|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#2
|
||||
|
||||
|
وهذه الأحاديث في مجموعها كما في أفرادها تدل على بقاء بيت المقدس وبقاء المسجد الأقصى، رغم الأنفاق من حوله، ورغم المحاولات لهدمه، والمسجد سيبقى شامخا كما كان سابقا، حتى يقاتلَ أهلُها الدجال في آخر الزمان، قربَ قيام الساعة. والمسجد الأقصى موجود وسيصلي فيه الناس، وفي آخر الزمان سيصلي فيه عيسى بن مريم عليه السلام مأموما، خلْف واحد من هذه الأمة، نبيُّ الله وكلمةُ الله، سيصلي خلف واحد من هذه الأمة، هو محمد بن عبد الله المهدي، وهو أمير المسلمين وخليفتهم في ذلك الزمان، ويرفض عيسى عليه السلام أن يصلي إماما بل يصلي مأموما، صلاةَ الصبح، تكرمة الله لهذه الأمة، ويكون هلاك الدجال ومن معه من اليهود والمنافقين على يدي عيسى عليه السلام بأمر الله سبحانه وتعالى، ويفرُّ اليهود والمنافقون، ويختبئون، حتى يقول الشجر والحجر باللغة العربية الفصحى: (يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله) [5]. وفي آخر الزمان لن يدخله الدجال أميرُ السلام الذي ينتظره اليهود، مع أن هذا الدجال معه قوة ومخاريق، ورد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("يَبْلُغُ سُلْطَانُهُ") -أي حكومته ومملكته وسلطته- ("كُلَّ مَنْهَلٍ") - أَيْ: سيصل الدجال كل مكان، ويدخل كل موضع، حتى أماكن المياه -. وفي رواية: ("يَرِدُ كُلَّ مَاءٍ وَمَنْهَلٍ") -ولكن هناك لن يقربها بإذن الله، قال عليه الصلاة والسلام:- ("وَلَا يَقْرَبُ أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ: مَسْجِدَ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، وَالْمَسْجِدَ الْأَقْصَى، وَمَسْجِدَ الطُّورِ") [6]. فالأقصى محفوظ في القديم من الرومان وفارس، والكنعانيين والصليبيين، حفظه الله في ذاك الزمان، وهو محفوظ الآن، -إن شاء الله- ومحفوظ إلى أن يشاء الله عز وجل، وعندما تأتي أقوى قوة خارقة وهو الدجال عندما يريد اقتحام الأقصى يقود اليهود، ويقود المنافقين من هذه الأمة؛ أمةِ محمد صلى الله عليه وسلم، فستنهزم قوتهم ولن يدخلوا الأقصى. الآن أغلقوه عنا؛ أغلق الله عليهم مواضع تنفُّسِهم، وجعل طعامَهم غصَّةً في حلوقهم، وجمَّد الدم في عروقهم، فمنعونا من شد الرحال إليه، فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدٍ؛ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى" [7]. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. الخطبة الثانية الحمد لله حمد الشاكرين الصابرين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين، أما بعدك اعلموا عبادا الله! أن سنةَ الله في خلقة الرفعُ والخفض، والابتلاءُ بالخير والشر، بالنصر والهزيمة، قال الله تعالى: ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 140] وقد اقتضت سنة الله الكونية أن الأيامَ دُوَلٌ، ولذلك دولةُ الباطلِ والظلم ساعة، مهما طالت هي ساعة، ودولةُ الحقِّ والعدل إلى قيام الساعة. فإذا ما أخذ المسلمون بهدى القرآن الكريم والسنن النبوية؛ أيَّدهم الله بمقتضى سننه الكونية، بل أخضعها لهم، وكما قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139]. وقد سُمِّيَتْ الدولةُ (دولةً)؛ لأنها تدولُ وتضمحلُّ. وهذا هو قانونُ عمرانِ الدول، فهي أشبه بالإنسان؛ يولد ضعيفاً، ثم يشتدُّ عودُه، ثم يضعف، ثم يضمحلُّ ويتلاشى، فأين فارس والروم؟ وأين دولة الخلافة والدولة الأموية، والعباسية والعثمانية؟ ودول اليوم الكبرى والصغرى مصيرها إلى زوال. والآن دولةُ اليهودِ وما يشايعُها من الدول، ومن يناصرها من الناس، لابدَّ أن تضمحلَّ، فقد بلغت حدَّ العلوِّ، ووصلت إلى نهاية الفسادِ والإفساد، ولكن حينما تُفْسِدُ الإفسادةَ الأخيرةَ والكبيرة على مستوى العالم الكبير، والتاريخِ البشريِّ، وأن يكونَ ذلك في الأرض المقدسةِ ببيت المقدس، فهذا هو سببُ انهيارها المباشر، ومفتاحُ نصرِ الإسلامِ والمسلمين إن شاء الله تعالى. وهاهم من فسادهم وإفسادهم؛ يمنعون المسلمين من الصلاة فيه حرمهم الله الصحةَ والعافية، والأمنَ والأمان، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليه السلام مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، سَأَلَ اللهَ عز وجل") -أي جدّد باءه؛ لأنه كان مبنيا قبل ذلك فسَأَلَ اللهَ عز وجل- ("خِلَالًا ثَلَاثَةً: سَأَلَ اللهَ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، فَأَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ")، ("وَسَأَلَ اللهَ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ")، ("وَأَلَّا يَأتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ") -المسجد الأقصى- ("أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَلَاةَ فِيهِ")، ("أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ")، ("وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ") [8]. قلوب كثير من المسلمين تتوق لزيارته، وشد الرحال إليه، بل هل أتى الوقت الذي يتمنى فيه أهله والقاطنون حوله يتمنون رؤيته ولو من بعيد؟! نستمع إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَلَاةِ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَفْضَلُ؟ أَوِ الصَلَاةُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟!) فَقَالَ: ("صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ")، -ومعلوم أن الصلاة في مسجد النبي بألف، فالصلاة في المسجد النبوي بأربع صلوات في المسجد الأقصى- ("وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى فِي أَرْضِ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ، وَلَيَأتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، لَقَيْدُ") -أي مسافة- ("سَوْطٍ")، -أي عصا تضرب بها الدابة- أَوْ قَالَ: ("قَوْسُ الرَّجُلِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ")، -في الرؤية فقط عن بعد، بعد هذه المسافة- ("خَيْرٌ لَهُ، أَوْ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا" [9]. لكن؛ أبشروا! فإن بَيْت الْمَقْدِسِ سيكونُ عَاصِمَةً لخِلَافَةِ الْمَهْدِيّ في آخر الزمان، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَى رَأسِي)، ثُمَّ قَالَ: ("يَا ابْنَ حَوَالَةَ! إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ") -أَيْ: خِلَافَةُ النُّبُوَّة-. ("قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ") -أَيْ: انْتَقَلَتْ مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى أَرْضِ الشَّام. [10]. ("فَقَدْ دَنَتْ") -أَيْ: قَرُبَتْ- ("الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا، وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْ النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأسِكَ") [11]. وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: أَغْزَى مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه -أي أرسل للغزو- النَّاسَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ رضي الله عنه: (إِذَا رَأَيْتَ الشَّامَ مَائِدَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ) [12]. عباد الله! ولغفرانِ الذنوبِ والخطايا والآثام، وذهابِ الهمومِ والغموم وتخفيفِ الأوجاعِ والآلام، أكثروا من الصلاةِ والسلام، على خير الأنام؛ نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، يعظمْ اللهُ لكم بها أجراً، ويمحو عنكم بها وزرا، فامتثلوا أمر الله تعالى في قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه، اللهم ارزقنا اتباعه ومحبتَه، ظاهراً وباطناً، اللهم توفَّنا على ملَّتِه، اللهم احشرنا في زُمرته، اللهم أوردنا حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جناتِ النعيم، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. اللهم ارضَ عن الخلفاء الأربعة: أبي بكر وعمر، وعثمان وعليّ، أفضلِ أتباعِ المرسلين، وآله المكرمين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارضَ عنا معهم بمنِّك وكرمك يا أرحم الراحمين، اللهم أصلح ولاةَ أمور المسلمين، وأصلحْ بطانتَهم، وأصلح رعاياهم يا رب العالمين. اللهم حرر الأقصى وسائر بلادنا فلسطين من قبضة اليهود المغتصبين الظالمين المعتدين، وسائر بلاد المسلمين. اللهم ادفع عنَّا البلاء والوباء، والربا والزنا واللواط، والزلازل والمحن، وسوءَ الفتن، ما ظهر منها وما بطن؛ عن بلدنا هذا خاصة وعن بلاد المسلمين عامة، يا رب العالمين، ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ (الحشر: 10) عباد الله! ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90، 91] وأقم الصلاة؛ ﴿ ... إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]. [1] (م) (2920). [2] رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وحسنه مشكاة المصابيح (3/ 1494، رقم 5424). [3] صحيح الجامع (3726). [4] رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَإِسْنَادُ الطَّبَرَانِيِّ حَسَنٌ. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 343). [5] انظر (خ) (2925)، (م) 79- (2921). [6] (حم) 14997، 23733، انظر الصَّحِيحَة: 2934، وقال الأرناءوط: إسناده صحيح. [7] (خ) (1132)، (م) (1397). [8] (جة) 1408، (س) 693، (حم) 6644، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح. صَحِيح الْجَامِع: 2090، صَحِيح التَّرْغِيبِ (1178). [9] (هب) 4145، وصححه الألباني في تمام المنة ص294، وصَحِيح التَّرْغِيبِ (1179). [10] عون المعبود (5/ 432). [11] (حم) (22540)، (د) (2435)، انظر صَحِيح الْجَامِع (7838). [12] (حم) 17769، (ك) 8425، انظر صحيح موارد الظمآن 1592، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |