|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المنازل في الجنة الشيخ عبدالعزيز السلمان جاء في المسند عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: «أن أدنى أهل الجنة منزلةً لينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه، وإن أفضلهم منزلةً لمن ينظر إلى وجه الله تبارك وتعالى كل يوم مرتين»، وخرَّجه الترمذي ولفظه: «إن أدنى أهل الجنة منزلةً لمن ينظر إلى أزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة». وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوةً وعشيًّا، ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23]، ولهذا المعنى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح حديث جرير بن عبد الله البجلي: «إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته»، قال: «فإن استطعتُم ألا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا»، ثم قرأ: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق: 39]. ولَما كان هذان الوقتان في الجنة وقتين للرؤية في خواص أهل الجنة، خص الرسول - صلى الله عليه وسلم - على المحافظة على الصلاة في هذين الوقتين في الدنيا، فمن حافظ على هاتين الصلاتين في الدنيا في هذين الوقتين، وصلاهما على أكمل وجوهما وخشوعهما وحضورهما وأدبهما، فإنه يُرجى له أن يكون ممن يرى الله في هذين الوقتين في الجنة، لاسيما إن حافظ بعدهما على الذكر وأنواع العبادات حتى تطلع الشمس أو تغرب. فإن وصل العبد ذلك بدلجة آخر الليل، فقد اجتمع له السير في الأوقات الثلاثة، وهي: الدلجة، والغدوة، والرَّوحة، فيوشك أن يعقبه الصدق في هذا السير الوصول الأعظم إلى ما يطلبه في مقعد صدق عند مليك مقتدر. من لزم الصدق في طلبه أداه الصدق إلى مقعد الصدق، ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [يونس: 2]. المحب لا يَقطع السؤال عمن يُحب، ويتحسَّس الأخبار، ويَنسِم الرياح، ويستدل بآثار السلوك على الطريق إلى محبوبه. لقد كبَّرت همةُ الله مطلوبها، وشرَّفت نفسُ الله محبوبها، ﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾ [الأنعام: 52]. شعرًا: ما للمحب سوى إرادة حبِّه ![]() إن المحب بكل برٍّ يُصرع ![]() ![]() ![]() قيمة كل امرئ ما يطلب، فمن كان يطلب الله فلا قيمة له من طلب الله، فهو أجَلُّ من أن يقوم، ومن طلب غيره، فهو أخس من أن يكون له قيمة. قال الشبلي: من ركن إلى الدنيا أحرَقته بنارها، فصار رمادًا تذروه الرياح، ومن ركن إلى الآخرة أحرَقته بنورها، فصار سبيكة ذهبٍ ينتفع به، ومن ركن إلى الله أحرَقه نور التوحيد فصار جوهرًا لا قيمة له. والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |