|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() دعوة أهل الكتاب (المحصول الجامع لشروح ثلاثة الأصول) د. فهد بن بادي المرشدي قال المصنف رحمه الله: (وقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64]. الشرح الإجمالي: (و) مما يفسر شهادة: "أن لا إله إلا الله"، أيضًا: (قوله:﴿ قُلْ ﴾) يا أيها الرسول: (﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ ﴾)، وهم اليهود والنصارى، أهل التوراة وأهل الإنجيل، (﴿ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍبَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ﴾)؛ أي: أقْبِلوا وهلمُّوا إلى كلمة واحدة لا غير، استوى فيها أهل الإسلام مع أهل الكتاب، لا يختلف فيها رسول ولا كتاب، وهي التي يدعو الرسل أقوامهم إليها، وهذه الكلمة هي: (﴿ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ ﴾)، أي: لا نوحد نحن وأنتم بالعبادة إلا الله وحده، (﴿ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا ﴾)، لا وثنًا ولا صنمًا ولا صليبًا، ولا غيرها، وهذا لبيان أن العبادة لا تتم إلا بالتخلي عن الشرك، (﴿ وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾)؛ أي: لا يتخذ بعضنا البعض الآخر ربًّا مطاعًا من دون الله، فيفرض طاعته على غيره، وهذا تأكيد لإفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة، ومنها الطاعة، فمن لوازم تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، أن يكون العبد مطيعًا لله جل وعلا، وألا يتخذ الناسُ بعضَهم بعضًا أربابًا من دون الله، باتباعهم في تحريم الحلال أو تحليل الحرام، فمن اتبع أحدًا، وأطاعه في تحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرَّم الله، فإنه قد اتخذه ربًّا من دون الله، (﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا ﴾)، ولم يقبلوا الاجتماع على كلمة التوحيد، (﴿ فَقُولُوا ﴾) أنتم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم لهم: (﴿ اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾) مخلصون لله بالتوحيد [1]. الشرح التفصيلي: ذكر المصنف دليلًا آخر يُفسر شهادة التوحيد، ووجه الاستدلال من الآية: أن هذه الآية تضمنت تفسير معنى: (لا إله إلا الله)، فقوله تعالى: (ألا نعبد) هذا النفي في كلمة: لا إله، وقوله تعالى: (إلا الله) هذا الإثبات، وهذا هو التفسير لكلمة التوحيد، وقد جاء في الآية تأكيد معناها في قوله تعالى: (﴿ وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾؛ أي: آلهة من دون الله، وكان تفسير الربوبية هنا بالإلهية؛ لأنهم لم يدَّعوا في الخلق أنه رب، بمعنى: أنه يخلق ويرزق استقلالًا، ويحيي ويميت استقلالًا، وفي آخر الآية تقرير بأن من ترك ما دل عليه أولها، فإنه ليس بمسلم؛ لأنه قال: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾؛ أي: فإذا لم تذعنوا لهذه الكلمة التي بيننا وبينكم، وهي: (ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا)، فأنتم لستم من أهل الإسلام[2]، وهذه الآية بينت الشهادة التي لا يستقيم لها ساق ولا يثبت لها عود، ولا تقرُّ في قلب إلا بهذين الركنين العظيمين، وهما إثبات العبادة لله عز وجل، ونفيها عن غيره كائنًا من كان[3]، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكاتب بهذه الآية إلى ملوك أهل الكتاب، وكان يقرأ بها في الركعة الثانية من سنة الفجر؛ لاشتمالها على الدعوة إلى دين واحد، فقد اتفق عليها الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام، وحوت توحيد الإلهية الذي هو عبادة الله وحده، وأن يُعْتَقدُ أن البشر وجميع الخلق لا يستحق أحد منهم شيئًا من خصائص الربوبية، ولا من نعوت الإلهية، فإن انقاد أهل الكتاب وغيرهم إلى هذا فقد اهتدوا، وإلا فهم في ضلالهم يعمهون [4]. وجمع المصنف هنا دليلين على خلاف عادته؛ لأن كل دليل يبين ويوضح أمرًا غير الذي بيَّنه الآخر، وذلك أن شهادة أن لا إله إلا الله تقتضي بغض أعداء الله وعداوتهم ومفاصلتهم مفاصلة تامة، كما قررته آية الزخرف في الدليل الأول، وفي الدليل الثاني بيانٌ لقضية يغفل عنها كثير من الناس، وهي أن المفاصلة لا تمنع من دعوتهم إلى الإسلام، ودخولهم فيه [5]. [1] ينظر: المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير، بإشراف: صفي الرحمن المباركفوري (177)، ومختصر تفسير البغوي "المسمى معالم التنزيل" (1 /125)، وحاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (53)، وتيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، د. عبدالمحسن القاسم (133). [2] ينظر: شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (143). [3] شرح الأصول الثلاثة، د. خالد المصلح (46). [4] ينظر: المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير (177)؛ وتيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، د. عبدالمحسن القاسم (134). [5] تنبيه العقول إلى كنوز ثلاثة الأصول، د. عبدالرحمن الشمسان (2 /614).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |