أثر الحرب على ثقافة العراق وتراثه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 3106 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          4 أنواع سناكس خفيفة وصحية لأطفالك فى النادى.. بلاش فاست فود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          طريقة عمل طاجن البطاطس بالجزر وصدور الدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-05-2021, 01:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي أثر الحرب على ثقافة العراق وتراثه

أثر الحرب على ثقافة العراق وتراثه


سارة عبدالله








لا ينكر مثقَّف أو أديب دورَ العراق - وبالتَّحديد بغداد - عبر عصور التَّاريخ، وكيف غذَّت كل أنواع العلوم والفنون، ومنها فنون الثقافة المختلفة، ورفدتْها بكلِّ أنواع ومسمَّيات الثَّقافة، بل وجمعتْ بغداد فنون الثَّقافة كلّها عبر قرون مرَّ بها التَّاريخ، وصار اسْم بغداد مقترنًا بأنْواع العلوم والفنون والثَّقافة، وانطلقتْ من بغْداد إلى مختلف الدُّول والأصْقاع بمختلف أنْواعها وتعدّد لهجاتها، فالعراقي يعشَق العلم والثَّقافة، ويجِد في ذلك جذورًا متأصِّلة عمقها آلاف السِّنين كتبتْ حضارة ألقت بِلَمساتِها الرَّائعة على ثقافات الشّعوب.

ولكن تعاقُب الحروب والأزمات الَّتي عصفتْ بالواقع العراقي كبلت الثقافة والمثقَّف العراقي بثقافة الحرْب وما بعد الحرب، وزادتْ من معاناة المثقَّف العراقي الَّذي صار لا يستطيعُ أن يبرز للعالم ثقافتَه وفنونه بأشكالِها ومشاربها المختلفة؛ لأنَّه لا يجد مَن يدعمُه أو ينشر له، أو حتَّى يهيِّئ الجوَّ المناسب له لينطلق الإبداع، فصار الكثير من مفكِّري العراق وأدبائه ومفكِّريه أسيرَ الواقع المأساوي، لا يجد منه مخرجًا لكي ينفِّس فيه عن إبداعاته وطاقاته، وبعد أن كانت بغداد سراجَ الثقافة ومنطلق المهرجانات الشعريَّة والأدبيَّة، لا نجد اليوم أيَّ شيء من هذا في العراق، فالحرْب والاقتِتال الطَّائفي وعمليَّات القتْل والتَّهجير صارت هي ملامح يوميَّة في كتابات الشَّاعر، وقصص القاصّ والأديب، وسيناريو الفيلم والمسلسل؛ لأنَّ الأجواء المشحونة في العراق انعكستْ بِهذا الشَّكل على كلِّ مرافق الحياة في العراق.

وقديمًا كان أهلنا وأجدادُنا يقولون لنا مقولةً مشهورة جدًّا في المجتمع العراقي، هي أنَّ (مصر تؤلّف، ولبنان تطبع، والعراق يقرأ)؛ أي: إنَّ العراق هو بلد كثير القراءة والمتابعة لكل علم وجديد من فنون الثقافة، لكنَّا اليوم نجد قلَّة المتابعة للثَّقافة في العراق، فالحرب وما بعد الحرب لا زال يفتك بالمجتمع العراقي ومنه المثقَّف العراقي، وبعد أن كان العراقيّ يأخذ أسرتَه معتزًّا بِحضارتِه في متاحف بغداد والرّحلات المدرسيَّة وتنظيم زيارة إلى المتاحِف والمعارض والمهرجانات الثَّقافيَّة، وكانت الكثيرُ من الرحلات تنظَّم إلى الأماكن الأثريَّة والثَّقافيَّة في العراق، كسامرَّاء وملوية سامراء، والزقورة وقوس النَّصر في بابل، وآثار بابل، والمدرسة المستنْصريَّة وأسد بابل، وطاق كسرة، وبانوراما القادسيَّة التي تجسّد الفتح الإسلامي للعراق والانتِصار على المجوسيَّة في العراق، كلّ ذلك وغيره صار اليوم مستحيلاً، وصار النشء العراقي الجديد يَجهل ذلك؛ بل ولا يعرفه للأسف الشَّديد, فمراكز الفنون والثَّقافة أشبه بالمغلقة، والآثار الكثير منها نُهِب من قبل الاحتِلال أو عصابات مغرضة، والمتاحف بعضُها سُرِقت وأُخرى أُحرِقت، ودُور النَّشر توقَّف الكثير منها لأنَّها لا تجِد مَن يشتري ما تطبعه.

أمَّا الأديب والمثقَّف العراقي فقد شدَّ رحاله إلى بلدان الجوار أو لدول أوربَّا المختلفة، وصار البحْث عن وسيلةٍ للعَيش الكريم هي الهدف لكثيرٍ من هؤلاء، فأثَّر ذلك تأثيرًا كبيرًا على إبْداع المثقَّف والمفكِّر العراقي، وإذا ما أراد أن يكتُب أو يبدع، فلن يَخلو إبداعه من الكتابة في الحَنين إلى الوطن، والأسى لِما حلَّ ببلده العراق، وصارت القصيدة والرِّواية والقصَّة كلّها من أدبيَّات الحرب وما بعد الحرب، هذا الأمر يشكِّل انعكاسًا كبيرًا على الثَّقافة في العراق، وإنَّها حقًّا تشكّل أزمة إنسانيَّة كبيرة ومأساة لملايِين العراقيِّين، قد تغيّر مفردات الثَّقافة العراقيَّة وتؤدِّي إلى تصدُّع أنْماط الثَّقافة وتقاليدها السَّائدة، خصوصًا عند الأطفال من حيث إنَّهم أكثر تأثرًا، وبذلك تتلاشى عند جيل الأطْفال إبداعات الثَّقافة المختلِفة، حيثُ حلَّت محلَّها مصطلحات وأفكار جديدة هي انعِكاسات لِمجتمع عصفت به الحروب.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.76 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]