ما شـاء الله أبشر بفلسطين حـرة عـربيـة! د. أكـرم حجـازي

[خادمة الجهاد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله أبشر بفلسطين حرة عربية!

في الأيام القليلة الماضية وجهت قناة الجزيرة سؤالا عما يعنيه مرور أربعين عاما على ما يسمى بالنكسة وبماذا يذكر؟ واستهدف السؤال عينة عشوائية إعلامية من المواطنين العرب من مختلف الشرائح العمرية مع مراعاة التنوع في البلدان. أما الإجابات فتوزعت بين الجهل المطلق بالتاريخ أو الرفض المطلق لتذكره أو الحياء من عدم الإجابة أو حتى كما قال المذيع الخلط في الإجابات إلى درجة جعلت من فلسطين جزء من الأراضي المصرية! حتى أن عبد الصمد ناصر كاد ينفجر ضحكا على الإجابات فعقب بجملة السبات العميق لأمة لم تعد تدري تاريخها المستمر،
فكيف تتذكر تاريخا مضى؟

ولعل من شاهد الاستطلاع فوجئ بحجم الجهل المرعب في قضية من المفترض أنها تحظى بالأولوية،
والحقيقة أن الجهل قديم قِدَم القضية ذاتها. وسأذكر بعض المشاهد التي قرأت عنها وأخرى عشتها بنفسي،
قبل أن نتساءل من هو المسؤول عن هذا الجهل؟ ومن يروج له؟

المشهد الأول: دراسة مركز الأبحاث الفلسطيني
ففي شهر شباط من سنة 1970 أصدر مدير المركز أنيس صايغ دراسة بعنوان "الجهل بالقضية الفلسطينية: دراسة في معلومات الجامعيين العرب عن القضية الفلسطينية"، وهي دراسة ميدانية صغيرة أجريت على نخبة مثقفة من طلبة الجامعات المصرية واللبنانية استهدفت اختبار المستوى المعرفي لهم في جوانب تاريخية وسياسية بسيطة للقضية الفلسطينية. وقد اختيرت الجامعات المصرية واللبنانية باعتبارها أكثر الجامعات حراكا سياسيا حول القضية الفلسطينية آنذاك وطلابها أكثر الطلبة العرب ثقافة ومعرفة بالقضايا العربية وعل الخصوص القضية الفلسطينية،
كما أن التوقيت الذي أجريت به الدراسة تميز بالغليان الشعبي خاصة بعد حرب العام 1967.

المهم أن الاختبار أُجري على 112 طالبا من أصل 200 طالب. إذ تغيب نحو 88 طالبا عن الاختبار، وضمت العينة 73 فلسطينيا و33 عربيا بينهم 21 مصريا و12 أردنيا و6 آخرين من لبنان والعراق واليمن والبحرين. ومن بين الأسئلة المطروحة عبَّر 70% منهم عن اهتمام كبير جدا بالقضية الفلسطينية و27% عن اهتمام كبير و3% عن اهتمام متوسط. أما نتائج الاختبار فكانت على عكس درجة الاهتمام تماما. إذ كشفت عن مستوى معرفي بالقضية
لا يزيد عن 17.846% فقط. والأطرف في الدراسة أن بعض أفراد العينة هم من طلبة الدراسات العليا.

المشهد الثاني: وقائع انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر 1988 (دورة الوحدة الوطنية)
كنت حينها في السنة الثالثة من الدراسة في الصحافة وعلوم الاتصال، وصادفت محاضرة مقررة في مادة صحافة الرأي. وكانت الأجواء الفلسطينية والعربية ملتهبة تنتظر ما ستؤول إليه مقررات المجلس الوطني الفلسطيني بسبب التمزق الفلسطيني الذي خلفه الغزو الإسرائيلي للبنان وانشقاق حركة فتح ومنظمة التحرير، وتكاد الصحافة التونسية والجزائرية لا تترك شاردة ولا واردة فضلا عن الصحافة العربية والدولية التي لم يكن لديها آنذاك حدثا كالحدث الفلسطيني، وبما أننا في القسم طلبة صحافة وفي مادة الرأي فقد استغل أستاذنا آنذاك الحدث وطلب منا مناقشة البيان الختامي للمجلس الذي صدر قبل يوم بالضبط. فأطبقت صامتا لأعطي الفرصة للزملاء باعتباري فلسطيني ولا يجوز أن أتذاكى على زملائي. ففوجئت وفوجئ أستاذنا بصمت مطبق! حاول الأستاذ الشرح قليلا ساعيا إلى استنطاق الطلبة بشتى الوسائل ولكن بلا جدوى. فأخذتني الحمية وانفجرت غاضبا على هذه النتيجة لأنني شعرت بإهانة لأن أحدا لا يهتم بنا لا أحياء ولا أمواتا ولا حتى على مستوى الخبر، أيعقل أن يكون الحدث في قلب المعهد والتخصص
ولا يدرك أحد علامَ يتحدث؟ لاحظ الأستاذ غضبي، ولاحظه بعض الزملاء، وقال لي أحد الزملاء: هوِّن عليك،
فالقضية الفلسطينية باتت منذ زمن من اختصاص الخبراء والأمراء واليهود! وأحسب أنه صدق.

المشهد الثالث: مختلط
في بعض البلدان العربية كانوا يسألوننا:
هل أبي عمار هو ياسر عرفات؟
من أين أنت؟
فنقول من فلسطين.
من أين بفلسطين؟
فنجيب من حيفا،
هل ستعودون في الإجازة إلى حيفا؟

وفي مشهد آخر رواه لي العديد من الأصدقاء يسأل فيه بعض المواطنين العرب:
من أين أنت؟
فنجيب من فلسطين.
فيقول هل عندكم مساجد؟
قلنا: نعم.
فيقول متى ستعودون إلى بلادكم؟
قلنا لهم: إنها محتلة من قبل اليهود ولا نستطيع العودة، فيستغرب إلى حد الدهشة،
فنسأله: ما بك؟ فيجيبنا بسؤال:
هل يعرف طويل العمر أن بلادكم محتلة؟
قلنا: هذه لا نعرفها، فربما يعرف وربما لا يعرف.

وفي مشهد أحلى وأحلى، كنا قد خرجنا من أسر اليهود وألقوا بنا في دولة عربية،
ومن شدة شوقنا للحديث مع الناس والأهل وأشقائنا كانوا، وكلما التقيناهم، يتصدقون علينا بالقول:
لو أن بلادنا بجانب بلادكم لحررناها لكم!
فنسألهم: هل تعرفون أين تقع بلادنا؟
فيطبقون صمتا.

المشهد الرابع: طلبتي في الجامعة
من بين المواد التي كنت أدرسها مادة علم اجتماع الدولة للسنة الرابعة علم اجتماع. وبعد بضعة أيام من استشهاد الشيخ عبد العزيز الرنتيسي خرج الطلبة عن بكرة أبيهم في مظاهرات احتجاجية كالتي خرجوا بها إثر استشهاد
الشيخ أحمد ياسين. وكنت أشرح لهم في إحدى المحاضرات عن تكون الدولة وضربت لهم مثلا بتكون دولة اليهود
وأنا مستغرق بالشرح لاحظت وكأن طرشا أصابهم فرابني أنهم لا يعرفون عما أتحدث،
فسألتهم: هل تعرفون متى قامت إسرائيل؟
فصمتوا،
فغيرت السؤال: هل تعرفون متى اغتصبت فلسطين؟
فصمتوا؟
فقلت: هل تعرفون لماذا خرجتم في المظاهرات؟
فنظروا إلى بعضهم البعض.

فاقترحت عليهم ورقة صغيرة بدون ذكر للاسم كي يجيبوا على السؤال: متى قامت دولة إسرائيل؟ أو متى اغتصبت فلسطين؟ وذهبت إلى القاعة المجاورة لزميلي وطلبت منه أن يقوم بنفس العمل مع طلبته من السنة الثالثة على أن يسلمني الإجابات بعد انتهاء المحاضرات. فقمت بتصنيف الإجابات لنحو 170 طالبا وطالبة فوجدت العجب العجاب:
· فهم اختاروا الإجابة على تاريخ قيام إسرائيل وتجنبوا تاريخ اغتصاب فلسطين معتقدين أن هذا حدث وهذا حدث آخر. فجاءت الإجابات سنة 1921 أو 1987 (الانتفاضة الأولى) 1998 (انتفاضة الأقصى)
أو 2003 أو 1970 أو 1920 أو 1967 أو 1994 (اتفاقية أوسلو).

مجموعة أصرت على أن إسرائيل لم تقم ولن تقوم أبدا! وكأنهم خرجوا بمظاهرات لمنع قيامها
وليس بسبب استشهاد الشيخين.
17 طالب وطالبة هم فقط من أجابوا على السؤال بوضوح.
الغريب أنهم يقولون أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم لليهود، ولما تسألهم: من قال لكم ذلك؟ تجدهم يشيرون
إلى أساتذتهم في المراحل الابتدائية والإعدادية ممن قدموا من إحدى الدول العربية للعمل كأساتذة معارين.

أحد الطلبة العرب الذي أجاب على استحياء في استطلاع الجزيرة ألقى باللائمة على مناهج الدراسة في دولته، والحقيقة أن هذه إحدى أكبر الأسباب، فمناهج الدراسة تكاد تخلو خلوا تاما من أي ذكر لفلسطين، وبالتأكيد لم يكن مثل هذا الأمر صدفة بقدر ما يعبر عن سياسة رسمية وعلى أعلى المستويات بتجاهل القضية الفلسطينية في كافة
مراحل الدراسة حتى بات الفلسطيني لا يكاد يعرف شيئا عن قضيته لولا أسرته والمخيمات
التي يعيش فيها أو المنافي ومواطن التشرد.

أما الحركات الإسلامية الوطنية والمحلية فالحديث فيها عن السياسة محرم تحريما قطعيا، بل أن إحدى الحركات الإسلامية تشترط في البيعة قسما يعاهد فيه المبايع على عدم الحديث في أي شأن سياسي وإلا فهو يعرض نفسه للطرد منها. وبعض الحركات الأخرى تتجاهل فلسطين عن سبق الإصرار، وتشن حملة شعواء على العناصر المخالفة خاصة تلك القريبة من فلسطين أو الفلسطينية بحيث تبدأ حملات التشويه والمقاطعة ضد كل من يخرج عن سياسة الجماعة لمجرد ذكره فلسطين أو الجهاد! ولو اكتشفت هذه الحركات أن أحد عناصرها حدثته نفسه بالجهاد
لجاهدوا به وأخرجوه منها.

أما الحركات الإسلامية الجهادية فقد أعلنت الجهاد وعملت به، ولكنها التزمت بتربية تنظيمية أكثر مما التزمت بالتثقيف والتدين، كما أنها التزمت بشروط الدول المضيفة الغارقة في التجهيل فتماهت إلى حد كبير مع سياسة التجهيل إياها التي تعتمدها الدول العربية. وليست الحركات والأحزاب الوطنية إلا الصورة الأكثر قتامة،
فهي لم تعد معنية لا بتربية دينية ولا وطنية ولا قومية، وكل ما يهمها الآن بقاء من بقي حيا حتى يموت.

المشهد الأخير: يمني من نيكاراغوا
بعد محاضرتين صباحيتين في معهد الصحافة ذهبنا للغداء وعدنا عند الساعة الثانية لاستكمال اليوم الدراسي.
كانت السنة في بدايتها، والطلبة الجدد مندفعين ومتحمسين، ونتناقش في أوضاع الطلبة والمواد الدراسية. وكان أحد الزملاء من اليمن يجالس فتاة ويشكو لها متذمرا من بعض الصعوبات خاصة ما يتعلق بالترجمة، ولما حان موعد المحاضرة ذهبنا إلى القاعة وبدأت المحاضرة واحتدت المناقشات والآراء وكلفنا بتحليل بعض النصوص الإعلامية
وقبل عشرين دقيقة من نهاية الوقت افتقدت زميلي
فسألت عنه الزملاء؛
فقالوا: كان يتحدث لإحدى الزميلات فهرعت على الفور أبحث عنه فوجدته ما زال يحاورها فانتابتني الدهشة،
فقلت له: ماذا تفعل والمحاضرة شارفت على الانتهاء؟
فنظر حوله مستغـربا من حاله.
فضحكت وقهقهت حتى كدت انفجر، فاستعجب!
سألني ما بالك؟
قلت: ألا ترى أن ساحة المعهد فارغة إلا منك وهذه الفتاة؟ وكأن السؤال نزل على رأسه كالمطرقة.
قلت له: بالله عليك ماذا كنت تحدثها طوال ساعتين؟
فقال لي: والله عن نيكاراغوا، فضحكت مجددا،
وسألته: لماذا عن نيكاراغوا بالذات؟
فقال: لقد سألتني: من أين أنت؟ فقلت: من نيكاراغوا،
فقالت: بالله حدثني عن بلادك فحدثتها.
فقلت له: كل هذا الوقت وأنت تحدثها عن نيكارغوا؟
فقال لي: نعم،
قلت: وهل صدقتك؟
قال: نعم.
قلت له: ألم تميز بشرتك وعيونك وبنيتك بحيث تتشكك بجنسيتك؟
قال لا، قلت له: ألم تلاحظ أنك تتحدث اللغة العربية،
وأنك أقرب إلى العرب من الأشقاء في نيكاراغوا؟
قال: لا.
قلت: ما شاء الله أبشر بفلسطين حرة عربية!

كتبها د. أكرم حجازي

[رائد الصعوب]

بارك الله فيكي اختي خادمة الشهاده

و دمتي برعاية الله و حفظه

[خادمة الجهاد]

جزاك الله خيرا ...اخي رائد الصعوب...وتقبل الله دعائك

[رؤى الاحلام]

فعلا ابشر بفلسطين حره عربيه وربنايوفقك

[أبــو أحمد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسال الله العظيم ان يجمع شمل الامة عامة وشمل الشعب الفلسطيني خالصة

جزاك الله خير اختي على نقلك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[خادمة الجهاد]

رؤى الاحلام........وربنا يوفقك ويجزيك الخير ...شكرا جزيلا

امير الروح....تقبل الله دعائك اخي وشكرا جزيلا

[ابن الكتائب]

سائرون علي درب الحرية انشاء الله
وسائرون علي درب الياسر والياسين

[القوة التنفيذيه]

جزاك الله كل خير ، فلسطين ارض الرباط ، أرض الجهاد والاستشهاد حفظها الله من كل عدو وخائن