أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 74626 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 28 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-09-2021, 10:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,699
الدولة : Egypt
افتراضي أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟

أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟


د. عبدالعزيز حمود التويجري






الخطبة الأولى:







الحمد لله على ما أولى وهدى، وأشكره على ما وهب وأعطى، لا إله إلا هو العلي الأعلى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.











أما بعد:







قال أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي المَسْجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ، فَأَنَاخَهُ فِي المَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ فَقُلْنَا: هَذَا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ المُتَّكِئُ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَجَبْتُكَ». فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي المَسْأَلَةِ، فَلاَ تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ؟ فَقَالَ: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ» فَقَالَ: أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ». قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ». قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ». قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ نَعَمْ». قال: وعَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، قال نعم، فَقَالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، ثم قال وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ». أخرجه البخاري ومسلم.












لا أحد أعلى من النبي صلى الله عليه وسلم نسبًا ولا حسبًا، ولا أرفع منه جاهًا ومنصبا، ولا أحد أكرم منه خُلقًا وعلما.. ومع هذا إذا جلس مع أصحابه لا يُعرف أيهم هو، ليس عليه لباس يُشهِره أو حُجّابُ على بابه.. لا يغضب إذا نودي باسمه ولم يلقب بألقاب ترفعه، بل رد على من بجّله وقال له أنت سيدنا واعظمنا طولا، قال قولوا بقولكم أو ببعض قولكم.







النفوس الكبار لا تحتاج إلى مسميات تُعَرِّفها، أو ألقاب تَرْفعُها.. لا يضرها مظاهرها إذا ارتفعت قيمتُها الدينيةِ والخُلقية، ولا ينخفض معدلها في ميزان السماء إذا لم يُبرقها لمعان الإعلام، أو تُشهرها وسائل اتصال.







مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟" قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْتَمَعَ، ثُمَّ سَكَتَ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنَ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: "مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟" قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَلَا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْتَمَعَ لَهُ.








فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِنْ هَذَا" أخرجه الْبُخَارِيُّ.







علو النفس وقيمتها حينما تسموا عن الترهات، سموُ تأنف معه النفس أن تلج موارد العطن، من أجل مشرب أو نظر، قيمة النفس تأبى أن تهين كرامتها في تهريج وسخف، أو متابعة فريق تغضب لخسارته، أو تُذل نفسه من أجله.



لَا تَسْقِنِي مَاءَ الْحَيَاةِ بِذِلَّةٍ *** بَلْ اسْقِنِي بِالْعِزِّ كَأْسَ الْحَنْظَلِ







السمو حيما تتعلق بنور السماء، وترتدي طهر الحياء.







قالَ ضِمامُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي المَسْأَلَةِ، فَلاَ تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ؟ فَقَالَ: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ».







دورة عملية تطبيقية مثالية في تنزيل الناس منازلهم، واحتواء طبائعهم، وخفض الجناح لسائلهم.







الدورات التدريبية في التعامل، والكلام المنمق والتشدق في المقال لغو إذا لم يجسد في الحياة «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ».





واحلمْ وإنْ سفهَ الجليسُ، وقلْ لهُ

حُسْنَ المَقَالِ إذَا أتَاكَ بِهُجْرِهِ



وَأحَبُّ إخْوَاني إليّ أبَشَّهُم

بصديقهِ في سرهِ أو جهرهِ



لا خيرَ في برِّ الفتى ما لمْ يكنْ

أصفى مشارب برهِ في بشرهِ














وأكرم من تعامل بحسن وإن جفو الأقربون





إِذَا أَكَلُوا لَحْمِي وَفرْتُ لُحُوْمَهُمْ

وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدَا



لَهُمْ جُلَّ مَالِي إِنْ تَتَابَعَ لِي غِنًى

وَإِنْ قَلَّ مَالِي لَا أُكَلِّفُهُم رَفْدَا














الأخلاق الكبار وسماحة النفس ومعرفة قيمتها لَا تَأْتِي فَجْأَةً، وَلَا تُدْرَكُ جُمْلَةً، بَلْ هِيَ أَخْلَاقِيَّاتٌ وَتَرْبِيَةٌ تُبْذَرُ فِي النفوس، حَتَّى تشب معها وتتطبع بها. قال النبي صلى الله عليه وسلم لأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: " إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالْأَنَاةُ " أخرجه مسلم.







أستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إن ربي رحيم ودود


الخطبة الثانية



الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى عَبْدِهِ الْمُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اجْتَبَى.







أَمَّا بَعْدُ:



مسك الختام في قولضِمَامُ: «آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي" أصبح ضمام داعية وموجه مربي من دورةٍ ومدرسةٍ لم تتجاوز بضعَ دقائق، تعلم منها خمس أحكام تحمل مباني الإسلام العظام.







فخرج وهو يردد: والله لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ».







المسألة ليست طول تعليم وارتقاء في مناصب، أو حمل شهادات واجتياز مقابلات، حتى يكون معلمًا وداعية.. السر: «لَئِنْ صَدَقَ»، ما جزاء هذا الصدق؟ «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ»، الصدق في التعليم والتوجيه والدعوه.. لا يُعَلِم ويدعوا لينال رتبة، إنما يُعلِم لينال الجنة.







الصدق في أخذ الأحكام والعمل بها كما جاءت لاكما تهوى النفس.








صدقُ في إقامة الصلاة «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» صدق في أداء الزكاة.. طيبة بها النفس"تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ».








صدقٌ في الصيام «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».








صدقٌ في الحج «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ».







الملخص والخاتمة «لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ» ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ[التوبة: 119].


اللهم ارزقنا الصدق والاخلاص في أقوالنا وأعمالنا.. اللهم آمنا في دورنا..


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.70 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]