|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() معقد نفسيًّا! أسامة طبش ينعتونني بالمعقَّد النفسي، ربما أنا هكذا، وربما ترسخت لدي الفكرة، ذنبي الوحيد أني أعاني من خلل في النطق، حاولت إصلاحه بشتى الطرق لكن دون جدوى، فرضِيتُ بقضاء ربي وقِسمتِه لي. عائقي الصوتي تفاقم ليصبح عقدة نفسية، كل ذلك كان رغمًا عني، تلك النظرات، تلك الهمسات، تلك البسمات السمجة، ترمقني بمجرد ما تبدأ شَفَتي بنبس كلمة، كلمة أنفِّس بها عمَّا يختلجني، أُقتَل في اليوم مائة مرة، أقاسي خناجرَ تمزق أحشائي، عند كل موقف من تلك المواقف التي تعرض لي. درست في الجامعة، ما زلتُ أتذكر ذلك الدكتور جيدًا، عفوًا، لا يستحق لقبه هذا، أتذكر كيف كان يَعمِد إلى إحراجي أمام زملائي، كان يُجبرني على إلقاء مواضيعَ مطوَّلة رغمًا عني، لا أنكر حقه في اختباري! لكن ألم يكن في إمكانه الرأفة قليلاً بحالي؟ لم يأبَهْ بي، مضى يروِّح عن نفسه المريضة، ويخلق جوًّا من البهجة في القاعة على حساب كرامتي. والدي الكريم، رجل متقدم في السن، ذو لحية كثة بيضاء، هادئ الطِّباع، وقُور في سَمته، لما توفَّت والدتي، بقيت أنا وهو يجمعنا بيتنا الصغير، كان سندًا عظيمًا لي، يشجعني دومًا على أن أتجاوز عقدتي، لطالما ردد على مسامعي: لا تأبَهْ لهم، شخصيتك القوية هي من تفرض وجودك، تسلَّح بالإيمان..، لقد كان نعم الأب ونعم المربي، قد أدى دوره ورسالته كما ينبغي. فُصِلت مِن وظيفتي لتكرُّر غيابي، لم أعد قادرًا حتى على الخروج إلى الشارع ومواجهة الناس، فكل موقف من المواقف تلك يلازم مخيلتي، يلاحقني أنَّى ذهبت، حتى في منامي، عندما أستيقظ من النوم ترتعد فرائصي، وكأنني مقبل على جولة من جولات معارك حياتي، لم أعد أقوى على تحمُّل ثقل كل أعبائي. لا أعلم ما يحمله المستقبل لي، أحيانًا تراودني تساؤلات شتى: هل سأتدبر شؤوني وحدي؟ هل بإمكاني تكوين عائلة؟ هل سأفلح في حياتي؟! أفكر ثم أفكر، ثم أعاود التفكير، أجتر سلسلة أفكار لا تنتهي، رغم حبي للحياة وتَوْقِي لأن أحياها، فإنهم يبخسونني حقي، سوء خُلقهم يعذب نفسيتي. بعد كل هذا، لا أعلم هل أنا المعقد نفسيًّا أم هم؟ أنا على يقين بأني أحسَن منهم بكثير، لم أتخذ آلام البؤساء قصة يلوكها القاصي والداني، لم أقتَتْ يومًا على مصاب غيري، ففي النهاية أنا بشر، ولن أسمح لنفسي أن أنتهك حرمة غيري. كم هي المرارة التي تعتصرني! وكم هو الكمد الذي يؤلمني! إنها ذئاب بشرية لا ترحم الأنفس البريئة، دون أية رحمة أو شفقة تمضي لتشبع شهوة ألسنتها السليطة، هي السهام المسمومة تلك، إذا انهالت عليك لا مناصَ لك من أن تتحمل قسوتها وعذابها، على أصحابها أن يُفيقوا من حالهم هذا، فهم يكسرون قلوبًا يصعب جبرُها.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |