|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() معاني أسماء الله: الحسيب، الكافي، المحيط، الطيب، النور سعد محسن الشمري قال الله تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]، وقال تعالى:﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾ [الأنعام: 62]، وقال تعالى:﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ [الأحزاب: 39]، وقال تعالى:﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 86]. والله سبحانه الحاسب الحسيب الحفيظ، ويأتي بمعنى المحاسب الذي يُجازي عباده بالخير والشر حسب حكمته وعلمه بدقيق أعمالهم وجليلها[1]. وهو الحاسب سبحانه الذي أحصى كل شيء، ولا يفوته شيء، قد أحاط بكل شيء علمًا. والعبد إذا آمن بهذا الاسم فإنه يورث في قلبه تعظيم الرب ومراقبته تعالى في أفعاله وأقواله وأن يحاسب نفسه قبل أن يُحاسَب. قال تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]، فهذه الآية أصل في المحاسبة. الله سبحانه المحيط: قال الله تعالى: ﴿ هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [آل عمران: 163]، وقال تعالى:﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 126]. الله سبحانه المحيط بكل شيء علمًا وقوةً وقدرةً ورحمةً وحكمًا، لا يقدر أحد أن يفرَّ من الله، ولا يخرج شيء عن ملكه، ولا عن إرادته، ولا عن مشيئته؛ ولهذا أعجز العباد من الجن والإنس؛ قال تعالى:﴿ يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾ [الرحمن: 33]، فكل من في السماوات والأرض تحت أمره وملكه، وتحت قدرته وسلطانه، قد أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كلَّ شيءٍ عددًا، صغُر هذا المخلوق أو كبُر. ولا يخفى عليك ما يورثه من الإيمان بهذا الاسم الكريم في قلب العبد من الرغبة والرهبة، والخوف والرجاء والتعظيم للربِّ سبحانه. الله سبحانه الطَّيِّب: هذا الاسم الكريم جاء في السنة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: ﴿ يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، وقالَ: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172]"[2]. والله سبحانه "الطيب": المنزَّهُ عن النقائص والعيوب، ولا يقبل إلا الطيب من الأقوال والأعمال، ولا يتقرب إليه إلا بصالح الأعمال، وهي من الطيبات، ولا يقبل من الصَّدَقات إلا ما هو حلال طيب، قال عليه الصلاة والسلام: "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"[3]. قال الله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾ [فاطر: 10]. ويحب الطيِّبين من عباده المؤمنين، ويحب الكلام الطيِّب، وهدى عبادَه في الجنة إلى طيِّب الأعمال، قال تعالى:﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾ [الحج: 24]. ومن آثار طيبه سبحانه أن وعد بالعمل الصالح مع الإيمان الحياة الطيبة، قال تعالى:﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. الله سبحانه النور: قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [النور: 35]. ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ"[4]. وقال عليه الصلاة والسلام: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ"[5]. الله سبحانه هو النور، ذاته النور، وصفته النور، وحجابه النور، وشرعه نور، وأمره نور، وهو الذي يمنح من شاء من عباده من نور الإيمان والمعرفة ونور المحبة والخشية؛ ولهذا كان من عظيم دعائه عليه الصلاة والسلام: "اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَعَظِّمْ لِي نُورًا"[6]، ونور الله لا يماثله نور، وكلُّ نورٍ فهو من آثار نوره سبحانه. ومن آمن بالله واتَّبَع الرسول فقد خرج من الظلمات إلى النور بإذن الله تعالى، ومن حافظ على الصلوات واستقام عليها وخرج إلى المساجد التي هي مواقع النور فقد أفاض الله عليه النور، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والصلاة نور"[7]. ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40]. [1] من كلام السعدي رحمه الله في تفسيره: 1/ 947. [2] رواه مسلم، 703. [3] رواه مسلم، 224، والغلول: هو الأخذ من الغنائم قبل أن تغتنم. [4] رواه البخاري، 6317، ومسلم، 769. [5] رواه مسلم، 179. [6] رواه مسلم، 763. [7] رواه مسلم، 223.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |