|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الْمُسْتَعَانُ جل جلاله، وتقدست أسماؤه الشيخ وحيد عبدالسلام بالي عَنَاصِرُ الموْضُوعِ: أولًا: الدِّلاَلاَتُ اللُّغَوَيَّةُ لاسْمِ (المُسْتَعَانِ). ثانيًا: وُرُودُهُ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ. ثالثًا: مَعْنَى الاسْمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى. رابعًا: ثَمَرَاتُ الإيِمَانِ بِهَذَا الاسْمِ. خامسًا: المَعَانِي الإِيمَانِيَّةُ. النِّيَّاتُ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَحْضِرَهَا الُمحَاضِرُ قَبْلَ إِلْقَاءِ هَذِهِ الُمحَاضَرَةِ: أولًا: النِّيَّاتُ العَامَّةُ: 1- يَنْوي القيامَ بتبليغِ الناسِ شَيْئًا مِنْ دِينِ الله امْتِثَالًا لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «بلِّغُوا عَني ولَوْ آيةً»؛ رواه البخاري. 2- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ مَجْلِسِ العِلْمِ[1]. 3- رَجَاءَ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ مَجْلِسِه ذلك مَغْفُورًا لَهُ[2]. 4- يَنْوِي تَكْثِيرَ سَوَادِ المسْلِمِينَ والالتقاءَ بِعِبادِ الله المؤْمِنينَ. 5- يَنْوِي الاعْتِكَافَ فِي المسْجِدِ مُدةَ المحاضرة ـ عِنْدَ مَنْ يَرَى جَوَازَ ذَلِكَ مِنَ الفُقَهَاءِ؛ لَأَنَّ الاعْتِكَافَ هو الانْقِطَاعُ مُدَّةً لله في بيتِ الله. 6- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى أَجْرِ الخُطُوَاتِ إلى المسْجِدِ الذي سَيُلْقِي فيه المحَاضَرَةَ[3]. 7- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ انْتِظَارِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، إذا كانَ سَيُلْقِي مُحَاضَرَتَه مثلًا مِنَ المغْرِبِ إلى العِشَاءِ، أَوْ مِنَ العَصْرِ إِلَى الَمغْرِبِ[4]. 8- رَجَاءَ أَنْ يَهْدِي اللهُ بسببِ مُحَاضَرَتِه رَجُلًا، فَيَأْخُذَ مِثْلَ أَجْرِهِ[5]. 9- يَنْوِي إرْشَادَ السَّائِليِنَ، وتَعْلِيمَ المحْتَاجِينَ، مِنْ خِلَالِ الرَّدِّ عَلَى أَسْئِلَةِ المسْتَفْتِينَ[6]. 10- يَنْوِي القِيَامَ بِوَاجِبِ الأمرِ بالمعروفِ، وَالنهيِ عَنِ الُمنْكَرِ ـ بالحِكْمَةِ والموعظةِ الحسنةِ ـ إِنْ وُجِدَ مَا يَقْتَضِي ذلك(4). 11- يَنْوِي طَلَبَ النَّضْرَةِ الَمذْكُورَةِ فِي قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْها»؛ رواه أحمدُ والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (6766). ثُمَّ قَدْ يَفْتَحِ اللهُ عَلَى الُمحَاضِرِ بِنِيَّات صَالِحَةٍ أُخْرَى فَيَتَضَاعَفُ أَجْرُه لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إنما لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»؛ مُتَّفَقٌ عَلَيه. ثانيًا: النِّيَّاتُ الخَاصَّةُ: 1- تَنْوِي تَعْرِيفَ المُسْلِمِينَ بِمَعْنَى اسْمِ الله (المُسْتَعَانِ). 2- تَنْوِي حَثَّ المُسْلِمِينَ عَلَى طَلَبِ العَوْنِ مِنَ الله وَحْدَهُ. 3- تَنْوِي تَعْرِيفَ المُسْلِمِينَ بِمَعَانِي (التَّفْوِيضِ ـ وَالتَّوَكُّلِ). 4- تَنْوِي حَثَّ الُمسْلِمِينَ عَلَى الافْتِقَارِ إِلَى الله. أولًا: الدِّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (المُسْتَعَانِ): العَوْنُ: الظَّهِيرُ عَلَى الأَمْرِ، الوَاحِدُ وَالاثْنَانِ وَالجَمْعُ وَالُمؤَنَّثُ فِيهِ سَوَاءٌ، وَقَدْ حُكِيَ فِي تَكْسِيرِهِ: أَعْوَانٌ. وَتَقُولُ: أَعَنْتُه إِعَانَةً، واستَعنْتُهُ واسْتَعَنْتُ بِهِ فَأَعَانَنِي[7]. وَالتَّعَاوُنُ: التَّظَاهُرُ قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]. والاسْتِعَانَةُ: طَلَبُ العَوْنِ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45]. ثانيًا: وُرُودُهُ فِي القُرْآَنِ الكَرِيمِ: وَرَدَ الاسْمُ مَرتينِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿ وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]، وَقَولِهِ: ﴿ قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 112]. ثالثًا: مَعْنَى الاسْمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى: قَالَ ابنُ جَرِيرٍ: وَقَوْلُهُ: ﴿ وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]: «يَقُولُ واللهُ أَسْتَعِينُ عَلَى كِفَايَتِي شَرَّ مَا تَصِفُونَ مِنَ الكَذِبِ»[8]. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: ﴿ قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 112]: «يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَقُلْ يَا مُحَمَّدُ وَرَبُّنا الَّذِي يَرْحَمُ عِبَادَهُ وَيَعُمُّهُمْ بِنِعْمَتِهِ الَّذِي أَسْتَعِينُهُ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَقُولُونَ وَتَصِفُونَ، مِنْ قَوْلِكُمْ لِي فِيمَا أَتَيْتُكُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ الله: ﴿ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 3]، وَقَوْلِكُمْ: ﴿ بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴾ [الأنبياء: 5]، وَفِي كَذِبِكُمْ عَلَى الله جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَقِيلِكُمْ: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴾ [الأنبياء: 26]، فَإِنَّهُ هَيِّنٌ عَلَيْهِ تَغِييرُ ذَلِكَ، وَفَصْلُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ بِتَعْجِيلِ العُقُوبَةِ لَكُمْ عَلَى مَا تَصِفُونَ مِنْ ذَلِكَ»[9]. وَفِي الأسنى: «قَالَ ابنُ العَرَبِّي: وَهَذَا الاسْمُ لَمْ يُرِدْ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَا ذَكَرَهُ عُلَمَاؤُنَا، وَهُوَ مِنْ أَشْرَفِ الأَسْمَاءِ لِشَرَفِ مُتَعَلِّقِهِ، وَقَدْ تَضَمَّنَتِ الفَاتِحَةُ مَعْنَاهُ فَقَالَ: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]. قُلْتُ ـ أَيِ القُرْطُبِيُّ: قَوْلُهُ: وَلَا ذَكَرَهُ عُلَمَاؤُنَا، قَدْ ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ الأُقْليشي. فَالُمسْتَعَانُ مَعْنَاهُ: الَّذِي لَا يَطْلُبُ العَوْنَ، بَلْ يُطْلَبُ مِنْهُ. وَالعَونُ الظَّهِيرُ عَلَى الأَمْرِ، وَالجَمْعُ الأَعْوَانُ والمَعُونَةُ والإِعَانَةُ، يُقَالُ: مَا عِنْدَكَ مَعُونَةٌ وَلَا مَعَانَةُ وَلَا عَوْنٌ، وَتَقُولُ: مَا أَخْلَانِي فُلَانٌ مِنْ مُعَاوَنَةٍ، وَهُوَ جَمْعُ مَعُونَةٍ، وَرَجُلٌ مِعْوَانٌ كَثِيرُ العَوْنِ لِلنَّاسِ، وَاسْتَعَنْتُ بِفُلَانٍ فَأَعَانَنِي وَعَاوَنَنِي. واللهُ سُبْحَانَهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ، غَنيٌّ عَنِ الظَّهِيرِ والمُعينِ والشَّرِيكِ وَالوَزِيرِ، بَلْ كُلُّ إِعَانَةٍ وَعَوْنٍ فَمِنْهُ وَبِهِ سُبْحَانَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. وَهُوَ مُسْتَفْعَلٌ مِنَ العَوْنِ، وَهُوَ وَصْفٌ ذَاتِيٌّ لله تَعَالَى رَاجِعٌ إِلَى صِفَةِ القُوَّةِ. وَفِيهِ مَعْنَى الإِضَافَةِ الخَاصَّةِ لمَنِ اسْتَعَانَهُ مِنْ عِبَادِهِ عَلَى طَاعَتِهِ»[10]. رابعًا: ثَمَرَاتُ الإِيمانِ بِهَذَا الاسْمِ 1- اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هُوَ (الُمسْتَعَانُ) الَّذِي يُطْلَبُ مِنْهُ العَوْنُ والقُوَّةُ عَلَى فِعْلِ الطَّاعَاتِ وَتَرْكِ الُمحَرَّمَاتِ، وَجَلْبِ الَمنَافِعِ وَدَفْعِ المَضَرَّاتِ. فَهُوَ سُبْحَانَهُ يُعِينُ عِبَادَهُ وَلَا يَسْتَعِينُ بِأَحَدٍ مِنْهُمْ لَا فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَوَاتِ قَالَ تَعَالَى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ﴾ [سبأ: 22]. قَالَ ابنُ كَثِيرٍ: «أَيْ: وَلَيْسَ لله مِنْ هَذِهِ الأَنْدَادِ مِنْ ظَهِيرٍ يَسْتَظْهِرُ بِهِ فِي الأُمُورِ، بَلِ الخَلْقُ كُلُّهُمْ فُقَرَاءٌ إِلَيْهِ، عَبِيدٌ لَدَيْهِ»[11]. وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111]. فَقَدْ حَمِدَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَفْسَهُ المُقَدَّسَةَ، بِأَنَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوًا أَحَدٌ، وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ مِنْ يَشَارِكُهُ فِي المُلْكِ وَلَا فِي الخَلْقِ وَلَا فِي الأَمْرِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِذَلِيلٍ فَيَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلِيٌّ أَوْ وَزِيرٌ أَوْ مُشِيرٌ، بَلْ هُوَ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ، الحَيُّ القَيُّومُ بِنَفْسِهِ فَلَا يَحْتَاجُ فِي حَيَاتِهِ وَقِيَامِهِ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَكُلُّ خَلْقِهِ بِحَاجَةٍ إِلَى الاسْتِعَانَةِ بِهِ، بَلْ لَا قِيَامَ وَلَا حَيَاةَ وَلَا وُجُودَ لَهُمْ إِلَّا بِهِ وَبِقُدْرَتِهِ وَقُوَّتِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ. خامسًا: المَعَانِي الإِيمَانِيَّةُ: وللإِمَامِ المُحَقِّقِ المُدَقِّقِ ابنِ القَيِّمِ رحمه الله كَلَامٌ جَامِعٌ نَفِيسٌ فِي (الاسْتِعَانَةِ)، وَتَعَلُّقِهَا بِالعِبَادَةِ وَأَنْوَاعِ النَّاسِ فِي هَذِينِ الأَصْلَينِ العَظِيمَينِ، إِذْ يَقُولُ: وَ(الاسْتِعَانَةُ) تَجْمَعُ أَصْلَيْنِ: الثِّقَةَ بِالله، وَالاعْتِمَادَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ العَبْدَ قَدْ يَثِقُ بِالوَاحِدِ مِنَ النَّاسِ، وَلَا يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي أُمُورِهِ ـ مَعَ ثِقَتِهِ بِهِ ـ لَاسْتِغْنَائِهِ عَنْهُ. وَقَدْ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ ـ مَعَ عَدَمِ ثِقَتِهِ بِهِ ـ لِحَاجَتِهِ إِلَيْهِ، وَلِعَدَمِ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ، فَيَحْتَاجُ إِلَى اعْتِمَادِهِ عَلَيْهِ، مَعَ أَنَّهُ غَيْرُ وَاثِقٍ بِهِ. وَ(التَّوَكُّلُ) مَعْنَى يَلْتَئِمُ مِنْ أَصْلَينِ: مِنَ الثِّقَةِ، وَالِاعْتِمَادِ، وَهُوَ حَقِيقَةُ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، وَهَذَانِ الأَصْلَانِ ـ وَهُمَا التَّوَكُّلِ، وَالعِبَادَةِ ـ قَدْ ذُكرا فِي القُرْآنِ فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ، قُرِنَ بَيْنَهُمَا فِيهَا، هَذَا أَحَدُهَا. والثَّانِي: قَولُ شُعَيْبٍ ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]. والثَّالِثُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 123]. والرَّابِعُ: قَوْلُهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنِ المُؤْمِنِينَ: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [الممتحنة: 4]. والخَامِسُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا * رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴾ [المزمل: 8، 9]. والسَّادِسُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [الشورى: 10]. فَهَذِهِ سِتَّةُ مَوَاضِعَ يُجْمَعُ فِيهَا بَيْنَ الأَصْلَيْنِ، وَهُمَا: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]. وَتَقْدِيمُ (العِبَادَةِ) عَلَى (الاسْتِعَانَةِ) فِي الفَاتِحَةِ مِنْ بَابِ تَقْدِيمِ الغَايَاتِ عَلَى الوَسَائَلِ، إِذِ (العِبَادَةُ) غَايَةُ العِبَادِ الَّتِي خُلِقُوا لَهَا، وَ(الاسْتِعَانَةُ) وَسِيلَةٌ إِلَيْهَا. وَلَأَنَّ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ مُتَعَلِّقٌ بِأُلُوهِيَّتِهِ واسْمُهُ (الله) وَ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ مُتَعَلِّقٌ بِرُبُوبِيَّتِهِ واسْمُهُ (الرَّبُّ)، فَتَقَدَّمَ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ عَلَى ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ كَمَا قَدَّمَ اسْمَ (الله) عَلَى (الرَّبِ) فِي أَوَّلِ السُّورَةِ، وَلَأَنَّ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ قَسْمُ الرَّبِّ، فَكَانَ مِنَ الشَّطْرِ الأَوَّلِ، الَّذِي هُوَ ثَنَاءٌ عَلَى الله تَعَالَى، لِكَوْنِهِ أَوْلَى بِهِ، وَ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ قَسْمُ العَبْد، فَكَانَ الشَّطْرُ الَّذِي لَهُ، وَهُوَ ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، إِلَى آَخِرِ السُّورَةِ. وَلِأَنَّ (العِبَادَةَ) المُطْلَقَةَ: تَتَضَمَّنُ (الاسْتِعَانَةَ) مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ، فَكُلُّ عَابِدٍ للهِ عُبُودِيَّةً تَامَّةً: مُسْتَعِينٌ بِهِ وَلَا يَنْعَكِسُ، لَأَنَّ صَاحِبَ الأَغْرَاضِ والشَّهَوَاتِ قَدْ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى شَهَوَاتِهِ، فَكَانَتِ العِبَادَةُ أَكْمَلُ وَأَتَمُّ، وَلِهَذَا كَانَتْ قَسْمَ الرَّبِّ. وَلِأَنَّ (الاسْتِعَانَةَ) جُزْءٌ مِنَ (العِبَادَةِ) مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ. وَلَأَنَّ (الاسْتِعَانَةَ) طَلَبٌ مِنْهُ، وَ(العِبَادَةَ) طَلَبٌ لَهُ. وَلَأَنَّ (العِبَادَةَ) لَا تَكُونُ إِلَّا مِنْ مُخْلِصٍ، وَ(الاسْتِعَانَةَ) تَكُونُ مِنْ مُخْلِصٍ وَمِنْ غَيْرِ مُخْلِصٍ. وَلَأَنَّ (العِبَادَةَ) حَقُّهُ الَّذِي أَوْجَبَهُ عَلَيْكَ، وَ(الاسْتِعَانَةَ) طَلَبُ العَوْنِ عَلَى العِبَادَةِ، وَهُوَ بَيَانُ صَدَقَتِهِ الَّتِي تَصَدَّقَ بِهَا عَلَيْكَ، وَأَدَاءُ حَقِّهِ: أَهَمُّ مِنَ التَّعَرُّضِ لِصَدَقَتِهِ. وَلَأَنَّ (العِبَادَةَ) شُكْرُ نِعْمَتِهِ عَلَيْكَ، وَاللُه يُحِبُّ أَنْ يُشْكَرَ، وَ(الإِعَانَةَ) فِعْلُهُ بِكَ وَتَوْفِيقُهُ لَكَ. فَإِذَا الْتَزَمْتَ عُبُودِيَّتَهُ، وَدَخَلْتَ تَحْتَ رِقِّهَا أَعَانَكَ عَلَيْهَا، فَكَانَ الْتِزَامُهَا وَالدُّخُولُ تَحْتَ رِقِّهَا سَبَبًا لِنَيْلِ الإِعَانَةِ، وَكُلَّمَا كَانَ العَبْدُ أَتَمَّ عُبُودِيَّةً كَانَتِ الإِعَانَةُ مِنَ الله لَهُ أَعْظَمَ. وَ(العُبُودِيَّةُ) مَحْفُوفَةٌ بِإِعَانَتَيْنِ: إِعَانَةٍ قَبْلَهَا عَلَى التِزَامِهَا وَالقِيَامِ بِهَا، وَإِعَانَةٍ بَعْدَهَا عَلَى عُبُودِيَّةٍ أُخْرَى، وَهَكَذَا أَبَدًا، حَتَّى يَقْضِيَ العَبْدُ نَحْبَهُ. وَلَأَنَّهُ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ له، وَ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ بِهِ، وَمَا لَهُ مُقَدَّمٌ عَلَى مَا بِهِ، لَأَنَّ مَا لَهُ مُتَعَلِّقٌ بِمَحَبَّتِهِ وَرِضَاهُ، وَمَا بِهِ مُتَعَلِّقٌ بِمَشِيئَتِهِ، وَمَا تَعَلَّقٌ بِمَحَبَّتِهِ أَكْمَلُ مِمَّا تَعَلَّقَ بِمُجَرَّدِ مَشِيئَتِهِ، فَإِنَّ الكَوْنَ كُلَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِمَشِيئَتِهِ، وَالمَلَائِكَةَ والشَّيَاطِينَ والُمؤْمِنِينَ وَالكُفَّارَ، وَالطَّاعَاتِ وَالمَعَاصِي. وَالمُتَعَلِّقُ بِمَحَبَّتِهِ: طَاعَتُهُمْ وَإِيمَانُهُم. فَالكُفَّارُ أَهْلُ مَشِيئَتِهِ، وَالمُؤْمِنُونَ أَهْلُ مَحَبَّتِهِ، وَلِهَذَا لَا يَسْتَقِرُّ في النَّارِ شَيْءٌ لله أَبَدًا، وَكُلُّ مَا فِيهَا فَإِنَّهُ بِهِ تَعَالَى وَبِمَشِيئَتِهِ. فَهَذِهِ الأَسْرَارُ يَتَبَيَّنُ بِهَا حِكْمَةُ تَقْدِيمِ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ عَلَى ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾. وَأَمَّا تَقْدِيمُ المَعْبُودِ وَالمُسْتَعَانِ عَلَى الفِعْلَينِ، فَفِيهِ: أَدَبُهُمْ مَعَ الله بتقديم اسْمِهِ عَلَى فِعْلِهِم، وَفِيهِ الاهْتِمَامُ وَشِدَّةُ العِنَايَةُ بِهِ، وَفِيهِ الإِيذَانُ بِالاخْتِصَاصِ، المُسَمَّى بِالحَصْرِ، فَهُوَ فِي قُوَّةِ: لَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاكَ، وَلَا نَسْتَعِينُ إِلَّا بِكَ، وَالحَاكِمُ فِي ذَلِكَ ذَوقُ العَرَبِيَّةِ وَالفِقْهُ فِيهَا، واسْتِقْرَاءُ مَوَارِدِ اسْتِعْمَالِ ذَلِكَ مُقَدَّمًا، وَسِيبَوَيْهِ نَصَّ عَلَى الاهْتِمَامِ، وَلَمْ يَنْفِ غَيْرَهُ. أَقْسَامُ النَّاسِ فِي العِبَادَةِ وَالاسْتِعَانَةِ: إِذَا عَرِفْتَ هَذَا، فَالنَّاسُ فِي هَذِينِ الأَصْلَينِ ـ وَهُمَا العِبَادَةُ وَالاسْتِعَانَةُ ـ أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ: أَجَلُّهَا وَأَفْضَلُهَا: أَهْلُ العِبَادَةِ والاسْتِعَانَةِ بالله عَلَيْهَا، فَعِبَادَةُ الله غَايَةُ مُرَادِهِمْ وَطَلَبِهِمْ مِنْهُ أَنْ يُعِينَهُمْ عَلَيْهَا، وَيُوَفِّقَهُمْ لِلْقِيَامِ بِهَا، وَلِهَذَا كَانَ مِنْ أَفْضَلِ مَا يُسألُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: الإِعَانَةُ عَلَى مَرْضَاتِهِ، وَهُوَ الَّذِي عَلَّمَهُ النَّبِيُّ غ لِحبِّهِ مُعَاذَ بنِ جَبلٍ ت، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، والله إِنِّي لَأُحِبُّكَ، فَلَا تَنْسَ أَنْ تَقُولَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ، اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ». فَأَنْفَعُ الدُّعَاءِ: طَلَبُ العَونِ عَلَى مَرْضَاتِهِ، وَأَفْضَلُ المَوَاهِبِ: إِسْعَافُهُ بِهَذَا المَطْلُوبِ، وَجَمِيعُ الأَدْعِيَةِ الَمأْثُورَةِ مَدَارُهَا عَلَى هَذَا، وَعَلَى دَفْعِ مَا يُضَادُّهُ، وَعَلَى تَكْمِيلِهِ وَتَيْسِيرِ أَسْبَابِهِ، فَتَأَمَّلْهَا. وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ ـ قَدَّسَ اللهُ رَوْحَهُ ـ: «فَتَأَمَّلْتُ أَنْفَعَ الدُّعَاءِ: فَإِذَا هُوَ سُؤَالُ العَوْنِ عَلَى مَرْضَاتِهِ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ فِي الفَاتِحَةِ فِي ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]. وَمُقَابِلُ هَؤُلَاءِ القِسْمُ الثَّانِي: وَهُمُ المُعْرِضُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ والاسْتِعَانَةِ بِهِ، فَلَا عِبَادَةَ وَلَا اسْتِعَانَةَ، بَلْ إِنْ سَأَلَهُ أَحَدُهُمْ وَاسْتَعَانَ بِهِ، فَعَلَى حُظُوظِهِ وَشَهَوَاتِهِ، لَا عَلَى مَرْضَاةِ رَبِّهِ وَحُقُوقِهِ. فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ: يَسْأَلُهُ أَوْلِيَاؤُهُ وَأَعْدَاؤُهُ وَيَمُدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، وَأَبْغَضُ خَلْقِهِ: عَدُوُّهُ إِبْلِيسُ، وَمَعَ هَذَا فَقَدْ سَأَلَهُ حَاجَةً فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، وَمَتَّعَهُ بِهَا، وَلَكِنْ لَّما لَمْ تَكُنْ عَوْنًا لَهُ عَلَى مَرْضَاتِهِ، كَانَتْ زَيَادَةً لَهُ فِي شِقْوَتِهِ، وَبُعْدِهِ عَنِ الله وَطَرْدِهِ عَنْهُ، وَهَكَذَا كُلُّ مَنِ اسْتَعَانَ بِهِ عَلَى أَمْرٍ وَسَأَلَهُ إِيَّاهُ، وَلَمْ يَكُنْ عَوْنًا عَلَى طَاعَتِهِ كَانَ مُبْعِدًا لَهُ عَنْ مَرْضَاتِهِ، قَاطِعًا لَهُ عَنْهُ وَلَا بُدَّ. وَلِيَتَأَمَّلِ العَاقِلُ هَذَا فِي نَفْسِهِ وَفِي غَيْرِهِ. وَلِيَعْلَمْ أَنَّ إِجَابَةَ الله لِسَائِلِيهِ لَيْسَتْ لِكَرَامَةِ السَّائِلِ عَلَيْهِ، بَلْ يَسْأَلُهُ عَبْدُهُ الحَاجَةَ فَيَقْضِيهَا لَهُ، وَفِيهَا هَلَاكُهُ وَشِقْوَتُهُ، وَيَكُونُ قَضَاؤُهَا لَهُ مِنْ هَوَانِهِ عَلَيْهِ، وَسُقُوطِهِ مِنْ عَينِهِ، وَيَكُونُ مَنْعُهُ مِنْهَا لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِ وَمَحَبَّتِهِ لَهُ، فَيَمْنَعُهُ حِمَايةً وَصِيَانَةً وَحِفْظًا لَا بُخْلًا، وَهَذَا إِنَّمَا يَفْعَلُهُ بِعَبْدِهِ الَّذِي يُرِيدُ كَرَامَتَهُ وَمَحَبَّتَهُ، وَيُعَامِلَهُ بِلُطْفِهِ، فَيَظُنُّ ـ بِجَهْلِهِ ـ أَنَّ اللهَ لَا يُحِبُّهُ وَلَا يُكْرِمُهُ، وَيَرَاهُ يَقْضِي حَوَائِجَ غَيْرِهِ، فَيُسِيءُ ظَنَّهُ بِرَبِّهِ! وَهَذَا حَشْوُ قَلْبِهِ وَلَا يَشْعُرُ بِه، وَالمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَهُ اللهُ، وَالإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَعَلَامَةُ هَذَا حَمْلُهُ عَلَى الأَقْدَارِ وَعِتَابُهُ البَاطِنُ لَهَا، كَمَا قِيلَ: وَعَاجِزُ الرَّأْيِ مِضياعٌ لِفُرْصَتِهِ ![]() حَتَّى إِذَا فَاتَ أَمرٌ عَاتَبَ القَدَرا ![]() ![]() ![]() فَوَالله لَوْ كَشَفَ عَنْ حَاصِلِهِ وَسِرِّهِ لرَأَى هُنَاكَ مُعَاتَبَةَ القَدَرِ واتِّهَامَهُ، وَأَنَّهُ قَدْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ مَا حِيلَتِي، وَالأَمْرُ لَيْسَ إِليَّ؟ وَالعَاقِلُ خَصْمُ نَفْسِهِ، وَالجَاهِلُ خَصْمُ أَقْدَارِ رَبِّهِ. فَاحْذَرْ كُلَّ الحَذَرِ أَنْ تَسْأَلَهُ شَيْئًا مُعَيَّنًا خِيرَتُهُ وَعَاقِبَتُهُ مُغَيَّبَةٌ عَنْكَ، إِذَا لَمْ تَجِدْ مَنْ سُؤَالِهِ بُدًّا، فَعَلِّقْهُ عَلَى شَرْطِ عِلْمِهِ تَعَالَى فِيهِ الخِيرَةَ، وَقَدِّمْ بَيْنَ يَدَيْ سُؤَالِكَ الاسْتِخَارَةَ، وَلَا تَكُنِ اسْتِخَارَةً بِاللِّسَانِ بِلَا مِعْرِفَةٍ، بَلْ اسْتِخَارَةُ مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِمَصَالِحَهِ، وَلَا قُدْرَةَ لَهُ عَلَيْهَا، وَلَا اهْتِدَاءَ لَهُ إِلَى تَفَاصِيلِهَا، وَلَا يَمْلُكُ لِنَفْسِهِ ضُرًّا وَلَا نَفْعًا، بَلْ إِنْ وُكِلَ إِلَى نَفْسِهِ هَلَكَ كُلَّ الهَلَاكِ، وانْفَرَطَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ. وَإِذَا أَعْطَاكَ مَا أَعْطَاكَ بِلَا سُؤَالٍ: تَسْأَلُهُ أَنْ يَجْعَلَهُ عَوْنًا لَكَ عَلَى طَاعَتِهِ وَبَلَاغًا إِلَى مَرْضَاتِهِ، وَلَا يَجْعَلَهُ قَاطِعًا لَكَ عَنْهُ، وَلَا مُبْعِدًا عَنْ مَرْضَاتِهِ. والقِسْمُ الثَّالِثُ: مَنْ لَهُ نَوعُ عِبَادَةٍ بِلَا اسْتِعَانَةٍ، وَهُؤَلَاءِ نَوْعَانِ: أَحْدُهُمَا: القَدَريَّةُ القَائِلُونَ بِأَنَّهُ قَدْ فَعَلَ بِالعَبْدِ جَمِيعَ مَقْدُورِهِ مِنَ الأَلْطَافِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِي مَقْدُورِهِ إِعَانَةٌ لَهُ عَلَى الفِعْلِ، فَإِنَّهُ قَدْ أَعَانَهُ بِخَلْقِ الآلَاتِ وَسَلَامَتِهَا، وَتَعْرِيفِ الطَّرِيقِ، وَإِرْسَالِ الرُّسُلِ، وَتَمْكِينِهِ مِنَ الفِعْلِ، فَلَمْ يَبْقَ بَعْدَ هَذَا إِعَانَةٌ مَقْدُورَةٌ يَسْأَلُهُ إِيَّاهَا، بَلْ قَدْ سَاوَى بَيْنَ أَوْلِيَائِهِ وَأَعْدَائِهِ فِي الإِعَانَةِ! فَأَعَانَ هَؤُلَاءِ كَمَا أَعَانَ هَؤُلَاءِ وَلَكِنْ أَوْلِيَاءَهُ اخْتَارُوا لِنُفُوسِهِمْ الإِيمَانَ، وَأَعْدَاءَهُ اخْتَارُوا لِنُفُوسِهِمْ الكُفْرَ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَفَّقَ هَؤُلَاءِ بِتَوْفِيقٍ زَائِدٍ، أَوْجَبَ لَهُمُ الإِيمَانَ، وَخَذَلَ هَؤُلَاءِ بِأَمْرٍ آَخَرٍ، أَوْجَبَ لَهُمُ الكُفْرَ! فَهَؤُلَاءِ لَهُمْ نَصِيبٌ مَنْقُوصٌ مِنَ العِبَادَةِ، لَا اسْتِعَانَةَ مَعَهُ، فَهُمْ مَوْكُولُونَ إِلَى أَنْفُسِهِم، مَسْدُودٌ عَلَيْهِمْ طَرِيقُ الاسْتِعَانَةِ وَالتَّوْحِيدِ. قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ ب: الإِيمَانُ بِالقَدَرِ نِظَامُ التَّوْحِيدِ، فَمَنْ آَمَنَ بِالله وَكَذَّبَ بِقَدَرِهِ نَقَضَ تَكْذِيبُهُ تَوْحِيدَهُ. النَّوعُ الثَّانِي: مَنْ لَهُمْ عِبَادَاتٌ وَأَوْرَادٌ، وَلَكِنْ حَظُّهُمْ نَاقِصٌ مِنَ التَّوَكُّلِ والاسْتِعَانَةِ، لَمْ تَتَّسِعْ قُلُوبُهُم لارْتِبَاطِ الأَسْبَابِ بِالقَدَرِ، وَتَلَاشِيهَا فِي ضِمْنِهِ، وَقِيَامِهَا بِهِ، وَأَنَّهَا بِدُونِ القَدَرِ كَالمَوَاتِ الَّذِي لَا تَأْثِيرَ لَهُ، بَلْ كَالعَدَمِ الَّذِي لَا وُجُودَ لَهُ، وَأَنَّ القَدَرَ كَالرُّوحِ المُحَرِّكِ لَهَا، وَالمِعْوَلِ عَلَى المُحَرِّكِ الأَوَّلِ. فَلَمْ تَنْفَذْ قُوَى بَصَائِرِهِم مِنَ المُتَحَرِّكِ إِلَى المُحَرِّكِ، وَمِنَ السَّبَبِ إِلَى الُمسَبَّبِ، وَمِنَ الآلَةِ إِلَى الفَاعِلِ، فَضَعُفَتْ عَزَائِمُهُم وَقَصُرَتْ هِمَمُهُم، فَقَلَّ نَصِيبُهُمْ مِنْ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾، وَلَمْ يَجِدُوا ذَوْقَ التَّعَبُّدِ باِلتَّوَكُّلِ وَالاسْتِعَانَةِ، وَإِنْ وَجَدُوا ذَوْقَهُ بِالأَوْرَادِ وَالوَظَائِفِ. فَهَؤُلَاءِ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ التَّوْفِيقِ وَالنُّفُوذِ وَالتَّأْثِيرِ، بِحَسْبِ اسْتِعَانَتِهِم وَتَوكُّلِهِم، وَلَهُمْ مِنَ الخُذْلَانِ والضَّعْفِ والمَهَانَةِ والعَجْزِ بِحَسْبِ قِلَّةِ اسْتِعَانَتِهِم وَتَوكُّلِهِم، ولَو تَوَكَّلَ العَبدُ عَلَى الله حَقَّ تَوَكُّلِهِ فِي إِزَالَةِ جَبَلٍ عَنْ مَكَانِهِ، وَكَانَ مَأْمُورًا بِإِزَالَتِهِ، لَأَزَالَهُ. مَعْنَى التَّوَكُّلِ والاسْتِعَانَةِ: فَإِنْ قُلْتَ: فَمَا مَعْنَى التَّوَكُّلِ وَالاسْتِعَانَةِ؟ قَلْتُ: هُوَ حَالٌ يَنْشَأُ عَنْ مَعْرِفَتِهِ بِالله، وَالإِيمَانِ بِتَفَرُّدِهِ بِالخَلْقِ، وَالتَّدْبِيرِ والضُّرِ وَالنَّفْعِ، وَالعَطَاءِ وَالمَنْعِ، وَأَنَّهُ مَا شَاءَ كَانَ، وَإِنْ لَمْ يَشَأ النَّاسُ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَإِنْ شَاءَهُ النَّاسُ، فَيُوجِبُ لَهُ هَذَا اعْتِمَادًا عَلَيهِ، وَتَفْوِيضًا إِلَيْهِ، وَطُمَأْنِينَةً بِهِ، وَثِقَةً بِهِ، وَيَقِينًا بِكِفَايَتِهِ لمِاَ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ فِيهِ، وَأَنَّهُ مَلِيٌّ بِهِ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا بِمَشِيئَتِهِ، شَاءَه النَّاسُ أَمْ أَبَوْهُ. فَتُشْبِهُ حَالَتُهُ حَالَةَ الطِّفْلِ مَعَ أَبَوَيْهِ فِيمَا يَنْوِيهِ مِنْ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ هُمَا مَلِيَّانِ بِهِمَا، فَانْظُر فِي تَجَرُّدِ قَلْبِهِ عَنِ الالْتِفَاتِ إِلَى غَيْرِ أَبَوَيْهِ، وَحَبْسِ هَمِّه عَلَى إِنْزَالِ مَا يَنْوِيهِ بِهِمَا، فَهَذِهِ حَالُ المُتَوَكِّلِ، وَمَنْ كَانَ هَكَذَا مَعَ الله، فَاللهُ كَافِيهِ وَلَا بُدَّ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3]؛ أَيْ: كَافِيهِ. وَ(الحَسْبُ) الكَافِي، فَإِنْ كَانَ ـ مَعَ هَذَا ـ مِنْ أَهْلِ التَّقْوَى كَانَتْ لَهُ العَاقِبَةُ الحَمِيدَةُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ التَّقْوَى فَهُوَ: القِسْمُ الرَّابِعُ: وَهُوَ مَنْ شَهِدَ تَفَرُّدَ الله بِالنَّفْعِ والضُّرِّ، وَأَنَّهُ مَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأ لَمْ يَكُنْ، وَلَمْ يَدُرْ مَعَ مَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ، فَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ، وَاسْتَعَانَ بِهِ عَلَى حُظُوظِهِ وشَهَوَاتِهِ وَأَغْرَاضِهِ، وَطَلَبَهَا مِنْهُ، وَأَنْزَلَهَا بِهِ، فَقُضِيَتْ لَهُ، وَأُسْعِفَ بِهَا، سَوَاءً كَانَتْ أَمْوَالًا أَوْ رِيَاسَةً أَوْ جَاهًا عِنْدَ الخَلْقِ، أَوْ أَحْوَالًا مِنْ كَشْفٍ وتَأْثِيرٍ وَقُوَّةٍ وَتَمْكِينٍ، وَلَكِنْ لَا عَاقِبَةَ لَهُ، فَإِنَّهَا مِنْ جِنْسِ المُلْكِ الظَّاهِرِ وَالأَمْوَالِ، لَا يَسْتَلْزِمُ الإِسْلَامَ، فَضْلًا عِنِ الوَلَايَةِ وَالقُرْبِ مِنَ الله، فَإِنَّ الُملْكَ وَالجَاهَ وَالحَالَ مُعْطاةٌ للبَرِّ وَالفَاجِرِ، وَالمُؤْمِنِ والكَافِرِ، فَمَنِ اسْتَدَلَّ بَشْيءٍ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مَحَبَّةِ الله لِمَنْ آَتَاهُ إِيَّاهُ وَرِضَاهُ عَنْهُ، وَأَنَّهُ مِنْ أَوْلِيَائِهِ المُقَرَّبِينَ، فَهُوَ مِنْ أَجْهَلِ الجَاهِلِينَ، وَأَبْعَدِهِم عَنْ مَعْرِفَةِ الله وَمَعْرِفَةِ دِينِهِ، والتَّمْيِيزِ بَيْنَ مَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ، وَيَكْرَهَهُ وَيَسْخَطُهُ، فَالحَالُ مِنَ الدُّنْيَا، فَهُوَ كَالمَلِكِ وَالمَالِ، إِنْ أَعَانَ صَاحِبَهُ عَلَى طَاعَةِ الله وَمَرْضَاتِهِ، وَتَنْفِيذِ أَوَامِرِهِ: أَلْحَقَهُ بِالمُلُوكِ العَادِلِينَ البَرَرَةِ، وَإِلَّا فَهُوَ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ، وَمُبْعِدٌ لَهُ عَنِ الله، وَمُلْحِقٌ لَهُ بِالُملُوكِ الظَّلَمَةِ، وَالأَغْنِيَاءِ الفَجَرَةِ»؛ اهـ[12]. [1] رَوَى مسلمٌ عن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بيتٍ مِنْ بِيوتِ الله، يَتْلُونَ كِتابَ الله ويَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلا نزلتْ عَليهم السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُم الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُم الملائكةُ، وَذَكَرَهُم اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ». [2] َروَى الإمامُ أَحمدُ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (5507) عن أنسِ بنِ مالكٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَومٌ عَلَى ذِكْرٍ، فَتَفَرَّقُوا عنه إلا قِيلَ لَهُمْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُم»، ومَجَالِسُ الذِّكْرِ هِيَ المجالسُ التي تُذَكِّرُ بِالله وبآياتهِ وأحكامِ شرعهِ ونحو ذلك. [3] في الصحيحين عن أبي هريرة أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ غَدَا إلى المسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللهُ له في الجنةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أو رَاحَ»، وفي صحيح مُسْلِمٍ عَنْه أيضًا أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَطَهَّرَ في بيتهِ ثُمَّ مَضَى إلى بيتٍ مِنْ بيوتِ الله لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ الله كانتْ خُطُواتُه: إِحدَاها تَحطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرَى تَرْفَعُ دَرجةً». [4] رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصلاةُ تَحْبِسُه، لا يَمْنَعُه أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أهلهِ إلا الصلاةُ»، ورَوَى البُخَاريُّ عَنه أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الملائكةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكم مَا دامَ فِي مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فيه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْه». [5]، (4) رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لعلي بنِ أبي طالبٍ: «فوالله لأنْ يَهْدِي اللهُ بك رَجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النِّعَمِ»؛ رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إلى هُدَى كَانَ لَه مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَه، لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهم شيئًا». [6] رَوَى التِّرْمِذِيُّ وصحَّحَه الألبانيُّ عن أبي أمامةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ اللهَ وملائكتَه، حتى النملةَ فِي جُحْرِها، وحتى الحوتَ في البحرِ لَيُصَلُّون عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخيرَ»، وَصلاةُ الملائكةِ الاسْتِغْفَارُ. [7] الصحاح (6/ 2186-2169)، اللسان (4/ 3179-3180) مادة (ع و ن). [8] جامع البيان (12/ 98). [9] المصدر السابق (17/ 84-85). [10] الكتاب الأسنى (2/ ورقة 425ب-426 أ). [11] تفسير القرآن العظيم (3/ 536). [12] مدارج السالكين بين منازل ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5] (1/ 75-82) باختصار.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |