نصيحة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القاضي المحدث ابن شبرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          سنة حسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          شهر شعبان نفحة ربانية وانطلاقة إيمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          إن عجائب القرآن أطرن نومي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          كيف تقضي إجازة صيفية سعيدة وهادفة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الشباب في الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          خلق الحياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          مفتي مصر : محمد العباسي المهدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2019, 04:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,101
الدولة : Egypt
افتراضي نصيحة

نصيحة











الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل






الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يُثبِّت الطائعين، ويُعاقِب العاصين، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].





وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وقال: ((ما أمرتكم به، فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه، فاجتنبوه))، تركَنا على المحجَّة البيضاء ليلُها كنهارها لا يَزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته المُمتثِلين لأوامره، والمُجتنبِين لنواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.





أما بعد:


فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى، واحذروا مِن مخالفة أوامره، وارتكاب مناهيه، والْزَموا الصراط المستقيم، فالطريق واضح، وما بعد الحق إلا الضلال، واعلموا أن للباطل صولاتٍ وجولاتٍ، وأن له دعاةً على أبواب جهنم يَقذفون من أطاعهم فيها، ولهم أعوان.





ونحن اليوم في زمن ظهَر فيه الباطل علانيةً، وتنكَّب فيه الكثير لمبادئ الإسلام السامية، وخلع الفضيلة، ولبس الرذيلة، وكشف عن سوءته، وجاهَر بمعصيته بالدعوة لسفور المرأة، ومُشاركتها في أعمال الرجال والاختلاط بهم، وصفَّق له الناعقون، وما تلك المسيرة النسائية التي وقعتْ منذ سنين وأخذت شقَّ طريقها في شوارع عاصمة المملكة، مطالبةً بالسفور والتحلُّل باسم قيادة السيارة، مُتحدِّيةً السلطات ومشاعر المسلمين - ما تلك إلا واحدة مما دعا ويدعو إليه أهل الباطل في بلادنا حين أَمِنوا العقوبة.





فيا خادم الحرمَين الشريفَين، ويا أبناء وأحفاد مَن نصر الحق، ورفع راية الإسلام، وأخذ على عاتقه نصرة الدعوة إلى الله:


تذكَّروا - أيها المسلمون - ما قام به أسلافكم من نصرة الدعوة السلفية، وما نالوا من عزَّة وكرامة ومجْد وسؤدد يَتناقله الخلَف عن السلف، لا تُفرِّطوا في تلك الأمجاد، فعزُّكم في عزِّها، ومجدكم في الحِفاظ عليها، واحذروا دسائس الأعداء، وربائب الكفر، وأعداء الفضيلة، ودعاة الرذيلة، فقد كشَّروا عن أنيابهم، وخدَشوا بمَخالبهم، وأخَذوا يمزِّقون في جسم الأمة المُتماسِكة والمُلتفَّة حول ولاتها، وأحدَثوا فيه جُرحًا عميقًا آلَم وأفزَع، وشغل النفوس، وبلبل الأفكار، وأخذ يتنكَّث بين وقت وآخَر بعد أن يَلتئم ويتوجَّه للشقاق، في وقت تُهدِّدنا فيه الأخطار، وتُحيط بنا فيه الشرور، ونحن فيه أحوج للتكاتُف واليَقظة والاستعداد للأعداء المتربِّصين، فتلك الواقعة وما فيها من ثمرات ونتائج دعاة الباطل في بلادنا المندسين بين صفوفنا، واللابِسون جلود الضأن يُعاوِدون الكرَّة بعد الكرَّة، فعسى أن يَتنبَّه المسؤولون وولاة الأمر لمقاصد المُفسِدين والعابِثين؛ حتى لا يَخرِقوا السفينة، وتقع الكارثة؛ فإن الكل - الخاص والعام - في سفينة واحدة، والإخلال بها يضرُّ بالجميع.





ويا فتيات المسلمين ويا نساء المؤمنين، احذرن مما يُحاك لكنَّ باسم حقوق المرأة، فقد أعزَّكنَّ الله بالإسلام، وصانَكنَّ بتعاليمه السامية، بعد أن كانت المرأة في الجاهلية تُهان وتُمتهَن، وتُذلُّ وتُحتقَر، واليوم قد أعزك الله بالإسلام، وصانَك مِن الابتِذال، وجعل لك التصرُّف في مالك، وورَّثكِ ما فرض لك، وجعل لك الإذْن في زواجك، وأثابك على عملك مثل الرجل؛ كما في قوله - جل وعلا -: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].





كما أنك - أيتها المرأة - مَلِكة وراعية في مملكتِكِ الخاصة في بيت زوجك؛ تُديرين شؤونه، وتوجِّهين سكَّانه من أولادك؛ كما في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها))، ثم إنك مدرِّسة، ومربِّية للأجيال ورجال الغد، وأبطال المهمَّات، وخروجُك مِن مملكتكِ والانشغالُ بأعمال الرجل المكلَّف بها - إهمالٌ لواجبك، وإضاعة لأمر عظيم من أمور هذه الحياة، الذي لا يستطيع أن يقوم به الرجل؛ فالله - جل وعلا - حكيم في خلقه؛ خلَق الرجل والمرأة، وجعل لكلِّ واحد خصائص وميزات لا يستطيع الآخَر أن يقوم بها، وكل واحد مكمِّل للآخَر، وسعادة هذه الدنيا أن يقوم كل واحد بما يخصُّه، فلا يُكلَّف واحد بعمل الآخَر، ولو كُلِّف وقدِّر أن يقوم بعمله، فإن الحياة ستختلُّ وتضطرب الأمور، فما أسعد الزوجين والأسرة بل والمجتمع كله في قيام كلٍّ مِن الذكر والأنثى بعمله الخاص المتَّفِق مع طبعه وخصائصه!





وأُذكِّرك - أيتها الفتاة المسلمة - أنك جوهرة ثمينة مُصانة محفوظة، لا تمتدُّ إليكِ يد إلا يدُ مَن ملكَك، ولا يُفكِّر فيكِ إلا مَن يُقدِّر قيمتك، فإذا برزت وأُهملتِ، فكَّر فيك العابثون، وامتدَّت إليك أيدي اللصوص، وتداولتْك أيدي الفاسقين، وسقطتِّ من أعين الناس، كما أنك زهرة في وسط بستان محاطٍ بسور تُحيط بك الأشجار، لا يهبُّ عليك من الرياح إلا النسيم، ولا يصل إليك من الشمس إلا ما تَنتفعِين به، فإذا أُخرجت من هذا البستان، امتدَّت إليك الأيدي الفاجِرة، وعصفتْ بكِ الرياح، وأحرقتْك الشمس بحرارتها، وذبلتِ بين الناظِرين، فلا يُلتفَت إليك، فحافظي على قيمتك، واحتفظي بعزتك وكرامتك؛ فإن ذلك مما اختار الله لك، والزَمي بيتك ولا تخرجي إلا لما لا بدَّ لك منه، وإذا خرجْتِ فاخرجي متستِّرةً محتشمةً، واحذري من التبرُّج والسفور؛ قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33].





واحذري - أيتها الفتاة المسلمة - من دعاة السفور وخلْع الفضيلة؛ فإنهم لا يُريدون لك الخير، وإنما يُريدون إشباع رغباتهم الحيوانية، ولو كان على حساب تقويض فضيلتك، وخُسرانك لمجْدك.





ويا حُماة المجد ورجال الإسلام، لا تُهمِلوا دم الوجوه فيُراق، ولا تَغفلوا عن رعيتكم فتُفترَس، فقد أحاطت بها الكلاب، وصوبت لها النظرات الشرسة، والسِّهام المسمومة، وتحرَّكت لها الأيدي الخائنة، وأنتم في غفلة مما أريد بكم ومحارمكم.







إنَّ الرجالَ الناظِرين إلى النِّسا

مثلُ الكلابِ تطوفُ باللُّحمانِ




إنْ لم تَصُنْ تلك الأسودُ لُحومَها

أُكِلتْ بلا عِوَضٍ ولا أثمانِ









فأين الغيرة يا مَن ضيَّع محارمه؟ أين غيرة الآباء والأجداد وأسلافكم الصالحين؟ فالحيوانات تغار على إناثها، فأين العقول يا أصحاب العقول؟






إن تقليد الغرب وأعداء الإسلام في إخراج المرأة إلى ميدان الرجال - عارٌ على المسلمين، وهدْم لكيان الأمة المسلمة، ويكفي شاهدًا ما تُعانيه أوروبا وبلاد الكفر والإلحاد مِن تمزُّق الأُسَر، وضَياع الأنساب، وتمرُّد الأولاد مِن ذكورٍ وإناث على الآباء، وما وصلتْ إليه تلك البلاد مِن انحطاط في الأخلاق، وغرقٍ في الرذيلة، حتى أصبحتْ حياتهم حياة بهائم لا تَشعُر بلذة ولا سرور، فهي كالأنعام تَخرُج للمرعى وتعود للمَبيت، إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلُّ، أو كالآلات الحديدية تَحرِق نفسَها بنفسها، يعلوها الدخان والغبار، وتغطِّيها الزيوت والأوساخ، ومَن يَشعُر بشيء في هذه الحياة، فحياته معقَّدة، وكم يلجأ الكثير إلى الانتحار.





فما قيمة هذه الحياة التي فُقدتْ فيها الغيرة على المرأة وأصبحت كسقَط المتاع؛ مُبتذلةً، ومعرَّضةً للسباع والأفاعي، مع ما تُعانيه من كدٍّ ونكد في أعمال الرجال؟ أفلا ترى المرأة العاقلة أن إكرامها في الحفاظ على كرامتها، وإبعادها عن المؤثِّرات، وإبقائها على ما خُلقتْ له؟ مَلِكة بيت، وربَّة أسرة، ومربِّية أجيال، وهل يرى الرجل أنه أنصف المرأة حين طالبها بالقيام بعمله؟ أم أنه ظلمها وخدَعها بالألفاظ المعسولة، لا لشيء إلا مِن أجْل أن يتمتَّع برؤيتها وحديثه، وليخلو الذئب بفريسته دون مراقب ولا مُستنكِر؟





فهل تعي المرأة ما أُريدَ بها؟ وهل يَنتبه الرجل المفرِّط إلى ما يُحاك لنسائه؟ أرجو أن يكون ذلك؛ حتى نحافظ على عزتنا وكرامتنا بالحفاظ على محارمنا، وحتى لا تقع نساؤنا المخدوعات فريسةً للسباع المتوحِّشة، واللصوص الخَوَنة، فهل يعي الجميع ما أريد بهم؟!





أرجو الله أن يفتح على الجميع، وأن يتداركوا الأمر، ويُعالجوا المرض قبل استفحاله؛ حتى لا يَصعُب الدواء، وتَعظُم التكاليف، فالأمر جدُّ خطير، ولا بد من العلاج وإن طال الزمن؛ فلنبدأ من أول الطريق في إصلاح ما فسَد، والحفاظ على ما سَلِم.





نرجو الله أن يُصلح ضالَّ المسلمين، وأن يوفِّق ويُعين المُصلحين، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.86 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]