وداع وتسليم على الضيف الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بشرتي تفرز عرقا رغم وضع الكريمات والمرطبات، فما نوع بشرتي وعلاجها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          آداب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الخلطات الطبيعية للعناية بالبشرة ومدى فاعليتها وأمانها وشحوب الوجه وعدم نقاء البشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ماذا تعرف عن المسجد الحرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          Translation of the meanings of Surat MARYAM (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خلاف العلماء في حكم استعمال الإناء المموه بالذهب أو الفضة في الأكل والشرب وغيرهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حكم بيع السلع في متجر أمازون (أمازون fba) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من أقوال أهل العلم في الاحتفال بالأعياد والمناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          هل يوجد شيطان خاص بالوسوسة لكل مصل؟ دراسة حديث (خنزب) رواية ودراية ومعنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ترجمة الحجاج بن أرطأة وحكم روايته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-05-2021, 04:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,610
الدولة : Egypt
افتراضي وداع وتسليم على الضيف الكريم

وداع وتسليم على الضيف الكريم
الشيخ عبدالله بن محمد البصري




أَمَّا بَعدُ، فَـ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، بَقِيَ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ أَو أَربَعَةٌ، وَيَرحَلُ عَنَّا ضَيفٌ كَرِيمٌ مُبَارَكٌ، ضَيفٌ لَبِثَ فِينَا أَيَّامًا مَعدُودَاتٍ وَلَيَالِيَ نَيِّرَاتٍ، كَانَت لِلمُؤمِنِينَ مِن أَجمَلِ الأَيَّامِ وَأَبرَكِ اللَّيَالي، بِمَا أَودَعُوهَا مِن أَعمَالٍ صَالِحَةٍ، وَبِمَا أَتَوا بِهِ فِيهَا مِن قُرُبَاتٍ، وَمَا حَصَّلُوهُ مِن حَسَنَاتٍ؛ وَلأَنَّ العِبرَةَ بِكَمَالِ النِّهَايَاتِ لا بِنَقصِ البِدَايَاتِ، فَإِنَّ العَاقِلَ يَحرِصُ عَلَى أَن يُتبِعَ الإِحسَانِ بِالإِحسَانِ، وَعَلَى أَن يَجتَهِدَ فِيمَا بَقِيَ؛ رَجَاءَ أَن يُغفَرَ لَهُ مَا مَضَى، وَلأَنَّهُ لا يَدرِي لَعَلَّهُ لا يَلقَى هَذَا الضَّيفَ المُبَارَكَ مَرَّةً أُخرَى، وَلأنَّهُ مَا زَالَت في الشَّهرِ بَقِيَّةٌ فِيهَا مِن تَنَزُّلِ الرَّحَمَاتِ مَا فِيهَا، مِمَّا لَعَلَّ جُزءًا مِنهُ مُتَقَبَّلاً، يُوَفَّقُ إِلَيهِ عَبدٌ مُجتَهِدٌ مُسَدَّدٌ، فَيَفُوزَ فَوزًا عَظِيمًا لا خَسَارَةَ بَعدَهُ، وَيُفلِحَ فَلاحًا لَيسَ بَعدَهُ شَقَاءٌ أَبَدًا، أَلا فَرَحِمَ اللهُ مُسلِمًا اغتَنَمَ مَا بَقِيَ مِن شَهرِهِ، فَإِنَّهُ لا يَدرِي في أَيِّ سَاعَةٍ تُدرِكُهُ رَحمَةُ رَبِّهِ، وَلا أَيَّ عَمَلٍ يَكتُبُ لَهُ بِهِ رِضَاهُ الأَبَدِيُّ الَّذِي لا سَخَطَ بَعدَهُ.

لَقَد مَضَت خَمسَةٌ وَعُشرُونَ يَومًا مِن شَهرِنَا العَظِيمِ كَأَنَّهَا لَحَظَاتٌ، مَضَت وَنُسِيَ مَا فِيهَا مِن ظَمَأٍ وَجُوعٍ، وَذَهَبَ مَا قَد يَكُونُ مَرَّ بِنَا مِن تَعَبٍ لِقِيَامٍ أَو سَهَرٍ لِصَلاةٍ، وَهَكَذَا هُوَ عُمُرُ الإِنسَانِ، يَمضِي كُلُّهُ كَلَمحِ البَصَرِ، وَيَمُرُّ حُلوُهُ وُمُرُّهُ وَخَيرُهُ وَشَرُّهُ، وَلا يَبقَى إِلاَّ مَا قَدَّمَه فِيهِ مِن عَمَلٍ، ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 44]، وَإِنَّهُ وَإِنْ ذَهَبَت أَكثَرُ أَيَّامِ رَمَضَانَ، وَلم يَبقَ مِنهُ إِلاَّ لَيَالٍ مَعدُودَةٌ، فَقَد جَاءَ في الحَدِيثِ الحَسَنِ الَّذِي رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَابنُ مَاجَه وَغَيرُهُمَا: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَت أَبوَابُ النَّارِ فَلَم يُفتَحْ مِنهَا بَابٌ، وَفُتِّحَت أَبوَابُ الجَنَّةِ فَلَم يُغلَقْ مِنهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيلَةٍ: يَا بَاغِيَ الخَيرِ أَقبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيلَةٍ " أَرَأَيتُم يَا عِبَادَ اللهِ؟ مَا زَالَتِ الشَّيَاطِينُ مُصَفَّدَةً مُرَبَّطَةً، وَأَبوَابُ النَّارِ مُغلَّقَةً، وَأَبوَابُ الجَنَّةِ مُفَتَّحَةً، وَمَا زَالَ مُنَادِي الرَّحمَنِ يُنَادِي كُلَّ لَيلَةٍ، وَمَا زَالَ عَونُهُ لأَهلِ الخَيرِ بِفَضلِهِ مَوجُودًا، وَخُذلانُهُ لأَهلِ الشَّرِّ مَاضِيًا، وَمَا زَالَ لَهُ في كُلِّ لَيلَةٍ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَمَن لم يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنَ الخَيرِ وَالتَّزَوُّدِ مِن زَادِ الآخِرَةِ في هَذِهِ الأَيَّامِ وَاللَّيَالي، فَمَتى عَسَاهُ أَن يَنشَرِحَ لِذَلِكَ صَدرُهُ، أَو تَخِفَّ لَهُ نَفسُهُ، أَو يَطمَئِنَّ بِهِ قَلبُهُ؟! لَقَد بَقِيَت مِنَ الشَّهرِ المُبَارَكِ سَاعَاتٌ غَالِيَةٌ، فِيهَا مِنَ الحَسَنَاتِ أَضعَافٌ مُضَاعَفَةٌ، وَفِيهَا لِمَن أَرَادَ العُلُوِّ دَرَجَاتٌ رَفِيعَةٌ وَمَقَامَاتٌ عَالِيَةٌ، كَم مِن حَرفٍ مِن كِتَابِ اللهِ يَستَطِيعُ المُسلِمُ أَن يَقرَأَهُ في هَذِهِ البَقِيَّةِ الغَالِيَةِ؟! وَكَم مِن تَسبِيحَةٍ للهِ وَتَحمِيدَةٍ يَستَطِيعُ أَن يُكَرِّرَهَا؟! وَكَم مِن سَجدَةٍ للهِ يَستَطِيعُ أَن يَسجُدَهَا؟! وَكَم مِن دَعوَةٍ صَالِحَةٍ بِإِمكَانِهِ أَن يَرفَعَهَا؟! وَكَم مِن نَفَقَةٍ صَالِحَةٍ يَقدِرُ أَن يَبذُلَهَا؟!.

قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: " مَن قَرَأَ حَرفًا مِن كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشرِ أَمثَالِهَا، لا أَقُولُ الم حَرفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرفٌ وَلامٌ حَرفٌ وَمِيمٌ حَرفٌ " رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَ – عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " مَن قَالَ: سُبحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمدِهِ غُرِسَت لَهُ بِهَا نَخلَةٌ في الجَنَّةِ " رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَ – عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " مَن قَالَ سُبحَانَ اللهِ مِئَةَ مَرَّةٍ قَبلَ طُلُوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُرُوبِهَا كَانَ أَفضَلَ مِن مِئَةِ بَدَنَةٍ، وَمَن قَالَ الحَمدُ للهِ مِئَةَ مَرَّةٍ قَبلَ طُلُوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُرُوبِهَا كَانَ أَفضَلَ مِن مِئَةِ فَرَسٍ يُحمَلُ عَلَيهَا في سَبِيلِ اللهِ، وَمَن قَالَ اللهُ أَكبَرُ مِئَةَ مَرَّةٍ قَبلَ طُلُوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُرُوبِهَا كَانَ أَفضَلَ مِن عِتقِ مِئَةِ رَقَبَةٍ، وَمَن قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ مِئَةَ مَرَّةٍ قَبلَ طُلُوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُرُوبِهَا لم يَجِيءَ يَومَ القِيَامَةِ أَحَدٌ بِعَمَلٍ أَفضَلَ مِن عَمَلِهِ إِلاَّ مَن قَالَ مِثلَ قَولِهِ أَو زَادَ عَلَيهِ " رَوَاهُ النَّسَائيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.

وَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: " عَلَيكَ بِكَثرَةِ السُّجُودِ؛ فَإِنَّكَ لا تَسجُدُ للهِ سَجدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ بِهَا عَنكَ خَطِيئَةً " رَوَاهُ مُسلِمٌ. وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - أَنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: " مَا مِن مُسلِمٍ يَدعُو بِدَعوَةٍ لَيسَ فِيهَا إِثمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلاَّ أَعطَاهُ اللهُ بِهَا إِحدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَن يُعَجِّلَ لَهُ دَعوَتَهُ، وَإِمَّا أَن يَدَّخِرَهَا لَهُ في الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَن يَصرِفَ عَنهُ مِنَ السُّوءِ مِثلَهَا " قَالُوا: إِذًا نُكثِرُ. قَالَ: " اللهُ أَكثَرُ " رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ، وَقَالَ الأَلبَانيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " مَن تَصَدَّقَ بِعَدلِ تَمرَةٍ مِن كَسبٍ طَيِّبٍ، وَلا يَقبَلُ اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ، فَإِنَّ اللهَ يَقبَلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُم فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثلَ الجَبَلِ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ.

إِنَّ هَذِهِ الأَعمَالَ الصَّالِحَةَ الَّتي ذَكَرنَا شَيئًا مِن فَضلِهَا، مِن قِرَاءَةِ القُرآنِ وَالصَّلاةِ، وَالذِّكرِ وَالدُّعَاءِ وَالصَّدَقَةِ، لَهِيَ مِن أَبوَابِ الخَيرِ الوَاسِعَةِ، المَفتُوحَةِ أَمَامَنَا فِيمَا بَقِيَ مِن شَهرِنَا، بَل وَفي سَائِرِ أَوقَاتِ دَهرِنَا، وَالأَعمَارُ مَحدُودَةٌ وَالأَنفَاسُ مَعدُودَةٌ، وَالرِّحلَةُ مِن هَذِهِ الدَّارِ قَرِيبَةٌ مَحتُومَةٌ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 5، 6] أَلا فَلْنَغَتَنِمْ أَوقَاتَنَا، وَلْنُكثِرْ مِنَ التَّزَوُّدِ لِمَا أَمَامَنَا، وَلْنَستَمِرَّ عَلَى مَا فُتِحَ لَنَا فِيهِ مِن عَمَلٍ صَالِحٍ؛ فَإِنَّ أَحَبَّ العَمَلِ إِلى اللهِ أَدوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ، وَعِبَادَةُ اللهِ مَطلُوبَةٌ مِنَ المُؤمِنِ في كُلِّ وَقتٍ وَحِينٍ، وَلَيسَ لِعَمَلِهِ نِهَايَةٌ إِلاَّ المَوتُ، قَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]
♦ ♦ ♦

أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ – تَعَالى - وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ، وَاشكُرُوهُ وَلا تَكفُرُوهُ، وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ – تَعَالى – قَد شَرَعَ لَكُم في خِتَامِ هَذَا الشَّهرِ المُبَارَكِ طَاعَاتٍ تَختِمُونَ بِهَا شَهرَكُم، وَيُتِمُّ بِهَا لَكُم أَجرَكُم، مِن ذَلِكُم زَكَاةُ الفِطرِ، وَهِيَ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسلِمٍ لَهُ فَضلٌ عَن قَوتِهِ وَقُوتِ عِيَالِهِ لَيلَةَ العِيدِ، أَخرَجَ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ مِن حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا – قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ زَكَاةَ الفِطرِ مِن رَمَضَانَ، صَاعًا مِن تَمرٍ، أَو صَاعًا مِن شَعِيرٍ، عَلَى العَبدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَن تُؤَدَّى قَبلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلى الصَّلاةِ. وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ – رَضِيَ اللهُ عَنهُ – قَالَ: كُنَّا نُخرِجُ زَكَاةَ الفِطرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ أَو صَاعًا مِن شَعِيرٍ أَو صَاعًا مِن تَمرٍ أَو صَاعًا مَن أَقِطٍ أَو صَاعًا مِن زَبِيبٍ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

وَالأَفضَلُ إِخرَاجُهَا قَبلَ الصَّلاةِ مِن يَومِ العِيدِ، وَلا يَجُوزُ تَأخِيرُهَا إِلى مَا بَعدَ الصَّلاةِ، وَمَن أَخَّرَها بِغَيرِ عُذرٍ فَهُوَ آثِمٌ، وَيَجِبُ عَلَيهِ إِخرَاجُهَا، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ، فَعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا - قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ زَكَاةَ الفِطرِ طُهرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعمَةً لِلمَسَاكِينِ، فَمَن أَدَّاهَا قَبلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقبُولَةٌ، وَمَن أَدَّاهَا بَعدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ " رَوَاهُ ابنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَيَجُوزُ أَن تُخرَجَ قَبلَ العِيدِ بِيَومٍ أَو يَومَينِ، وَفي البُخَارِيِّ: كَانَ ابنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا – يُعطِيهَا لِلَّذِينَ يَقبَلُونَهَا، وَكَانُوا يُعطَونَ قَبلَ الفِطرِ بِيَومٍ أَو يَومَينِ.


وَمِمَّا شَرَعَهُ اللهُ لَنَا صَلاةُ العِيدِ، وَهِيَ فَرضُ عَينٍ عَلَى الرِّجَالِ عَلَى الصَّحِيحِ مِن أَقوَالِ أَهلِ العِلمِ، وَيُسَنُّ لِلنِّسَاءِ حُضُورُهَا مَعَ العِنَايَةِ بِالحِجَابِ وَالسِّترِ وَعَدَمِ التَّطَيُّبِ؛ أَخرَجَ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ مِن حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ – رَضِيَ اللهُ عَنهَا - قَالَت: أُمِرْنَا أَن نُخرِجَ الحُيَّضَ يَومَ العِيدَينِ وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فَيَشهَدْنَ جَمَاعَةَ المُسلِمِينَ وَدَعوَتَهُم، وَتَعتَزِلُ الحُيَّضُ عَن مُصَلاَّهُنَّ. قَالَتِ امرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِحدَانَا لَيسَ لَهَا جِلبَابٌ. قَالَ: "لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِن جِلبَابِهَا"، وَمِمَّا شَرَعَهُ اللهُ لَنَا كَثرَةُ الاستِغفَارِ، وَالتَّكبِيرُ مِن غُرُوبِ الشَّمسِ لَيلَةَ العِيدِ حَتَّى انقِضَاءِ الصَّلاةِ، قَالَ – سُبحَانَهُ -: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.55 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]