ما زالت غزة تستجير .. فهل من مجير؟!!!

[ataiba]

ما زالت غزة تستجير .. فهل من مجير؟!!!

وفي السؤال، ثم لماذا تفر امتنا من نفسها لتشكو للعالم ما يصنعه اعداؤها فيها فلا تقوى على قلع اشواكها بأيديها لتغدو على ما نراها عليه اليوم .. اين قوة امتنا وكيف نأمن ان تحمي اطفالها ونساءها ونحن نراهم الان نهباً للقتل والذبح في نموذج غزة .. فهل غزة عرب.. هل هم مسلمون .. هل هم بشر.. فان كانت الاجابة نعم .. فلماذا كل هذا الانتظار لمزيد من سفك دمائهم وتدمير الحياة فيهم-..

صراخ اطفال غزة المذبوحين يطرق اسماع العالم ونداءات الثكالى من الامهات تسمع في فضائيات الكون وقد تجاوزت اسماع العالم وبصره.. فقد كشفت الفضائيات عن ضعفنا وقصورنا وقلة حيلتنا .. فما العمل-..

لماذا نتأخر دائماً ولا نصل حين يتعلق الامر بالكرامة والشهامة وانقاذ ارواح ابنائنا - ولماذا يجري الاختباء وراء الذرائع والمبررات التي تزيد الذبح وتسوغه لعدونا..

ما سيكتبه التاريخ ان امة مترامية الاطراف والعدد .. كبيرة الامكانيات تركت ابناءها يموتون ذبحاً على يد القتلة وانصرفت عنهم-..

لماذا مازلنا نهرب من انفسنا ولا نواجهها ونلوذ بغيرنا لنصل تركيا دون ان نلوذ بأنفسنا ونستخرج طاقاتنا على الصبر والصمود-..

لماذا اصبحنا نعبد ضعفنا ونستسلم له كلما واجهنا تحديات او دخلنا امتحان هوية-..

لماذا على العرب ان يدفعوا ثمن السلام ايضاً وهم الذين يقولون انهم يريدون الارض مقابل السلام.. اي انهم يقدمون السلام للاخرين واذا بهم يشترون السلام بدماء ابنائهم دون ان تُرد الارض في لحظات الشراء..

مذابح غزة مرحلة فاصلة سيكون لها ما بعدها من زلزال وردود ومن تغيير في المصطلحات وهي فاصلة اشبه بنكبة عام 1948 وما جلبته وسيدفع الجميع ثمن هذه المذابح اكثر من مرة لانهم لم ينهضوا لاتقائها والوقوف في وجه القتله بما يكفي من منعة..

لماذا تواصل امتنا احالة قضاياها وواجباتها في الدفاع عن نفسها الى غيرها وتواصل الهروب من استحقاقات الصمود والمنعة - لماذا تخاف هذه الامة عدوها الى هذا الحدّ وفي امكانياتها ان تصمد وان ترد السكين عن اعناق ابنائها.. فما نشهده اليوم لم يسجل التاريخ العربي مثله من الهوان والضعف فقد احترفت احصاء عدد القتلى والجرحى واعداد سيارات الاسعاف والموتى وتوسعة القبور والمشافي وصناعة النعوش بدل أن يكون لها غير ذلك ..

هل حان الوقت ان تستيقظ الامة على دماء ابنائها التي تنزف وان تقول لا للقتلة. وان لا تقول كلمتها وتمشي بل تقف وتصمد. فان لم يكن الاجماع فيها فليبدأ نفر منها بنفسه وعند ذلك سيتداعى ابناؤها ..

هل تستمر الامة في الصراخ فقط ويكون لها ماللسيل من ثغاء فتخرج لتصرخ ولا من مجيب .. وتكتفي بالصراخ والالم ..

اين النبض الحي في الامة ولماذا يجري اختبارها للمرة الالف فلا تستجيب اين البرلمانات العربية والنقابات العربية التي رأيناها عام 1956 في الموانىء والمطارات حين وقع العدوان على السويس وفي عام 1973 حين تحشرج النفط في الانابيب .. ولماذا يتسابق القادر منها فيلطم ويصرخ قبل غير القادر . اليس حرياً بمؤسسات هذه الامة ان تعمل وان ترد الخطر وان لا تراهن على الصراخ والمظاهرات التي لا يعرف اكثر على من يحتج لماذا يصبح النسيان من خصائص العقل العربي .. ألم نملأ الدنيا صراخاً حين استشهد الطفل محمد الدرة فماذا فعلنا بعد ذلك .. ولماذا نعاود نفس الحال اليوم لننصرف الى مجازر اخرى وفي مواقع اخرى ..

أيهما أغلى وأهم دماء الاطفال المسفوكة أم المشاريع النظرية المطروحة التي لم تثبت جديتها ..

حان الوقت ليدرك العرب ان اسرائيل لا تريد السلام ولا تبحث عنه وان ما تريده اصبح معروفاً تماماً وهو ما نراه في عدوانها المستمر السافر أما الذي نريده نحن كعرب فهو الذي مازلنا لم نره ولم نمارسه ومازلنا نهرب منه فنقع فيما هو اكثر شراً..