إن الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)).

فاللجوء إلى الله تعالى أيها المسلمون بشكر نِعَمه، ونسبتها إليه، ولا تَنسُبوها لغيره، ولا يغرنَّكم ما به الكفار والفُسَّاق من الخِصب وملاذِّ الدنيا وزخرفها، فليست علامة على محبة الله تعالى لهم؛ لأن الدنيا لا تَزِن عند الله تعالى جناح بعوضة، فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 33 - 35]، فهم غافلون عما يُوصلهم إلى الآخرة التي خُلِقوا من أجلها، فهي دار الخُلْد والبقاء، أما المسلمون المطيعون، فهم الذي يعلمون أن الدنيا مَطيَّة إلى الآخرة، فيشكرون الله تعالى على السراء، ويطلبون المزيدَ منها، ويَصبِرون على الضراء والبلوى، ويسألون الله تعالى كشْفَها ودفْعها، ويعلمون أن النَّصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكَرْب، وأن الرخاء مع الشدة، وأن مع العُسْر يُسرًا، ويعلمون أنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفِع إلا بتوبة، ويعلمون أن الله تعالى يُنزل الغيثَ، فينزل من السماء ماء بقَدَر فينشر به بلدة ميتًا، فيحييها كما أحياهم، ويعلمون أن الله يُنزل الغيثَ من بعد ما قنطوا، وينشر رحمتَه وهو الولي الحميد، والمسلمون يعلمون أن امتناع المطر له أسباب، منها: مَنْع الزكاة، والكَذِب، والغش، والخيانة، وتعلُّقهم بغيره، فيمنع عنهم المطرَ؛ ليعلموا أن غيره لا يستطيع إنزاله.

فاتقوا الله تعالى أيها المسلمون، وأتقنوا ما تصنعون وما تعملون، فرَحِم الله امرأ صنع صنعة فأتقنها، ولا تكونوا كمَن قال الله تعالى فيهم: ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الشعراء: 130 - 135]، واحذروا أن تقولوا كما قال قوم هود؛ تَستبعِدون العذابَ، وتستبطئون العقوبةَ والهلاك: ﴿ قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ * إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ * وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 136 - 139].

ودعا نوح عليه السلام قومَه فلم يُجيبوه، فامتنع المطرُ عنهم أربعين سنة، وكذلك أرحام النساء عقمت فلم تَلِد، فقال لهم عليه الصلاة والسلام كما حكى الله تعالى ذلك عنه بقوله تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10- 12].

عباد الله:
إن اللجوء إلى الله تعالى، والتوبة من الذنوب - لمن سُنن الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام؛ فقال تعالى عن آدم وحواء عليهما السلام: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، وعن نوح: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴾، وعن هود: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ﴾ [هود: 52]، وعن صالح: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 61]، وعن شعيب: ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 90]، وعن موسى: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ ﴾ [الأعراف: 151]، وكان نبينا يأمرنا بالاستغفار، ويُخبِر عن نفسه أنه كان يتوب إلى الله تعالى ويستغفره في اليوم والليلة مائة مرة، فتوبوا إلى الله تعالى جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 68 - 70].


بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.82 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]