للجارة باب فاطرقوه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سُنّة: كفّ الجلوس في الطرقات. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          بين فتح مكة وعاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          معاقل الوحي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صيام عاشوراء وتكفير ذنوب سنة كاملة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عاشوراء من مسند أحمد وصحيح ابن حبان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          سوانح تدبرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 3282 )           »          ماذا تفعل في المطبّات الهوائية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عصر الجمعة، ميقات الأنوار ونفحات الأبرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سُنّة: التبسم في وجه المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إنه يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-11-2022, 05:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,068
الدولة : Egypt
افتراضي للجارة باب فاطرقوه

للجارة باب فاطرقوه


تعد الأمثال مصدرًا لغويًّا مهمًّا يلجأ إليها المتحدث؛ طلبًا للتمثيل والاختصار، وأحيانًا للتواري والاختباء؛ ومن هذه الأمثال قولهم: "إِيَّاكِ أعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَة"، وأول من قاله سهل بن مالك الفزاري؛ حين أنشد:
يَا أُخْتَ خَيْرِ الْبَدْوِ وَالْحَضَارَهْ *** كَيْفَ تَرَيْنَ فِي فَتَـــى فزارَهْ
أَصْبَحَ يَهْوَى حُرَّةً مِعْطَــــــارَهْ *** إِيَّاكِ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَهْ

وهو يقصد بكلامه أخت حارثة بن لام الطائي، وقد بلغ بُغيته بهذا الكلام وتزوجها، وأصبح مثلًا سائرًا في التعريض بالشيء يُبديه الرجل وهو يريد غيره[1].

فهذا المثل "إِيَّاكِ أَعْنِي واسْمَعِي يَا جَارَة" له قصته الخاصة، لجأ المتكلم به إلى التلميح والتعريض حين كان الحياء خُلُقًا يمنع المتكلمَ من اللغة المباشرة، لكنه مع الأيام جُعل ظهرًا للاختباء، فيقول القائل ما يقول من سبٍّ وقذف وشتم، وإسقاط لأحكام خاطئة على الناس، ثم يتبعه بالمثل: "إِيَّاكِ أَعْنِي واسْمَعِي يَا جَارَة"؛ فيرفع الحرج عن نفسه في أذيتك، ويفتح باب سوء الظن بالآخرين، فأنت لا تعرف من المقصود بالخطاب، ولا ما حدث بين المتكلم وبين هذا المخاطب المجهول.

فإذا أصاب المتكلم الأول بالتلميح إلى المخاطب والوصول إلى هدفه، فقد نجح من استعمل بعده المثل في توسيع دائرة المخاطبين حين عمَّاه خوفًا لا حياء؛ لأنه لا يملك الشجاعة ولا الجرأة الكافية في تعيين صاحب الشأن، فتكون حاله أشبهَ بمن يطرق باب الأرنب، وهو يريد الأسد، وفي الأخير يعلق ضعفه على المثل: "إِيَّاكِ أَعْنِي واسْمَعِي يَا جَارَة".

ولأن الناس ليسوا على مستوى واحد من الفهم والإدراك، ولا على وعي كامل بمقدمات الموضوع المكني عنه؛ فقد يدخل المتكلم مع غير المعنيين في صراعات ومشادات هو غني عنها، وقد يثير فتنة بين آخرين، فالحجر إذا رُميَ لا بد له من أن يرتطم بشيء فيصدر صوتًا، والكلام أيضًا إذا قيل لا بد من أن يجد ردًّا أو ردود أفعال.

لأجل ذلك، ما أجمل أن تُرفع لغة المجازات، ويُلجأ إلى اللغة المباشرة الواضحة مع تعيين المخاطب! فليست كل المواضيع صالحة للتعريض، وليست كل الأمثال صالحة لتكون حجابًا، بل في كثير من الأحيان لا بد من الشجاعة المواجهة في الخطاب؛ لأن ضرب المعاني بالأمثال في بعض المواقف جبنٌ وإتيان للبيوت من ظهورها، وهذا منهي عنه، خصوصًا أن للجارة بابًا تدخل منه، ومن البر أن يطرقوه.


[1] انظر: كتاب الأمثال لأبي القاسم بن سلام، تحقيق: عبد المجيد قطاش، دار المأمون، دمشق، سوريا، ط: 1/ 1980م، هامش: 2 ص: 65.
_____________________________________________
المصدر: سعاد أشوخي
منقول











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.44 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]