حالة التعليم في الحجاز .. المقابلة بين الماضي والحاضر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119760 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-06-2021, 02:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي حالة التعليم في الحجاز .. المقابلة بين الماضي والحاضر

حالة التعليم في الحجاز .. المقابلة بين الماضي والحاضر
أحمد إبراهيم الغزاوي






لقد تجلت شمس المعارف في أربِعة أقطار المعمور واستنار الناس في هذا العصر لدرجة سخَّروا بها القوى الصامتة، والمياه المنحدرة، وأقلقوا سوابح البحار وراعوا ذوات الجناح في أجوائها، وكشفوا من أسرار الكون وعظمة الخالق وقدرته. ما يجدر بالمسلمين أن يكونوا فيه عند أوامر دينهم وآثار أسلافهم الذين كانوا نبراس الفنون ومصابيح الوجود يوم كانت حنادس الجهل تخيم على ربوع الغرب.

نعم - انطلق المجدون وراء الأسباب المعقولة. والغايات النافعة. التي أدّت الى رفاهية الجنس البشري وخففت من مشاق الحياة الدنيا. وواصلوا الدأب فيما يأخذ بأقوامهم إلى قمم المجد. ومواقف التفوق. وغالبوا الصعاب واعتصموا بالثبات حتى كان من أمرهم ما نشاهده اليوم من روائع الابتكار! وبدائع الاختراع!.

ولقد شعر الحجازيون بما كانوا عليه من الانزواء والانكماش. وبدأت روح الانتعاش تدب فيهم منذ أوائل هذا القرن. ولكنها كانت قصيرة مرمى الطرف بطيئة الخطى. وما زال هذا شأنها حتى اندلعت نيران الحرب الكبرى. فلحقهم شررها. وانصرفوا يبحثون عن موارد العيش وضروريات الحياة، فكان لذلك أثر يذكر في تأخر النهضة الفكرية وغل الأيدي عن مواصلة العمل في سبيل الثقافة المنشودة.

حقاً - إن الطبقة المستنيرة: التي تكونت أذهانها في غضون تلك الطامة العظيمة لهي من أسطع الأدلة على أن العربي لم يزل كما عرفه التاريخ حدة ذكاء. وصفاء ذهن. وقوة استعداد. للتبريز في كل ميدان. والسبق إلى كل رهان.

ومما يملأ النفس غبطة ورجاء أن تجد أمامك اليوم في بلدان الحجاز عدداً متناسباً مع ظروفه. يتطلع إلى مجاراة أرقى الأمم في وسائل النجاح. ومعالي الأمور ويعمل قدر طاقته على إنماء هذا الشعور في كل حديث يجري بين زوايا الدور. ونوادي الاجتماع.

وما كانت هذه النهضات العظيمة التي قامت بها الشعوب في بلاد الغرب إلا بعد أن تهيأ لها القوم عصوراً عديدة ومهد المصلحون السبيل إليها فجاءت نتيجة التفكير الصحيح. والاختمار الطويل والشعور المتحفز. وعلى مقتضى سنة التطور في حياة الأجيال وسائر الموجودات.

وإذا كنا اليوم في دور التكوين من حيث النهضة العلمية والفكرية. رأينا أن نلم بشيء من سير التعليم في الحجاز. وما نرجو له من تقدم مطرد. ونجاح محقق إن شاء الله. بتوفيق الله تعالى ثم بفضل العناية التي بذلها صاحب الجلالة قرة عين العرب والمسلمين وإمام المصلحين. وبقية السلف الراشدين. مليكنا العظيم - أثابه الله.

ففي العقد الأول من القرن الرابع عشر بدت بشائر التعليم في (المدرسة الصولتية) التي أسسها الأستاذ (الشيخ رحمة الله الهندي) صاحب كتاب إظهار الحق بمعاونة المثرية الهندية الشهيرة (صولة النساء) رحمهما الله في عاصمة الإسلام فتلقى فيها بعض الطلبة دروساً على شيء من النظام وحسن الترتيب وكان لرجالها ومعلميها بعض الأثر في إحياء ما انطمس من معالم التعليم. وأخرجت عدداً ليس بالقليل من التلامذة الذين كانوا باكورة المتعلمين في الحجاز. وشغلوا بعدئذ مراكز في المدارس ودوائر الأعمال ومناصب الحكومة العالية.

ثم أنشئت (المدرسة الفخرية) بمساعي الشيخ (عبد الحق الهندي) فقامت بواجبها في إنهاض الأحداث من كبوة الأمية التي كانت مستحكمة الحلقات في جميع الطبقات. وهيأت عدداً صالحاً من أبناء البلد الأمين لتلقي الفنون الابتدائية وسلكت بهم سبيل التدريج في الترقي على حسب استعدادهم فتخرج منها نفر تألفت منهم ومن أولئك طائفة فتحت أبصارها لرؤية الصباح المسفر.

وإن الحجازيين ليحفظون بين قلوبهم للأستاذ الجليل (الشيخ محمد الخياط المكي) مؤسس المدرسة الخيرية يده البيضاء بإنشائها فهو صاحب الفضل الأكبر بين مواطنيه بإقدامه على هذا العمل العظيم. وإدخاله التحسينات العصرية في نظام مدرسته. حتى جعلها مهوى أفئدة الطلاب ومرتعاً خصيباً يرتاده المجدبون. في ذلك العهد.

ولا أنسى لحضرة الأستاذ الجليل (الشيخ عبد الله حمدوه) جهوده المتواصلة في مدرسته التي كانت تكتظ بالتلاميذ على اختلاف درجاتهم فقد رشفوا من مناهل مدارسه التي فتح أبوابها في عدة جهات من أم القرى فكانت أعذب مورد يرتوي منه عطاش الناشئة من معين صفت مناهله وفاضت غدرانه. وما زال على تطاول الأيام يجود بسلسبيله ويجاهد صاحبه فيما هو بسبيله فلله ما قدم من خدمة جليلة يذكرها الآباء للأحفاد بلسان التقدير والامتنان ومن دواعي الفخر والابتهاج ما قام به الرجل الفذ والشهم الغيور (الشيخ محمد علي زبنل) من مشروع (المدارس الفلاحية) في مكة المكرمة وجدة. التي هي أشبه بالجامعات بالنسبة للحجاز في الوقت الذي أنشئت فيه. وكان عضده المتين وساعده الأقوى في ذلك الشاب الصالح والوطني المخلص (الشيخ عبد الرؤوف جمجوم) رحمه الله، الذي خلفه في هذه المساعدة أخوه الفاضل (الشيخ محمد صالح جمجوم).

أجل: قد اختار المؤسس المشار اليه للمدارس المذكورة التي بذل ويبذل لها حتى الساعة أقصى ما يمكن أن يجود به محسن في سبيل الخير العام من جيبه الخاص - أصلح الأساتذة. وأمثل المعلمين وعلى رأسهم مدير مدرسة الفلاح بمكة الشيخ (عبد الله حمدوه) السالف الذكر وبجدة (الشيخ حسين مطر) فقامت بدورها وقطعت شوطاً بعيداً في التثقيف. المبني على أصول الدين الحنيف. وكان لها القدح المعلى في نشر العلم بين الناشئين.

وأخذت في التقدم من سنة لأخرى. إلى أن تمكنت بفضل الله تعالى ثم بمثابرة مؤسسها وحمية رجالها من تبديد سحب الجهل الكثيفة التي كانت تغشى عقول الأحداث والطلاب. وأزاحت عن قلوبهم رين الخرافات العالقة بنفوسهم منذ كانوا في الأراجيح يتلقونها من أفواه الأمهات الساذجات والقرناء المصفدين بقيود الترهات. فآذن ليل الجهل بالبلج. وبرز في الميدان شباب متنور قبض أزمة مصالح عديدة استطاع أن يقوم بواجبها كأفضل ما ينتظر من أي متخرج في أي بقعة تحت الشمس ولو أتيح له من الفرص الاقتصادية والحكومية، في العهود المنصرمة سبيل النهوض لكان له أثر حميد في حياة الأمة وسمو مكانتها.

وثم بضع مدارس أميرية أقيمت في الحجاز وثغوره إلى غاية العهد الماضي تقلبت في أدوار من التقدم والتأخر عاقت دون إنضاج ثمرتها. واقتطاف جناها إلا أنها أفادت كثيراً بإخراج طوائف من النابتة تقلص عنها ظل الأمية. وضربت في العلوم الرياضية بسهم. وأعدتهم لما هو أسمى درجة عن مستواها لكن طما على أكثرهم سبل الحاجة فانصرفوا بحكم الضرورة إلى أسباب الرزق يتطلبونه من كدح اليد. فذبلت الزهرة المتأرجة. وخبت الشعلة المتأججة.

هذه حالة التعليم في الحجاز في الحقبة الماضية من التاريخ القريب: أما اليوم فحدث ما شئت عن مستقبل زاهر وجهد مستمر. وأيد عاملة. فقد ابتسم وجه الرغبة. وقام البرهان المحسوس والدليل الناطق على إرادة جلالة الملك العادل في نشر العلم والمعارف. وتفيؤ الحجاز بظلهما الوارف بإرسال البعثتين اللتين هما أول من عرف التاريخ خروجهما من بلاد العرب لارتشاف مناهل العلم واقتطاف أزهاره. ولن يمضي وقت يسير بمشيئة الله حتى يعود أفرادهما رافعين راية الفوز باليمين فيقومون بواجبهم نحو أمتهم ودينهم وبلادهم وما ذلك على الله بعزيز.

ومن أهم ما يلفت النظر ويقوي اليقين في حسن مقاصد جلالة الملك أيده الله نحو رعيته التي هي على مراتب ثلاث لديه (الشيخ والد، والكبل أخ والناشئ ابن) اختياره العالي لإدارة المعارف العمومية في الحجاز رجال من خيرة أخصائه. وأصدق أوليائه، يضن به على غير مهماته. وجليل خدماته. ألا وهو (الشيخ حافظ وهبه) ذلك الذي حاز ثقة مليكه العالية فكان سماحه به لهذا المنصب دليلاً ساطعاً. وبرهاناً قاطعاً. على أنه يحب لقومه الخير والفلاح والنهوض ويقدم منافعهم العمومية. على اختصاصاته الملوكية. وها أن صاحب الفضيلة المشار إليه، قد شمر عن ساعد العمل وأخذ يعد الأنظمة. ويرتب الأسباب. ليكون في الحجاز رمز أعلى لما بلغه العرب من الرقي والتقدم في أزهى عصور تاريخهم المجيد.

وإليك أيها المتتبع لهذه النهضة المباركة القطرة الأولى من الغيث المنتظر انهماره:
(1) إنشاء قسم التخصص للتعليم في المعهد السعودي العلمي.
(2) تنظيم التدريس في المسجد الحرام.
(3) تشكيل هيئة مراقبة الدروس والتدريس.
(4) تعليم المطوفين حسب البرنامج الموضوع.
(5) إصلاح المدارس الابتدائية وتنظيم برامجها واختيار الأساتذة الأكفاء لها.

إلى غير ذلك من المشاريع الإصلاحية الواسعة النطاق التي ستبرز للعيان بأسرع ما يمكن من الزمن وسنأتي عليها في حينها وإن غداً لناظره قريب وفق الله العاملين. وهداهم الى صراطه المستقيم.

المصدر: "مجلة الإصلاح"، العدد الأول، 15/2/1347هـ


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.11 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]