|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من أقوال السلف في الشكر فهد بن عبد العزيز الشويرخ الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن أسماء الله الحسنى: الشكور, والشاكر, قال الله عز وجل: {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء:147] وقال سبحانه تعالى: {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التغابن:17] وللشكر منزلة عظيمة في الدين, تكلم عليها أهل العلم, منهم العلامة ابن القيم رحمه الله, في كتابه القيم النافع " عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين " قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: الكلام على الحمد والشكر كثير...ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتاب: " عدة الصابرين " لابن القيم, فإن فيه فوائد قد لا يجدها في غيره للسلف أقوال في الشكر, يسّر الله الكريم فجمعت بعضاً منها, الله أسأل أن ينفع بها الجميع.
** قال الإمام القرطبي رحمه الله: حقيقة الشكر الاعتراف بالنعمة للمنعم, وألا يصرفها في غير طاعته ** قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الشكر للقلب محبة وإنابة, وللسان ثناءً وحمداً, وللجوارح طاعةً وخدمة. وقال: الشكر يكون بالقلب خضوعاً واستكانةً, وباللسان ثناءً واعترافاً, وبالجوارح طاعةً وانقياداً. ** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: الشكر يكون بالعمل, كما يكون باللسان, كما قال الله تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ } [سبأ:13] ** قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: الشكر هو: اعتراف القلب بنعم الله, والثناء على الله بها, وصرفها في مرضاة الله تعالى, وكفر النعمة, ضد ذلك. ** قال العلامة العثيمين رحمه الله: الشكر يكون بالقلب, وباللسان, وبالجوارح. الشكر بالقلب أن يعتقد الإنسان بقلبه أن هذه النعمة من الله عز وجل وحده, فيحب الله سبحانه وتعالى لهذا الإنعام...لأن النفوس مجبولة على محبة من يحسن إليها وأما الشكر باللسان فأن يتحدث الإنسان بنعمه لا افتخاراً, بل شكراً, قال الله تعالى: ﴿ {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} ﴾ [الضحى:11] وأما الشكر بالجوارح فأن يقوم الإنسان بطاعة الله, ويصرف هذه النعمة لما جعلت له, فإن هذا من شكر النعمة.
أكثر الخلق لا يشكرون نعم الله عز وجل: ** قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الشكر...قلة أهله في العالمين تدلُّ على أنهم هم خواصه, كقوله: ﴿ {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } ﴾ [سبأ:13] ** قال العلامة ابن باز رحمه الله: أكثر الخلق لا يشكرون نعم الله عز وجل, كما قال سبحانه: ﴿ {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} ﴾ [سبأ:13]فهذا يُنبئ الإنسان على عِظمِ هذا الخطر وأن الغالب على بني آدم مع كرم الله سبحانه وتعالى عليهم وإحسانه إليهم-عدم الشكر فيأخذ الإنسان من هذا العِبرة والعِظة ويُحاسب نفسه ويجاهدها لعله يكون من الشاكرين القليلين
** قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال الله تعالى: ﴿ {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} ﴾ [الإسراء:3] قيل: إنه كان يحمد الله على طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كله .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله ليرضي عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها, أو يشرب الشربة فيحمده عليها.)) والظاهر أن الشكور هو: الذي يعمل بجميع الطاعات القلبية والقولية والعملية, فإن الشكر يكون بهذا وبهذا.
والشكر....أمر الله به ونهى عن ضده, وأثنى على أهله, ووصف به خواص خلقه, وجعل غاية خلقه وأمره, ووعد أهله بأحسن جزائه, وجعله سبباً للمزيد من فضله, وحارساً وحافظاً لنعمته. وأخبر أن أهله هم المنتفعون بآياته, واشتق لهم اسماً من أسمائه
أحداها: اعترافه بنعمة الله عليه. والثاني: الثناء عليه بها. والثالث: الاستعانة بها على مرضاته.
** قال العلامة ابن القيم: قيل: الشكر قيد النعم الموجودة, وصيد النعم المفقودة.
& يشكر القليل من العمل والطاعة ويشكر الحسنة بعشرة أمثالها إلى أضعاف مضاعفة & ويشكر عبده بأن يُثني عليه بين ملائكته وفي ملئه الأعلى, ويلقى له الشكر بين عباده ويشكره بفعله. & ومن شكره سبحانه أنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً, ولو أنه مثقال ذرة. & ومن شكره: أنه يجازي عدوه بما يفعله من الخير, والمعروف في الدنيا, ويخفف به عنه يوم القيامة, فلا يضيع عليه ما يعمله من الإحسان, وهو من أبغض خلقه إليه. & ومن شكره أنه غفر للمرأة البغي بسقيها كلباً كان قد جهده العطش حتى أكل الثرى, وغفر لآخر بتنحية غصن شوك عن طريق المسلمين, فهو سبحانه يشكر العبد على إحسانه إلى نفسه, والمخلوق إنما يشكر من أحسن إليه. & وأبلغ من ذلك أنه هو الذي أعطى العبد ما يحسن به إلى نفسه وشكره عليه, بل شكره على قليله بالأضعاف المضاعفة التي لا نسبة لإحسان العبد إليها, فهو المحسن بإعطاء الإحسان وإعطاء الشكر, فمن أحق باسم الشكور منه سبحانه ؟ & ومن شكره سبحانه أنه يُخرجُ العبد من النار بأدنى مثقال ذرة من خير, فلا يضيع عليه هذا القدر. ** قال العلامة السعدي رحمه الله: & هو تعالى الشكور لعباده, الذي يغفر الكثير من الزلل, ويقبل القليل من العمل. & إذا أخلص العبد عمله ضاعفه بعير حساب, وجعل القليل كثيراً, والصغير كبيراً. & يتحمل عبده من أجله بعض المشاق فيشكر الله له ويقوم بعونه, فتنقلب تلك المشاق والمصاعب سهولات, وتلك المتاعب راحات.
قال: وهذا أصحّ الأقوال, لأن نصوص الكتاب والسنة إنما تُفضل بالإيمان والتقوى.
وفي الختام فقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله أنّ: " أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر, كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها واتصف بضدها." فلنجاهد أنفسنا أن نكون دائماً ممن يشكر الله عز وجل على كل حال, في السراء والضراء
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |