كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 11741 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 165 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 134 - عددالزوار : 77710 )           »          الكريم الأكرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المــرأة الـداعـيــة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          هل نحن أمام موجة من الإلحاد تهدد العالم الإسلامي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الموقف الشرعي من الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام في بلاد الغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 16153 )           »          صفة الغسل من الجنابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حلق رأس المولود حماية ووقاية في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-07-2025, 12:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,981
الدولة : Egypt
افتراضي كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟

كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟ (1) الزيدية وجماعة الحوثي في اليمن



كتبه/ علاء بكر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فجماعة الحوثي في اليمن جماعة تتبع المذهب الزيديِّ، حيث يبلغ الشيعة الزيدية نحو 30% من سكان اليمن، ويتركّز هؤلاء الحوثيون في محافظة (صعدة) شمال اليمن. والمذهب الزيديُّ من المذاهب الشيعية، وهو منسوب إلى زيد بن علي زين العابدين -رحمه الله تعالى-.
من تاريخ المذهب الزيدي:
- وُلِدَ زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب في عام 80 هـ. تنقَّل بين العراق والشام طلبًا للعلم. كان تقيًّا ورعًا عالمًا فاضلًا، وكان أيضًا شجاعًا مهيبًا وسيمًا. أخذ العلم عن أخيه الأكبر محمد بن علي زين العابدين الملقب بالباقر، كما اتَّصَل بـ(واصل بن عطاء) رأس المعتزلة وتأثَّر بآرائه؛ لذا تأثَّر أتباع زيد من بعده بآراء المعتزلة؛ كما أخذ العلم في الفروع (الفقه) عن أبي حنيفة.
- ولزيد كتاب (المجموع) في الحديث، وكتاب (المجموع) في الفقه، جُمِعَا في كتاب واحد باسم (المجموع)، والكتابان رواهما عنه تلميذه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي الهاشمي بالولاء، والذي توفِّي في الربع الثالث من القرن الثاني الهجريِّ.
(فائدة: اختلفت الفِرَق الشيعية فيما بينها في إمامة أبناء علي زين العابدين، فجعل الزيدية الإمامة في ابنه زيد بن علي زين العابدين، ثم من بعده يحيى بن زيد، بينما جعل الشيعة الاثنا عشرية الإمامة في ابنه محمد بن علي زين العابدين المعروف بأبي جعفر الباقر).
- كان زيد بن علي زين العابدين يرى في نفسه الأحقية في الإمامة في وجود ظُلْم وجَوْر من حكام بني أمية مع التفاف شيعة أهل البيت حوله، إذ بايعه نحو أربعين ألفًا من الشيعة. فلما أخذ البيعة ممن بايعه عزم على الخروج وطلب الإمامة، وذلك في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك. استمر زيد يُبَايِع الناس في العراق في الباطن على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- حتى اسْتَفْحَل أمره في الباطن، وهو يتنقَّل من منزل إلى منزل، ثم تأهَّب وواعد أصحابه على الخروج أول سنة 122 هـ، وبلغ الأمر (يوسف بن عمر) نائب العراق فبعث إليه يطلبه ويلحُّ عليه في الطلب، فلما علم شيعة زيد بذلك اجتمعوا عند زيد، ولما سألوه عن رأيه في الشيخين أبي بكر وعمر قال: غفر الله لهما، ما سمعت أحدًا من أهل بيتي تَبَرَّأ منهما، وأنا لا أقول فيهما إلا خيرًا. قالوا: فلما تطالب إذًا بدم أهل البيت؟ فقال: إنا كنا أحق الناس بهذا الأمر، ولكن القوم اسْتَأْثَرُوا علينا ودَفَعُونا عنه ولم يبلغ ذلك عندنا كفرًا، وقد ولوا فعدلوا وعملوا بالكتاب والسنة. قالوا: فلم تُقَاتِل هؤلاء إذًا؟ قال: هؤلاء ليسوا كأولئك، إن هؤلاء ظَلَمُوا الناس وظَلَمُوا أنفسهم، وإني أَدْعُو إلى كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وإحياء السنن وإماتة البدع، فإن تَسْمَعُوا يَكُن خيرًا لكم ولي وإن تَأْبَوْا فلست عليكم بوكيل، فرَفَضُوه وانصرفوا عنه وتركوه؛ فلهذا سُمُّوا من يومها (الرافضة)، أما من تَابَعَه من الناس فَسُمُّوا (الزيدية)، فصار غالب الشيعة من أهل الكوفة رافضة، وغالب الشيعة من أهل مكة زيدية.
- ثم إن زيدًا خرج بمن بقي من أصحابه في صفر سنة 122 هـ، فتهيَّأ له (يوسف بن عمر) نائب العراق و(الحكم بن الصلت) نائبه على الكوفة، فحَجَبَا الناس عنه فما اجتمع معه إلا عدد قليل، ووقع بين الطائفتين قتال شديد، أظهر فيه زيد ومن معه شجاعة وبأسًا شديدًا حتى أصيب زيد بسهم في جبهته اليسرى وصل إلى دماغه فمات من ساعته، وتفرَّق أتباعه من بعده، إذ فقدوا من كانوا يقاتلون من أجله. وقد خاض يحيى بن زيد القتال مع أبيه، لكنه تمكَّن من الفرار إلى خراسان مع جماعة من الزيدية، فأقاموا بها مدة، حتى لاحقته سيوف الأمويين فقُتِل هناك سنة 125هـ. (راجع (البداية والنهاية) لابن كثير: 431 -434).
ما بعد زيد بن علي:
- فوَّض الزيدية الأمر من بعد مقتل (يحيى بن زيد) إلى محمد وإلى إبراهيم، فخرج محمد إلى المدينة، فقتله فيها عاملها (عيسى بن ماهان)، وخرج إبراهيم إلى البصرة، فقتل فيها بأمر من المنصور، ثم فوَّض الأمر إلى أحمد بن عيسى بن زيد (حفيد زيد) الذي أقام في العراق، وتلقَّى العلم على تلاميذ أبي حنيفة، فكان لأحمد بن عيسى أثره في إثراء المذهب الزيديِّ وتطويره.
- وكان من علماء الزيدية القاسم بن إبراهيم الرَّسِّي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب (170 - 242هـ)، وإليه تُنْسَب طائفة (القاسمية) من الزيدية. ومن بعده كان حفيده الملقب الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم (245 - 298هـ)، الذي عُقِدَت له الإمامة باليمن، وتكوَّنت له فرقة (الهادوية) المنتشرة في اليمن والحجاز وما والاهما.
- في بلاد الديلم وجيلان ظهر للزيدية إمام حسيني، هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الملقب بالناصر الكبير (230 - 304هـ)، وعرف باسم الأطروش، والذي هاجر إلى بلاد الديلم داعيًا إلى الإسلام على مقتضى المذهب الزيديِّ، فدخل في دعوته خلق كثير صاروا زيديين ابتداءً؛ كما ظهر للزيدية داعٍ آخر، هو الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسين بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب، صاحب طبرستان، وتكوَّنت له دولة جنوب بحر الخزر سنة 250 هـ.
- ومن أئمة الزيدية كذلك: محمد بن إبراهيم بن طباطبا، الذي بعث دعاته إلى الحجاز ومصر واليمن والبصرة.
- ومن الشخصيات الزيدية البارزة عبر التاريخ: مقاتل بن سليمان، ومحمد بن نصر، وأبو الفضل بن العميد، والصاحب بن عباد، وبعض أمراء من بني بويه.
- وقد خرجت من الزيدية طوائف طَعَنَت في الشيخين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، وهذا منهم خروج على آراء إمامهم زيد بن علي زين العابدين، ولهم آراء أخرى تَرَدَّوْا فيها كالتبرؤ من عثمان -رضي الله عنه-، والقول بالرجعة (رجوع الإمام بعد وفاته إلى الدنيا آخر الزمان وقبل يوم القيامة) لبعض أئمتهم، والقول بعصمة الأئمة، وتكفيرهم من قاتل علي بن أبي طالب من الصحابة.
- ومن فِرَق الزيدية: الجارودية: أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد، الذين يرون أن الصحابة كانوا مقصرين باختيار أبي بكر إمامًا لذا يُكَفِّرونهم بذلك، بدعوى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد نَصَّ بالوصف لا بالتسمية على علي بن أبي طالب إمامًا من بعده. فتقول فرقة الجارودية: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَصَّ عَلَى عَلِيٍّ -عليه السلام- بِالْإِشَارَةِ وَالْوَصْفِ دُونَ التَّسْمِيَةِ وَالتَّعْيِينِ، وَأَنَّ الْأُمَّةَ ضَلَّتْ وَكَفَرَتْ بِجَعْلِ الْأَمْرِ إِلَى غَيْرِهِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَصَّ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ -عليهما السلام- بِمِثْلِ نَصِّهِ عَلَى عَلِيٍّ. ثُمَّ الْإِمَامَةُ عِنْدَهُمْ شُورَى بَيْنَ الْأَفَاضِلِ مِنْ وَلَدِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ مِمَّنْ شَهَرَ سَيْفَهُ، وَدَعَا إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ وَبَايَنَ الظَّالِمِينَ، وَكَانَ صَحِيحَ النَّسَبِ مِنْ هَذَيْنِ الْبَطْنَيْنِ، وَكَانَ عَالِمًا زَاهِدًا شُجَاعًا، فَهُوَ الْإِمَامُ. (ينظر: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة، د. ناصر بن عبد الله بن علي القفاري - دار طيبة، ط: الأولى 1412هـ، القسم الأول: 167).
فللجارودية بعض من الأفكار التي تقترب من مذهب الرافضة الإمامية الإثني عشرية، وأسوأها: تكفير وسب الصحابة، وهو ما يتعارض مع ما كان عليه إمامهم زيد بن علي زين العابدين؛ لذا فمن أتباع الزيدية من يرفض انتساب أبي الجارود إلى المذهب الزيديِّ.
ويرى البعض أن حركة الحوثي تتضمَّن محاولة لإحياء الفكر الجاروديِّ؛ لكونه يمكن أن يكون أرضية خصبة للتقارب مع الإثني عشرية المعروفين بالجعفرية، مع تشدُّد في مسألة نظام الحكم السياسي تمهيدًا لإعادة بناء دولة إمامية في اليمن، وإن اقتضى الأمر منهم ارتماء الحركة في أحضان القوى الإقليمية -إيران ومواليها- وبالتالي الانفتاح على المذهب الجعفري الإثني عشريِّ.
- والسليمانية: أصحاب سليمان بن جرير، وهم يعترفون بفضل الشيخين ويُقِرُّون بخلافتهما، لكنهم يُقَدِّمون عليًا عليهما، وهم يُكَفِّرون عثمان -رضي الله عنه-.
- والصالحية: أصحاب الحسن بن صالح بن حي.
- والبترية: أصحاب كثير النوى الأبتر ويُسَمَّوْن أيضًا الكثيرية. يقولون: إن عليًّا أفضل الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأَوْلَاهُم بالإمامة، وتَوَقَّفُوا في أمر عثمان، وشَهِدُوا بالكفر على من حارب عليًّا.
الجذور الفكرية لمذهب الزيدية:
- يُوَافِق الزيدية عموم فرق الشيعة في أمور، كأحقية أهل البيت بالخلافة، وتَقْدِيم (تفضيل) الأحاديث الواردة عنهم على غيرها، والقول بزكاة الخمس.
- غلوهم ليس كما عند باقي فرق الشيعة.
- تأثَّر الزيدية باعتزالية واصل بن عطاء الذي تتلمذ زيد بن علي زين العابدين على يديه، يظهر ذلك في تَقْدِيمهم للعقل على النقل في العقائد غيرها، والحكم بحُسْن الأشياء وقُبْحِها، وتحليلاتهم للجبر والاختيار، وحكم مرتكب الكبيرة والخلود في النار.
- أخذ زيد بن علي زين العابدين من مذهب أبي حنيفة في الفروع (الفقه)، كما أخذ حفيده أحمد بن عيسى بن زيد من تلاميذ أبي حنيفة في العراق، فهناك تلاقٍ في الفروع بين المذهب الحنفي السنيِّ والمذهب الزيديِّ، وهناك تأثُّر وتأثير متبادل، ظهر أولًا في العراق، وامتد إلى بلاد ما وراء النهر ثانيًا.
من معتقدات الزيدية:
- قال الشهرستاني عن الزيدية: (سَاقُوا الإمامة في أولاد فاطمة -رضي الله عنها-، ولم يَجُوزُوا ثبوت الإمامة في غيرهم، إلا أنهم جَوَّزُوا أن يكون كل فاطميٍّ عالم شجاع سخيٍّ خرج بالإمامة أن يكون إمامًا واجب الطاعة سواء كان من أولاد الحسن أو من أولاد الحسين -رضي الله عنهما-، وجَوَّزُوا إمامة المفضول مع وجود الأفضل) (الملل والنحل).
- الإمامة عندهم ليست بالنص أو الوراثة؛ إذ لا يشترط فيها أن يَنُصَّ الإمام السابق على الإمام اللاحق، بل تَقُوم على البيعة، فمن كان من أولاد فاطمة -رضي الله عنها- وفيه شروط الإمامة كان أهلًا لها إذا طَلبَها.
- لا يجوز عندهم أن يكون الإمام مَسْتُورًا، إذ لا بد من اختياره من قبل أهل الحلِّ والعقد، وهذا لا يتم إلا إذا أَعْلَن الإمام عن نفسه مُبَيِّنًا أحقيته للإمامة.
- يَجُوزون عندهم وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد إذا كانا في قطرين مختلفين.
- يَجُوزون إمامة المفضول مع وجود الأفضل، فلا يشترط في الإمام أن يكون أفضل الناس جميعًا، بل يمكن أن يكون هناك إمام للمسلمين على جانب من الفضل مع وجود من هو أفضل منه، على أن يَرْجِع إليه في الأحكام، وأن يَحْكُم بحكمه في القضايا التي يُدْلِي فيها برأيه.
- معظمهم يُقِرُّون بخلافة أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، ولا يَلْعَنونهما بل يَتَرَضَّوْن عليهما، ويُقِرُّون بخلافة عثمان -رضي الله عنه- على مؤاخذته على بعض الأمور التي يَزْعُمونها، لكنهم يَحُطُّون من منزلة معاوية -رضي الله عنه- ويَنْتَقِصونه.
- مذهب الزيدية التقليدية -أو الزيدية الحقيقية- في الصحابة التَّرَضِّي عنهم يبينه المقبلي (1047 -1108 هـ)، الذي تلقَّى العلم عن جماعة من كبار علماء اليمن وتوفِّي في مكة، في كتابه (العلم الشامخ): (إن الزيدية ليسوا من الرافضة بل ولا من غلاة الشيعة في عرف المتأخرين ولا في عرف السلف، فإنهم الآن مستقر مذهبهم التَّرَضِّي على عثمان وطلحة والزبير وعائشة -رضي الله عنهم- فضلًا عن الشيخين) (ينظر: العلم الشامخ للمقبلي، مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة - القسم الأول: ص 161).
- لكن في الزيدية من مذهبه كمذهب الرافضة كطائفة الجارودية، ولهذا رأينا شيخ الرافضة في القرن الرابع الهجريِّ (المفيد) في كتابه (أوائل المقالات: ص 40) يَنْظِمهم في سلك الشيعة (يعني الرافضة) ويُخْرِج من عداهم من فرق الزيدية من شمول اسم الشيعة لهم. (ينظر: المصدر السابق: 161 -162).
- يُوَافِق الزيدية مذهب المعتزلة، خاصة فيما يتعلق بذات الله تعالى وفي مسألة الجبر والاختيار، حيث يقولون بوجوب الإيمان بالقضاء والقدر مع اعتبار الإنسان حُرًّا مُخْتَارًا في طاعة الله أو عصيانه فَاصِلِين في ذلك بين الإرادة والمحبة أو الرضا، ويعتبرون مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين كما تقول المعتزلة.
- يَسْتَنْكِرون زواج المتعة.
- يَتَّفِقون مع باقي فرق الشيعة في القول بزكاة الخمس، وفي جواز التقية إذا لَزِم الأمر.
- باب الاجتهاد عندهم مفتوح لكل من يُرِيد الاجتهاد، ومن عَجَز عن الاجتهاد قَلَّد، وتقليد أئمة أهل البيت أَوْلَى من غيرهم.
- لا يقولون بعصمة الأئمة من الخطأ، كما لا يُغَالُون في الأئمة على غرار غلاة الشيعة، لكن بعضهم يقول بعصمة أربعة من أهل البيت وهم علي وفاطمة والحسن والحسين -رضي الله عنهم-.
- لا يقولون بوجود 12 إمامًا للأمة معصومًا ولا يقولون بالمهدي المنتظر.
- علم الله تعالى عندهم أزليٌّ قديم غير متغيِّر، وكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ، ويَسْتَنْكِرون القول بالبداءة على الله تعالى. ويرجع هذا القول بالبداءة إلى المختار الذي كان يسجع سجع الكهان فإذا جاء الأمر على عكس ما قال عَلَّلَ ذلك بأن يقول: قد بدا لربكم تغيير علمه!
- يَجُوزون الخروج على الإمام الظالم الجائر فلا تَجِب طاعته.
وهم يَتَّفِقون مع أهل السنة بشكل عام في العبادات والفرائض سوى مسائل قليلة في الفروع يُخَالِفونهم فيها؛ منها:
- يقولون: (حي على خير العمل) في الآذان كباقي الشيعة.
- يَعُدُّون صلاة التراويح جماعة بدعة.
- يَرْفُضون الصلاة خلف الفاجر. (للاستزادة راجع: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت والرد على الشيعة الإثني عشرية، د. علاء بكر - ط. مكتبة فياض - المنصورة، ص 266 -268).
(والشيعة الزيدية يُعَدُّون عند أهل السنة من أهل القبلة، وما قد يوجد عندهم من الكفريات يُعَدُّ كفر نوع لا كفر عين؛ لا يُكَفَّرون بها إلا بعد إقامة الحجة عليهم).
جماعة الحوثي في اليمن:
- يَعُدُّ بدر الدين حسين الحوثي بمنزلة المرشد الروحي أو الأب الروحي للحوثيين. وهو من مواليد محافظة صعدة، التي تقع على بعد 240 كيلومترًا شمال صنعاء العاصمة. وهو أبرز المراجع العلمية المعاصرة للشيعة الزيدية في اليمن، ويُلَقَّب عندهم بالعلامة، وفيه تأثَّر بفكر الطائفة الزيدية الجارودية ويُعَدُّ كامتداد لهم وهذا مما أوقعه مع اختلاف مع باقي علماء الزيدية. وقد زار بدر الدين إيران بعد ثورة الخميني ومكث فيها سنوات، حاول خلالها الإيرانيون استقطابه حيث كان معجبًا بالخميني، واسْتَلْهَم من الخميني فكره الثوري فهو مصدر الإلهام له، حيث يرى أن هناك ثمة تقاربًا بين المذهب الزيديِّ والمذهب الإثني عشريِّ في الأصول المهمة، ويرى عدم الإجماع على جواز إمامة المفضول في وجود الفاضل.
- بدأ بدر الدين الحوثي نشاطه في اليمن عام 1997 بإنشاء مراكز دينية بدون ترخيص قانوني في مدينة (حيدان) بمحافظة صعدة وسماها (الحوزة)، اتَّبعها بإنشاء مراكز أخرى مماثلة في محافظات أخرى ومديريات. له رسائل وكتيبات منها كتيب (الزيدية في اليمن). وقد تَوَسَّع في نشاطه حتى صار يَتَزَعَّم تنظيمًا سماه (الشباب المؤمن). وقد لاقى هذا التنظيم في بداية الأمر دعمًا ماديًّا ومعنويًّا من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قبل أن يَتَرَاجَع ويُنَاصِبه العداء.
- تأثَّر حسين بدر الدين الحوثي بأفكار وآراء أبيه بدر الدين، وتَوَلَّى أمر حركة الحوثيين. بينما يَعُدُّ يحيى بن بدر الدين ممثل الحركة خارج البلاد.
- ويَطْمَح الحوثيون إلى بناء دولة مع استغلال المذهب الزيديِّ وسيلة وغطاء لتحقيق مَطْمَعِهم، أي بناء دولة مذهبية.
- ويرى الحوثيون أنفسهم امتدادًا مُنَاهِضًا للتيار السنيِّ في اليمن، الذي يَصِفونه بالوهابي أو السلفي أو التكفيري. وقد كان لمناهضة الحوثيين للتيار السنيِّ الدافع لاتخاذ الحوثيين مواقف سلبية من النظام السياسي في اليمن لكونه عندهم سَمَحَ له بالانتشار، مع كونه سَمَحَ لهم بذلك كسائر الطوائف الأخرى.
- وقد تأثَّرت حركة الحوثي في مسيرتها بالنموذج الثوري الإيراني، وبتجربة حزب الله الشيعي في لبنان الثابت صلته بإيران، ويشير إلى ذلك قيام قيادات من التيار الحوثي بزيارات متكررة لإيران وصِلَتُهم بالسفارة الإيرانية، بل ووجود عناصر إيرانية بين كوادر الحوثيين، وإمداد إيران الحوثيين بالسلاح.
- ولم تَقْتَصِر طموحات الحوثيين على السيطرة على الشريط الجغرافي الضيق في أقصى شمال اليمن حيث يَتَمَرْكَزون بل يَشْمَل اليمن كله سياسيًّا وعقديًّا، على أن تكون البداية من خلال إنشاء كيان سياسي في شمال اليمن يَخْضَع لنفوذ الحوثيين طوعًا أو كرهًا. ولهذا ما إن سَقَطَت محافظة صعدة بأيدي الحوثيين في الأيام الأولى من الثورة الشعبية في اليمن سنة 2011 وأَقَامُوا فيها ما يُشْبِه الحكم الذاتي حتى اتَّجَهَت أنظارهم إلى محافظة الجوف المجاورة التي خَاضُوا فيها مواجهات عسكرية دامية، ثم سَعَوْا بعدها للتوسع في محافظات أخرى لإقامة دويلة تَقَع بين جنوب السعودية وشمال اليمن، وتَمْتَد بين محافظتي الجوف ومأرب شرقًا ومنفذها ميناء ميدي على البحر الأحمر غربًا.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-08-2025, 03:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,981
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟

كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟ (2)

تنامي جماعة الحوثي وتنازعها مع الحكومة اليمنية




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالمعتاد عند اختراق جماعة لجماعة أخرى أن يتم ذلك من خلال نقاط التلاقي بين الجماعتين؛ لذا فإنَّه عند تعاون جماعة مع جماعة أخرى فلا بد من التَّنَبُّه ومراعاة نقاط الخلاف، ودائرة الخلاف المقبول بينهما في الرأي وفي القضايا الأساسية، مع تحديد الثوابت التي لا تقبل التنازل أو التغيير. ومن هنا تكون دائرة المشاركة والتعاون تحكمها مصفاة ضيقة لا تسمح بدخول الشوائب المرفوضة أو التدخلات الأجنبية.
- بعد نجاح ثورة الخميني الشعبية في إيران سنة 1979، قامت المظاهرات المؤيدة للخميني في محافظة صَعْدَة باليمن، وقد نظر الزيدية إلى هذه الثورة على أنَّها ممَّا ينبغي نقل معانيها وأفكارها.
- وفي عام 1986 أنشأ العالم الزيدي (صلاح أحمد فليتة) تنظيم (اتحاد الشباب)، وكان يتم فيه تدريس مادة عن الثورة الإيرانية ومبادئها، والتي تولَّى تدريسها (محمد بدر الدين الحوثي) شقيق حسين بدر الدين الحوثي الأكبر.
- ومع انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، والتي كانت الحكومة اليمنية تُساند العراق فيها، وبوفاة الخميني المتشدد عام 1989 وتولِّي الرئيس الإيراني (هاشمي رفسنجاني) الحكم في إيران، والذي تبنَّى سياسة التهدئة والسلمية، والتي تضمَّنت التغيير التكتيكي في تصدير الثورة الإيرانية للخارج من خلال التصدير الناعم للثورة الإيرانية لا العنيف، مال الزيدية في اليمن إلى التقارب مع إيران وبناء مشروع سياسي لهم، خاصة مع إقرار التعددية السياسية والحزبية التي شهدتها اليمن وقتها، ممَّا ترتَّب عليه إعلان أحزاب كثيرة جديدة في اليمن لها توجهات شتَّى. وقد تأسَّس للشيعة فيها حزبان: (حزب الحق) و(حزب القوى الشعبية). وبالرغم من وجود خلافات فكرية بين قيادة الحزبين، إلَّا أنَّهما كانا يمثِّلان غطاء سياسيًّا مساندًا لحركة الحوثي.
- في عام 1992 ظهر تنظيم (الشباب المؤمن) الذي قام على بقايا تنظيم (اتحاد الشباب)، حيث بدأ تنظيم (الشباب المؤمن) نشاطه بوصفه تيارًا شيعيًّا جديدًا في صَعْدَة، فأنشأ العديد من المراكز العلمية الصيفية التي تُدرِّس العلوم الدينية للمذهب الزيدي بإشراف عدد من علماء الزيدية. وقد أعقب تأسيسه ازدهار تنظيم (الشباب المؤمن)، وخلال تلك الفترة ترشَّح حسين بدر الدين الحوثي ، زعيم الحركة لاحقًا، في الانتخابات النيابية عام 1993 عن (حزب الحق)، وفاز فيها في دائرة من دوائر محافظة صَعْدَة.
- في عام 1995 خرج كثير من رموز حركة الحوثي المنتسبين لتنظيم (الشباب المؤمن) من (حزب الحق) بالاستقالة أو تجميد عضويتهم فيه تبعًا لخروج (بدر الدين الحوثي) منه لاختلافه مع الحزب، حيث تحالف الحوثي في تلك الفترة مع حزب (المؤتمر الشعبي العام) الحاكم، وقد ترشَّح يحيى بدر الدين الحوثي ، ابن بدر الدين وشقيق حسين الحوثي، في الانتخابات النيابية عام 1995.
- تفرَّغ حسين الحوثي لزعامة تنظيم (الشباب المؤمن) وتوسيع نشاطه في المحافظات الشمالية في اليمن، وظهرت الكثير من المراكز العلمية والأنشطة والفاعليات العلمية والثقافية، وحقق التنظيم شعبية واسعة بين الشيعة الزيدية في صَعْدَة والجوف وحَجَّة وعمران وصنعاء وذَمَار، وصاحب ذلك توجه لدفع الزيدية نحو التطرف الفكري والسياسي، وتزامن ذلك مع مظاهر لتغلغل اثني عشري في اليمن عمومًا وحركة الحوثي خصوصًا، منها:
- وجود أعداد من الإيرانيين والعراقيين في الوظائف التعليمية والصحية وغيرها في اليمن.
- انتشار الكتب والمطبوعات والمنشورات الاثني عشرية في المكتبات الزيدية لبيعها للجمهور.
- ظهور شعارات اثني عشرية في صفوف حركة الحوثي.
- القيام باحتفالات ومراسم شيعية لم تعرفها اليمن في عهود الزيدية من قبل.
- وقد ظهرت في عام 2002 شعارات حسين الحوثي (الموت لأمريكا... الموت لإسرائيل)، وظهرت حالة من المبالغة من أتباع حسين الحوثي في الحوثي والاعتناء بمحاضراته وندواته، التي كانت تُفرَّغ من أشرطة صوتية له وتُنشر كملازم وكتيبات.
- استمر التحالف والتعاون بين تنظيم (الشباب المؤمن) وبين (المؤتمر الشعبي العام) حتى عام 2003، حيث ظهرت خلافات سياسية بين الطرفين، وحدثت نزاعات حول المناطق التعليمية في محافظة صَعْدَة أدَّت إلى مواجهة مسلحة، قُتل فيها حسين الحوثي في سبتمبر 2004، ثم خاضت حركة الحوثي بعد ذلك عدة معارك متتالية مع الحكومة اليمنية، ظهرت خلالها الحركة كقوة عسكرية متنامية وكقوة طائفية لها مشروعها المذهبي والسياسي.
يتبيَّن من ذلك: أنَّ حركة الحوثي تنظيم حركي استطاع النفوذ إلى أتباع المذهب الزيدي لبناء قاعدة من الأتباع والجماهير الموالية له، حيث استطاع حسين الحوثي بناء هذا التنظيم خلال عدة سنوات منذ تولِّيه قيادة تنظيم (الشباب المؤمن)، حيث استطاع بثَّ أفكاره في أوساط أبناء المناطق الزيدية في محافظات صَعْدَة وعمران وحَجَّة والجوف، وهي أوساط تتَّسم بالأمية والتعليم المتدني، كما أنَّها ترتبط بالتعصُّب القبلي فيما بينها. وقد ربط الحوثيون تحرُّكهم هذا بإثارة أتباعهم بدعوى تعرُّض الزيدية كأقلية للتمييز العنصري والطائفي والاضطهاد ومصادرة حرياتهم، وتصوير هذا على أنَّه امتداد لتركة من الأحقاد والظلم لمناصري أهل البيت وأئمتهم. وقد عمد حسين الحوثي إلى تهيئة نفوس أتباعه على الاستعداد لمواجهة عدو خارجي، حيث عمد إلى شراء السلاح بكثرة وتخزينه وإقامة التحصينات والإعداد والتدريب القتالي حتى جعل من أتباعه جنودًا يُضحُّون من أجل أفكاره.
وقد تدفَّقت الأسلحة على الحوثيين خاصة خلال معاركهم المتتالية مع الحكومة اليمنية: فظهرت لديهم الأسلحة بأنواعها والذخيرة بدون انقطاع وبدون عوائق، ممَّا أتاح لهم مواصلة القتال وتوسيع رقعة المواجهة، وتزايد المجندين في صفوفهم، ممَّا يشير إلى وجود جهات ممولة داخليًّا وخارجيًّا، وهو ما تحدَّثت عنه الصحف الرسمية للدولة في اليمن، إلى جانب وجود الدعم والسند الشعبي الداخلي -خاصة في المناطق التي يأوي إليها الحوثيون-؛ أي: أنَّ حركة الحوثي اجتمع لها البعد الفكري والتنظيمي والدعم المالي وسند شعبي والتحالف مع جهات داخلية وخارجية مع قوة السلاح وكثرته، إلى جانب دعم إعلامي من صحف الأحزاب الشيعية وصحف المعارضة والصحف المستقلة والمواقع الإلكترونية. هذا كله في إطار استلهام زعيم الحركة حسين الحوثي لفكر الخميني الثوري، واعتبار حزب الله اللبناني الموالي لإيران مصدر إلهام لحركته. يقول عبد الملك الحوثي: (نحن ننظر إلى الإخوة المجاهدين في حزب الله -أي: حزب الله في لبنان- بعين الإكبار والإجلال ونكن لهم كلَّ المودة والتقدير، ونعدهم شرفًا للأمة الإسلامية وسادة للمجاهدين في العالم، ونأسف للموقف السلبي من بعض الأنظمة العربية تجاههم) (ينظر: بعد الثورة الشعبية اليمنية: إيران والحوثيون مراجع ومواجع، أحمد أمين الشجاع - الباحث في مركز الجزيرة للدراسات والبحوث - صنعاء - ط. مجلة البيان 1434هـ - ط. أولى - ص 32. نقلًا عن صحيفة الأخبار اللبنانية في 4-7-2008م).
موقف الحكومة اليمنية:
- انتابت الدولة اليمنية المخاوف تجاه تنظيم (الشباب المؤمن)؛ لكونه له علاقات مع قوى وأحزاب معارضة في البلاد في الوقت الذي يجد فيه الدعم المادي والمساندة من الدولة، بل صار يبدو كقوة مناهضة للدولة من خلال رفعه شعارات (الموت لأمريكا... الموت لإسرائيل)، والتي تُؤدَّى أحيانًا في أداء جماعي من خلال مراسيم تشبه ما يتبعه الحرس الثوري الإيراني والتنظيمات الموالية له، ممَّا يسبِّب إحراجًا للدولة مع واشنطن.
- وقد اتَّخذ الحوثيون من شعارهم: (الموت لأمريكا... الموت لإسرائيل) غطاءً؛ لحثِّ أتباعهم على الاستعداد القتالي والمسلح واستعراض القوة، مع بقاء العداء موجَّهًا لتيارات أخرى داخل الدولة يتم تصفية الحساب معها على أنَّها عميلة.
- وقد عمد الحوثيون إلى الخروج بالسلاح في الاحتفالات الدينية المألوفة أشبه باستعراض للقوة. وممَّا أثار الريبة قدرة حركة الحوثيين على تدبير ميزانية تكفي لتدريس ولتدريب أكثر من 15 ألف شاب في أكثر من 60 مركزًا، بما يفوق إمكانيات الحركة وما قد تجمعه من أموال الأهالي في صَعْدَة وما حولها وغالبيتهم من الفقراء، وما يثيره ذلك من خطر وجود جهات خارجية وراء تلك الأنشطة.
- تزايد التغلغل الحوثي في المرافق الحكومية وأجهزة الدولة المدنية والعسكرية خاصة في المرافق التعليمية في محافظة صَعْدَة وعمران وصنعاء والجوف.
- ثم كان التظاهر أمام السفارة الأمريكية عام 2003، والذي صاحبه اشتباكات وسقوط قتلى وجرحى.
- ومع تعمُّد التصعيد لإثبات الوجود والشحن الفكري على خلفية مذهبية في وقت ظاهره التحالف مع الدولة، بدأت مقدمات الصدام والمناوشات المسلحة بين الطرفين.
جولة القتال الأولى بين الطرفين:
نشأ القتال بين الطرفين (الدولة وأتباع حسين الحوثي) إثر مناوشات مسلحة قام بها أتباع حسين الحوثي مع قوة حكومية مسلحة في يونيو عام 2004، قُتل فيها أتباع الحوثي ثلاثة جنود؛ ممَّا تسبَّب في الاقتتال الفعلي بين الطرفين في 19 يونيو.
وقد ذكرت وزارة الخارجية اليمنية أنَّ الدافع وراء قتال الدولة للحوثي وأتباعه يرجع إلى الاعتداء على المؤسسة العسكرية وأفراد من القوات المسلحة اليمنية، مع التحريض والشغب والترويج لأفكار متطرفة. وسرعان ما عمد إعلام الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) إلى شن حملة إعلامية وتضخيم الأمر بزعم ادعاء الحوثي المهدية والإمامة.
وفي 30 يونيو أصدر مجلس الوزراء اليمني قرارًا بإغلاق جميع مدارس التعليم الديني خارج نظام التعليم الديني الرسمي، وشنَّت سلطات الأمن سلسلة من الاعتقالات لأعداد كبيرة من المشتبه في انتمائهم إلى حركة الحوثي في أكثر من محافظة. وتصاعدت المواجهة العسكرية ولم تفلح جهود الوساطة القبلية أو السياسية في وقف القتال. ورغم أنَّ الدولة فوجئت بأنَّها لم تكن تُقدِّر حجم قوة الحوثي الحقيقية، إلَّا أنَّها نجحت في السيطرة على القمم الجبلية التي كانت بيد الحوثيين، ثم تمكَّنت الدولة في 24 أغسطس من اقتحام قرية الحوثي (مقر قيادته) إلى أن قُتل حسين الحوثي في 9 سبتمبر 2004، وأُعلن رسميًّا في اليوم التالي عن مقتله لتنتهي الجولة الأولى من المواجهات الدامية بين الدولة والحوثيين في صَعْدَة.
وقد كشفت تلك الأحداث عن صلابة التيار الحوثي وتماسكه، حيث صمد في مواجهة الدولة لفترة رغم فارق الإمكانيات، كما أبرزت مدى تغلغل حركة الحوثي في البلاد.
الجولة الثانية من القتال:
حاولت مجموعة من قوات الجيش اليمني إيقاف بعض أتباع الحوثي الذين أقدموا على عقد صفقة سلاح بسوق مديرية الطَّلْع في صَعْدَة، وأدَّى الأمر إلى صدام مسلح جديد كان الشرارة لجولة ثانية من القتال بين الطرفين. وقد استخدمت الدولة في هذه الجولة الطائرات والأسلحة الثقيلة، وردَّ الحوثيون بعنف مماثل، ممَّا أدَّى إلى مقتل عدد كبير من ضباط القوات المسلحة. وقد تولَّى (بدر الدين) الأب قيادة الحوثيين في هذا القتال في تحد جديد للسلطات اليمنية. وحُسمت الجولة في 12 أبريل 2005 بعد السيطرة على أوكار المتمردين الحوثيين، ونجاح بدر الدين الحوثي في الفرار، وتم إجبار كثير منهم على التسليم وإلقاء السلاح. وقد خلَّفت تلك الجولة مئات القتلى وآلاف الجرحى وخسائر مادية كبيرة قُدِّرت بمئات الملايين من الدولارات.
الجولة الثالثة من القتال:
رغم محاولات التهدئة ونزع فتيل الأزمة، فلم تهدأ الأمور، إذ نصبت مجموعة من الحوثيين كمينًا لقوة عسكرية في مديرية (سَحَار) أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وجرح خمسة عشر آخرين، وسارع عبد الملك بن بدر الدين الحوثي القائد الجديد للحوثيين باتهام الرئيس اليمني بعزمه على شن حرب على الحوثيين، وأعرب عن استعداده التام للمواجهة، واندلعت المعارك من جديد، وعمدت قوات الحوثيين إلى استهداف شيوخ القبائل الذين تعتقد فيهم الولاء للدولة، مع التمسُّك بالتواجد في السلاسل الجبلية، بينما عمدت السلطات الحكومية إلى استخدام المروحيات وتكثير مناطق القتال، وشاركت قبائل في الصراع بالقتال مع الدولة ضد الحوثيين، وارتفعت حدة المعارك. وفي محاولة لتفادي استمرار الحرب، قامت السلطات بعدة مبادرات، منها إطلاق سراح محمد بدر الدين الحوثي شقيق حسين الحوثي. وفي 28 فبراير 2006 انتهت الجولة الثالثة بتوقيع اتفاق صلح، طرفه الأول عبد الملك الحوثي وطرفه الثاني محافظ محافظة صَعْدَة المعين من قبل الدولة، إذ أنَّه كان له قبول لدى الحوثيين بوصفه هاشمي النسب، وقد لعب دورًا في الوساطة وتهدئة الأوضاع. وبمقتضى الصلح، تم الاتفاق على توقف الأعمال العسكرية بين الطرفين.
وقد شاب استمرار الاتفاق تخزين الحوثيين للسلاح وإعادة الانتشار، وكأنَّهم يترقَّبون جولة أخرى من القتال، بينما قامت الدولة بمداهمات واعتقالات لحوثيين خاصة في أواسط نفس العام.
وقد شهد هذا العام -عام 2006- الانتخابات الرئاسية لمرحلة رئاسية جديدة في اليمن، والتي سارت بهدوء، تفرَّغت فيه السلطة لإدارة الانتخابات الرئاسية والمحلية أمام المعارضة، زامن ذلك مهادنة مع الحوثيين، سمحت فيها الحكومة للحوثيين بإقامة احتفالاتهم في ذي الحجة (يوم الغدير) عند الشيعة، كما صرفت لهم دعمًا ماديًّا.
الجولة الرابعة من القتال:
رغم حالة المهادنة بين الرئيس علي عبد الله صالح والحوثيين، عاد الحوثيون للقيام بأعمال استفزازية جديدة في يناير 2007، ثم بادروا بمهاجمة قوات يمنية وأوقعوا بها خسائر في الأرواح والعتاد، ممَّا أثار علي صالح، معلنًا تجاوز الحوثيين الخطوط الحمراء، وطالبهم بتسليم أسلحتهم، فما كان منهم إلَّا أن قاموا باستنفار قواتهم للمواجهة، وقاموا بتوسيع دائرة القتال بشن هجوم على كل الجبهات، فكثَّفت القوات الحكومية هجماتها مستخدمة الدبابات والأسلحة الثقيلة. وقرَّر مجلس النواب اليمني في تحرُّك جاء متأخِّرًا كثيرًا وبعد مناقشات حسم المسألة مع الحوثيين عسكريًّا. واستمرت المواجهات عدة أشهر، دارت خلالها محاولات خفية للصلح، ظهرت نتائجها في أواسط شهر يونيو باتفاق مبدئي، حصل تلكؤ في تنفيذه، وبقيت المناوشات بين الطرفين حتى نهاية الشهر، ثم عادت الاشتباكات خلال شهر يوليو، ومن خلال وساطة قطرية تجدَّدت المهلة للمتمردين، ومع اشتداد المواجهات في شهر ديسمبر، والتي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة بكل أنواعها، جاءت دعوة عبد الملك الحوثي لمواصلة الحوار الجدي، وكانت زيارة رئيس الوزراء اليمني لقطر لتحريك الوساطة القطرية لاستئناف التفاوض، وشهدت بداية يناير عام 2008 مزيدًا من التصعيد، فسَّره البعض بقرب جولة من المفاوضات.
وبالفعل تم توقيع اتفاقية في (الدوحة) عاصمة قطر في أول فبراير عام 2008 بين الطرفين بوساطة ومشاركة قطر، وصدر توجيه رئيس الجمهورية بإيقاف إطلاق النار في كل الجبهات، وبدأ الجيش في الانسحاب من الأماكن محل النزاع، وبدخول الاتفاقية حيز التنفيذ، بلغت الجولة الرابعة من القتال نهايتها.
الجولة الخامسة من القتال:
لم تنعم البلاد باتفاقية الدوحة، إذ سرعان ما دبَّ الخلاف حول آليات تنفيذ الاتفاقية. وفي أواخر أبريل 2008، اغتيل عضو مجلس نواب من المؤتمر الشعبي العام، تلاه في الثاني من مايو تفجير مجهولين لدراجة مفخخة أمام مسجد في صَعْدَة، أسفر عن مقتل وإصابة عشرات، منهم أفراد من القوات المسلحة، واتَّهمت الدولة الحوثيين بارتكاب ذلك، ونفى الحوثيون الاتهام، ونشب القتال من جديد، وانتقل القتال في تطور وُصف بأنَّه خطير إلى محافظة (عمران) الواقعة بين صَعْدَة وصنعاء، ودارت معارك شرسة، استخدمت فيها الدولة الطائرات والأسلحة الثقيلة، ثم انتقل القتال إلى ضواحي صنعاء من خلال اشتباكات متقطعة. وقد تعرَّضت محافظة صَعْدَة إلى قصف جوي ومدفعي، في حين هاجم الحوثيون معسكرات للجيش في محافظة الجوف، واستمر القتال أحيانًا يخف وأحيانًا يزداد، حتى أعلن الرئيس علي صالح وقف القتال. وذكر وقتها أنَّه كانت هناك وساطات محلية من أبناء صَعْدَة، أدَّت إلى تفاهمات بشأن هدنة لإيصال الأغذية والأدوية للأهالي في صَعْدَة، أعقبها قرار من السلطة أثناء الهدنة بوقف القتال. وذكر أنَّ رئيس الجمهورية قد حدَّد نقاطًا لإعلان وقف العمليات العسكرية في صَعْدَة معقل الحوثيين، وأعلن عبد الملك الحوثي التزامه بها.
الجولة السادسة من القتال:
لم تَسْلَم الأشهر التالية من تصريحات وبيانات بين السلطة والحوثيين مع خروقات ميدانية أحيانًا وتبادل الاتهامات، بما ينذر باندلاع القتال من جديد. وفي 12 يونيو 2009، تم اختطاف تسعة أجانب في محافظة صَعْدَة يعملون في مجال الإغاثة الطبية، اتَّهمت السلطة جماعة الحوثي باختطافهم، ورجَّحت ألمانيا -إذ كان من بين المختطفين سبعة من الألمان- أن يكون تنظيم القاعدة وراء العملية. وفي 12 أغسطس عام 2009، بدأ القتال من جديد بتكثيف القصف الجوي على مناطق للحوثيين، حيث يحكم الحوثيون سيطرتهم على مساحات شاسعة من محافظة صَعْدَة، منها منافذ إمدادات للجيش في المدينة. وفي منتصف أغسطس، زحفت القوات الحكومية نحو المواقع التي تسيطر عليها حركة الحوثي، ودخلت معهم في اشتباكات مباشرة، مع شن عمليات في محافظة عمران على معاقل للحوثيين لفتح الخط أمام الإمدادات التموينية لصَعْدَة.
وقد اتَّهمت الحكومة الحوثيين بتلقِّي دعم خارجي مالي وإعلامي وسياسي، مشيرة إلى تدخُّل وسائل الإعلام الشيعية الإيرانية والعراقية في الشأن الداخلي اليمني وانحيازها الواضح للحوثيين، بينما اتَّهم الحوثيون السعودية بقصف مناطق للحوثيين وبالتدخُّل في الشأن اليمني، بما يعد توريطًا للقوى الإقليمية في الصراع السياسي والعسكري بين الطرفين.
قام حوثيون بالتسلُّل ومهاجمة موقع سعودي على الحدود السعودية اليمنية، ممَّا تسبَّب في مقتل جندي سعودي وإصابة آخرين، واتَّهموا السلطات السعودية بالسماح للجيش اليمني بمهاجمة مواقع للحوثيين في شمال اليمن من أراضيها، كما اتَّهموا الطيران السعودي بشن غارات جوية على مناطق في صَعْدَة وعلى قرى مجاورة للحدود السعودية مع اليمن، ونفى الجيش اليمني هذه الاتهامات، بينما ردَّت السعودية على هجوم الحوثيين ردًّا عنيفًا برًّا وجوًّا، ما جعل زعيم الحوثيين يعلن في 25 يناير 2010 وقف إطلاق النار مع السعودية وانسحاب الحوثيين من الأراضي السعودية التي دخلوها.
وفي 11 فبراير عام 2010، أعلن علي صالح وقف العمليات العسكرية في صَعْدَة بناء على التزام عبد الملك الحوثي تنفيذ النقاط المعلنة لإيقاف العمليات العسكرية. وفي نفس اليوم، أعلن زعيم الحوثيين إيقاف إطلاق النار تزامنًا مع التوقيت المعلن من الحكومة.
وتعد هذه الجولة من القتال أطول جولات القتال الست بين الطرفين وأكثرها دموية؛ حيث امتدَّت لتشمل المحافظات المجاورة لصَعْدَة وصولاً إلى الحدود السعودية، بل وداخل السعودية نفسها (للاستزادة راجع المصدر السابق، ص 35-80).
وللحديث بقية -إن شاء الله-.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-08-2025, 02:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,981
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟

كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟ (3)

الحوثيون بعد الثورة الشعبية في اليمن



كتبه/ علاء بكر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد شارك أتباع الحوثي في الثورة الشعبية التي شهدتها اليمن في فبراير 2011م لإسقاط نظام حكم الرئيس اليمني (علي عبد الله صالح). وقد انطلقت أول مظاهرة للحوثيين مساندة للمسيرات الشعبية في اليمن من مديرية (ضَحْيَان) بمحافظة صَعْدَة، معقل الحوثيين، في 21 فبراير. وشارك الحوثيون في ساحات الاعتصام في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات، وكوَّنوا لهم تكتلًا كغيرهم من القوى الثورية باسم (شباب الصمود).
شهدت اليمن أزمة سياسية بين جموع القوى الشعبية الثورية التي تطالب بإسقاط النظام وبين قوى شعبية وإقليمية ودولية مساندة لعلي صالح. ومالت معظم القوى الثورية إلى القبول بمسار سياسي للخروج من الأزمة؛ لذا قبلت أغلب مكونات الثورة المبادرة الخليجية للتوافق السياسي، بينما رفضها الحوثيون وعدُّوها التفافًا على الثورة، وفتحًا لباب التدخل الخارجي.
وفي الوقت الذي نجحت فيه الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا، والتي عُرِفت باسم: (الربيع العربي)، في إسقاط الأنظمة السياسية في تونس ومصر وليبيا، كان الوضع مختلفًا في اليمن، حيث أخذ الأمر في اليمن نصيبًا من الخيار العسكري بعد انقسام الجيش اليمني بين موالين للنظام السابق وبين أنصار للثورة الشعبية. وخاض الطرفان مواجهات داخل العاصمة صنعاء وضواحيها، وانتهت الأزمة بتوافق سياسي بين الأطراف الرئيسية المؤيدة للثورة والموالية للنظام السابق عبر التوقيع على المبادرة الخليجية، التي نصَّت على تخلي الرئيس السابق علي صالح عن الحكم واقتسام السلطة، ولكن كانت هناك أطراف أخرى محسوبة على الثورة الشعبية ترفض هذا التوافق السياسي، وشكلت تحالفًا رافضًا للمبادرة الخليجية، وفي مقدمة هذا التحالف حركة الحوثي إضافة إلى قوى يسارية وليبرالية وعلمانية.
ومع كون المذهب الزيدي يوفر مناخًا للانتشار والتغلغل الحوثي، لكنه في الوقت نفسه لم يقف عائقًا أمام وجود معارضين للنفوذ والفكر الحوثي في المناطق الزيدية. فالقبائل التي وقفت في وجه الحوثيين في المحافظات الشمالية هي في مجملها زيدية، لكنها ساهمت مع أطراف أخرى في تصعيد المعارضة ضد الحوثيين، وهو ما يَدُل على بطلان ادعاء الحوثيين بأنهم هم فقط الذين يُمَثِّلون المذهب الزيدي.
كانت المبادرة الخليجية تعزيزًا للقوى التقليدية في اليمن، متمثلة في الأحزاب السياسية وفي قوة الجناح القبلي وفي قوة الجناح العسكري، وهي أبرز القوى المؤيدة للثورة والحامية لها، وهي قوى لها علاقات سياسية مع المحيط الإقليمي الخليجي، ولها مواقف سلبية رافضة لحركة الحوثي المسلحة. وقد رفض الحوثيون إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في فبراير 2012، وسعوا إلى إفشالها، ولم يعترفوا بانتخاب الرئيس الجديد (عبد ربه منصور هادي). وقد عمد الحوثيون إلى القيام بمظاهرات ثورية خاصة بهم، متهمين القوى الثورية المنخرطة في مسار العملية السياسية المبنية على مبادرة الخليج بالعمالة والخيانة.
أحزاب جديدة مساندة للحوثيين:
مما جَدَّ بعد الثورة الشعبية في اليمن ظهور أحزاب جديدة في الحياة السياسية، منها ما هو مساند لحركة الحوثيين. من هذه الأحزاب (حزب الأمة)، الذي تم الإعلان عنه في يناير 2012، وهناك شبه إجماع بين المراقبين والمحللين السياسيين أن هذا الحزب واجهة سياسية جديدة للحركة الحوثية. وهناك (الحزب الديمقراطي اليمني)، الذي تم الإعلان عنه في مايو 2010، ويَظْهَر من مواقفه أنه جزء من التحالف الإيراني في اليمن (المصدر السابق، ص 208، 209).
تبني الحوثيين للغموض السياسي بعد الثورة:
خلال تلك الفترة، شعر الحوثيون بخيبة أملهم في تحقيق مكاسب فئوية وتوسيع انتشارهم من خلال حالة الفوضى في البلاد؛ لذا رفضوا المشاركة في التكتلات السياسية وفي الحوارات التي ظهرت، كالمجلس الانتقالي والمجلس الوطني، كما رفضوا إعلان (مجلس شباب الثورة) في 16 يوليو 2011 بتشكيل مجلس انتقالي رئاسي لإدارة البلاد عقب قرار إسقاط نظام حكم علي صالح، وعليه تكوَّن المجلس الانتقالي الرئاسي من 17 شخصية بارزة من الحراك اليمني الجنوبي والمعارضة في الخارج والأحزاب السياسية والمنشقين عن الحزب الحاكم، وبدون أي قيادات حوثية، وهو ما دفع الحوثيين لرفض هذا المجلس. وتكرر ذلك مع إنشاء (المجلس الوطني) في أغسطس 2011، بوصفه تحالفًا سياسيًا جديدًا يضم الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية، وممثلاً لقوى الثورة الشعبية؛ أي: أن الحوثيين جعلوا أنفسهم طرفًا مستقلًا في مقابل القوى الثورية الأخرى، فصار الحوثيون يُمَثِّلون مع القوى الانفصالية في الجنوب جبهة معارضة للمبادرة الخليجية التي توافقت عليها غالبية قوى الثورة الشعبية كتسوية تُعَد مخرجًا في ظل الانقسام السياسي في البلاد. وهي المبادرة التي بمقتضاها يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تبسط سيطرتها على كل اليمن، بينما تطلع الحوثيون، المسنودون بالمال والسلاح، إلى بسط سيطرتهم على محافظات شمال اليمن.
وقد أبقى الحوثيون وقتها موقفهم غامضًا من مؤتمر الحوار الوطني الذي نصَّت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، فتخلَّفوا عنه لشهور رغم الدعوات المتكررة لهم بالحضور، والإغراءات المقدمة لهم بغرض المشاركة، فهم يعلنون الموافقة على الحوار الوطني كمبدأ، ويرفضون المشاركة فيه بدعوى أن البلاد تعيش تحت الوصاية الأجنبية، ثم عاد الحوثيون بوضع شروطهم للمشاركة في الحوار الوطني، تضمنت بعض المكاسب السياسية والدعائية لهم ولطموحاتهم في صورة مطالب عامة تُعَبِّر عن اليمنيين والثوار والقوى الوطنية، منها: تقديم اعتذار رسمي عن الحروب الستة من الحكومة السابقة ضد الحوثيين، واعتبارها خطأ تاريخيًّا، واعتبار ضحاياها من الحوثيين من الشهداء، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة. وقد استمر الأمر بين جذب ورد وتجاوب وتراجع من الحوثيين لتهيئة المناخ المناسب للحوار الوطني لكي يصل إلى حلول مثمرة.
ويمكن القول: إن حركة الحوثي سعت في تلك الفترة إلى تحقيق مكاسب دون أي التزامات، فهي ترفض المبادرة الخليجية، ولا تعترف بأي استحقاقات تفرضها الانتخابات الرئاسية وحكومة الوفاق الوطني، بينما (حزب الحق)، الجناح السياسي للحوثي، كان من بين الموقعين على المبادرة في الرياض، وحصل على مقعد وزاري في حكومة الوفاق. أي: أن هناك للحوثي شريكًا في صنع القرار السياسي دون أي تبعات أو التزام بتنفيذ أي قرارات للحكومة. وفي الوقت الذي تُعْلِن فيه الحركة رفض الاتصالات الدبلوماسية مع أمريكا، فإن جناحها السياسي (حزب الأمة) يستقبل دبلوماسيين أمريكيين. وعندما تُبْدِي الحركة بعض المرونة في مسألة المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، يرفض (الحزب الديمقراطي)، الوكيل عن الحركة، المشاركة في الحوار.
هذا في الوقت الذي ترفض فيه الحركة رفضًا قاطعًا التخلي عن الاحتفاظ بالسلاح أو مناقشة ذلك، تمسكًا بمبدأ العنف واستخدام القوة لتحقيق ما تريده من مكاسب قد يصعب تحقيقها عبر الوسائل السلمية، وكأنها بذلك تُكَرِّر تجربة (حزب الله) في لبنان، الذي أصبح مشاركًا في السلطة في لبنان بعد أن فرض نفسه بقوة السلاح، مع المشاركة في العمل السياسي عبر زراعة أو صناعة وكلاء سياسيين يتبنون سياسة الحركة إلى جانب التحالفات السياسية، لتحصل الحركة عن طريق السياسة على ما لم تحصل عليه بطريق السلاح.
ولا يَخْفَى أن المذهب الزيدي قد تقبَّله قطاع من اليمنيين، وتعايش معه الأكثرية من أتباع المذهب السني في اليمن عبر مئات السنين، ولكن المشكلة تكمن في محاولة استغلال المذهب الزيدي كوسيلة وغطاء لتحقيق مطامع جماعة أو فئة، ومطمع لقوى خارجية تقف وراءهم بحجة الدفاع عن المذهب وعن أتباعه.
السعي لإقامة دولة للحوثيين:
جاءت تحركات الحوثيين السياسية بعد الثورة الشعبية في اليمن عام 2011 نحو الوصول إلى الحكم أو المشاركة فيه بنصيب، في الوقت الذي تنبع فيه الحركة من الفكر الزيدي في اليمن، لكنها تتخطاه إلى الفكر الزيدي الجارودي المنفتح على المذهب الشيعي الاثني عشري وعلى التجربة الخمينية الإيرانية في مسألة الحكم وإعادة بناء الدولة. وهي بينما تقوم عقيدتها على فكرة الإمامة من آل الحسن وآل الحسين تتحدث عن شعارات ثورية تُعْلِن عن تطلعها إلى دولة مدنية ديمقراطية تقوم على حماية الحقوق وكفالة الحريات.
وفي الوقت الذي تعارض ولا توافق أو تعترف بشرعية السلطة في صنعاء، سواء قبل قيام الثورة الشعبية أو بعد قيامها، فهي تؤسس لنفسها كيانًا سياسيًا مستقلًا في مناطق شمال اليمن، وتُقَوِّي هذا الكيان وتُعِدُّه عسكريًا، وتعمل على بسط نفوذه ليس في حدود محافظة صَعْدَة التي يسيطرون عليها ويمارسون فيها ما يشبه الحكم الذاتي، بل يسعون إلى بسط نفوذهم إلى كل المناطق الشمالية من اليمن، والسيطرة على المواقع الإستراتيجية فيها. فنحن أمام جماعة طائفية عقائدية مسلحة لها أهدافها السياسية، متمثلة في دولة أو دويلة مذهبية تعمل لنفسها ولصالح قوى خارجية تقف وراءها.
وقد اتخذ الحوثيون مسارين متوازيين في اتجاه إثارة الصراع الطائفي في اليمن:
الأول: القيام بالتعبئة والشحذ الطائفي والمذهبي في نفوس الأتباع ضد المخالفين.
الثاني: استخدام القوة والعنف والأعمال المسلحة للتنكيل بالمخالفين لإضعافهم؛ خصوصًا في المناطق الزيدية.
وصاحب ذلك استخدام الحوثيين بعد الثورة لاسم جديد أطلقوه على جماعتهم هو (أنصار الله)، والذي بدأ استعماله من مارس 2010، وسرعان ما طغى استعماله بينهم، وهو يوحي بالدفاع عن الإسلام والمسلمين، أو على الأقل الدفاع عن المذهب الزيدي الذي يعتنقونه، وقد انتشر الاسم الجديد على مواقع الإنترنت وفي الخطابات والوثائق الصادرة من الحركة وحلفائها.
تنامي تسليح الحوثيين:
تعمد الحوثيون سياسة الكتمان فيما يتعلق بتسليح الحركة؛ خاصة أن تسليحها يتم عن طريق مصادر غير رسمية، لكن أظهرت المعارك التي خاضها الحوثيون أنهم يمتلكون مختلف أنواع الأسلحة البرية الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، بل أجروا بعض التدريبات والمناورات العسكرية باستخدام قاذفات صواريخ ومضادات للطائرات وغيرها من الأسلحة الثقيلة. بل رصدت مصادر يمنية امتلاك الحوثيين لصواريخ (كاتيوشا) تم تهريبها إليهم عن طريق البحر، وتم استخدامها خلال مواجهة القوات السعودية، وهي من النوع الذي سبق أن استخدمه حزب الله اللبناني في قصف أهداف في شمال إسرائيل، مما يُعَد من أدلة التمويل العسكري الذي يتلقاه الحوثيون من إيران وحزب الله اللبناني.
وقد ذكر تقرير أمريكي أمني صدر عام 2009 أن لإيران دورًا في عمليات تهريب منتظمة للسلاح، بالإضافة إلى تقديم ملايين الدولارات، حيث يتم تهريب السلاح من ميناء عَصَب الإريتري إلى سواحل قريبة من محافظة صَعْدَة في مديرية (مِيدِي) اليمنية ليتم تخزينها، ثم نقلها عبر مهربين إلى محافظة صَعْدَة، معقل المتمردين الحوثيين. كما ذكر التقرير أن القوات البحرية الإيرانية الموجودة في البحر الأحمر وخليج عدن تُقَدِّم تأمينًا لعمليات التهريب تلك. وذكر تقرير أمني أن محافظة مَأْرِب تُعَد أيضًا خط دعم لإمداد الحوثيين بالسلاح والمستلزمات الحربية التي يحتاجونها؛ هذا بالإضافة إلى شراء الأسلحة من خلال تجار السلاح في اليمن والقرن الإفريقي (راجع: إيران والحوثيون، أحمد أمين الشجاع: 157-158).
التدخل الإيراني في اليمن:
- لم يعد الحديث عن التدخل الإيراني في شؤون اليمن الداخلية بعد الثورة الشعبية أمرًا خافيًا، حيث استغلت إيران حالة الضعف التي تعاني منها الدولة اليمنية، وحالة الانقسام، والأوضاع الاقتصادية السيئة، والخلافات الداخلية، وفي مقدمتها التمرد الحوثي في الشمال، والحراك الانفصالي، سواء السلمي أو المسلح، في الجنوب، لخلق منطقة نفوذ في هذا الجزء المهم من العالم. وهو ما جعل الرئيس اليمني (عبد ربه منصور هادي) يتهم إيران في أكتوبر 2012 بالسعي لتنفيذ مخطط للسيطرة على مضيق باب المندب في البحر الأحمر، كما اتهم إيران بالتدخل في شؤون اليمن الداخلية من خلال دعم الانفصاليين غير السلميين في الجنوب، والذين يستخدمون السلاح في حراكهم ضد الدولة.
- وتُعَد محاولات إيران للتمدد واستقطاب الحراك الجنوبي في اليمن وسيلة لتحقيق ما تطمح إليه من الوصول إلى باب المندب، وتحقيق مكاسب اقتصادية من الجنوب الغني بالثروة البترولية المكتشفة وغير المكتشفة، من خلال دخول شركات إيرانية وخبرات ورؤوس أموال إيرانية في هذا المجال.
إن الموقع الجغرافي المتميز لليمن على طرق الملاحة الدولية يوفر لإيران قاعدة لهم لشن حرب غير نظامية وغير مكلفة على المصالح الغربية في المنطقة، بما فيها تعطيل الملاحة في بحر العرب ومضيق باب المندب وأجزاء من البحر الأحمر.
- في يوليو 2012، أعلن رئيس الجمهورية (عبد ربه منصور هادي) عن القبض على شبكة تجسس إيرانية، وهي المرة الأولى التي تُوَجَّه فيها السلطات اليمنية اتهامًا صريحًا ورسميًّا للنظام الإيراني بالتدخل في شؤون اليمن، بينما كانت في السابق تُوَجِّه الاتهام إلى المؤسسات الدينية الإيرانية أو لجهات محسوبة على إيران. وقد ذكر موقع تابع لوزارة الدفاع اليمنية أن شبكة التجسس الإيرانية يديرها قيادي سابق في الحرس الثوري الإيراني، وأنها تدير عمليات تجسس باليمن والقرن الإفريقي، مع أحاديث حول تورط موظفين في السفارة الإيرانية في صنعاء. كما كشف وزير الإعلام في حكومة الوفاق أن خلية التجسس الإيرانية كانت تُقَوِّي بالعمل التجسسي تحت الغطاء التجاري، وأن لها فروعًا في مدينتي: (عدن) و(تعز)، وأنها تستغل الظروف التي تمر بها البلاد للبحث عن الجماعات المتطرفة التي لها مصالح خاصة، وتُقَدِّم لها الدعم المادي والسياسي والإعلامي للإضرار بمصالح اليمن.
سيطرة الحوثيين على صنعاء:
- في عام 2014، سيطر مقاتلو جماعة أنصار الله الحوثية بقيادة عبد الملك الحوثي على محافظة عَمْرَان. ومع حدوث مظاهرات شعبية جديدة في اليمن في عام 2014 احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية في البلاد، استغل الحوثيون الوضع، وبعد نشوب اشتباكات مسلحة مع القوات اليمنية، اقتحم الحوثيون صنعاء، وسيطروا في سبتمبر 2014 على العاصمة بالكامل بالتحالف مع الرئيس اليمني السابق علي صالح والموالين له من القوات اليمنية، مما اضطر الرئيس اليمني (عبد ربه منصور هادي) إلى التقدم باستقالته، وعليه قام الحوثيون بحل البرلمان وتشكيل اللجنة الثورية لإدارة شؤون البلاد، والتوقيع على اتفاق السلم والشراكة مع المكونات السياسية الأخرى.
- انتقل (عبد ربه منصور هادي) إلى عدن في الجنوب ليعلن من هناك عن عدوله عن الاستقالة، وتوليه رئاسة اليمن، واتخاذ عدن عاصمة جديدة مؤقتة لليمن. وبعد اشتباكات مسلحة، نجح الحوثيون في فبراير 2015 في السيطرة على عدن وتعز في جنوب اليمن.
- نجح الرئيس (عبد ربه منصور هادي) في الفرار إلى السعودية، ليستنجد بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي لإعادته إلى الحكم في اليمن، وتشكل بالفعل تحالف عربي خليجي بقيادة السعودية، تدخل عسكريًا في اليمن، حيث نجح التحالف الخليجي من خلال عمليته (عاصفة الحزم)، التي بدأت في 26 مارس 2015 وانتهت في 21 إبريل 2015 باستعادة عدن ومناطق أخرى في جنوب اليمن، وإعادة حكومة (عبد ربه منصور هادي) إلى الحكم من عدن من جديد؛ هذا في الوقت الذي قام فيه الحوثيون بضرب أهداف في عمق السعودية وعمق الإمارات بصواريخ باليستية.
- وفي يناير 2017 من خلال عملية (الرمح الذهبي)، نجحت قوات التحالف الخليجي في السيطرة على أجزاء أخرى ساحلية في شمال اليمن.
- في أواخر 2017، أعلن الرئيس السابق علي صالح انفصاله عن الحوثيين، وانضمامه وقواته إلى حكومة (عبد ربه منصور هادي)؛ مما أدى إلى اشتباكات مسلحة في صنعاء بين الحوثيين وقوات صالح، والتي أسفرت عن مقتل علي عبد الله صالح في ديسمبر 2017، ليستقر الأمر على سيطرة الحوثيين على شمال اليمن، وسيطرة الحكومة اليمنية المتحالفة مع السعودية ودول الخليج على جنوب اليمن.
- في تطور جديد، انفصل محافظ عدن عن حكومة (عبد ربه منصور هادي)، وأعلن عن تشكيل (المجلس الانتقالي الجنوبي)؛ مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة، استطاعت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من خلالها الوصول إلى قصر الرئاسة في عدن.
- وقد زاد هذا الصراع في جنوب اليمن من قوة ونفوذ الحوثيين في شمال اليمن، حيث تمكنوا من مد نفوذهم إلى أجزاء جديدة تجاه شرق اليمن وجنوبه.
- في عام 2022، تم عزل الرئيس اليمني (عبد ربه منصور هادي)، وتم تشكيل مجلس رئاسي جديد.
وقد أسفرت هذه التطورات العسكرية والسياسية عن تقسيم اليمن بين القوى الثلاث في البلاد:
- حيث يسيطر الحوثيون على الأجزاء الشمالية من اليمن، وهي أهم أجزاء اليمن، حيث تطل على مضيق باب المندب الحيوي وعلى مدخل البحر الأحمر.
- بينما يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على جنوب اليمن، حيث يسيطرون على الساحل الجنوبي لليمن، على نحو 15% من مساحة اليمن.
- بينما تُسَيْطِر الحكومة اليمنية المتحالفة مع السعودية ودول الخليج العربي على المساحة الأكبر المتبقية من اليمن، والتي تبلغ نحو 60% من مساحة اليمن، وإن كان أكثرها أراضٍ صحراوية.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 107.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 104.91 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]