الأمة الإسلامية بين الحاضر والماضي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1264 - عددالزوار : 137124 )           »          ما هي المصادر التي يأخذ منها الأصوليون علم أصول الفقه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إطلالة على أنوار من النبوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تخريج حديث "إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حالات صفة صلاة الوتر على المذهب الحنبلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من هو السُّنِّي؟ وهل يخرج المسلمُ من السُّنَّة بوقوعه في بدعة جاهلًا أو متأولًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4944 - عددالزوار : 2044124 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4519 - عددالزوار : 1313295 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5590 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8193 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > استراحة الشفاء , قسم الأنشطة الرياضية والترفيه > استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات
التسجيل التعليمـــات التقويم

استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2024, 11:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,005
الدولة : Egypt
افتراضي الأمة الإسلامية بين الحاضر والماضي

الأمة الإسلامية بين الحاضر والماضي


أحمد المراغي

قال - تعالى -: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 139 - 140].

إن التحدِّيات التي تواجه الأمةَ الإسلاميَّة اليومَ تستوجب علينا دراسةَ واقع الأُمَّة بكلِّ موضوعيَّة وأمانة؛ لأنَّ الواقع الآن لا يُمكن إغفالُه أو التهرُّب منه بحالٍ من الأحوال، وحتى نستطيع أن نتكاتَف ونَجمع شَمْلنا للتصدِّي لهذه النَّكبات التي تواجِه أُمَّتنا اليوم.

وإنَّ ما يحدث اليوم لتمزيق وَحْدة الأُمة يَدفعنا إلى التحرُّك السريع والمدروس؛ لإعادة وتحقيق الوحدة للأُمَّة الإسلامية عملاً لا شعارًا، ويَدفعنا لتعبئة كلِّ الجهود لمواجهة الخطر الذي يُمزِّق أوصال أُمَّتنا الإسلاميَّة ويُهدِّدنا جميعًا، مع فتْح كلِّ الأبواب من أجْل التقدُّم العلمي للنهوض بالأُمة الإسلاميَّة، وَفْقًا لَما نادى به دينُنا الإسلامي، وما يتناسَب مع تعاليم شَرْعنا الحنيف.

تعيش أُمَّتنا الإسلامية اليوم حِقبة من أشد الحِقَب حَرَجًا، وتُعاني أشدَّ المعاناة، من جرَّاء ما نزَل بها من الشدائد والمِحَن، وعلى الرغم من جَسَامة هذه المحنة - أعني: تمزيق أوصال الأمة الإسلاميَّة - فإن الاستسلام لها لهو أشدُّ خطرًا من المحنة ذاتها، بل إنَّ الذي يجب علينا في ظلِّ هذه الظروف - كأُمَّة لها أمجادٌ - أن نتكاتَف ونَجمع شَمْلنا؛ لمواجهة هذه التحدِّيات، واستعادة أمجاد أُمَّتنا، ولنا أن نَعلمَ أنَّ في الاتحِّاد قوَّةً، وفي التفرُّق ضَعْفًا، لنا أن نجعلَ من ذلك دافعًا لأن نكون يدًا واحدة، وأن نعملَ على نزْع الفُرقة والنزاع من بيننا؛ حتى نستعيدَ أمجاد أُمَّتنا الخالدة، وإنَّ الناظر لواقع الأُمَّة الإسلاميَّة اليوم - بكلِّ ما فيه من الأَسى - يتذكَّر حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي قال فيه: ((يوشِك الأُمم أن تَدَاعى عليكم، كما تداعى الأَكَلة إلى قَصْعتها))، فقال قائل: مِن قلة نحن يومئذٍ؟ قال: ((بل أنتم كثير، ولكنَّكم غُثاء كغُثاء السَّيْل، ولينزعنَّ الله من صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهن))، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: ((حُب الدنيا، وكراهية الموت))؛ رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والطبراني في الكبير عن ثوبان، وهذا هو واقع الأُمَّة الإسلاميَّة اليوم.

إنَّ افتقاد الأُمَّة الإسلاميَّة للقوة والإرادة لهو من الأسباب التي أدَّت إلى السقوط الحضاري والسقوط السياسي والثقافي، فتَفَتَّتت الأُمَّة وتبَعْثَرت، وتمزَّقت رُقعة التفكير في الوَحْدة وإعادة أمجاد الأُمَّة، فما عاد واقعنا اليوم كماضينا، وما أظنُّ أنَّ واقِعنا اليوم يحتاج إلى شواهدَ أو إسقاطات تاريخيَّة، وعَجْز الأمة عن استعادة أمجادها وحماية تاريخها المؤصَّل، كلُّ ذلك وغيره يشكِّل مواطنَ الضَّعف التي أُوتِينا من قِبَلها، وصِرنا هدفًا للغرب يُسيطر ويُهيمن عليه، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله، وعلينا أن نعلمَ أنَّ العالَم الغربي بجميع طوائفه ليس له هدفٌ إلاَّ تفكيك العالَم الإسلامي، وتشريد المسلمين، وتقسيم البلاد إلى دويلات صغيرة، وذلك هو الواقع الذي يعمل من أجْله الغرب؛ وذلك للأسباب الآتية:

أولاً: العمل على تقسيم العالَم الإسلامي، وإضعاف شأنه في جميع المجالات، وشَغْل العالَم الإسلامي بقضايا فرعية من شأنها تمزيق وَحْدته، ونشْر الكراهية بين جميع فئات المجتمع؛ حتى لا تكون للإسلام قوَّة، وحتى لا يكون للمسلمين شأنٌ.

ثانيًا: يَسهُل بعد ذلك الاستيلاء على ثروات الشعوب، واستخدامها كسلاح لِمُحاربة الإسلام والمسلمين، وما حدَث في بعض البلاد الإسلاميَّة خيرُ شاهدٍ على ذلك، وظهور النيات السيِّئة المُبَيَّتة ضد العالَم الإسلامي والعالم العربي على وجْه الخصوص.

ثالثًا: الانفراد بكلِّ السَّطوة والقوة؛ حتى يمكنَ السيطرةُ على العالم أجمع، والقضاء على أيِّ قوة إسلامية تحاول الظهور، واستخدام القوة لإخمادها بأيِّ حال من الأحوال.

وتلك حقائق مؤكَّدة لا تَقبل التزييف، والواقع يشهد بذلك، فواجبٌ علينا - كأُمَّة مسلمة لها تاريخ مؤصَّل وعريق - أن نأخُذَ هذه الأسباب بعين الاعتبار؛ حتى لا يتفاقم الأمر، وحتى نستطيع أن نَقِفَ وجْهًا لوجْه أمام أي عدوٍّ أراد أو يُحاول تفكيكَ وَحْدة الأُمة.

وإذا رَجَعنا إلى تاريخ أسلافنا، فإننا نَجد أنَّ الدولة الإسلامية عندما قامت، قامَت على أُسسٍ ومبادئَ وقِيَم إسلامية، وعلى نَبْذ العصبيَّة الجاهليَّة والعُنصريَّة، عندها ساد التآلُف وتوحَّدت عناصر الأمة الإسلامية، فكان ذلك نموذجًا في تأسيس الدولة الإسلامية في مُدة زمنيَّة محدودة، وأما اليوم، فإننا نحتاج إلى عمل جاد دائمٍ ودؤوب في جميع المجالات؛ لتقوية دعائم الأمة الإسلامية لمواجهة هذه الظروف والتحدِّيات التي تُواجه الأُمة الإسلاميَّة اليوم، والتكامل الفردي والجماعي بين الأفراد والجماعات في المجتمع المسلم؛ حتى نَلحق بالرَّكب الحضاري، ويتحقَّق الهدف، وتتحقَّق وَحْدة الأمة الإسلامية؛ عملاً بقول الله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103].

لقد حافَظ المسلمون الأوائل على هذه القوَّة، وعَمِلوا على أن تكون الدولة الإسلامية هي الأقوى، وتلك هي القوة والإرادة لهؤلاء الرجال الذين صنعوا التاريخ لنا، تاريخًا نَفخر به، وجاء دور الخُلفاء، فحافظوا على قوَّة الدولة الإسلامية، بل وزادوا في رُقعتها وقوَّتها قوَّة فوق قوة، فكانت الفتوحات الإسلامية التي لَم يَسبق لها مثيلٌ، ودانَت الأرض من مَشرقها إلى مغربها لدولة الإسلام، وسادَت الهُويَّة الإسلاميَّة بما فيها من حضارة، وتأثَّرت بها الحضارات المجاورة، وإنَّ التاريخ لخيرُ شاهدٍ على ذلك.


فيا ليْتَ لنا أن نُعيد أمجاد أُمَّتنا، ونستعيد ماضينا العريق، لقد كان لأُمَّتنا الإسلاميَّة تاريخٌ وأمجاد وحضارة، وحاوَل الغرب المستحدَث طمْسَ هُويَّتنا الإسلاميَّة بكلِّ مَعالمها، ولكنَّه لن يستطيعَ؛ لأنَّ أمة الإسلام قامَت على أركان وأُسس قويَّة منذ تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، ومرورًا بالدولة الإسلاميَّة في بلاد الشام ودمشق، ثم بعد ذلك الدولة العباسيَّة، حتى امتدَّت دولة الإسلام إلى مصر والمغرب العربي، ثم الغرب الأوروبي وجنوب فرنسا، ودولة الأندلس بكلِّ حضارتها الإسلاميَّة، والعالَم كله يشهد بذلك المجد العريق.

فإنَّ الأُمَّة الإسلامية اليوم تحتاج إلى أن تتضافَر الجهود كلٌّ في مكانه ومجاله - حُكَّامًا ومحكومين، أفرادًا وجماعات - لإعادة هذا المجد المنشود؛ حتى يعلوَ شأْن الأمة الإسلامية، ولسوف يكون ذلك بعون الله؛ فالله لا يرضى لأمة الإسلام المَذَّلة، وإنَّ غدًا لناظرِه لقريب.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.40 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]