من مشكاة النبوة (6) "أين ابن عمك؟" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4869 - عددالزوار : 1852739 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4436 - عددالزوار : 1191889 )           »          قصَّة موسى في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 136 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 1262 )           »          عين جالوت - معركة رمضانية ظافرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          الوزير نظام الملك أبو علي الطوسي‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          طريقة عمل البطاطس المحشية باللحمة المفرومة.. سهلة وبتشبع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          4 خطوات لتنفيذ المكياج التركى موضة 2025.. هتبقى شبه "توركان سوراى" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          طريقة عمل كيك الحرنكش.. مشبعة وطعمها حلو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          نباتات وزهور يمكن وضعها في مطبخك للتخلص من الروائح المزعجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-02-2022, 08:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,188
الدولة : Egypt
افتراضي من مشكاة النبوة (6) "أين ابن عمك؟"

من مشكاة النبوة (6)












"أين ابن عمك؟"








حسام بن عبدالعزيز الجبرين










الحمد لله الخبيرِ الرقيبِ العليم، الأكرمِ الجميلِ العظيم: ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [النحل18]، وأشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له رؤوفٌ حكيمٌ حليم، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، المصطفى المختار صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الأخيار؛ أما بعد:



فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، ومجاهدة النفس والشيطان لنيل درجة الإيمان والإحسان: ﴿ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل30].







عباد الرحمن، أخبار السيرة النبوية ترطِّب جفاف النفس، وتزيد الإيمان وتُنير بصيرة المسلم، فتعالوا إلى موقف نبوي من السيرة العطِرة، ثم نقف مع بعض فوائده، فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: "ما كانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أحَبَّ إلَيْهِ مِن أبِي تُرَابٍ، وإنْ كانَ لَيَفْرَحُ به إذَا دُعِيَ بهَا، جَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا في البَيْتِ، فَقَالَ: أيْنَ ابنُ عَمِّكِ فَقَالَتْ: كانَ بَيْنِي وبيْنَهُ شيءٌ، فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِندِي، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِإِنْسَانٍ: انْظُرْ أيْنَ هو، فَجَاءَ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هو في المَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُضْطَجِعٌ، قدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عن شِقِّهِ فأصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمْسَحُهُ عنْه وهو يقولُ: قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ"؛ أخرجه الشيخان.







الوقفة الأولى:



تواصل النبي صلى الله عليه وسلم مع ابنته في بيت الزوجية وتعاهدها بالزيارة، فلم يقف عند حقِّه كأب ينبغي أن يكون هو المقصود بالزيارة، وإنما كان يبادر بزيارتها في بيتها، كما كانت هي أيضًا تزوره في بيته في مشهد من تعاطي العطف الأبوي بين المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيدة نساء العالمين رضي الله عنها.







الوقفة الثانية:



الأدب العالي والذوق الرفيع لدى فاطمة رضي الله عنها حينما عبَّرت عما جرى بينها وبين زوجها بتعبيرٍ لطيفٍ مجمل: "كانَ بَيْنِي وبيْنَهُ شيءٌ، فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ"، ولم تسترسل بذكر التفاصيل، ولم تعرِّج على تحديد المسؤولية في الخطأ، وإنما جعلته أمرًا مشتركًا "كانَ بَيْنِي وبيْنَهُ شيءٌ".







أيها الأحبة، إن الزوجة عندما تجعل لسانها نافذةً مفتوحةً على بيتها في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، فإنها تفقد خصوصيتها وتوسِّع دائرة مشاكلها ولا تتحكم في التداعيات التي تنتج من دخولِ أطرافٍ عديدةٍ في مشكلة صغيرة.







الوقفة الثالثة:



تجاوب النبي صلى الله عليه وسلم مع الإجمال بترك الاستفصال، فلم يسأل فاطمة ما الذي جرى بينكما؟ ولم يُحْوِجها إلى سردِ تفاصيلِ ما جرى، وإنما تجاوز ذلك بالبحث عن زوجها الذي خرج غاضبًا!







فالتعامل مع المشاكل الزوجية العابرة دون الدخول فيها يجعلها صغيرة عابرة!







الوقفة الرابعة:



تَعَامُلُ النبي صلى الله عليه وسلم مع زوج ابنته الذي غاضبها بأبوَّة حانية تشعره أن أبوة النبي صلى الله عليه وسلم شاملة لهما جميعًا، فهو صلى الله عليه وسلم الذي يأتي إليه وهو نائم ويَمسح بيده الشريفة التراب عن جنبه ويلاطفه: "قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ"، وهي ملاطفة تؤنس النفس، فقد كنَّاه كُنية مأخوذة من حالته، ولم يعاتب على مغاضبته لابنته مع رفيع منزلتها عنده!







نفعني الله وإياكم بالكتاب والسنة، وبما فيهما من الآي والحكمة واستغفروا الله إنه كان غفارًا.







الخطبة الثانية



الحمد لله، أما بعد:



فمن الوقفات مع القصة السابقة: الحكمة في تصرُّف علي رضي الله عنه في التعامل مع بعض الخلافات الزوجية التي يكون الغضب حاضرًا فيها، فإن خروجَه من البيت وقيلولته في المسجد، قاطعٌ لتواصلِ الكلام وبعْدٌ عن الخصام وفرصةٌ لتهدأ المشاعر، ويسكن الغضب وتعود النفوس إلى طبيعتها من المودة والرحمة.







الوقفة السادسة:



فضيلة علي رضي الله عنه وعلو منزلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث إنه سأل عنه ثم مشى إليه ومسح التراب عن جنبه، وكنَّاه ولم يعاتبه في شيء.







الوقفة السابعة:



بقي أثرُ هذه الملاطفة عذبًا في نفس علي رضي الله عنه واستمر سروره بها غامرًا، فكان أحب ما يُدعى به "أبو تراب"، قال سهل بن سعد رضي الله عنه: "ما كانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أحَبَّ إلَيْهِ مِن أبِي تُرَابٍ، وإنْ كانَ لَيَفْرَحُ به إذَا دُعِيَ بهَا"، وبعد:







إن الصلاةَ على النبيِ هدايةٌ

فلتتخذ منها لدينك سُلَّما


ترقى بها عند الإله فردِّدوا

صلى الإله على النبي وسلَّما










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.66 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]