خطبة عن الاستعداد للآخرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         10 استخدامات غير تقليدية لورق الفويل في بيتك.. من سن المقص لتنظيف الفرن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          7 نصائح لازم تسمعها قبل ما الغيرة تبوظ حياتك.. اعترف بمشاعرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وصفات طبيعية لتقوية ونمو الرموش.. من الشاي الأخضر لجل الصبار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          منيو العروسة.. 6 أطعمة تعزز نضارة البشرة دخليها في أكلك لو فرحك في العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          7 مشاكل بتهدد أولادك لو ما بيسمعوش منك كلمة "آسف" أبدًا.. انعدام الثقة الأبرز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طريقة عمل صدور الدجاج الباردة.. أكلة سهلة وهيحبها أطفالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          7 نصائح لحماية شعرك من التلف والتجعد في فصل الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          5 أخطاء في المكياج تفسد مظهرك وتهدد صحة بشرتك وسلامتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          4 خطوات للتعامل مع الشخصية المسيطرة.. عشان تتجنب مضايقته ليك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          طريقة عمل لفائف الخس بالدجاج والأفوكادو.. جددي مطبخك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-12-2020, 04:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,004
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن الاستعداد للآخرة

خطبة عن الاستعداد للآخرة
عبدالله بن عبده نعمان العواضي










الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، ومالك يوم الدين، أحمده حمداً يليق بجلاله على كثرة نواله، حمداً نستجلب به نعمه، ونستدفع به نقمه، ونستكثر عطاياه، ونصبِّر النفس في بلواه، أشهد أنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.







وأشهد أن محمداً عبده المصطفى، ورسوله المجتبى. إمام المتقين، وسيد المرسلين، وحبيب رب العالمين، خير من دعا وأرشد، وتبتّل وتعبّد، وتقلّل من الدنيا وتزهّد، وقد عُرضت عليه الخزائن فأباها، ورغب فيما عند الله فنالت نفسه عنده مرادها ومناها، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين، وصحابته الميامين، وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، وسلَّم تسليماً.







أما بعد:



فأوصي نفسي وإياكم -أيها الناس- بوصية الله لعباده كافة: أولهم وآخرهم، خاصتهم وعامتهم، ألا فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.







عباد الله، إنها مكان وزمان: مكان محصور، وزمان محدود، مكان نعرفه ونألفه، نسير عليه ونأوي إليه، وزمان نعلم انتهاء وقته، ونجهل وقت انتهائه، إنها مركب عبور، لا منزلَ حبور، وموطن غرور، لا مهد سرور، تتزين بكل زينة، وتتلون بلون كلِّ طينة. وهي كعجوز شمطاء، قبيحة شوهاء، ومع ذلك فكم خدعت من مغرور بمظهرها، وسبَتْ عقلَ من لم يعرف جوهرها.







تبدو حقائق، وهي أوهام، وتتراءى للناظر وهي:



أحلام نوم أو كظل زائل *** إن اللبيب بمثلها لا يخدع



تلكم -أيها الناس- الدنيا دارُ النفاد، لا دار الإخلاد، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس24].







عباد الله، كانت هذه الدنيا – ولاتزال - مزرعة يضع فيها الزرّاع بذورهم من العمل؛ ليحصدوا ثمر ما زرعوا في الدار الآخرة، إن أحسنوا البذر حسُنَ حصادهم، وطابت ثمرتهم، وإن أساؤوا ساء منقلبهم، وجاعوا وقت الحاجة، ولا سبيل إلى قضائها وقد فرطوا في زمن البذر، وندموا حين رأوا الناس يحصدون ويبتهجون بما أدخروا لهذا اليوم.







لم يوجد الناس على هذه الحياة ليعيشوا عيش الخالدين؛ فيعمروها ويخربوا الدار التي وعدوا بالخلود فيها؛ فإن الله خلق خلقه لغاية وهدف، ولم يخلقهم لأكل وشرب، وترف ولعب وعبث فقال الحكيم العليم: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون 115].







تجلّت هذه الحكمة في قول ربنا الكريم: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات 56].



إنها عبادة الله وحده، فإذا ما انتهت هذه الحياة عُرضِت للناس نتائجها في دار القرار والأبد.







ليطمئن الطائع إلى ثواب الله وحسن نُزله، وينال الخارج عن طاعة ربه جزاء فسوقه وإعراضه، فيظهر بذلك عدل الحكم العدل، ولا يظلم ربك أحداً.







عباد الله، إن الله تعالى جعل الدنيا مقر تكليف بأمره ونهيه فقال تبارك وتعالى لآدم عليه السلام ولإبليس لعنه الله حين أهبطا من السماء: ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه123].







فانقسم الخلق في الدنيا إلى قسمين:



أحدهما: أنكر أن للعباد داراً بعد الدنيا يثابون أو يعاقبون على ما عملوا فيها. وهؤلاء يمثلهم إبليس ومن كفر من الجن والإنس.







قال الله فيهم: ﴿ إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } ﴾ [يونس7-8].







وهؤلاء همهم التمتع في الدنيا بلذاتها وشهواتها قبل موتهم ورحيلهم عنها. فهم-في الرغبات والنزوات- كالأنعام في صور الأنام، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ﴾ [محمد12].







والقسم الآخر: من يقرون بدارٍ بعد الموت للحساب على ما عملوا في الدنيا، ويمثلهم آدم ومن أسلم من الجن والإنس، وهم منقسمون إلى ثلاثة أصناف حسب أعمالهم:



ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات بإذن الله، فصنف الظالم لنفسه: -وهم الأكثرون- وقفوا مع زهرة الدنيا وزينتها فأخذوها من غير وجهها، واستعملوها في غير محلها. صارت الدنيا أكبر همهم، ومبلغ علمهم، بها يرضون، ولها يغضبون، ولها يوالون، وعليها يعادون، يعلمون دقيقها وجليلها، ويصدق فيهم قول القائل:





أبنيَّ إن من الرجال بهيمة

في صورة الرجل السميع المبصر



حذِق بكل مصيبة في عيشه

وإذا أصيب بدينه لم يشعر










هؤلاء هم أهل اللهو واللعب، والزينة والفتور، وإن كانوا يؤمنون بالآخرة إيمانا مجملاً. فهم لم يعرفوا المقصود من الدنيا ولماذا كانت الحياة فيها.







وأما صنف المقتصد، فهم الذين أخذوا الدنيا من وجوهها المباحة، وأدوا الواجب فيها، وأمسكوا الزائد بعد الواجب على أنفسهم، يتوسعون فيه بالتمتع بشهوات الدنيا. وهؤلاء لا عقاب عليهم في ذلك إلا أنه ينقص من درجاتهم، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لولا أن تنقص من جناتي لخالفتكم في لين عيشكم، ولكن سمعت الله عيّر قوماً فقال: ﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا ﴾ [الأحقاف: 20].







وأما صنف السابق بالخيرات، فهم الذين فهموا المراد من الدنيا وعملوا بمقتضى ذلك، فعلموا أن الله إنما أسكن عباده في هذه الدار ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾ [الكهف7].







فاكتفى السابقون منها بما يكفي المسافر ويخفف عليه ثقله، ويسهّل عليه السرعة والقدوم على الوطن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مالي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ثم راح وتركها) [2]. ومتى ما أخذ السابق من شهواته المباحة، ونوى بها التقوِّي على طاعة الله كانت طاعاتٍ يؤجر عليها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وفى بُضع أحدكم صدقة ). قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: (أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) [3].







وقال معاذ رضي الله عنه: "إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي ".



قال سعيد بن جبير: " متاع الغرور ما يلهيك عن طلب الآخرة، ومالم يلهك فليس بمتاع الغرور، ولكن متاع بلاغ إلى ما هو خير منه ".







عباد الله، إن السابقين رأوا أن هذه الدنيا ليست وطنهم الذي به يستقرون، ومقام مستقبلهم الذي له يبنون، وإنما هي منزل سفر عما قريب عنه يرتحلون، ومهيع غربةٍ لا راحة فيه ولا أُنس، فتهيأوا بزادهم الكافي في هذا السفر. قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي وقال: (كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل )، وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك[4].







فالناسك السالك في هذه الحياة كعبد أرسله سيده في حاجة إلى غير بلده فشأنه أن يبادر بفعل ما أُرسل فيه، ثم يعود إلى وطنه، ولا يتعلق بشيء غير ما هو فيه.







أيها الناس، يعمل كثير من الخلق للدنيا يظنون بقاءها، وعدم التحول عنها، وهي ذاهبة عنهم وذاهبون عنها، لا قرار ولا استمرار، وماهي إلا كالثلج وضع في الشمس فلا يزال في الذوبان حتى ينتهي.







قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " ارتحلت الدنيا مدبِرة، وارتحلت الآخرة مقبلِة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل".







بينا -يا عباد الله- يسرح الناس ويمرحون في الدنيا يعمرونها ويلتهون بها، إذا بهم يفاجئون بداعي الحق ينادي: ﴿ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [ق19]. لقد مات صاحب الجاه العريض، الذي غرّه جاهه، فهل دفع حشمُه وجنده قبَضةَ روحه؟! ومات صاحب المال الطائل الذي أطغاه ماله، فهل أغنى عنه ماله وما كسب؟! ماذا أخذ من ماله إلى قبره؟! لمن ترك الدنيا؟ لقد تعب فيها واجتهد على تحصيلها، أهكذا يفارقها وتفارقه، ويخرج منها بقطعة من القماش يستوي فيها مع الفقير الُمعدِم الذي لم يملك من الدنيا ما ملك. لقد مات هؤلاء ومات غيرهم ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} ﴾ [الرحمن26-27].







نعم -يا عباد الله- هكذا الدنيا سريعة الذهاب، قريبة الغياب.



لا راحة فيها ولا اطمئنان، هموم وأكدار، آلام وأسقام، إذا أقبلت نزل الهم والتعب، وإن أدبرت جثم الحزن والغم، لا يستريح المؤمن إلا بمغادرتها.







مُرَّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة فقال: (مستريح ومستراح منه) قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: (العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب) [5].







عباد الله، لماذا الركون والميل إلى حياة أمدحُ ما فيها أنها زينة ومتاع، ومن طبيعة الزينة والمتاع سرعة التحول، وقرب التبدل؟! ثم ماهي إلا مضمار لعبٍ ولهو وزينة وتكاثر وتفاخر، بينما هي في نضارتها الزائفة، يمتد إليها الهلاك فتصبح أثراً بعد عين، وحطاماً بعد ابتهاج.



يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 125.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 123.39 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.38%)]