|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() وقفات ورسائل مع بداية العام الدراسي الجديد
لا شك أنَّ العلم أساس نهضة الأمم وتقدُّمها، ورفعة الشعوب وازدهارها، وما من أمَّةٍ نالت حظًّا من الرفعة والعلو، وبلغت منزلةً عاليةً، إلا كان العلم أساسها، والمعرفة سبيلَها؛ ولذا فقد اهتم الإسلام بالعلم اهتمامًا بالغًا؛ فأمر بالقراءة لأنها سبيل العلم، بل كان العلم أول رسالة في الإسلام، ابتدأ الله -عز وجل- به وحيَه إلى خَلْقِهِ؛ فقال -تعالى-: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (العلق). وها نحن أولاء استقبلنا عامًا دراسيًّا جديدًا، نسأل الله العظيم أن يجعله عامًا دراسيًّا مباركًا، وأن يجعله حافلًا بالتوفيق والنجاح لأبنائنا وبناتنا الطلاب، ولا شك أنَّ العلم له منزلة رفيعة، وشرف عظيم ينبغي أن يستحضره كل معلم ومعلمة، وكل طالب وطالبة، وكل ولي أمر؛ ولذلك لابد من بيان بعض الوقفات في هذا الشأن كما يلي: الوقفة الأولى: العلم رفعة وعلامة خير العلم رفعة، وعلامة إرادة خير بالعبد؛ فقد أعلى الله -تعالى- من شأن العلم وأهله، ورفع منزلتهم في الدنيا والآخرة؛ كما قال -تعالى-: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} ، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من يُرِدِ الله به خيرًا، يفقِّهه في الدين» قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «كفى بالعلم شرفًا أن يدَّعِيه من لا يُحسنه، ويفرح به إذا نُسب إليه، وكفى بالجهل ذمًّا أن يتبرأ منه من هو فيه». الوقفة الثانية: العلم نور العقول وزاد القلوب ولذلك جعله الله -عز وجل- ميزانًا للتفاضل بين الناس، فلم يسوِّ بين أهله وغيرهم؛ كما قال -تعالى-: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر:9)، وقال -تعالى-: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (النحل:76). الوقفة الثالثة: طلب الزيادة من العلم أمر الله -تعالى- رسوله بطلب الزيادة من العلم لعظيم شرفه؛ فقال -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه:114)، قال العلماء: وكفى بهذا شرفًا للعلم؛ أن أمر نبيَّه أن يسأله المزيد منه. الوقفة الرابعة: العلم أعظم مشهود عليه يكفي العلم شرفًا أن الله -تعالى- قد أشهد أهله على أعظم مشهود عليه؛ فقال -تعالى-: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران:18). الوقفة الخامسة: العلم من أسباب الخير والأمن العلم من أسباب الخير والأمن في البلاد والأوطان؛ قال ابن القيم -رحمه الله-: «وإذا ظهر العلم في بلد، قلَّ الشر في أهلها، وإذا خفِيَ العلم هناك، ظهر الشر والفساد». الوقفة السادسة: العلم ثمرة من ثمرات التقوى العلم النافع ثمرة من ثمرات التقوى؛ كما قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (الأنفال:29)، وقال -تعالى-: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (البقرة:282)، قال الشوكاني: وفيه الوعد لمن اتقاه أن يُعلِّمَه». ![]() رسائل للمعلمين والآباء والطلبة ولنا مع بداية العام الدراسي الجديد ثلاث رسائل، نوجهها إلى المعلمين والآباء والطلبة: الرسالة الأولى: إلى المعلمين والمعلمات نبشِّر المعلمين والمعلمات بهذا الشرف العظيم الذي يحظَون به؛ ومن ذلك:
الرسالة الثانية: إلى الآباء والأمهات يا من أنفقت وهيَّأتَ لأولادك مستلزماتهم المدرسية، التي ربما أرهقتك ماديًّا، فلتعلم أنك مأجور إذا احتسبت ذلك، ولم تُسرف، ولم تمنُن ولم تتأفف؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «دينارٌ أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك؛ أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك».
![]() الرسالة الثالثة: إلى الطلبة والطالبات
الأمانة عظيمة
توجيهات للطلبة والطالبات من الشيخ الفوزان حفظه الله ![]()
في توجيهات للطالبة والطالبات قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله، نسأل الله - سُبْحَانَهُ - أن يجعل هذا العام وكل عامٍ يمرُ بالمسلمين أن يكون عام خيرٍ وبركة، وأمنٍ وإيمان.ونوصي أبناءنا الطلاب بتقوى الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - وحفظ أوقاتهم على ما تهيأ لهم من الطلب في مختلف المراحل. التعاون على البر والتقوى وقال الشيخ الفوزان: على شبابنا وعلى أهليهم وأصحاب البيوت وعلى المعلمين والمعلمات أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن ينصحوا لطلابهم وطالباتهم في إلقاء الأفكار الصحيحة المتمشية مع الكتاب والسنة وما تسير عليه البلاد من سيرة حسنة، عليهم أن يحفظوا أوقات الطلاب فيما ينفعهم، لأن المتعلم أداة بيد المعلم، كيفما يوجهه فعلى المعلمين والمعلمات تقوى الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - والقيام بأداء الأمانة الملقاة على عواتقهم، فإن المسلمين سلموا أولادهم لهؤلاء المعلمين ووثِقوا بهم. عليهم أن يتقوا الله أولًا، وأن يكونوا عند حسن الظن، ظن المجتمع بهم، وأن يقوموا بما أوجب الله عليهم من التوجيه والنُصحِ والإرشاد وإخلاص النية لله - عزَّ وَ جَل - فإنهم هم الموجهون وهم القدوة، وهم مؤتمنون على أولاد المسلمين، فعليهم جميعًا أن يتقوا الله وأن يتعاونوا على البر والتقوى. وأن يحذروا الأولاد من الأفكار الدخيلة ومما يغير توجهاتهم، فإن الوقت وقت فتنةٍ وشرور، ولكن مع التوكل على الله والاعتماد عليه، وخالص النصيحة ييسر الله الأمور ويُعين. {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}، {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}. فهم أمانةٌ في أعناق هؤلاء المعلمين، وفقهم الله وسدد خطاهم، وليكون المعلمون قدوةً حسنةٌ لطلابهم، ليكونوا ناصحين، قال اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}. العالم الربانَّي وأضاف أن العلم الربانَّي: هو العالم العامل بعلمه، هذا هو العالم الربانيَّ، نسأل الله - جَلَّ وَعَلاَ - أن يجعلنا وإياكم من الربَّانيّين المخلصين الذين يربون أولاد المسلمين على المنهج السليم، وأن يصونوا أفكار الأولاد من دخول هذه الترهات والأباطيل التي تُنشر هنا وهناك لتُسمم أفكار أبناء المسلمين. فإن الإعلام والتعليم هما الأدوات الموجه للمسلمين طُلابًا وشعبًا، أن يكونوا قائمين بما اِئتمنَهم الله عليه، واِئتمنَهم المجتمع عليه، أن يكونوا صالحين مخلصين، وأن يكونوا موجهين مرشدين، أن يكونوا قدوةٌ لطلابهم بالصدق والأمانة و الإخلاص وحفظ الأوقات وعدم إضاعة الأوقات فيما يتعارض مع دينهم، ومع أمن وطنهم، ومع كلُ ما يُخل بأمن المجتمع. أن يكونوا أداة صالحة مصلحة خالصة مخلصة.نسأل اللهَ أن يُعين الجميع وأن يُسدد الخطى، وأن يحفظنا وإياهم وجميع المسلمين، هذه البلاد بلاد الحرمين، بلاد التوحيد، قبلة المسلمين، قلب العالم الإسلامي، عليها مسئولية عظيمة لأنها قدوةٌ صالحة ولأن ما يصدر منها ينتشر على العالم الإسلامي. والعالم الإسلامي كله متوجهٌ إلى بلاد الحرمين الشريفين، وفيها مأرز الإيمان، وفيها مهبط الوحي، وفيها قبلة المسلمين، فهم عليهم مسؤولية أكثر من غيرهم، والأمر يتركز على هاتين الناحيتين: الإعلام والتعليم، فلتكن هاتان الجهتان لتكون جهة خيرٍ ومنبر إرشادٍ ونصح وتوجيه؛ لأنها محل ثقة العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها.نسأل الله - عزَّ وَ جَل - أن يحفظ علينا أمننا وإيماننا، واستقرارنا في أوطاننا وأن يدفع عنا وعن المسلمين كل سوءٍ ومكروه وأن يكُف عنا بأس الذين كفروا، فهو أشد بأسًا وأشدُ تنكيلا. اعداد: إعداد: قسم التحرير
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |