|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم اللَّه الرحمن الرحيم لماذا التوحيد: لفضيلة الشيخ محمد عبد المجيد الشافعي الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية والمهيمن - (قال المبرد: أصله مؤيمن أبدل من الهمزة هاء كما قيل في أرقت الماء هرقت. وقال الزجاج والفارسي: وقد صرف فقيل: هيمن يهيمن هيمنة وهو مهيمن بمعنى كان أمينًا. وقال الجوهري: أصله: أأمن فهو مؤامن بهمزتين، قلبت الهمزة الثانية ياء كراهة لاجتماعهما فصار مؤيمن، ثم صيرت الأولى هاء، كما قالوا هراق الماء وأراقه، يقال منه: هيمن على الشيء يهيمن إذا كان له حافظًا فهو مهيمن) - اسم من أسماء اللَّه العلي القدير، الحكيم الخبير، المعز المذل، البصير، سبحانه، له الملك، وله الأمر كله، لا نعبد غيره، ولا نلجأ في الشدائد إلا إليه، ولا نطلب الحوائج إلا منه، لا نستعين بغيره، لأن من استعان بغير اللَّه ذل، ولا نتبع سواه؛ لأن من اتبع غير رضاه ضل .. سمى نفسه المهيمن، فجعل اسمه دالاً على صفته، وصفاته العلية لا يحصرها عدد، يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم. سمى نفسه المهيمن؛ لأنه الرقيب الحافظ لكل شيء، القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم باطلاعه واستيلائه وحفظه. لقد اختار الله - تجلت حكمته - وعظمت قدرته "المهيمن" اسمًا ليكون دليلاً على القوة والسيطرة، والعزة والمنعة، والشمول والاتساع. ذلك لأن المهيمن معناه .. الشاهد الأمين، والحافظ المصدق. وقد جاء بالمعنى الأخير في قول الشاعر العربي المسلم: إن الكتاب مهيمن لنبينا والحق يعرفه ذوو الألباب والمهيمن أيضًا من آمن غيره من الخوف والفاقة. كل هذه المعاني الكريمة، أجملها اللَّه سبحانه في "المهيمن" واتخذه لنفسه اسمًا علمًا دليلاً على القوة والسيطرة والتحكم .. لأن من معاني المهيمن المسيطر الذي يسيطر على الوجود كله بما فيه، ومن معاني المهيمن أيضًا الرابط، الذي يربط الوجود كله في وحدة متناسقة تتجه كلها إليه، وتأمر بأمره، بوصفه الخالق المبدع المصور، بوصفه الواحد القهار، الذي لا مفزع إلا إليه، ولا اعتماد إلا عليه ولا مفر من سطوته إلا برحمته، ولا مناص من معصيته إلا بطاعته؛ لأنه الملك موجد الكون، ومفيض الخير وإليه الأمر والمرجع والمنتهى سبحانه وتعالى. لم يأت هذا الاسم "المهيمن" في القرآن الكريم إلا في موضعين فقط حين ذكره اللَّه سبحانه وتعالى وصفًا لنفسه في قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر: 23] .. فاللَّه مهيمن أي رقيب على عباده حافظ لهم. وحين ذكره اللَّه صفة للقرآن الكريم في قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48] . أي وأنزلنا إليك القرآن يا محمد بالأمر الحق، مصدقًا لما بين يديه من الكتاب، أي من جنس الكتب "ومهيمنًا عليه" أي عاليًا عليها ومرتفعًا. فالقرآن مهيمن على ما سواه من الكتب السماوية، رقيب عليها فما فيها مما يوافقه فهو حق، وما خالفه علم أنه مبدل مغير. ولقد وضح الرسول (قيمة القرآن الكريم ومنزلته الرفيعة، بوصفه دستور اللَّه على الأرض حين قال: "كتاب اللَّه، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل، ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه اللَّه، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله اللَّه، وهو حبل اللَّه المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء، ولا يخلق على كثرة الترداد، ولا تنقضى عجائبه، من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم" . رواه الترمذي وغيره. وصدق اللَّه إذ يقول في محكم تنزيله: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [الحجر: 9] . لهذا كله كان القرآن مهيمنًا على ما سواه. وقد يتساءل البعض لماذا كان القرآن مهيمنًا، والهيمنة من صفات اللَّه الخالق وحده - جل شأنه - ومن أسمائه الحسنى؟ ذلك لأن القرآن إن أوجز كان كافيًا. وإن أكثر كان مذكرًا. وإن أمر كان ناصحًا. وإن نهى كان مشفقًا. وإن حكم كان عادلاً. وإن أخبر كان صادقًا. وإن بين كان شافيًا. لا يمله قارئه، ولا يمجه سامعه، يزيد على الترداد حلاوة، وعلى التكرار طلاوة، وغيره يعادي إذا أعيد، ويمل مع التكرار والترديد. لهذا كان القرآن مهيمنًا، ولهذا حفظ في الصدور من بدء نزوله إلى ما شاء اللَّه أن يكون، وإلى أن يرث الأرض ومن عليها، مصداقًا لقوله وقوله الحق: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [ص: 29] . صدق اللَّه العظيم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |