حوار أمام المرآة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1389 - عددالزوار : 140521 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-05-2021, 02:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,163
الدولة : Egypt
افتراضي حوار أمام المرآة

حوار أمام المرآة
صفية محمود


يا له من نقاءٍ! إنها أخيرًا مرآتي الجديدة، انتظرتُها كثيرًا حتى مللتُ، وألححتُ في طلبِها حتى استحييتُ، وَلَكم نسِي زوجي مَطلبِي في زحمةِ المشاغلِ والأعباء، فأجَّلني إلى غَدي، ومن بعدها غد، ولكنَّها الآنَ أمامي، حبيبٌ جاءَ على فاقةٍ، فبين المَرأةِ والمِرآة قرابةٌ، والفرقُ بينهما همزة، تزولُ في همسةٍ، أصبحتْ في مكانِها الآن، مرآتي الفقيدة! أحقًّا في سرَّاحتي؟ قال: لا تعجَلِي، أرسلتُ في طلبِ النجَّار، ولكن ما رأيُكِ؟ أفلا تنظرين؟ فقلت: بلى، فعجِبتُ من جودتِها، وحسنِ صنعتِها ونقاوتِها، فكأنما هي صِيغَت من لُجَين، فشكرتُ لزوجي ما دفع وما حمل ومنح.

سارعتُ كي أراها بعدما خَلَتْ منها حُجْرتي، واشتدت إليها لهفتي.

الآن وضعَها النجارُ في مكانها ومضى، فنظرتُ فيها أُعدِّل ما ظَهر من زينتي، ولكن شغَلَني عنها ما رأيتُ للحظتي.

يا ويحي، ماذا أرى؟! إنها شعرةٌ بيضاءُ في مَفرِقي! دققتُ النظر وحققتُ: أهي حقيقة، أم تراها لصيقة؟ خيطٌ أبيضُ أثاره الهواء فعلق برأسي، أم لعلَّه غبار أو هباء؟ تراجعتُ إلى الوراء ثم تقدَّمتُ خطواتٍ، لكنَّها الحقيقة، شعرةٌ بيضاء في مفرقي!
متى وكيف حلَّت ولم أنتبه لها؟
كيف تسلَّلتْ ولم أشعر بها؟!
يا لمكرها من زائرة!

تذكرتُ سنينَ الصبا، وهذا العمر كيف مضى، توالت عليَّ ذِكرى السنين تترى، كم غفلةٍ مرتْ، وكم هَنَةٍ تولَّتْ!
تُرى هل سُجلت عليَّ ذنوبُ السنين؟
وهل أُحصيت عليَّ شتى العيوب؟
جلستُ أبكي، العمرُ قد مرَّ، والأجل قد طل، وما زلتُ في سكرتي، فتعالَت أنَّتِي، وضاعتْ فرحتي بمرآتي الجديدة، لكنها الحقيقة، تُبْتُ في دقيقة، وأسرعتُ إلى الحقيبة، تناولتُ هاتفي، اتصلتُ على صديقة: أختاهُ، أسعفيني على الفور، ألم تقولي لي: تَحَجَّبِي؟ الآنَ عليَّ بالنقاب، ودُلِّيني على الصحابِ، وأخبريني يا حبيبة، هل لي من وسيلة، لغسل ذنوبي القديمة؟


تداعتْ إلى رأسي الأفكار، فقلتُ: إنها عُمرة، ويا له من وقتٍ! إن زوجي يستعد لعمرة عن أبيه، فوافقَ على الفور، وقال: يا حبيبة، دُمْتِ لي رفيقة، تجهزتُ لعُمرتي، وقلتُ لمرآتي: أردتُكِ لأُزين ظاهري، فَعَلَّمتني أن أزين قبله باطني.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.08 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]