البيئة الداعمة للمراهق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 3115 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          4 أنواع سناكس خفيفة وصحية لأطفالك فى النادى.. بلاش فاست فود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة عمل طاجن البطاطس بالجزر وصدور الدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2025, 02:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي البيئة الداعمة للمراهق

البيئة الداعمة للمراهق




إذا انتزعت الحب من العالم، فسيصبح العالم قبرا
(روبرت براونينج)
البيئة هي الوسط الذي يعيش فيه الإنسان، بل هي كل ما يحيط به
أفضل طريقة لدعم المراهق إيجابياً، هي أن تنظف البيئة المحيطة به من السموم
التعبير عن المشاعر والأفكار فن تفتقر إليه بيوتنا ومدارسنا ومؤسساتنا التربوية

- ما البيئة الداعمة؟
- البيئة الداعمة باختصار، هي: «مجموعة الظروف الحقيقية التي يعيش فيها الفرد، وتؤثر فيها»، والظرف الحقيقي الذي يعيش فيه الفرد لابد أن يتكون من زمان، ومكان، وأحداث، وأشخاص، وأفكار، ومواقف، ومثيرات، واستجابات، وردود أفعال.
فكل مكان يوجد فيه المراهق ويقدم له الدعم والإسناد، نستطيع أن نطلق عليه بيئة داعمة، سواء أكانت آثار هذا الدعم سلبية أم إيجابية.
- البيئة الداعمة نوعان:
البيئة الداعمة قد تكون إيجابية بناءة، وقد تكون سلبية مدمرة.
ونستطيع أن نميز بين البيئتين من خلال آثارهما على شخصية المراهق وسلوكه وأفكاره.
فالبيئة الداعمة الإيجابية هي التي تساعد المراهق على تكوين صورة إيجابية عن ذاته، وتدفعه إلى تقبل ذاته والرضا به، ثم السعي إلى تطويرها والارتقاء بها.
كذلك هي البيئة التي تدعم نمو المراهق وتلبي له الاحتياجات الفطرية الإنسانية الأساسية، كماً ونوعاً، وأي بيئة تحطم هذه الصورة أو لا تدعمها، فإنها لا تعد بيئة داعمة، وإنما بيئة هدامة، أو بيئة قاتلة.
مواصفات البيئة الداعمة التي نريد
أولاً بيئة قائمة على الحب:
إذا أردت أن تغير من سلوك ابنك فامنحه الحب الصادق.
إذا أردت أن تؤثر إيجابيا في حياة ابنك فامنحه مساحة واسعة من قلبك.
إذا أردت أن يحبك ابنك، فأحبه أنت من كل قلبك.
الحب هو أول ما يحتاجه الأطفال عموما، والمراهق على وجه الخصوص، ولن ننجح في التربية أو نحدث التأثير المطلوب في المراهق، ما لم نمنحه الحب الكافي.
فأول سمة من سمات البيئة الداعمة البناءة، أنها بيئة تقوم على الحب والود والحنان؛ لذا فإن أي بيئة تقوم على القساوة والشدة والغلظة في التامل، وتفتقر للود والحب، لا تعد بيئة داعمة، وإنما قد تكون بيئة محبطة أو قاتلة للنمو الإيجابي لدى المراهق.
(11) وصفة: الطريق إلى الحب:
1 - أنعش مشاعر الحب بتكرار اللقاء ودوام التواصل.
2 - سيحبك ابنك إذا عبرت له عن محبتك، فما فائدة حب لا يعبر عنه؟
3 - سيحبك إذا كنت القدوة الحسنة له، والمثل الأعلى الذي يقتدي به.
4 - سيحبك إذا كنت له بمثابة الصديق الحميم، الذي يحفظ سره، ويفضي إليه بهمومه.
5 - سيحبك إذا شاورته وحاورته وأخذت برأيه.
6 - سيحبك عندما يلمس فرحك بقدومه، وتلهفك لغيابه.
7 - سيحبك إذا صفحت عن إساءته، وتفهمت خطأه، ومنحته فرصة جديدة.
8 - سيحبك عندما يتلفت فيجدك دوما بجانبه، تسانده وتمنحه الحب والطمأنينة.
9 - سيحبك إذا داعبته ومازحته، وشاركته شيئاً من ألعابه وهواياته.
10 - سيحبك إذا تذكرت مناسباته التي يحبها.
11 - سيحبك إذا شعر بالقرب منك، فلا تبخل عليه بعناق أو قبلة أو مسح على الرأس.
مواصفات البيئة الداعمة

ثانياً: بيئة قائمة على الحوار:
البيئة الداعمة تسمح للمراهق بالتعبير عن مشاعره وأفكاره بطلاقة، وتحاوره فيما تراه خطأ، وكل بيئة (مدرسة أو بيت) تقوم فقط على لغة الأوامر والنواهي والمواعظ المجردة، هي بيئة محبطة أو قاتلة أو مدمرة للنمو الإيجابي لدى المراهق.
ومن المهم أن نشير هنا إلى أننا وإن كنا نذكر بأهمية إفساح المجال للمراهقين للتعبير عن مشاعرهم والإنصات لهم.
فمن الأهمية بمكان أن نعلمهم كيفية التعبير عن مشاعرهم، وطرق الإفصاح عن أفكارهم، والسبل السليمة للحوار البناء الإيجابي؛ لأن المراهق ربما يخطئ في التعبير عنها، أو ينظر إلى الأمور والأحداث من زاوية معينة تتسم بالقصور، فيأتي دور البيئة الداعمة لتعلمه كيفية التعبير الصحيح والدقيق عن الأفكار والمشاعر، وطرق الحكم على الأحداث والأشخاص والمواقف.
في كتابي (مهارات الحياة الوجدانية) منهج متكامل في التعامل الإيجابي مع المشاعر، فهما وتعبيرا وضبطا وتحكما واختيارا، ويمكن الرجوع إليه من خلال حوار يومي لمدة تتراوح بيم 20 و30 دقيقة.

إضاءة
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتقّبلون صبيانكم؟ فما نقبلهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة» رواه البخاري في الأدب المفرد.
قال عتبة بن أبي سفيان لعبد الصمد مؤدب ولده: ليكن أول ما تبدأ به من إصلاحك بني إصلاحك نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينيك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت، علمهم كتاب الله، ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم روهم من الشعر أعفه، ومن الحديث أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم، وعلمهم سير الحكماء وأخلاق الأدباء، وجنبهم محادثة النساء، وتهددهم بي وأدبهم دوني، وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء، ولا تتكل على عذري، فإني قد اتكلت على كفايتك، وزد في تأديبهم أزدك في بري إن شاء الله.



اعداد: د. مصطفى أبو سعد






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-01-2025, 04:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البيئة الداعمة للمراهق

البيئة الداعمة للمراهق(2) بيئة تربي على تحمّل المسؤولية





الوحيد الذي لا يفشل هو الشخص الذي لا يعمل
«ليس من حادثة ماضية إلا وهي تعرفك الخطأ والصواب منها»
أبو حيان التوحيدي
«لا شيء يساعد المرء أكثر من إسناد مزيد من المسؤوليات له، وإعلامه بأنك تثق به» بوكر تي

البيئة الداعمة هي التي تربي المراهق على الاستقلالية وتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس منذ الصغر.
ولكن كيف ندربه على الاستقلالية وتحمّل المسؤولية؟
التدريب على الاختيار
عندما نرجع بذاكرتنا إلى أيام مراهقتنا، كم منا من يتذكر أنه اختار بنفسه ثيابه في العيد، أو اختار ألعابه في الصغر؟ ربما قلّة من يزعم أنه كان يختار ثيابه وألعابه.
لذا كان أول أمر يجب أن نتبعه في عملية التدريب على الاستقلالية، أن ندع المراهق يتخذ القرارات التي يراها مناسبة فيما يخصه، ثم ندفعه لتحمل نتائج هذه القرارات، فمثلا لو أعطيته مبلغا من المال، وأنفقه في وقت قصير، فليتحمل نتائج هذا الإسراع في الإنفاق، وآثار عدم التوفير والاقتصاد.
إذن فالبيئة الداعمة الإيجابية هي البيئة التي تسمح للمراهق بالاختيار، وتدربه على اتخاذ القرار، في بيئة آمنة، ولا تتدخل إلا عندما تلمس أن قرار المراهق خطأ بنسبة كبيرة، أو أن اختياره قد يجلب له الأذى والضرر.
2- التربية بالفشل
لولا مرارة الفشل ما عرف الإنسان لذة النجاح
إن من بين أفضل أنواع التربية «التربية بالفشل» أي أن يتعلم المراهق من أخطائه ومحاولات الوصول للصواب، ومن الأدوار المهمة المناطة بالبيئة الداعمة هي تعليم المراهق إدارة الفشل، بمعنى أن ينظر إلى الفشل على أنه تجارب وخبرات تضاف إلى رصيده، وبذلك تكون ردة فعله تجاه لحظات الفشل في حياته طبيعية وضمن المستوى المتوقع، وبذلك نجنبه الإصابة بالإحباط أو الانتكاسات.
قصة لا أنساها
ومن القصص التي لا أنساها في هذا الباب قصة فتاة ولنسمها (سارة) حضرت معي دورة في الذكاء الوجداني، كانت سارة نشيطة وفاعلة ومتفوقة، اعتادت هذه الفتاة أن تكون الأولى دائما، وفي كافة مراحلها الدراسية (الروضة، الابتدائية والإعدادية والثانوية)، حتى دخلت الجامعة ونالت درجة الامتياز في السنة الأولى، ولم تكن مفاجأة أن تكون الأولى على شعبتها الدراسية، وفي الثانية تفوقت عليها إحدى البنات، حصلت (سارة) على درجة الامتياز، ولكنها لم تكن الأولى على شعبتها بل كان ترتيبها الثاني، هل تتوقع ما الذي حصل لسارة؟
صُدمت سارة لهذه النتيجة، أغلقت على نفسها باب حجرتها، وأجهشت بالبكاء، وأصيبت بالإحباط الذي تحول إلى اكتئاب حاد ثم عزلة شديدة.
وقررت أن تترك الدراسة الجامعية، وبالفعل تركتها وجلست في بيتها سبع سنوات، لا تخرج ولا تقابل أحدا سوى أفراد عائلتها.
قضت خمس سنوات بين النوم واليقظة بلا أي نشاط على الإطلاق ثم أقنعتها أسرتها بإدخال جهاز التلفاز لغرفتها.. واستطاعت البرامج التي بدأت تتابعها سارة أن تعيد لها الأمل وحب الحياة من جديد، وأخيرا خرجت من كهفها، والتحقت بدورة سريعة بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي، حصلت بعدها على وظيفة عادية. قالت لي سارة: إن صديقاتها ممن كن أقل مستوى يتمتعن بوظائف أفضل ومنهن رئيسات أقسام ومراقبات.
ثم قالت: لقد أجابت الدورة على حيرة دامت سنين، لماذا فشلت ونجح غيري ممن هن أقل مستوى مني؟!
كانت سارة تتمتع بذكاء عقلي كبير، ولكن كان ينقصها القدرة على التعامل الوجداني.
والدراسات تؤكد أن الناجحين حقا في الحياة هم من يملكون مهارات وقدرات لا إدراكية بمنعى وجدانية.
والسبب في كل هذا أن سارة لم تُهيَّأْ لأن تكون في المرتبة الثانية، بل اعتادت أن تكون رقم واحد، وفي المقدمة دائما، السبب أنها لم تتعلم كيفية التعامل مع ما تراه فشلا، أو تُعِدُّه إخفاقا.
مراجعة الذات
اعتدنا دائما أن نلقي باللوم -إذا فشلنا- على الآخرين، ونحاول أن نسوغ فشلنا بسبب الظروف المحيطة بنا، وقلة منا من يتربى على مراجعة نفسه، وسؤالها أين قصرت؟
وماذا كان يجب أن تفعل؟
ولعل التربية التي نتلقاها في البيت أو المدرسة تؤسس لمثل هذا السلوك، ومن المشاهد المألوفة في حياتنا، أنك ترى الصبي يتعثر بحجر، أو يصطدم بحائط أو كرسي والسبب واضح وبسيط، الصبي غير منتبه، لكن الأم تقوم على الفور بإنهاض الصبي، ثم تضرب الحجر، أو تشتم الحائط، لتمتص غضب الصبي أو ألمه، فينشأ الصبي على فكرة (لست أنا السبب)، ويحاول في كل مرة يخفق فيها أو يفشل أن يبحث عن شماعة يلقي عليها باللوم، لذا نجد أن البيئة الداعمة تربي المراهق على مراجعة ذاته، وتحمل مسؤولية تقصيره، وعدم إلقاء اللوم على الظروف أو الآخرين.
وهذا يظهر في طريقة السؤال:
- أنا لم أجب عن أسئلة الامتحان بالأسلوب المطلوب.. أم الامتحان كان صعبا؟!
- أنا لم أستعد كفاية للامتحان.. أم المدرس لم يشرح لنا جيدا؟
- تأخرت عن موعد الطائرة أم فاتتني الطائرة؟!
لا تفرط في الدلال والحماية
إحاطة المراهق بالدلال الزائد والحماية المبالغة فيها من شأنه أن يشل قدراته على اكتشاف العالم من حوله، ولا تسمح له بتنمية تلك القدرات، ولا باكتساب مهارات حياتية جديدة، ولذلك لا نبالغ في موافقتنا إن قلنا: «إن الأقل من حماية الولد أقل خطرا من الإفراط فيها».
إن الإفراط في حماية المراهق من الوقوع في الخطأ أو الإخفاق، يقضي على حب المغامرة والمبادرة لديه، وقد يصيبه بالاتكالية القصوى، والاعتماد الدائم على الغير.
والمراهق قد يفهم الحماية الزائدة على أنها انعدام لثقة الوالدين في إمكاناته وقدراته، وبالمقابل يرى أنه مرفوض من والديْنِ يمنعانه من تحقيق استقلاليته وذاته، والتعبير عن نجاحه في مراحل نموه المتعددة.
لذا كانت البيئة الداعمة الإيجابية هي البيئة التي تؤمن الطمأنينة للمراهق، وتتيح له فرص الاكتشاف، وتسمح له بمحاولة التعرف على هذا العالم الذي يعيش فيه.
وتقف موقف المراقب والموجه الذي يتدخل في حالات الخطر، ومتى أخطأ المراهق فإنه من خطئه يتعلم، ومن بعد عثرته يقوم وينهض، ومن محاولاته الخطأ يتعلم الصواب.
احترم خصوصيات المراهق وحقوقه
هناك عوالم ثلاثة يمر به الإنسان من لحظة خروجه من بطن أمه جنينا، وحتى وفاته ودخوله القبر، ولكل عالم قواعده وخصائصه وميزاته ومتطلباته.
- عالم الطفولة.
- عالم المراهق.
- عالم الكبار.
في عالم المراهقة مطلوب منا أن نحترم خصوصيات المراهق وعالمه الخاص، فالمراهق مثلنا نحن الكبار، له أسرار وخفايا وخصوصيات قد لا يحب أن يُطلع عليها أحد، فالصواب ألا نتجسس عليه، سواء أكان ذلك بقراءة خطاباته ومذكراته، أم التنصت على مكالماته، أم التطفل عليه.
إن اقتحام خصوصيات المراهق دون إذنه تعني بالنسبة إليه إساءة وتجاوزا عليه، واعتداء على حقوقه، فينزع إلى المقاومة الدائمة والعناد والمكابرة؛ مما يترتب عليه ازدياد في المسافة بين عالمه وعالم والديه.

إضاءة
معلوم أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدأ بيمين المجلس في الشراب أو الطعام، والقصة التالية تعلمنا كيف يؤكد النبي عليه الصلاة والسلام على حقوق الآخرين، ولو كانوا أطفالا في نظرنا، ويعلمنا أن نحترم تلك الحقوق، ولا نهضمها بحجة أنهم صغار.
روى البخاري ومالك في الموطأ واللفظ له، عن سهل بن سعد الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟
فقال الغلام: لا والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحدا، قال فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده (أي وضع الإناء في يد الغلام ليشرب منه).



اعداد: د. مصطفى أبو سعد






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31-01-2025, 08:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البيئة الداعمة للمراهق

البيئة الداعمة للمراهق(3) بيئة تحمي المراهق من الوقوع في المقارنات




المقارنة بين شخصين-علميا ومنطقيا- سلوك غير صحيح، وغير مقبول؛ لأنهما عالمان مختلفان، والأصل أن تكون المقارنة بين سلوكين وليس بين شخصين؛ لأن المقارنة بين مراهقين -من الناحية التربوية- سلبياتها أكثر من الإيجابيات، وأقلها أن تصيب المقارن الضعيف بالإحباط، وتولد لديه شعورا بأنه منبوذ ومرفوض.
لذا كان من مواصفات البيئة الإيجابية الداعمة أنها بيئة تحمي المراهق من الوقوع في المقارنات، أي أن نقارن المراهق بغيره، كأن نقارنه بأخته أو أخيه الأكبر أو ابن الجيران، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؛ لأن المقارنة بين المراهق وغيره تصيبه بالإحباط، وتشعره بالنقص، وأن المطلوب منه أن يتخلى عن ذاته، ويكون صورة طبق الأصل لفلان، أو نسخة إضافية من أخيه الأكبر.
وفي أحسن الأحوال قد تدفع المقارنة إلى المنافسة بين المراهق وغيره، والمنافسة -من وجهة نظري- ليست بيئة داعمة، بل إنها تهدر الطاقات وتضعف المعنويات.
ولو تتبعنا وجوه المنافسة الموجودة في ديننا، لوجدنا أنها منافسة في الخير والفضيلة وليس المنافسة مع الآخرين، فإذا أردت أن تتخيل فكرة المنافسة فتخيل خطة النهاية أو نقطة وصول تريد أن تنتهي إليها، كأن تحفظ القرآن الكريم، المنافسة الصحيحة أن تجتهد لبلوغ النقط التي حددتها، بغض النظر عمن يسير عن يمينك أو شمالك، أو من يتقدم عليك أو يتأخر عنك.
قصة
المنافسة بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
ومن أكثر قصص المنافسة شهرة في تاريخنا الإسلامي، المنافسة التي كانت بين عمر وأبي بكر رضي الله عنهما والواقع الصحيح أنها كانت لدى عمر بين الخطاب رضي الله عنه فقط أما أبو بكر رضي الله عنه فلم يكن ينافس أحدا.
فعن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، ووافى ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما أبقيت لأهلك؟ قلت مثله، ثم أتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله قلت: لن أسبقك إلى شيء أبدا» رواه الترمذي.
وأخرج ابن عساكر عن أبي صالح الغفاري: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يتعهد عجوزا كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل فيسقي لها ويقوم بأمرها فكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها فرصده عمر فإذا هو بأبي بكر الذي يأتيها. وهو يومئذ خليفة، فقال عمر: أنت هو لعمري».
والمتابع لقصص المنافسة تلك يرى أن عمر رضي الله عنه لم يسبق أبا بكر في فعل الخيرات، ولو لمرة واحدة، لأن عمر رضي الله عنه كان ينافس أبا بكر رضي الله عنه ، أما أبو بكر رضي الله عنه فلم يكن ينافس أحدا، بل كان يجاهد نفسه.
خامسا: بيئة تجتنب الانتقاد
الانتقاد ليس أسلوبا تربويا بل مدمرا ولاسيما أمام الناس، والكثير منا لا يفرق بين نقد الشخص، وإصلاح السلوك، وغالبا ما نتوجه بالنقد لذات الشخص، وليس لما يبدر عنه من تصرفات، لذا كان من مواصفات البيئة الإيجابية الداعمة أنها بيئة تجتنب الانتقاد، وإذا كان لا بد من توجيه المراهق، فننصح أن يجري ذلك بإشارة سريعة لا تتجاوز الدقيقة الواحدة، وبلغة واضحة، وأن يكون مدحا موجها لا نقدا مدمرا أمام الآخرين.
وتجدر الإشارة هنا إلى بعض النصائح المجربة والمتعلقة بالتدخل والتوجه.
نوع السلوك وطبيعته وتكراره، هو الذي يحدد كيفية التدخل، ومتى يكون التدخل؟ فبعض السلوكيات يمكن تأجيل الحديث فيها، وبعضها لا يمكن السكوت عنه أو تأجيله، كأن يتصرف أحد الإخوة تصرفا سلبيا أو سيئا أمام إخوته الصغار، وسكوت الوالدين عن هذا السلوك قد يشعر الصغير بموافقة الأهل عليه، أو أنه صواب، فيقلدونه في خطئه.
قبل البدء بالحوار مع المهراق، ينبغي بناء علاقة إيجابية معه، علاقة قائمة على الحب والمصداقية، والرغبة الصادقة في نفع المراهق، وجلب المصلحة له.
يفضل أن نحاوره على انفراد، ونبدأ الحوار بالتركيز على الإيجابيات التي يتمتع بها المراهق، مع إعطائه فرصة للتعبير عن وجهة نظره؛ لأن المطلوب التغيير وليس تثبيت الخطأ.
لا تتدخل أبدا وأنت في حالة توتر وغضب، أو عصبية واستنفار، مهما كان نوع السلوك، وأينما كان مكانه؛ لأن التوتر والعصبية سيزيدان الأمر سوءا، وربما يلجأ الأب إلى الضرب والإهانة والتحقير فتكون ردود فعل المراهق سلبية إما بالإصرار على الفعل، أو تبريره، أو الهروب من المنزل أو محاولة إيذاء نفسه.
لا تجمع أخطاء المراهق وتحصها عليه؛ لأن تعرض المراهق باستمرار للنقد والتربص له أثناء كل حركة تصدر منه، أو كلمة يتفوه بها، يولد لديه إحساسا بأنه مرفوض وتصيبه بالإحباط وخيبة الأمل.
كثرة الانتقاد والترصد قد تنزع من المراهق الثقة بقدراته وإمكاناته، وقد ينتج عن هذا الوضع خوف دائم من القيام بأي عمل أمام الآخرين، مما يسهم في قتل روح المبادرة والتلقائية؛ ولذلك ليكن حوارنا إيجابيا مع الأبناء، وليتخذ التوجيه طابع الدعم الطيب، وبالتي هي أحسن، وليكن في حالة الضرورة.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم لغة العموم إذا ما أراد أن يصحح مفهوما عند الصحابة، أو يعدل سلوكا، أو يضيف جديدا إلى حياتهم، تقول عائشة رضي الله عنها: صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ترخص فيه، وتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله ثم قال: «ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني أعلمهم بالله، وأشدهم له خشية» رواه البخاري.
ولمّا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوجه عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما لتركه قيام الليل، قال له: «يا عبدالله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل» رواه البخاري.


إمام يشتمني ويشتم المصلين يوم الجمعة
أثناء خطبة الجمعة قال الخطيب رافعا صوته: «أصبحنا كالبهائم.. نأكل ونشرب وننام.. والأسحار تئن من قلة الساجدين».
قارن بين أسلوب الخطيب وأسلوب سيد البشر.
علم الرسول صلى الله عليه وسلم أن عبدالله ابن عمر رضي الله عنه لا يصلي بالليل.. فكيف نصحه؟
مالي أراك يا ابن عمر أصبحت كالبهيمة تأكل وتشرب وتنام ولا تصلي بالليل؟ خطأ
أم «نعم العبد عبدالله بن عمر لو كان يصلي بالليل..» صواب
وعن معاذ بن جبل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: «يا معاذ والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، فقال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» رواه أبو داود.


اعداد: د. مصطفى أبو سعد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 31-01-2025, 08:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البيئة الداعمة للمراهق

البيئة الداعمة للمراهق(4) بيئة التوقعات فيها إيجابية



بيئة التوقعات تشمل كل ما نتوقع صدوره من الآخرين أو من أنفسنا، وأساس التوقعات هو ما نعتقده عن أنفسنا أو غيرنا.
للعلم: هناك الآلاف من المراهقين يعيشون في تعاسة؛ بسبب توقعاتهم السلبية عن أنفسهم، أو بسبب توقعات الآخرين عنهم.

فالبيئة الإيجابية هي التي تكون التوقعات فيها إيجابية، فتخبر المراهق أنها تتوقع منه السلوك الحسن القويم، وتخبره بأنها على ثقة بأنه يستطيع القيام بشيء محدد، وتخبره كذلك بأن لديه قدرات وإمكانات لو أحسن استعمالها بلغ النجاح الذي يريد.. وهكذا، فهي بيئة في النهاية تبعث بالرسائل الإيجابية.
فمثلا لو كان لدى الابن اختبار في مادة معينة، هنا يأتي دور الآباء والأمهات في بث التوقع الإيجابي الداعم للمراهق، فيقول الأب مثلا: أتوقع أن يكون الاختبار سهلا جدا، وتقول الأم: أتوقع أن مثلك سينجز الاختبار في وقت قصير، ثم يذكرانه بنجاحاته في السنوات السابقة، ويذكرانه بتفوقه في بعض المواد، وهكذا.. مما يرفع من معنويات المراهق.
بقي أن نقول: إن توقعاتنا الإيجابية عن المراهق، يجب أن تكون في حدود قدراته وخبراته، فنبتعد عن التوقعات التي تتصف بالكمال، أو التوقعات التي لا تخص إلا من هو أكبر سنا، وأوعى عقلا.
سابعاً: بيئة تربي من خلال المواقف الحياتية
البيئة الإيجابية الداعمة هي البيئة التي يقلّ فيها الكلام الوعظي، وتكثر فيها التربية الموقفية، أي التربية من خلال المواقف الحياتية؛ حيث يتم وضع المراهق في مواقف تعليمية، ثم متابعته في كيفية التعامل والتصرف مع تلك المواقف.
قصة
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
يقول عمر بن أبي سلمة: كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا غلام سمِّ الله، وكل بيمينك ،وكل مما يليك»، فما زالت تلك طعمتي بعد. رواه البخاري.
والآن اقرأ معي شرح مفردات هذا الحديث، لترى روعة أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في التربية والتوجيه وبناء البيئة الداعمة.
كنت غلاما: أي صبياً دون البلوغ.
حجر النبي صلى الله عليه وسلم : أي في تربيته وتحت رعايته.
تطيش في الصحفة: أي أحركها في جوانب القصعة لألتقط الطعام؛ لذا المربي الناجح هو الذي يراقب عن كثب سلوك من يربي.
سم الله: أي قل: بسم الله عند بدء الأكل، لم يعنفه بل أرشده للصواب بسرعة واختصار.
مما يليك: أي من الجانب الذي يقرب منك من الطعام.
تطيش في الصحفة: هذا الأسلوب أثر في ابن أبي سلمة بقية حياته حتى قال: «فما زالت تلك طعمتي بعد»، أي فما زالت تلك صفة أكلي وطريقتي فيه.
ثامنا: بيئة تعلّم المهارات الحياتية
المهارات الحياتية باختصار هي: الطريقة التي يدير بها المراهق حياته، والأسلوب الذي يطوّر به ذاته.
ولا نبالغ إن قلنا: إن تعليم المهارات الحياتية غائب عن بيوتنا، وتفتقر إليه مؤسساتنا التربوية لذا كانت البيئة الداعمة، والبيئة الإيجابية التربوية، هي البيئة التي تعلّم المراهق كيف يعيش حياته؛ لأن التربية في نهاية المطاف هي الإعداد للحياة.
ومن أهم المهارات الحياتية التي يجب أن يتعلمها المراهق (أمثلة فقط):
- فهم الذات وإدارتها وتطويرها: «من أنا، خصائصي، احتياجاتي، أهدافي في الحياة، طموحاتي، قدراتي، قيمي، حقوقي وواجباتي، الثقة بالنفس، تقدير الذات، بناء الذات، أنا وأسرتي، أنا ومجتمعي».
- مهارات التواصل مع الناس والحوار والنقاش والتعبير عن الذات.
- مهارات العمل الجماعي والعمل في فريق واحد.
- مهارة التعامل مع الاختلاف والتنوع.
- مهارة حل المشكلات واتخاذ القرارات المبنية على المعلومات.
- مهارة التخطيط للحياة، وكيفية التفكير في المستقبل.
- مهارات التفكير بأنواعه، ولاسيما التفكير الإبداعي، والتفكير الجانبي.
- مهارة الوصول إلى المعرفة والمعلومات والتعامل الإيجابي معها.

إضاءة
الحرص والعمل والإنجاز وإدارة الوقت كانت من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، والإنجاز حتى آخر لحظة في الحياة مهارة كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى تفعيلها في حياتنا، وتخيل معي هذا المشهد، عندما تقوم الساعة ويتدافع الناس ويتراكضون، ويخاف العاصون، والكل يسأل عمّا يجري، وفي وسط هذه الأجواء المشحونة بالخوف والكرب، ترى رجلاً مطمئنا ساكنا بيده نخلة صغيرة يحاول زرعها في أرضه، ترى بماذا ستصف هذا الرجل؟
وبغض النظر عن موقفنا ورأينا في هذا الرجل، يكفينا أن النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى العمل والإنجاز واستغلال الوقت حتى آخر لحظة، حتى وإن كانت القيامة ستقوم: «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل» رواه أحمد.


اعداد: د. مصطفى أبو سعد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 31-01-2025, 09:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البيئة الداعمة للمراهق

البيئة الداعمة للمراهق(5) بيئة تشجع المراهق على أن يكون هو



«إن هويتك ليس فيما تفعل، ولا فيما تحتل من منصب، ولا فيما تشعر من مشاعر، ولا فيما تفكر من أفكار، بل هويتك هي نفسك (ذاتك)» هيثر سامرز


ابتلينا بنمط من التربية يجعل المراهق لا يتقبل ذاته، بل ويسعى إلى تغيير شخصيته، وحتى تغيير شكله إذا تطلب الأمر؛ ليكون مقبولا أكثر في بيئته ومجتمعه.
وهذا ما نراه كثيرا في عالم الفتيات المراهقات، التي عندما تبلغ إحداهن سنا معينة، تبدأ بال تفكر كيف ألا تكون هي هي، وتبدأ تحلم بأن يكون شكلها كالفنانة الفلانية، وربما تخضع نفسها وجسدها لعمليات جراحية متكررة، علّها تظفر بالشكل ذاته، الذي سيحقق لها الرضا الذاتي.
الخطأ في هذا النمط التربوي أنه قائم على الشعور بالدونية والنقص، وعدم تقبل الذات، وهذا أمر خطير لا يدعم المراهق إيجابيا.
3 خطوات لبناء تقدير ذاتي لدى ابنك:
1- اجعل ابنك المراهق يتقبل ذاته مهما كانت، بل وعلمه كيف ينظر إلى نفسه بافتخار.
ثم احرص على الارتقاء بشخصيته، وتطوير نفسه بالأساليب والطرائق المناسبة، (راجع قصة (ابني دب) في كتابي: (الأطفال المزعجون) و(مهارات الحياة الوجدانية).
2- أسهم في بناء الصورة الإيجابية التي يحملها المراهق عن نفسه، الصورة الإيجابية الواقعية، البعيدة عن المثالية الحالمة.
3- تقبل شخصية المراهق كما هي، دون أن تطلب الانسلاخ من شخصيته، وتقمص شخصية أخرى ترى أنها الأفضل.
عاشرا: مواصفات أخرى
- بيئة تتيح الفرصة للتعبير عن الذات والمشاعر والأفكار بطلاقة وحرية.
- بيئة فيها حوار وإيجابة عن الأسئلة التي تهم المراهقين.
- بيئة تتسم بالتسامح والحب والاحترام المتبادل، وفيها تواصل دائم بين الآباء والأبناء.
- بيئة تمنح المراهقين الثقة بهم وبقدراتهم، وتحترم تطلعاتهم وخصوصياتهم.
- بيئة توفر للمراهقين الحرية المسؤولة والمنضبطة.
- بيئة خالية من السخرية والاستهزاء من المراهقين، بل فيها التعزيز رغم الإخفاقات المتتالية.
- بيئة يتفهم فيها الكبار احتياجات المراهقين المختلفة.
- بيئة لا يتعرض فيها المراهقون لأي شكل من أشكال العقوبة القاسية، أو الإساءة العنيفة.
- بيئة عادلة ليس فيها تمييز بين المراهقين، أو بين الذكر والأنثى.
- بيئة تهتم بالتثقيف الديني.
- بيئة تؤمن للمراهقين الحماية من الفساد الاجتماعي والانحلال الأخلاقي.


اعداد: د. مصطفى أبو سعد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13-02-2025, 05:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البيئة الداعمة للمراهق

البيئة الداعمة للمراهق (7) ما الحالات التي ينبغي على الكبار أن يتدخلوا فيها لمساعدة المراهق؟



الدراسة وطلب العلم متعة تنتهي بالنجاح الدائم في كل جوانب الحياة

نحن لا نريد لأبنائنا أن يحيوا فحسب، بل نريدهم أن يستمتعوا بحياتهم
الإدمان على شيء يحرم المراهق من عالم جميل يسكن خارج غرفته

4- انخفاض مفاجئ في الأداء المدرسي
يقضي المراهق أغلب سنواته الأولى على مقاعد الدراسة، وتستهلك المدرسة وأنشطتها الصفية واللاصفية الجزء الأكبر من وقته، ويكون التفوق الدراسي بمثابة تحد للمراهق، ونلحظ ذلك من خلال فترة الامتحانات وما يصحابها من قلق وتوتر، حتى إن الأهل يشعرون المراهق بأن التفوق والتحصيل الدراسي أهم شيء في هذه المرحلة، بل ويهتمون بالجانب الدراسي أكثر من غيره.
والأصل أن تكون الدراسة ممتعة بالنسبة للمراهق؛ لأنها طريق النجاح، ولا أبالغ إن قلت إنها من أمتع لحظات الحياة، ولا يعرف متعتها إلا من مرّ بها والتحق بغيرها، متعة التعلم لا تضاهيها متعة في الحياة ولاسيما لو ارتبطت عند صاحبها بالعبادة، فطالب العلم عابد لله.
لكن عندما يكون المراهق متفوقا دراسيا، ومتميزا في التحصيل الدراسي، ومتقدما على أمثاله، ثم فجأة ينخفض أداؤه المدرسي، ويهبط من التميّز إلى الضعف، عندها يجب أن نتدخل لتقديم المساعدة ومعرفة الأسباب.
5- فقدان المتعة عموما
البحث عما يروح النفس حاجة إنسانية، والمراهق السوي عادة ما يقتطع جزءا من وقته لممارسة ما يهواه ويحبه من ألعاب وهوايات.
كما نجد أن المراهق يميل إلى ممارسة لعبة معينة أو أكثر دون غيرها، لماذا؟ لأن هذه اللعبة أو تلك الهواية تحقق له المتعة، وهذا ما يحلظه الآباء عندما يراقبون أبناءهم وهم يلعبون، أو يشاركونهم اللعب.
لكن في بعض الحالات تزول الرغبة في اللعب من نفس المراهق، ويفقد المتعة عموما، وتظهر واضحة أثناء ممارسته لهواياته وألعابه المفضلة، أو الخروج مع أصحابه، وتظهر عليه مشاعر الملل والضجر، وعدم الاستمتاع بالجلوس مع العائلة، أو عدم استمتاعه بخصوصياته وأشيائه التي يملكها.
فإذا شعرنا أن المراهق بدأ يفقد المتعة في فعل الأشياء التي يحبها ولاسيما الهوايات، فهذا موشر آخر يدفعنا للتدخل.
6- الإدمان
متى لاحظنا أن المراهق مدمن على شيء، ولا يستطيع الإقلاع عنه أو تركه، عندها يجب أن نتدخل لمساعدة المراهق.
الإدمان هو: «الدوام على الشيء، والمواظبة عليه، وعدم الإقلاع عنه، أو قلة الصبر عند تركه»، ولا يشترط في الإدمان أن يكون على شيء سلبي أو خطأ أو حرام، بل قد يكون على أمر مباح شرعا.
فمثلا: قد يدمن المراهق على الدخول إلى الإنترنت، أو قد يدمن مشاهدة التلفاز، أو ممارسة ألعاب معينة ولاسيما الألعاب الألكترونية، أو قد يدمن على حب سماع الأغاني والموسيقى، وقد يتعلق ببعض النجوم والشخصيات المشهورة تعلقا يدفعه إلى تقليدهم ومحاكاتهم.
7- التخلي عن الأصدقاء
عندما نلحظ أنه قد ترك أحد أصدقائه، وتخلى عنه دون مسوغ، يجب أن ندرك أن المراهق يمر بمرحلة غير طبيعية تتطلب منا التدخل.
الصداقة، الصحبة، الشلة، كلمات لا تكاد تخلو منها حياة مراهق؛ لأن الانتماء إلى جماعة أصدقاء يعد حاجة نمائية أساسية للإنسان، وتتأكد هذه الحاجة في مرحلة المراهقة.
حيث يسعى المراهق إلى إشباعها من خلال قضاء أكبر وقت مع أصدقائه المقربين، ومشاركتهم في نشاطاتهم المختلفة، وكذلك البحث والتعرف على أصدقاء جدد.
8- فقدان الشهية
قد يكون السبب وراء التقلل من الطعام هو الخوف من السمنة، أو محاولة الحفاظ على الرشاقة وجاذبية الجسد، أو الخوف من الإصابة ببعض الأمراض، ومهما كانت الأسباب فإن علينا التدخل لمساعدة المراهق.
{كلوا وأشربوا ولا تسرفوا} (الأعراف:31).
الطعام والشراب من الحاجات الفسيولوجية (المادية) التي يحتاجها كل إنسان للبقاء على قيد الحياة، ولممارسة نشاطاته المختلفة بفاعلية ونشاط.
وهناك معايير علمية لمعرفة مدى حصول الإنسان على الكميات الكافية من الغذاء، وذلك من خلال مقارنة الطول والوزن، ومراقبة وظائف الأجهزة في الجسم.
ولسبب ما قد يفقد المراهق شهيته للطعام، أو يبدي عدم الرغبة في الأكل، أو يكتفي بالقليل من الطعام؛ مما يودي إلى النحافة المبالغ فيها، وظهور الجسم بصورة غير طبيعية.
إذا ما لمسنا أن فقد شهيته للأكل زائد ومتواصل، لأن تغاضينا عن هذا السلوك الغذائي الخطأ، قد يصيب المراهق بما يسميه الأطباء بـ«فقد الشهي العصبي».
9- عادات سلبية
قد تظهر لدى المراهق بعض العادات السلبية التي لم تكن ضمن سلوكياته، وهذه مؤشرات خطيرة لمعاناة نفسية بدأت ولا ندري نهايتها إن أهملناها، ومن هذه المؤشرات:
قضم الأظافر، نتف شعر الرأس، مص الأصابع، ضرب الأسنان أثناء النوم، كثرة البكاء، رفض المدرسة.
تدل هذه الأعراض على حاجة المراهق الملحة للمساعدة، وينبغي أن يكون هذا واضحا للآباء والأمهات دون مكابرة أو عناد.

قصة
أب مكابر يدفع الثمن غاليا

تحكي لي أم جاءتني متحسرة للنتيجة السيئة التي وصلت إليها ابنتها التي فقدت الشهية وأصبحت هيكلا عظميا، ولم ينفع معها علاج الطب النفسي؛ لأن عرض البنت على الطبيب المعالج جاء متأخرا.
تقول الأم: لاحظت على ابنتي بداية فقدانها للشهية وانعزالها، وعرفت من أم صديقتها أن ابنتها تعاني المشكلة نفسها، وأنها جاءتك في استشارة مع ابنتها، وأخذت معك جلسة استشارية هي وزوجها، ثم جلستين مع البنت، والحمدلله تماثلت البنت للشفاء: وعادت لحياتها الطبيعية متفوقة، وتضيف الأم متأسفة: أقنعت والدها بصعوبة شديدة حتى يأتي معي عندك، وطلبت موعدا معك، وكنت ألح على الأخت ثريا بشدة أن الحالة مستعجلة، وحصلت على موعد معك بعد أقل من شهر، وتوجهت مع زوجي وجلست أنتظر وهو غير مقتنع وينتقد ويقول: هل أنا لا أعرف تربية ابنتي؟ هل هذا الدكتور هو من سيعلمني كيف أتعامل معها؟! ثم بدأ ينتقد العلاج النفسي والدكاترة وبصوت عال خفت أن يصلك، وفي الأخير رجعنا البيت دون أن ندخل ونعرض الحالة عليك، وبعد أيام أصبحت البنت تدخل الحمام بعد كل وجبة أكل وتسترجع كل ما أكلته رغم قلته، حتى شحب وجهها، وهزل جسمها وأبوها يكابر وينتقدها ويصرخ، ثم أصابها هبوط في الضغط وفقدت وعيها وأخذناها للطوارئ وتم تحويلنا إلى الطب النفسي الذي صدمنا بالحقيقة أن الوقت فات ولا يمكن علاجها في الكويت، والحل الوحيد هو السفر بها إلى لندن، وأكدوا لنا بالطب النفسي بالفعل لو جئنا بها قبل أن تحتد حالتها لأمكن علاجها، تقول الأم: لا أدري كيف طاوعت زوجي يومها ونحن على دقائق من الوصول إليك، وهو في قمة ندمه، ويلوم نفسه بشدة، ويريد مقابلتك.


تذكر
الإيجابية تعني التصرف بعقلانية بعيدا عن الأنانية والمكابرة والاعتراف بوجود مشكلات.



اعداد: د. مصطفى أبو سعد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 106.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 102.13 كيلو بايت... تم توفير 3.97 كيلو بايت...بمعدل (3.74%)]