التثبت عند الحوادث، والتروي في إشاعة الأخبار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1316 - عددالزوار : 137615 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42185 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5438 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2022, 10:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,077
الدولة : Egypt
افتراضي التثبت عند الحوادث، والتروي في إشاعة الأخبار

التثبت عند الحوادث، والتروي في إشاعة الأخبار


عبد الله بن صالح القصير


أيها المسلمون:
إنَّ اللسان من أعظم جوارح ابن آدمَ خطأً، وأشدِّها عليه في الغالب ضَررًا، وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه سَمِع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: «إنَّ العبد ليتكلَّم بالكلمة ما يتبيَّن فيها -يعني: ما يتثبَّت- يزلُّ بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب»، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمعاذ - رضي الله عنه -: «وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم» - أو قال: «على مَناخِرهم - إلاَّ حصائدُ ألسنتهم» ؟!.

فكم من مسلمٍ كفَر بالكلام، وكم من كريمٍ بكلمة واحدة صارَ عُرضة للملام، ورُبَّما لَحِقَه في عِرْضه ودينه الاتهام، ورُبَّ كلمة أشعلتْ فتنة بين الأنَام، وزال بها مُلكٌ وانْتُهِك بها عِرضٌ حرام، وكم من كلمةٍ فرَّقتْ بين الأحِبَّة، وقطعتْ كريمَ صُحْبة، وفَرَّقتْ بين زوجين متحابَّين، بعد كريمِ عِشرة، وطول صُحبة، وكم من بلدةٍ آمِنة مُطمئنَّة اسْتُبيحتْ بيضتُها، وانْتُهكتْ حُرْمتُها، وزالتْ نعمتُها، وأُهين كرامُ أهْلها، بكلمةٍ من أسرار وُلاة أمرها، شاعتْ على ألسنة العوام، فالْتَقَطَها جواسيسُ العدو وأوصلوها إليه فسدَّدوا نحوها السهام، وكم من جيوش تقهقرتْ بعد طول جهاد، وكم من ظُلمٍ وقَعَ على الأبرياء من العباد، بسبب كلمةٍ تلقَّفها سفهاءُ الأحلام.

وصدق الله العظيم إذ يقول في مَعرض الذمِّ لقومٍ أذاعوا مثل هذه الكلمة، وأشاعوها في الناس، فجَنَوا بها على الأُمة: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83].

ففي هذه الآية الكريمة - أيُّها المسلمون - ذمٌّ للذين ينقلون خبر السوء ويشيعونه بين الناس دون تعقُّلٍ في نتائج نَقْله، وما يحدثُ عنه من ضَررٍ، وكبير خطرٍ، وفيها تأديب من الله - تعالى - لعباده، يتضمَّن مبدأ التحفُّظ عند سماع الأخبار، والتثبُّت من أحوال نَقَلَتِها وظروف نَقْلها، وعدم التسرُّع في رواية الأخبار ونشْرها، وإن سَمِعها من إذاعة، أو قيل: إنها من مصدر موثوق أو عن ثقة.
وفي الصحيح عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «كفى بالمرء كذبًا أنْ يحدِّثَ بكلِّ ما سَمِع».
ذلكم لأن كلَّ ما يسمعه المرءُ يختلط فيه الصدق بالكذب، والجائز بالمستحيل، ويتعرَّض بعض النَّقَلة لتأثير الهوى أو التعرُّض للوهم، فتُحدِث روايةُ الأخبار على عواهنها اضطرابَ الأحوال، واشتباه الأمور، وبلبلة الأفكار، ونحو ذلك مما يستغلُّه الأشرار، ويُسَرُّ به المنافقون والكفار؛ ولهذا قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].
فأرشدَ - سبحانه - إلى التثبُّت من الأخبار وحالة نَقَلَتِها قبل قَبولها وتصديقها؛ لئلاَّ تنشأ مَفسدة في الأخْذ بها دون دراية وعناية.

أيها المسلمون:
وفي قوله - تعالى -: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: ٨٣] توجيه من الله لعباده أيضًا إذا ثبَتَ عندهم الخبرُ فيما يتعلَّق بالأمور المهمَّة، والمصالح العامَّة للأُمة؛ مثلما يتعلَّق بالأمْن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه المصيبة في الدنيا أو الدِّين - أن يتثبَّتوا ولا يستعجلوا بإشاعة الخبر، والحُكم عليه دون رَويَّة، بل يردُّونه إلى الأكابر فيهم من أهْل العلم والحكم؛ بأنْ يردُّوه إلى الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حياته، وإلى أُولي الأمر منهم من بعد وفاته، وهم أهْل الرأْي والعلم والنُّصح، والعقل والرَّزانة، الذين يعرفون الأمورَ، ويعرفون المصالح وأضدادها، فإذا رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطًا للمؤمنين، وسرورًا لعباد الله الصالحين، وتقوية لمعنويَّات المجاهدين، وتحرُّزًا من أعداء الدِّين - أشاعوه ونشروه، وإذا رأوا أنَّه ليس في إشاعته مصلحة، أو فيه مصلحة ولكنَّ مفسدته أرجحُ وأخطر، كتموه فلم يذيعوه، وعالجوه بأفضل ما رأوه.

فالأمور العامة؛ من الجهاد وما يتعلَّق بالأُمة، أو الخوف على البلاد - ينبغي أنْ يرجعَ فيها إلى أُولي الحكم والعلم؛ فإنهم هم أولو الأمر، وألاَّ يستعجلَ في الحكم عليها قبل انجلاء الأمرِ.
فلا بُدَّ فيها من إدراك جديَّة الموقف، وخطر الإشاعة، وشؤم التقدُّم على أُولي الأمر؛ فإنَّ كلمة عابرة، وفَلتة لسان لأوَّل خاطرة، قد تَجُرُّ من سوء العواقب، وكبير المصائب، على الشخص والمجتمع ما لا يخطر لأحدٍ على بال، ولم يَدُرْ للجميع بخيال، ولا يتدارك بعد وقوعه بحال.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21].

بارَكَ الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا جميعًا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كلِّ ذنبٍ، فاستغفروه يغفر لكم؛ إنَّه هو الغفور الرحيم.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.04 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]