بين أداء الفرائض وحرية التصرف بالصحة والوقت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 385 - عددالزوار : 47300 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5073 - عددالزوار : 2304384 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4657 - عددالزوار : 1585665 )           »          انتقال ابني من مدرسة لأخرى أثر عليه وسبب له العديد من المشاكل. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أشعر بالإحباط.. فلا عمل ولا سفر ولا تحقيق أحلام، فما الحل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حلمت بأني لا أستطيع إتمام صلاتي مع أنني محافظة عليها، فما تفسير الحلم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما تأويل الضرب المبرح في الرؤيا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ماتاريخ الحج وماالمقصود الأساسي من أعمال الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          If a man has done the obligatory Hajj, is it better for him to repeat Hajj and do a (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          إذا حج الإنسان الفريضة ، فهل الأفضل أن يكرر الحج ويحج نافلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-11-2025, 01:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,926
الدولة : Egypt
افتراضي بين أداء الفرائض وحرية التصرف بالصحة والوقت

بين أداء الفرائض وحرية التصرف بالصحة والوقت


تأمل في هذا الحديث: {جَاءَ أعرابيّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: «الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا». فَقَالَ: أَخْبِرْنِي مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الصِّيَامِ. فَقَالَ: «شَهْرَ رَمَضَانَ إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا». فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الزَّكَاةِ. فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ. قَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ لَا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا، وَلَا أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ، أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ» [مسلم].
إذا تفكّرت في قوله عليه السلام "إن صدق"، تستشعر دلالة أنّ "محض" الحفاظ على تلك الفرائض العامّة البديهية مَطلب عزيز ! فمن جهة، لا يمكن لعامل أن يستيقن صدقه وإخلاصه، بل غالبنا يؤدي الفرائض في غفلة عن كثير من معانيها وعلى رأسها الإخلاص! ومن جهة أخرى، فالقيام بما فَرض الله على الوجه الذي يُحبّه ويرضاه ليس شأنًا هيّنًا يَتحصَّل تلقائيًا بمجرد "أداء" الفريضة، بل هو رحلة من مكابدة الاستحضار والحضور، ومدافعة الهوى وتكاسل النفس، ومتابعة الهيئات الشرعية والحذر من المخالفات، وغير ذلك مما لا ينتهي على الحقيقة، لمن كان طالبًا مرضاة اللِه ومحبّته، لا مجرد "التخلص" أو "إسقاط" التكليف!
وقد لا يبدو أنّ ثمة بأس في نهج الحياة ذاك، حين تنظر للمعادلة من جهة الاقتصار "دون زيادة". لكنّ المصطفى عليه السلام يوجّهنا بقوله "إن صدق" إلى حقيقة الجهد المُضاعَف المطلوب عند الاقتصار "دون نقصان"، أو الاقتصار دون تقصير. فمن يقول إنه يكتفي بأداء الصلوات المفروضة دون زيادات النوافل، لا يلتفت غالبًا للجهد الكامن في تحقيق ذلك الاقتصار السهل في نظره، وهو إتيان الفرائض بحقها دون نقصان: في وضوءها ووقتها وخشوعها.... من ذا الذي يضمن لنفسه ذلك التمام في اقتصاره؟ بل إنّ التفكر في الأمر من هذا الوجه يدفع المؤمن للحرص على نصيبٍ من النوافل، لا باعتبارها "زوائد" بل لوازم تَجبُر ما يعلمه من نقص في أدائه للفرائض، وطمعًا في تثقيل ميزانه يوم الحساب.
ونهج الاقتصار إذا صاحَبَه اتباع الهوى، فإنه وإن لم يَجُرّ لنواقض الإيمان، فإنه لا ريب يُغرِق في نواقصه ويأكل من أطرافه، بما يُغيِّر على المؤمن قلبه وحضوره في العبادات، ويُفوِّت عليه من فرص استزادة وإتقان تجعله من المغبونين يوم التغابن، على ما سبق ذكره.
نهج الاقتصار إذا صاحَبَه اتباع الهوى، فإنه وإن لم يَجُرّ لنواقض الإيمان، فإنه لا ريب يُغرِق في نواقصه
قمة السُّكر أن تعيش حياتك هاربًا من حياتك، غير أنه سَكَر مُقنّع مادتّه النفوس لا الكؤوس، والخوف من المواجهة يَشِلّ ولا يحل، وكلّ تلك المسكرات الروحية تُلهيك مؤقتًا عمّا لا بد أن تواجهه آخِرًا. فما تَفِرّ منه لا مَفرّ منه، وهو لا بد مُلاقيك. فإن سَكِرت عنه هنا عَقِلته هناك، حيث لا ينفع إبصار بعد أن اختار صاحبه العمى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق:22].

فكِّر مَليًّا، واختر لنفسك مَثَلها وعاقبتها، واستمع لصوت كيانك الذي يناضل ليخوض الحياة التي تهرب منها!

منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.87 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]