عز الأمة بالجهاد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 729 - عددالزوار : 116825 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4934 - عددالزوار : 2020422 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4507 - عددالزوار : 1298735 )           »          معركة السويداء تحدد مستقبل سوريا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من ذنوب المعرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          خديجة رضي الله عنها.. السند النفسي الأول للنبي ﷺ وسند الرسالة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الاعتصام بغير الله هلاك .. !! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          دروس في التربية النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          هل الهوية الإسلاميَّة في خطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          العلم مكانه، من طلبه وجده، سواء كان عربيا أو عجميا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2024, 03:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,071
الدولة : Egypt
افتراضي عز الأمة بالجهاد

عز الأمة بالجهاد
سعد محسن الشمري

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِي لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ في النَّارِ.

عباد الله، قد روى البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يا أيُّها النَّاسُ، لا تتمنَّوا لقاءَ العدوِّ، وسلوا اللَّهَ تعالى العافيةَ، فإذا لقيتُموهم فاصبِروا، واعلموا أنَّ الجنَّةَ تحتَ ظلالِ السُّيوفِ، ثمَّ قالَ: اللَّهمَّ منزلَ الْكتابِ، ومجريَ السَّحابِ، وَهازمَ الأحزابِ، اهزمْهم وانصُرنا عليْهم"[1].

فهذا الحديث العظيم عباد الله من عشرات الأحاديث التي تُبيِّن مكانة الجهاد وفضله وثوابه.

الجهاد في سبيل الله الذي هو قتال الكافرين، ودَحْر المعتدين، ونصرة المظلومين، وبه إقامة الدين، وتقوية لأهل الإسلام.

الجهاد في سبيل الله شعار هذا الدين، وعِزُّ هذه الأمة، وحصنها المتين، فما تركت أمةٌ الجهاد في سبيل الله إلا ذلت وهانت؛ ولهذا كان الجهاد في شرعة الإسلام فريضةً لازمةً لا بُدَّ منه لنيل العزة.

والجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام: "مَن ماتَ ولَمْ يَغْزُ، ولَمْ يُحَدِّثْ به نَفْسَهُ، ماتَ علَى شُعْبَةٍ مِن نِفاقٍ"[2].

ومقصود الجهاد إعلاء كلمة الله ونَشْر الإسلام:
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76].


﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التوبة: 38، 39].


ومع أن الجهاد عباد الله فريضةٌ قائمةٌ إلا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن تمنِّي لقاء العدو، وأمر بالصبر عند احتدام القتال؛ إذ الأصل أن المسلم يطلب السلامة والعافية من كل ما يؤذيه ويسوءه من أمر الدنيا والآخرة، وسؤال الله تعالى العافية من أعظم المطالب، وأعظم الأدعية، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعَمِّه العباس رضي الله تعالى عنه: "سَلِ اللهَ العافيةَ يا عباسُ، يا عمَّ رسولِ اللهِ، سَلِ اللهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ"[3].

ولكن المسلم إذا كان لا بُدَّ له من القتال، فيجب عليه الصبر وعدم الفرار من القتال:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الأنفال: 15، 16].


﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].


فلا بُدَّ من الصبر عند تعانُق السيوف، والتحام الصفوف، وتوطين النفس على تحمُّل المكاره، فإن الجنة تحت ظلال السيوف، وهذا من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو من أنفس الكلام وأبدعه وأبلغه وأجزله وأعذبه؛ اشتمل على معانٍ كثيرة على قصر كلماته، فالمجاهد يدخل الجنة بجهاده وصبره على لقاء العدو وضربه بالسيف، حتى كأن السيوف أصبح لها ظلال تظل الضاربين بها.

فالجهاد عباد الله هو قوام هذه الأمة وعِزُّها وقوتها ورزقها.

روى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إذا تبايعتُم بالعِينةِ (وهي معاملة فيها حيلة على أكل الربا) وأخذتُم أذنابَ البقرِ، وتركتُم الجهادَ، سلَّط اللهُ عليكم ذُلًّا لا ينزعُه حتى ترجعوا إلى دينِكم"[4].

اللهم انصر دينك، وأعلي كلمتك، وانصر عبادك المؤمنين، اللهم أعِزَّنا بالإسلام، واحفظنا بالإسلام، وبارك لنا في القرآن.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله، إن الجهاد في سبيل الله يقوم إذا قام المسلمون بدينهم، وانتصروا لدينهم، وصار عنوان ولايتهم هو الإسلام، وانتماؤهم هو الإيمان، ومصدر عِزِّهم هو طاعة الرحمن، والتمسك بسنة النبي العدنان، وقد أمر الله عز وجل عباده بإعداد العدة لقتال من كفر بالله وظلم عباد الله.

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60].


وأعظم قوة عباد الله تجابه بها الأعداء هي قوة الإيمان، قوة الإيمان والطاعة، قوة العلم والعمل، قوة البر والتقوى والإحسان، وإذا الأمة تسلَّحت بهذا السلاح الذي لا يقوى عليه أحد من البشر إلا من رحم الله أعطوا قوة الاتفاق والاجتماع وعدم التفرق والاختلاف الذي هو عنوان الفشل.

﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].


﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ: هو سبب الاتفاق والاجتماع.

﴿ وَلَا تَنَازَعُوا: هو سبب الفشل والاختلاف.

عباد الله، انظروا إلى أثر كلام من ينشر الكلام الذي فيه نقض للمجاهدين وتخطئة المقاتلين، فإن كلامهم يترك أثرًا سيئًا من التثبيط، والتعويق، وخفض المعنويات، وفتور العزائم، وقلة الدعاء لإخوانه، وكلامهم يشبه كلام من سلف من المنافقين.

قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [آل عمران: 166 - 168].


عباد الله، الجهاد قائم وماضٍ إلى يوم القيامة، ولا تزال طائفةٌ منصورةً لا يضرُّهم من خذلهم أو من خالفهم حتى يأتي أمر الله.

نسأل الله تعالى أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته، وينصر عباده المؤمنين.

اللهم مُنزِل الكتاب، ومُجْرِي السحاب، وهازم الأحزاب، اهزم اليهود المعتدين، وانصر عبادك المؤمنين.

[1] البخاري، 2965.

[2] مسلم، 1910.

[3] أخرجه الترمذي (3514)، وأحمد (1783).

[4] أخرجه أبو داود (3462)، وأحمد (4825).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.85 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]