|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وجهة نظر في اختبارات القدرات والتحصيلي أ. عاهد الخطيب مرحلة التعليم الجامعي هي المرحلةُ التالية للمدرسة الثَّانوية، والأصل أن ينتقل الطَّلبةُ بين المرحلتين بسلاسة، ويوزَّعون على التخصُّصات وَفقًا لرغباتهم، وبناء على معدَّلاتهم العامَّة العادلة والموثوقة التي تحصَّلوا عليها من دراستهم الثانويَّة، دون الحاجة إلى اختباراتٍ وسيطة يقوم بها طرفٌ ثالث بين المدرسة والجامعة؛ كما يَجري الآن؛ بسبب منح المدارس لطلبتها درجات مرتفعة وغير مستحقَّة في كثيرٍ من الأحيان لمعظم الطلَّاب، خصوصًا في المدارس الخاصَّة؛ ممَّا يؤدِّي لنقص العدالة، التي يتطلَّب تحسينها إجراء اختباراتٍ مستقلَّة ونزيهة، تعوِّض عن العدالة المفقودة في نتائج المدارس الثانوية. لا جدال في أنَّ إعادة صياغة نظام التقييم بهذه الاختبارات الشاملة مع نظام المراقبة الدَّقيق هو في مصلحة العمليَّة التعليميَّةِ، وينطوي على مستوًى أعلى من العدالة، ولكن يبقى هناك تساؤل هامٌّ: إن كان المبرِّر الأساسي لإجراء هذه الاختبارات هو ضعْفَ نظام التقييم في المدارس وضعْفَ ثقتنا به، فكيف نضع ثقتنا في الأصل في مخرجات التعليم لهذه المدارس؟ لأنَّ جلَّ ما نفعله هو إعادة اختبارهم بنفس ما لديهم من حصيلة علميَّة اكتسبوها في المدارس ذاتها، دون إضافات تُذكَر سوى بعض التدريبات الإضافيَّة التي تقوم على نماذج اختبارات سابقة أو مراجعات من مذكرات وكتب خارجيَّة، فهل يشكِّل هذا إضافة نوعيَّة لحصيلة الطلبة العلمية؟ أليس من الأجدر أن تنصبَّ الجهود على رفع مستوى التعليم والتقييم في المدارس، وتحسين كفاءة المدرِّسين عمومًا، والمرحلة الثانوية خصوصًا؛ ليَحصل الطالب بعدلٍ على ما يستحقُّه فعلًا من درجاتٍ، تعكس أداءَه الحقيقي لثلاث سنوات من التعليم الثَّانوي، يكون كافيًا لتحديد قبوله أو رفضه في تخصُّصٍ جامعيٍّ معيَّن، فإن لم يتحقَّق هذا الهدف لشروط يصعُب تلبيَتُها من قِبَل المدارس - خصوصًا في نزاهة تقييم طلبتها - فلا أقلَّ من أن تكون النسبة المحتسبة للمدارس ضمن المعدل العام - مهما تضاءلَت - ذات مصداقيَّة. ما يجري حاليًّا من احتِساب كامل الدرجة المدرسيَّة كنسبة مئوية لا تتعدى وزن أحد الاختبارات - إنما هو تقزيمٌ وتهميش لدور المدارس، وتَشجيع لها على المزيد من التمادي بمنح الطَّلبةِ جميعهم أكثرَ ممَّا يستحقُّونه؛ ممَّا يقود بطبيعة الحال إلى فجوة أكبر في تطبيق العدالة بانحِسارها عن الطَّلبة المتميزين لصالح الضُّعفاء، إضافة إلى أنَّ ذلك يقود بشكلٍ تلقائي إلى مزيد من إهمال الطَّلبة لدروسهم؛ لشعورهم بأنَّهم في نهاية الأمر سيَحصلون على درجاتٍ مدرسية متقاربة مهما بذلوا من جهد.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |