|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() تحريم نسبة السَّهو أو النِّسْيان إلى الله تبارك وتعالى فواز بن علي بن عباس السليماني قال الله تعالى: ﴿ قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾ [طه: 52]. وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ [مريم: 64]. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرَّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئًا، ثم تلا هذه الآية: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ [مريم:64]؛ رواه البزار في «مسنده» برقم (123)، وقال: إسناده صالح؛ اهـ. ورواه الحاكم في «المستدرك» (2/ 375)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه؛ اهـ، ووافقه الذهبي:[1]. وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله فرض فرائض، فلا تضيِّعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدوها، وحرَّم أشياءَ، فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان، فلا تبحثوا عنها»؛ رواه الدارقطني في «سننه» برقم (4396) وغيرُه[2]. فصلٌ: في معنى قوله تعالى: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67]، ونظائرها من الآيات: قال الله تعالى: ﴿ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67]. قال المفسر الكبير ابن جرير الطبري في «تفسيره» (1/ 9): قال جل ثناؤه: ﴿ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ تركوا طاعة الله، فتركهم الله من ثوابه؛ اهـ. وقال الإمام البغوي في «تفسيره» (2/ 367): قوله: ﴿ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾: تركوا طاعة الله فتركهم من توفيقه وهدايته في الدنيا، ومن رحمته في الآخرة، وتركهم في عذابه؛ اهـ. وقال الإمام القرطبي في «تفسيره» (11/ 178): والنسيان الترك؛ قال الله تعالى:﴿ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾، و﴿ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾ [الحشر:19]، سواء كان مع ذهول أو لم يكن؛ لأن الله تعالى لا ينسى، وإنما معناه تركهم؛ اهـ. وقال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (4/ 152):﴿ نَسُوا اللهَ ﴾؛ أي: نسوا ذكر الله، ﴿ فَنَسِيَهُمْ ﴾؛ أي: عاملهم معاملة مَن نَسِيَهم؛ كقوله تعالى: ﴿ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ﴾ [الجاثية:34]؛ اهـ، وقال تعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا ﴾ [الأعراف: 51]. قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (3/ 381)؛ أي: يعاملهم معاملة من نسيهم؛ لأنه تعالى لا يشذ عن علمه شيء ولا ينساه؛ كما قال تعالى: ﴿ فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾ [طه: 52]، وإنما قال تعالى هذا من باب المقابلة؛ كقوله: ﴿ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67]. وقال: ﴿ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 126]. وقال تعالى: ﴿ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ﴾ [الجاثية: 34]. وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ﴿ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا ﴾: قال: نَسِيَهم الله من الخير، ولم يَنسَهم من الشر. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال: نتركهم كما تركوا لقاء يومهم هذا. وقال مجاهد: نتركهم في النار. وقال السدي: نتركهم من الرحمة كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا. وفي «الصحيح[3]»: أن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: (ألم أزوِّجك؟ ألم أُكرمك؟، ألم أسخِّر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى، فيقول: أظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول الله تعالى: فاليوم أنساك كما نسيتني)؛ اهـ. قلت: فعُلِمَ أن النسيان في حق الله تبارك وتعالى، يُراد به الترك اتفاقًا، لا الذهول، والله أعلم وأحكم وهو اللطيف الخبير. ================================== [1] حسنٌ: راجع: «مجمع الزوائد» (1/ 171)، و«الصحيحة» برقم (2256). [2] قال الإمام النووي: في «الأربعين النووية» ـ عقب ذكره له برقم (30)ـ: حديث حسن؛ اهـ، وقال الحافظ ابن رجب: في «جامع العلوم والحكم» (2/ 150): هذا الحديث من رواية مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني، وله علتان: إحداهما: أن مكحولًا لم يصح له السماع من أبي ثعلبة، قاله: أبو مسهر الدمشقي، وأبو نعيم الحافظ، وغيرهما. والثانية: أنه اختُلف في رفعه ووقفه على أبي ثعلبة، ورواه بعضهم عن مكحول من قوله، لكن قال الدارقطني: الأشبه بالصواب المرفوع، قال: وهو أشهر، ثم قال ابن رجب: وقد حسَّن الشيخ: ـ أي: النووي ـ هذا الحديث، وكذلك حسنه قبله الحافظ أبو بكر بن السمعاني في «أماليه»؛ اهـ. قلت: وقد رُوِيَ الحديث عن جمعٍ من الصحابة رضي الله عنهم ذكر الحافظ ابن رجب في جامعه بعضًا منهم، وحكم على أسانيدها، كما استفادها منه: الدكتور/ سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد، في «تحقيقه لتفسير سعيد بن منصور المذكور في سننه» (2/ 328)، فذكرها وزاد عليها، مع بيان حالها، ولولا طلب الاختصار؛ لسقتها، والله المستعان، وهو أعلم. وقال العلامة الألباني في «تحقيق الإيمان» لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص44): حديث حسن بشاهده؛ اهـ. [3] «صحيح مسلم» برقم (2968)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() موضوع قيم جزاك الله خير وبارك الله فيك دمتم بخير
__________________
__________________ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |