الكون كله يغار على توحيد الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 74626 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 28 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-12-2021, 04:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,699
الدولة : Egypt
افتراضي الكون كله يغار على توحيد الله

الكون كله يغار على توحيد الله
ياسر عبدالله محمد الحوري


الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي لم يتخذ والدا، ولم يكن له شريك في الملك، وخلق كل شيء فقدره تقديرا..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدْي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، أجارنا الله وإياكم من البدع والضلالات.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 – 71].

أيها الأحباب الكرام في الله:
نقف وإياكم في هذه اللحظات الإيمانية مع تعظيم الله جل جلاله، فهو الذي يستحق التعظيم، والتمجيد سبحانه وتعالى.
سبحان من لو سجدنا بالجباه له
على حمى الشوك والمحمي من الإبر
لم نبلغ العشر من معاشر نعمته
ولا العُشير ولا عشرًا من العشر
هو الرفيع فلا الأبصار تدركه
سبحانه من مليك نافذ القدر
سبحان من هو أنسي إذا خلوت به
في جوف ليلي وفي الظلماء والسحر
أنت الحبيب وأنت الحب يا أملي
من لي سواك ومن أرجوه يا ذخر


عباد الله: نعيش دقائق معدودة مع عبودية الكون لله سبحانه، هذا الكون كله من بره وبحره، من سماواته وأرضه، من جنه وإنسه، من جماده وحيوانه، الكل يذعن بالعبودية لله وحده لا شريك له، قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18].

هذا الكون كله يسبح بحمده سبحانه وتعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 44].

معاشر المسلمين الموحدين:
هذا الكون كله يغار على توحيد الله، يغار إذا اتُّخِذ لله ولدا، الكون يفزع كما قال بعض المفسرين، السموات تفزع، الجبال تفزع، الأرض تفزع، كل المخلوقات تفزع إذا اتخذ لله ولدا، إذا اتخذ لله إلها، قال جل وعلا: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 88 – 95].

أيها المؤمنون الموحدون:
أُمّةُ التثليث يقابلها أُمّة التسبيح، أمة التثليث؛ الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، كما قال الله عنهم، ﴿ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 73].

قالت النصارى: المقصود بالثلاثة، الله، والمسيح وأمه، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا، ويأتي من المسلمين من يهنئهم بعيدهم كما يدعون، كأنك تقر بما يقولون، وبما يفترون على الله كذبا وزورا، فتهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيم – يرحمه الله – في كتاب "أحكام أهل الذمة"؛ حيث قال: ( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثمًا عند الله، وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبدًا بمعصية أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ). انتهى كلامه يرحمه الله.

إذا إخوة الإيمان، فأمة التثليث يقابلها أمة التسبيح؛ فأمة التوحيد أمة مسبحة لربها، مُنزِّهة له عن كل نقص وعيب، اسمعوا ماذا قال الله لنبيه عيسى عليه السلام في أواخر سورة المائدة، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ... ﴾ [المائدة: 116]، فأمة التوحيد كان جوابهم سبحانك، تنزيه الله من الصاحبة والولد، والشريك، {﴿ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَٰنَهُۥ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴾ [الأنبياء: 26]، ﴿ وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ﴾ [البقرة: 116].

بعد أن بين الله سبحانه وتعالى أن له كل شيء في الكون لا يشغله شيء عن شيء .. أراد أن يرد على الذين حاولوا أن يجعلوا لله مُعينًا في ملكه.. الذين قالوا اتخذ الله ولدًا.. الله تبارك وتعالى رد عليهم أنه لماذا يتخذ ولدًا وله ما في السماوات والأرض كل له قانتون.. وجاء الرد مركزًا في ثلاث نقاط؛ قوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَهُ ﴾؛ أي: تنزه وتعالى أن يكون له ولد. وقوله تعالى: ﴿ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾؛ فإذا كان هذا ملكه، وإذا كان الكون كله من خلقه وخاضعًا له فما حاجته للولد؟!
وقوله سبحانه: ﴿ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ﴾؛ أي: كل من في السماوات والأرض عابدون لله جل جلاله مقرون بألوهيته.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
معاشر المسلمين الموحدين:
هناك مشاعر متبادلة بين الكون والإنسان، إيجابًا أو سلبًا، له أو عليه، مشاعر متبادلة بين الإنسان وبين السماء والأرض، فالسماء والأرض لا تبكيان على موت الكافرين والطغاة، قال تعالى: ﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ﴾ [الدخان: 29].

بخلاف المؤمن الذي يبكي عليه مصلاه من الأرض، ومصعد عمله إلى السماء، كما ورد عن علي بن أبي طالب، وابن عباس رضي الله عنهم جميعًا.

المسلم قد يتبادل المشاعر مع جبل أصم، فعن أنس رضي الله عنه قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبل أحدٍ، فقال: « إنَّ أحدًا جبلٌ يحبنا ونحبه »؛ متفق عليه.

الحجر والشجر يناصران أهل التوحيد:
حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ »؛ رواه مسلم.

فحتى الشجر والحجر يوالي ويعادي على أساس الدين.

خلاصة القول: فأمة التوحيد هي أمة تسبيح وتنزيه لله عن الشريك والصاحبة والولد، أمة التوحيد تذعن بالعبودية لله وحده لا شريك له.


ينبغي لكل مسلم أن يرفع رأسه ويفتخر بهذا الدين العظيم، فالشرف كل الشرف أن تكون عبدا لرب الأرض والسموات.

ومما زادني شَرفًا وفخرا
وكدتُ بأخمصي أطأ الثُّريا
دخولي تحت قولِك يا عبادي
وأن صيَّرت أحمد لي نبيا


عباد الله، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.....
جمع وإعداد: ياسر عبد الله محمد الحوري





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.39 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]