الكواكب النيرات في بيان قول السلف والخلف في الأسماء والصفات

[ابوالوليد المسلم]

الكواكب النيرات في بيان قول السلف والخلف في الأسماء والصفات
عبدالله بن عبده نعمان العواضي



الكواكب النِّيرات في بيان قول السلف والخلف

في الأسماء والصفات

نظم

عبد الله بن عبده العواضي





















مقدمة

1- الحمدُ للهِ عظيمِ المِنَّهْ
مَنْ دلَّنا على صراط السُنَّهْ

2- ثم الصلاة والسلام أبدا
على رسول العالمين أحمدا

3- وبعدُ فاعلمْ أيها الكريمُ
أن الوصول للهدى عظيمُ

4- والاعتقادُ حينما يكونُ
على الصواب نعمةٌ تَبِينُ

5- فهذه منظومةٌ نظمتها
عن سلَفٍ وخلف كتبتُها

6- في القول في الأسماء والصفاتِ
فاتبعْ هُديتَ منهجَ الهداة

7- وأسأل اللهَ سداداً وهدى
وأن يكون ما أقول مرشِدا

8- إلى الصواب في اعتقاد الحقِّ
وأخذِ ما فيه بكلِّ صدق

التعريف بالسلف والخلف عند علماء الاعتقاد[1]

التعريف بالسلف

9- والسلفُ الصحابة الكرامُ
والتابعون لهمُ العظامُ

10- وتابعوهمْ والهداةُ العُلما
العادلون الناهجون الفُهما

11- دون الذين قد رُمُوا بالبدعةِ
وباينوا منهجَ هذي الشرعة

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

نشأة المذهب السلفي

12- ولم يكن بدعاً من الأقوالِ
نسبتُنا لسالفِ الرجالِ

13- لكنها للفرقِ والتخليصِ
عمّن يضل مسلكَ النصوصِ

14- فحينما اختلفتِ الأمَّهْ
فالنسبةُ الفضلى غدتْ مهمَّهْ

التعريف بالخلف

15- ومن أتى بعد القرون الفاضلهْ
وسلكوا سبْلَ الغواة المائلهْ

16- وأولِعوا بالدرن اليوناني
وعدلوا عن مشرع القرآنِ

17- همُ الذين عُرِفوا بالخلفِ
ورجعوا حقاً بذمِّ السلفِ

نشأة مذهب الخلف

18- وقد نشاْ من فعل بعض العُقلا
الناظرين في علوم الجهلا

19- فأُشرِبوها في النفوس دون وعيْ
لمَّا سعوا للأخذ منها شرَّ سعيْ

20- وصار مذهباً لمن قد ذهبا
وفتنةً لفهم عقل ذهبا

المميزات الكبرى لمذهب السلف

21- وميزةٌ للسلف الكرامِ
تقدُّمُ الشرع على الأفهامِ

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

22- والرفضُ للتأويل ثم الاعتمادْ
على النصوص في أمور الاعتقادْ

المظاهر الكبرى لمذهب الخلف

23- ويُعرف الأخلافُ بالتأويلِ
وردِّ نصٍّ بهوى العقولِ

24- لأنهم قد أَفرطوا في العقلِ
وفرَّطوا -يا ويلهم- في النقلِ

25- ورفضوا فيه صفاتِ الفعلِ
سبحانه عن وصف أهل الجهلِ

العرض الإجمالي لمذهب السلف في الأسماء والصفات

26- وسلفُ الأمة حقاً وصفوا
إلهنا – جلَّ – بما يتصفُ

27- فأثبتوا ما أثبت المولى وما
أثبته الرسولُ عن رب السما

28- وقد نفوا ما نفيا فسلِموا
من الردى ومن رضاه غنموا

29- من غير تكييف ولا تمثيلِ
ودونَ تحريف ولا تعطيلِ

30- ليس كمثله إلهاً في الصفاتْ
شيءٌ ولا في فعله أو مثل ذاتْ

31- وقد بنوا هذا على أصولِ
تصديقهمْ ثم انتفا التمثيلِ

32- وفوّضوا كيفيةَ الصفاتِ
مِن دون معنى كان في اللغاتِ

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

الكواكب النيرات في بيان قول السلف والخلف في الأسماء والصفات
عبدالله بن عبده نعمان العواضي





أقوال الخلف وفرقهم في باب الأسماء والصفات

أولاً: الجهمية

33- وقد غدا للخلف افتراقُ
في هذه الأبواب وانشقاقُ

34- مِن هؤلاء فرقةُ الجهميهْ
لجهمهمْ قد ثابتِ النسبيهْ

35- عنه فعن جعدٍ فعن أبانِ
ثم لطالوتَ أخ البهتانِ

36- عن خاله ابن الأعصم اليهودي
الساحرِ الأفَّاك ذي الجحودِ

37- فوصلتنا بدعةُ التجهمِ
بسندٍ من الغواة مظلمِ

38- مِن كتبِ الرومان واليونانِ
في سنة التعريب للطغيانِ

39- وافترقوا في فهم هذا البابِ
إلى غلاةٍ ذاهبي الألبابِ

40- إذ وصفوه بالسلوبِ والعدمْ
فجمعوا بين النقيضين وثُمْ

41- طوائفٌ عُدوا من الفلاسفهْ
جاؤا بفهمٍ شابَهُ مسُّ السَّفهْ

42- فربُّنا قالوا الوجودُ المطلقُ
وشرطوا الإطلاقَ حين أطلقوا

43- وزعموا أن صفاتِه سوا
من غير فرقٍ كان هذا بالهوى

44- والجهمُ في ذا الباب ذو أصولِ
عقيدةٌ قامت على المعقول

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

45- منها كلامُ الله مخلوقٌ ولا
أسماْ وأوصافاً لربٍّ قد علا

46- وعلمُه لا في محلٍّ حادثُ
سبحانه عما يقول العابثُ

47- لا يعلم الأشياءَ إلا بعد ما
خَلَقَها وقولُهمْ ما أعظما!!

48- وذكروا بأنه المميتُ
الخالقُ المحيى وإن عُنِيتُ

49- بجمعها فموجدٌ وفاعلُ
وقادرٌ وجارَ هذا القائلُ

ثانياً: المعتزلة

50- ومنهمُ طائفةُ المعتزلهْ
عن السبيل أصبحت منفصلهْ

51- إبنُ عبيدٍ وأبو الهذيلِ
وواصلٌ أرؤسُ هذا الميلِ

52- لهم أصولٌ خمسة مؤصَّلَهْ
العدلُ و التوحيدُ ثم المنزلهْ

53- الأمرُ والنهيُّ وإنفاذُ الوعيدْ
أأدبٌ هذا مع الله الحميد؟!

54- واعتقدوا نفيَ الصفات جملهْ
وأثبتوا الأحكامَ مستقلَّه

55- وأرجعوا هذي الصفاتِ بالهوى
إلى العليمِ والقدير لا سِوى

56- وأثبتوا الأسماءَ أعلاماً بلا
معنىً كماليٍّ أضلوا الجُهلا

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

57- واتفقوا على الكلام أنهُ
مخلوقُهُ ومحدثٌ وكونُهُ

58- حرفاً وصوتاً في محل كُتِبا
حكايةً في مصحف وذهبا

59- بصريُّهم أن له إرادهْ
حادثةً وإن تُرد زيادهْ

60- قالوا بأنه قديمٌ والقِدَمْ
أخصُّ وصفِ ذاته ويُختَتمْ

61- بنفيهم دوامَ هذي الأسما
مع الصفاتِ مدحوه ذمَّا

62- واتخذوا للنفي في الصفاتِ
طريقتين يا أخَ الهداةِ

63- قالوا سميع دون سمع وعليمْ
بذاته أمر يُحيِّر الحليم!

64- وافترقت بذلك المعتزلهْ
طائفتينِ أُرسلا في مجهلهْ!

65- فنفتِ الأولى الصفاتِ وترى
إثباتَ الاسما ثم الاخرى قد جرى

66- ذاك لديها باعتبار اللازمِ
كمثل معلومٍ من اسم العالِمِ

67- وفي أمور يلتقي التجهمُ
بالاعتزال، رحمٌ بينهمُ

68- نفيُ الصفات مطلقاً بينهما
والقولُ أن الذِّكر مخلوقٌ كما

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

69- تُخالفُ الجهميةَ الأولى على
نفيٍ لأسماءٍ فاثبتتْ بلا

70- تردّدٍ لِعَلَميه لها
لذاته دلَّتْ فجانبْ مَن لهى

71- ووافقت ثانيهما التجهما
في نفي الاسماْ ثم كلٌّ منهما

72- على التسمي اتفقوا برازقِ
محيٍٍ مميتٍ – ذكروا- وخالقِ

73- واختلفوا فيما عداها، واقصدِ
إلى طريق السلفِ المسدد

ثالثاً: الأشعرية

74- ثم أتتْ من بعدُ الاشعريهْ
بينهما فزادتِ البليهْ

75- نسبتُهم للأشعريْ أبي الحسنْ
من نسل عبد اللهِ سيد اليَمنْ

76- أطوارُه ثلاثةٌ فالأولُ
منه اعتزالٌ طال فيه المنزلُ

77- ثم استقلَّ وتبنى مذهبَه
بعد اعتزالٍ ملَّه وعيَّبه

78- ثم تولَّى لاعتناقِ مذهبِ
أهلِ الحديث الناصع المحَبَّبِ

79- وانقسموا من بعده فمنهمُ
طلاّبُه ففي الصفات التزموا

80- الخبريةَ التي نصاً أتتْ
في الذكر أو في سنةٍ قد ثبتتْ

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

81- وانقسمت أربعةً سلبيهْ
صفاتُه وبعدها نفسيهْ

82- ثم صفات معنوية وزِدْ
صفاتِ معنى، فاحذرنّ وابتعدْ

83- وهذه البدعةُ في أصولِ
فاسلكْ -هديت- منهجَ الرسول

84- فأثبتوا من الصفات سبعا
وأثبتوا الأسماءَ فيه جمعا

85- وأثبتوا من الصفات الأسما
كعالمٍ من علمه يُسمّى

86- والفعل عندهم هو المفعولُ
والخلقُ مخلوق، ولم يقولوا

87- بفعله تعالى الاختياري
كالاستواءِ ونزولِ الباري

88- وأثبتوا مقتضيات الوصفِ
وواحدٌ كلامُه واستوفِ

89- القولَ في معتقد الأشاعرهْ
بأوجه الوفاقِ والمصاهره

90- بين الثلاث الفرق البدعيهْ
فاتفقوا من دون الاشعريه

91- في ردهم خبْرية الصفاتِ
جميعها، وجملةُ النفاةِ

92- ردوا حصولَ فعلِ الاختيارِ
وزعموا القرآنَ ذا الأسرارِ

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

93- مخلوقَه، وأن وصفَ الخلْقِ
للهِ مخلوقٌ بغيرِ حق

94- فلا تعدَّ في الغريب ما ائتلفْ
بين الثلاث فالعجيبُ ما اختلف!

95- فجَدَّةُ السوءِ هنا الجهميهْ
وذاتُ عَزلٍ بنتها الحفيهْ

96- قد ولدت حفيدةَ لأُمِّها
تشرَّبتْ من دائها وذمها

رابعاً: المفوضة

97- رابعُها من خمسها المفوِّضهْ
أصولُها لفكرها مُقوِّضهْ

98- وردها كيفيةً ومعنى
للهِ بالتفويض صاحِ يُعنى

99- والقول بالتفويض في الكيفيهْ
عقيدةٌ سنيةٌ مرضيهْ

100- والقولُ بالتفويض في معاني
صفاتِه حادثةُ الأوانِ

101- وأهلُ هذا المذهبِ المنحرفِ
قد أثبتوا اللفظَ وإن لم يُعرفِ

102- معنى له وفوضوا للهِ
دون سواه من أُهيل الجاهِ

103- وانقسموا قسمينِ قسمٌ قالوا
ليس لها معنى به يُقالُ

104- والآخرون أثبتوا، وأثبتوا
جهلَ الأنام بمعانٍ تنعتُ

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

105- واعتقدوا الإيمانَ بالمباني
إسماً ووصفاً أثراً، والثاني

106- وجوبُ تفويضٍ لما عداهُ
معنى له أو انتفى معناهُ

107- وبالمعاني يجهلُ الخلائقُ
لصرفهمْ أو ما أبانَ الخالقُ

108- والقصدُ من إخفاءِ هذا الأمرِ
الابتلاءُ بقبول الأمرِ[2]

خامساً: المشبهة

109- خامسها من عدٍّها المشبههْ
عنها تجيْ حقائقٌ منبٍّههْ

110- وعرَّفوا التشبيهَ باستواءِ
العبدِ والمعبود ذي العلياء

111- فيستوي الخالقُ بالمخلوق
فيما يخص خِلْقةَ المرزوقِ

112- ويستوي المخلوقُ ذو الخبالِ
بالخالق القيومِ ذي الجلال!

113- وانقسم التشبيهُ فالمذمومُ
هو الذي بما مضى مفهومُ

114- والآخرُ الذي به الشرعُ وردْ
كالاتفاقِ في عموم لا يُردْ

115- والبحثُ والذمُّ لذاك الأولِ
فلا تكنْ عن فهمِ ذا بمعزلِ

116- وأولُ الظهورِ عند الرافضهْ
وأصلُه عن اليهودِ الناقضهْ

يتبع