المسجد والطفل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 492 - عددالزوار : 301832 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 16 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          موقف المسلم من الزلازل والكوارث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 604 )           »          إرهاقٌ بلا صوت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-11-2024, 03:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,301
الدولة : Egypt
افتراضي المسجد والطفل

المسجد والطفل

محمد الصفار


ينقل لنا التاريخ قصصا رائعة في تعامل الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ) مع أولاده وهم مقبلون على المسجد، فها هو ينزل من على منبره ويقطع خطبته حينما يرى الحسن والحسين مقبلين في المسجد, فيقبلهما ثم يعود إلى منبره ويكمل خطبته، وهذا تعامل يعبر في إحدى جهاته عن تلك الروح الرحبة التي أراد الرسول أن يبثها في المسلمين, ليعلمهم كيف يجب أن تكون فرحتهم حين يرون أولادهم في بيوت الله، ويشاهدونهم ويلتقونهم وهم يرتادون المساجد.
وهناك حديث مشهور لأبي بكرة ينقله ابن قدامة في مغنيه جاء فيه: أن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) كان يصلى ويجيء الحسن بن علي وهو صغير فكلما سجد النبي وثب على ظهره فيرفع النبي (عليه الصلاة والسلام) رأسه رفعاً رفيقاً حتى يضعه على الأرض).
مهم أن يتعلق الصغار بالمسجد ففي ذلك تعويد لهم, حتى إذا ما كبروا يكون المسجد ثابتا في برنامجهم اليومي والحياتي دون تكلف أو ضجر، لكن ما لا تقل أهميته عن ذلك هو أن يرى الصغار في المسجد ما لا يرونه في أي مكان آخر، كي تتركز للمسجد قيمة إضافية في نفوسهم، يحنون إليها ويتوقون لنيلها.
وإذا تعذرت استفادة الطفل من خطبة الإمام وأحاديثه غالبا لأنها اليوم إما سياسية بحتة, أو تخاطب مستوى ثقافيا راقيا، أو تتمحور حول أفكار لا يطرب لها الصغير إن فهمها، فإن ثمة فوائد أخرى يمكن أن توفر للأطفال مكسبا وانشدادا له قيمته في نفوسهم وسلوكياتهم.
الطفل يعلم من خلال والديه ومجتمعه أن المساجد هي أفضل الأماكن وأطهرها عند المسلمين، ويعرف أن أوقات الصلاة هي من أجمل الأوقات وأغلاها على قلب المؤمن، ويدرك ولو بمقدار أن اجتماعهم في المسجد لا يضاهيه اجتماع من حيث ثوابه وأجره عند الله، وهو هنا يقف موقف الملاحظ لسلوك المسلمين معه في أطهر أماكنهم, وأفضل أوقاتهم وابرك اجتماع لهم.
طواعية ذهاب الطفل للمسجد، واندفاعه الذاتي هي علامة من علامات الرضا التي لا ترتسم على الأطفال لمجرد أنه مكان عبادي بل هي بحاجة إلى عوامل مساعدة، ومن أهمها تشجيع الطفل على دوام الحضور في المسجد ولو بإهدائه هدايا رمزية ذات معنى روحي أو أخلاقي أو اجتماعي وفي ظل كل ما يعرفه ويعيه، يتأمل الطفل أن يلامس الأثر وأن يشهده بوجدانه، وينظره ماثلا واضحا لا خفاء ولا تلون ولا لبس فيه، كيف يقدّره المسجد وخطيبه وإمامه؟ وكيف يتعامل المصلون معه؟ وكيف يحتفي المكان بمن فيه به؟ كلها أسئلة لجوابها أبلغ الأثر في إقبال الطفل أو إدباره عن المسجد.
طواعية ذهاب الطفل للمسجد، واندفاعه الذاتي هي علامة من علامات الرضا التي لا ترتسم على الأطفال لمجرد أنه مكان عبادي بل هي بحاجة إلى عوامل مساعدة، ومن أهمها تشجيع الطفل على دوام الحضور في المسجد ولو بإهدائه هدايا رمزية ذات معنى روحي أو أخلاقي أو اجتماعي.
يجب أن لا يسبقنا أصحاب المجمعات التجارية والترفيهية بهداياهم التي يقدمونها لأولادنا لجذبهم إلى محالهم ومجمعاتهم، بل علينا أن نستفيد من هذه الطريقة بما يناسب مقام المسجد ومكانته، وهذا مجرد مثل ربما يكون هناك ما هو أفضل وأحسن منه.
الأمر الآخر هو ضرورة التودد للأطفال من قبل المصلين وخصوصا اللجان العاملة في المساجد والمهتمة بشؤونها، فالطفل يعيش طفولته وقد يصدر منه ما يزعج أحيانا، وسعة صدرنا هي أفضل تعامل مع أخطائه التي يجب أن نستقبلها بالبسمة والتوجيه اللين، فالكثير من الأطفال قد يغادرون المسجد دون رجعة إذا ما نفرتهم سلوكياتنا وضيق صدورنا.
لا ننسى أخيرا أن التعاون وتنظيم الصف, وأخلاقيات التعاطي مع الناس, والسؤال عنهم حين فقدهم, هي من الأمور التي اعتاد المسلمون تداولها وتعلمها من المساجد، ولذلك يحتاج أطفالنا إلى من يأخذ بأيديهم من المصلين ويعلمهم ما يعلم المسجد رواده من خلق وسلوك حسن.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.48 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]