|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بيان ما يتعلق بعلوم بعض الأنبياء عليهم السلام د. أحمد خضر حسنين الحسن 1- علم آدم عليه السلام: قال الله تعالى: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ [البقرة: 31]. لقد اختلف العلماء اختلافًا كبيرًا في معنى الأسماء التي علَّمها الله تعالى لآدم عليه السلام، ولكن أعدل هذه الأقوال ولعله أجمعها ما قاله الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى: (والظاهر أن الأسماء التي علمها آدم هي ألفاظ تدل على ذوات الأشياء التي يحتاج نوعُ الإنسان إلى التعبير عنها؛ لحاجته إلى ندائها، أو استحضارها، أو إفادة حصول بعضها مع بعض، وهي - أي الإفادة - ما نسميه اليوم بالأخبار أو التوصيف، فيظهر أن المراد بالأسماء ابتداءً أسماء الذوات من الموجودات؛ مثل الأعلام الشخصية، وأسماء الأجناس من الحيوان والنبات والحجر والكواكب، مما يقع عليه نظر الإنسان ابتداءً؛ مثل: اسم جنة، وملك، وآدم، وحواء، وإبليس، وشجرة وثمرة، ونجد ذلك بحسب اللغة البشرية الأولى، ولذلك نرجِّح ألا يكون فيما علِمه آدم ابتداءً شيءٌ من أسماء المعاني والأحداث، ثم طرأت بعد ذلك، فكان إذا أراد أن يُخبر عن حصول حدث أو أمر معنوي لذات، قرن بين اسم الذات واسم الحدث؛ نحو: ماء برد؛ أي: ماء بارد، ثم طرأ وضع الأفعال والأوصاف بعد ذلك، فقال الماء بارد، أو برد الماء، وهذا يرجِّح أن أصل الاشتقاق هو المصادر لا الأفعال؛ لأن المصادر صنفٌ دقيق من نوع الأسماء، وقد دلنا على هذا قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ عَرَضَهُمْ ﴾ [البقرة: 31]. والتعريف في الأسماء تعريف الجنس أُريد منه الاستغراق، للدلالة على أنه علمه جميع أسماء الأشياء المعروفة يومئذ في ذلك العالم، فهو استغراق عُرفي؛ مثل: جمع الأمير الصاغة؛ أي صاغة أرضه، وهو الظاهر؛ لأنه المقدار الذي تظهر به الفضيلة، فما زاد عليه لا يليق تعليمه بالحكمة، وقدرة الله صالحة لذلك. 2- بيان أن الله تعالى أثنى بالعلم على عدد من الأنبياء في سور وآيات عديدة؛ منها: قوله تعالى: ﴿ وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 78 - 80]. قال أحدُ العلماء: اعلَم أن الأنبياء المذكورين في سورة الأنبياء وهم: موسى وهارون وإبراهيم وداود، وسليمان، وأيوب، وزكريا، وذا النون، كله نسقٌ على ما تقدم من قوله: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 51]، ومن قوله: ﴿ وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [الأنبياء: 74]، واعلَم أن المقصود ذكرُ نِعم الله تعالى على داود وسليمان، فذكر أولًا النعمة المشتركة بينهما، ثم ذكر ما يختص به كلُّ واحد منهما من النعم. أما النعمة المشتركة، فهي القصة المذكورة، وهي قصة الحكومة، ووجهُ النعمة فيها أن الله تعالى زيَّنهما عليهما السلام بالعلم والفَهم في قوله: ﴿ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [الأنبياء: 79]، ثم في هذا تنبيهٌ على أن العلم أفضل الكمالات وأعظمها، وذلك لأن الله تعالى قدَّم ذكره هاهنا على سائر النعم الجليلة؛ مثل: تسخير الجبال والطير والريح والجن، وإذا كان العلم مقدمًا على أمثال هذه الأشياء، فما ظنُّك بغيرها. وليس المقصود الحصر، ولكن التنبيه إلى علوم أولئك الكرام عليهم السلام، وما فضَّله الله بهم على جميع البشر.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |