|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مهمة الرئيس من منظور الشريعة أبو أنس عبدالوهاب عمارة بعد الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله. إن مصر في هذه أيام تمر بحدث تاريخي عظيم، حدث يؤثر لا في مصر وحدها بل يؤثر في العالم كله فلذلك ينتظر العالم كله هذا الحدث، اختيار أول رئيس شرعي يأتي عبر صناديق الاقتراع عبر إرادة الشعب، في انتخابات الإعادة. وربما يسأل البعض وما علاقة الدين والشريعة بالانتخابات؟ أقول وبالله التوفيق ومنه العون والهداية: إن الإسلام دين شامل لكل زمان ومكان ولكل بني الإنسان؛ فما ترك من شيء يصلح به العباد والبلاد إلا وبينه وفصله. وليس المنبر والدين بمنأى عن هذه الأحداث وإلا من يقول بذلك فلينزع من القرآن وليشطب والعياذ بالله الآيات المتعلقة بالحكم والسياسة. وهل في القرآن آيات متعلقة بالحكم والسياسة؟ والإجابة بكل تأكيد نعم. فتكلم القرآن عن السلم والحرب ﴿ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنفال:61] فمن تخاطب هذه الآيات؟! تخاطب الحاكم ووزارة الخارجية التي تعقد الاتفاقات والمعاهدات مع الدول والمنظمات أم أنها تخاطب ربة المنزل؟!!!. وتكلم القرآن الكريم في أمور الجهاد والحرب ﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾[الأنفال:67] فلمن هذا الخطاب؟! لإمام المسجد أم للإمام في المعركة الحربية والجهاد؟! ولمن هذا الخطاب؟ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنفال:65] للنبي صلي الله عليه وسلم كقائد معركة ولمن يقوم مقام النبي صلي الله عليه وسلم. ويأتي الخطاب شاملا للأمة كلها ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة:178] ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة:216]. فإذا ما تكلم الإمام علي المنبر أو علي كرسي درسه في المسجد في هذا الفرض الذي افترضه الله تعالي لا يُعدُّ هذا دِينا؟! وإذا شرح قوله تعالي ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة:183] يعتبر هذا هو الدين فقط؟ مع أنه هو هو نفس المصحف الذي فرض العبادتين. فلماذا نأخذ ونتكلم ونقبل ونحب ونسلم ببعض القرآن ونكفر ببعضه ﴿ .. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة:85] ولا أريد الاسترسال في هذا المعني الواضح وضوح الشمس والذي هو من فعل المعلِّم المربِّي المشرِّع صلي الله عليه وسلم، ودأب الصحابة والتابعين تناول ما يعن للأمة من أحداث علي المنبر، وقد تكلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حد شرب الخمر وفي الرجم من علي منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم وذلك ثابت في الصحيحين. مهمة الرئيس: يقول الماوردي في الأحكام السلطانية: الْإِمَامَةُ مَوْضُوعَةٌ لِخِلَافَةِ النُّبُوَّةِ فِي حِرَاسَةِ الدِّينِ وَسِيَاسَةِ الدُّنْيَا، وَعَقْدُهَا لِمَنْ يَقُومُ بِهَا فِي الْأُمَّةِ وَاجِبٌ بِالْإِجْمَاعِ. فوضع الإسلام الإمامة وفرضها لخلافة النبوة ليكون خليفة لرسول الله صلي الله عليه وسلم فكان أبو بكر يسمي الخليفة لذلك وكل حاكم فهو خليفة لرسول الله صلي الله علية وسلم لا في إيجاد تشريع جديد بل في حراسة الدين وإقامة الشريعة وكذلك في سياسة الدنيا، واختيار الإمام أمر واجب شرعا بإجماع العلماء، ولذلك ترك الصحابة أبو بكر وعمر وغيرهم رضوان الله عليهم أمر دفن الرسول صلي الله عليه وسلم واخذوا في اختيار الخليفة، فلا يصح ولا يجوز أن تمر ساعة والمسلمون بغير خليفة. تحكيم شرع الله أول المهام:فمن هنا أول مهمة للرئيس حراسة الدين، إقامة الدين، تحكيم شريعة الله، فقال ربنا عز وجل: ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ [ص: 26]. إنه خطاب السماء لقيادة الأرض المتمثل في شخص النبي صلي الله عليه وسلم وكل من يخلفه في الحكم والرئاسة ليعلم مهمته ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ﴾[ص: 26]واجبات هذا الخليفة والدور المنوط به فعله في منتهي الوضوح والصراحة ﴿ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ﴾ [ص: 26]فواجبك قيام الحق والعدل والحرية والدين وسبيل ذلك أن تحكم وأن تخوض غمار هذه المعركة متى استوجب الأمر عليك ذلك واحذر هواك أن يجنح بك عن هذا الطريق واحذر ممن يريد بك أن تحيد عن هذه المهمة وأن تُهمل في أداء واجبك﴿ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [ص: 26]فيضلك عن سبيل الحق سبيل الرفعة والتقدم سبيل الخير لكل الناس في الدنيا والآخرة. وتحكيم شريعة الإسلام هي برهان ودليل الإيمان وفي ذلك يقول ربنا عز وجل ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ﴾ [النساء:65] فلا إيمان بدون تحكيم شرع الله والرضا والتسليم والتفويض لقضاء الله وحكمه، من الراعي والرعية علي السواء. وحكم الله علي الحاكم و الرعية التي لا تحكم شرع الله، ولا ترضي بما أنزل الله بالكفرة مرة فقال تبارك وتعالي ﴿ .....وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة:44] وهنا أقول أن الحكم في الأساس وفي الحقيقة للرعية لأنهم هم من يختارون الحاكم أو الرئيس وينتخبونه ويأتون به عبر الصناديق. وحكم مرة بالظلم علي من يقصون الشريعة فقال تقدست أسماؤه ﴿... وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [المائدة:45] وحكم عليهم مرة بالفسق فقال تعالي:﴿..وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [المائدة:47]. وجاء الأمر للنبي صلي الله عليه وسلم بتطبيق الشريعة والحذر من فتنة ترك تطبيقها ولو جزئية صغيرة منها ﴿ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴾ [المائدة:49]. حقيقة الشريعة: كل ما شرعه الله عز وجل لعباده. وأنزله علي رسوله -صلى الله عليه وسلم- من العدل والحرية والمساواة والصدق والأمانة، وأحل الطيبات والصالحات وحرم الفواحش والمنكرات. قال ابن القيم في إعلام الموقعين: فَإِنَّ الشَّرِيعَةَ مَبْنَاهَا وَأَسَاسُهَا عَلَى الْحِكَمِ وَمَصَالِحِ الْعِبَادِ فِي الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ، وَهِيَ عَدْلٌ كُلُّهَا، وَرَحْمَةٌ كُلُّهَا، وَمَصَالِحُ كُلُّهَا، وَحِكْمَةٌ كُلُّهَا ؛ فَكُلُّ مَسْأَلَةٍ خَرَجَتْ عَنْ الْعَدْلِ إلَى الْجَوْرِ، وَعَنْ الرَّحْمَةِ إلَى ضِدِّهَا، وَعَنْ الْمَصْلَحَةِ إلَى الْمَفْسَدَةِ، وَعَنْ الْحِكْمَةِ إلَى الْعَبَثِ ؛ فَلَيْسَتْ مِنْ الشَّرِيعَةِ وَإِنْ أُدْخِلَتْ فِيهَا بِالتَّأْوِيلِ ؛ فَالشَّرِيعَةُ عَدْلُ اللَّهِ بَيْنَ عِبَادِهِ، وَرَحْمَتُهُ بَيْنَ خَلْقِهِ، وَظِلُّهُ فِي أَرْضِهِ، وَحِكْمَتُهُ الدَّالَّةُ عَلَيْهِ وَعَلَى صِدْقِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَمَّ دَلَالَةً وَأَصْدَقُهَا، وَهِيَ نُورُهُ الَّذِي بِهِ أَبْصَرَ الْمُبْصِرُونَ، وَهُدَاهُ الَّذِي بِهِ اهْتَدَى الْمُهْتَدُونَ، وَشِفَاؤُهُ التَّامُّ الَّذِي بِهِ دَوَاءُ كُلِّ عَلِيلٍ، وَطَرِيقُهُ الْمُسْتَقِيمُ الَّذِي مَنْ اسْتَقَامَ عَلَيْهِ فَقَدْ اسْتَقَامَ عَلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ. فَهِيَ قُرَّةُ الْعُيُونِ، وَحَيَاةُ الْقُلُوبِ، وَلَذَّةُ الْأَرْوَاحِ ؛ فَهِيَ بِهَا الْحَيَاةُ وَالْغِذَاءُ وَالدَّوَاءُ وَالنُّورُ وَالشِّفَاءُ وَالْعِصْمَةُ، وَكُلُّ خَيْرٍ فِي الْوُجُودِ فَإِنَّمَا هُوَ مُسْتَفَادٌ مِنْهَا، وَحَاصِلٌ بِهَا، وَكُلُّ نَقْصٍ فِي الْوُجُودِ فَسَبَبُهُ مِنْ إضَاعَتِهَا، وَلَوْلَا رُسُومٌ قَدْ بَقِيَتْ لَخَرِبَتْ الدُّنْيَا وَطُوِيَ الْعَالَمُ، وَهِيَ الْعِصْمَةُ لِلنَّاسِ وَقِوَامُ الْعَالَمِ، وَبِهَا يُمْسِك اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَرَابَ الدُّنْيَا وَطَيَّ الْعَالَمِ رَفَعَ إلَيْهِ مَا بَقِيَ مِنْ رُسُومِهَا؛ فَالشَّرِيعَةُ الَّتِي بَعَثَ اللَّهُ بِهَا رَسُولَهُ هِيَ عَمُودُ الْعَالَمِ، وَقُطْبُ الْفَلَاحِ وَالسَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. • فالشريعة لا تعني قطع رقبتك، بل تعني قطع رقبة من يغتصب ابنتك ثم يقتلها. • الشريعة لا تعني قطع يدك بل تعني قطع يد من سرق أجرتك وأنت فرح بها وتخطط لإجراء عملية جراحية لأمك. • الشريعة لا تعني جلدك بل تعني جلد من غرر بأختك وزنا بها وتركها محطمة فانتحرت. • الشريعة لا تعني رجمك بل تعني رجم صديقك الذي خانك مع زوجتك في غيابك. • الشريعة لا تعني منعك من الأكل والشرب بل تعني تحريم الخمرة ولحم الخنزير حفاظا عليك. • الشريعة لا تعني الحدود وحدها فالحدود هي السور الخارجي فقط للإسلام، حاول الابتعاد عن الأسوار والاقتراب من الباب والدخول منه وستجد قصورا وجنانا وحينها لن تفكر أبدا في الأسوار والحدود لأنك ستكون مشغولا بما هو أهم وأعظم. الحاكم فيها يخاف الله: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ خِيَارَكُمْ وَأَغْنِيَاؤُكُمْ سُمَحَاءَكُمْ وَأُمُورُكُمْ شُورَى بَيْنَكُمْ فَظَهْرُ الأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ بَطْنِهَا وَإِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ شِرَارَكُمْ وَأَغْنِيَاؤُكُمْ بُخَلاَءَكُمْ وَأُمُورُكُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ فَبَطْنُ الأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ظَهْرِهَا» الترمذي وضعفه الألباني. فالشريعة اختيار خيار الأمراء وأفاضلهم وحث الأمراء علي الفضل والخير والتميز في ذلك وأن ينقاد الرئيس لله ويقود معه الأمة ويَأْتَمِر بالمعروف ويأمرنا وينتهي عن المنكر وينهانا، ولا أعاد الله علينا أياما كانت المفاوضات لا تعقد إلا وقت صلاة الجمعة ويأبي اليهود والنصارى أن تكون يوم السبت أو الأحد يومي صلاتهم. والشريعة هي سماحة الأغنياء، ودعوة إلي التكافل والتعاون والاستثمار والمشروعات القومية.الشريعة حكم الشورى وليست حكم الفرد، والشريعة تنبذ فساد الأمراء وتسلطهم ودكتاتوريتهم، وتنبذ بخل وجشع رأس المال المبني علي الطمع والأنانية والانتهازية وتمقت الإمعية والتبعية وأن نكون ذيولا للغرب أو للشرق حتى ولو لأقرب الناس إلينا بل الذاتية والعمل علي بصيرة. ويجعل من علامات النهاية واقتراب الساعة ضياع الأمانة ويحصرها في تولي الشرار مقاليد الأمور وإسناد الأمر لغير أهله. وروى البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِى مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِىٌّ فَقَالَ مَتَى السَّاعَةُ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ سَمِعَ مَا قَالَ، فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ « أَيْنَ - أُرَاهُ - السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ ». قَالَ هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ ». قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا قَالَ « إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ ». وَقَدْ قَالَ الْأَفْوَهُ الْأَوْدِيُّ وَهُوَ شَاعِرٌ جَاهِلِيٌّ: لَا يَصْلُحُ النَّاسُ فَوْضَى لَا سَرَاةَ لَهُمْ ![]() وَلَا سَرَاةٌ إذَا جُهَّالُهُمْ سَادُوا ![]() فالشريعة الحاكم فيها يراقب الله في شعبه قبل أن يراقب الناس وقبل أن يخشي القانون يخشى أن يسأل عنها يوم القيامة كما قال عمر لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها يوم القيامة لِمَ لَمْ تسوِّ لها الطريق يا عمر. وقبل أن يخطط ويلعب علي كسب أصوات انتخابية يخطط ويعمل ليوم الحساب فيكتب بين عينيه: ﴿ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة:281] لأنه يعلم ما روى مسلم عَنِ الْحَسَنِ قَالَ عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِىَّ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ. قَالَ مَعْقِلٌ إِنِّى مُحَدِّثُكَ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِى حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ». وروى مسلم عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِى قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِى ثُمَّ قَالَ « يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْىٌ وَنَدَامَةٌ إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِى عَلَيْهِ فِيهَا ». الشريعة الحاكم فيها يُحَاسَب: إن الإسلام يرسي قواعد محاسبة كل فرد في منظومة الحكم والرئاسة بداية من الرئيس فيروى مسلم عَنْ عَدِىِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِىِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطاً فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولاً يَأْتِى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». قَالَ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَسْوَدُ مِنَ الأَنْصَارِ كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْبَلْ عَنِّى عَمَلَكَ قَالَ «وَمَا لَكَ». قَالَ سَمِعْتُكَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ «وأَنَا أَقُولُهُ الآنَ مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَلْيَجِئْ بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ فَمَا أُوتِىَ مِنْهُ أَخَذَ وَمَا نُهِىَ عَنْهُ انْتَهَى». وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقاً فَمَا أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ غُلُولٌ ». أبو داود صححه الألباني. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |