خطبة: "تعلموا العربية؛ فإنها من دينكم" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 664 - عددالزوار : 74756 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 58 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-01-2022, 05:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,757
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: "تعلموا العربية؛ فإنها من دينكم"

خطبة: "تعلموا العربية؛ فإنها من دينكم"
السيد مراد سلامة



الخطبة الأولى

أيها الناس: فإن لكل أمة من الأمم شعائرها ومناسكها التي تنسكها، وتتمسك بها، وتدعو إليها ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [المائدة: 48]، وفي آية أخرى: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ﴾ [الحج: 67].



ولسان القوم هو وسيلة الخطاب بينهم، ولغتهم هي وعاء منسكهم وشعيرتهم ودينهم، وكل قوم يفاخرون بلسانهم، ويدعون إلى لغتهم.



والله تعالى قد امتن علينا بالبيان فقال الرحيم الرحمن: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 4].



وحديثنا اليوم عن أعظم لغة عرفتها البشرية، وهي سر السعادة الأبدية إنها اللغة الربانية، لغة القرآن، ولسان النبي العدنان، ولغة أهل الجنان، من تعلمها أمن من الخطأ واللحن، وفهم ما جاء في القرآن، وما ورد على لسان سيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم.






لغةٌ إذا وقعتْ على أسماعِنا

كانتْ لنا بردًا على الأكبادِ


ستظل رابطةً تؤلِّفُ بيننا

فهي الرجاءُ لناطقٍ بالضادِ






فاللغة العربية عباد الله: هي من أرسخ اللغات ثباتًا وبيانًا، لم تتغير بلاغتها وفصاحتها منذ قديم الزمان إلى يومنا هذا، حفظها الله لنا بحفظ القرآن على مر الزمان إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومَنْ عليها قال جلَّ مِن قائلٍ سبحانه: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].



وباللُّغة العربية يُحافظ العرْب على مجدهم وعزِّهم وشرفهم، ويربطون ماضيَهم بحاضرهم ومستقبلهم، ولقد حَرَص الصحابة - رضوان الله عليهم - على تعلُّم اللُّغة وتعليمها لأبنائهم، فهذا عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - يَكتب إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - يقول له: "تفقَّهوا في السُّنَّة، وتفقَّهوا في العربية، وأعْرِبوا القرآن؛ فإنَّه عربي".



أولًا: اختلاف اللغات آية من أعظم الآيات الدالة على قدرة الله تعالى:

اعلم - بارك الله فيك أخي الكريم - أن من آيات الله البينات على عظيم قدرته، وحسن إبداعه، وإتقان خلقه، اختلاف البشر في أشكالهم، وألوانهم ولغاتهم، فرغم أن أصلهم واحد، فأبوهم آدم وأمهم حواء إلا أنهم انقسموا إلى أجناس وقبائل وألسن وألوان مختلفة لا يعلم عددها إلا الله تعالى، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ﴾ [الروم: 22].



إن اختلاف لغات البشر آية عظيمة، فهم مع اتحادهم في النوع كان اختلاف لغاتهم آية دالة على ما كَوَّنَه الله تعالى في غريزة البشر من اختلاف التفكير، وتنويع التصرف في وضع اللغات، وتبدل كيفياتها باللهجات والتخفيف، والحذف، والزيادة، بحيث تتغير الأصول المتحدة إلى لغات كثيرة [1].



ثانيًا: اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم:

اعلموا علمني الله وإياكم: أن اللغة العربية نالت تلك المنزلة و المكان لأنها لغة القران الكريم الذي نزل على النبي الأمين صلى الله عليه وسلم؛ ففي القرآن الكريم نجد آيات كثيرة عن اللّغة العربيّة: كقوله تعالى: ﴿ إنَّا أنزلناه قُرآنًا عربيًّا لعلَّكم تعقلون ﴾ [يوسف: 2]، ﴿ إنَّا جعلناهُ قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون ﴾ [الزّخرف:3]، ﴿ قُرآنًا عربيًّا غَيرَ ذي عوجٍ لعلَّهم يتَّقون ﴾ [الزّمر: 2]، ﴿ إنَّا سمعنا قرآنًا عجبًا، يهدي إلى الرُّشدِ فآمنَّا بهِ ﴾ [الجنّ: 2]، ﴿ قُل هو للَّذين آمنوا هدىً وشفاءٌ ﴾ [فُصِّلت: 44]، والهدى: يعني العقل والعظمة في البصيرة ومعرفة حقائق الأمور، كما في قوله تعالى: ﴿ أولئك الَّذين هداهم اللهُ وأولئك هم أولو الألباب ﴾ [الزّمر: 18].



لغتي يا بحرًا ممتدًا قد ناغى كلَّ الشُطآنِ

يا خيرَ بيانٍ باركَهُ ربي في آي القرآنِ

قد كان رسولُ اللهِ بها مَثَلًا أعلى في التبيانِ[2]



عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " ‌تَعَلَّمُوا ‌الْعَرَبِيَّةَ، فَإِنَّهَا تَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ "[3].



ويكفيها شرفًا أنها وسيلة للحصول على الخيرة فلا ينال تلك المنزل زالا لمن تعلم العربية حتى يقرأ القرآن غضًا طريًّا: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «‌خَيْرُكُمْ ‌مَنْ ‌تَعَلَّمَ ‌الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»[4].






وَسِعْتُ كِتَابَ اللهِ لَفْظًا وَغَايَةً

وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بِهِ وَعِظَاتِ


فَكَيْفَ أَضِيقُ الْيَوْمَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ

وَتَنْسِيقِ أَسْمَاءٍ لِمُخْتَرَعَاتِ؟!


أَنَا الْبَحْرُ فِي أَحْشَائِهِ الدُّرُّ كَامِنٌ

فَهَلْ سَاءَلُوا الْغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتِي






ثالثًا: اللغة العربية هي لغة أهل الجنة:

معاشر المحبين: كما نالت اللغة العربية الصادرة في الدنيا ستنال اللغة العربية وسام الشرف والخلود في جنات الخلود لتكون هي لغة أهل الجنة -جعلني الله وإياكم والسامعين من أهلها - روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعًا بذراع الملك، على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة، وعلى لسان محمد صلى الله عليه وسلم.. )[5].



وروى داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: "لسان أهل الجنة عربي". اهـ

وقال عقيل قال الزهري: "لسان أهل الجنة عربي". اهـ



قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:




ولقد أتى أثر بأن لسانهم

بالمنطق العربي خير لسان[6]










وأخرج ابن عساكر في التاريخ عن ابن عباس: أن آدم عليه السلام كانت لغته في الجنة العربية، فلما عصى سلبه الله العربية، فتكلم بالسريانية، فلما تاب ردّ عليه العربية. إلا أن عبد الملك بن حبيب يقول: كان اللسان الأول الذي نزل به آدم من الجنة عربيًا إلى أن بَعُد العهد وطال، حُرِّف وصار سِريانيًا. اهـ [7].



عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: ‌لَمْ ‌يَنْزِل ‌وَحْي ‌إلا ‌بالعربيةِ ثُمَّ يُتَرْجِم كُلّ نَبِيّ لقومِه بلسَانهم. قَالَ: ولسانِ يَوْم الْقِيَامَة السُّرْيَانِيَّة، ومن دَخَلَ الْجَنَّة تَكَلَّمَ بالعربيةِ «[8]».



وقالت المستشرقة الألمانية الدكتورة آنا ماري شيمل: واللغة العربية لغةٌ موسيقية للغاية، ولا أستطيع أن أقول إلا أنها لا بدّ أن تكون لغة الجنة. اهـ[9]






ولسانُ الجنةِ منْ لُغتي

للحُورِ بها والوِلدانِ


سأظلُّ أُردد مفتخِرًا

ببيانٍ عَذْبٍ فَتّانِ


لُغتي يا أجملَ أُغنيةٍ

يَحميكِ إلهُ الأكوانِ[10]






قال الفارابي يمدح العربية: «بأنها من كلام أهل الجنّة، وهو المنزّه بين الألسنة من كل نقيصة، والمعلّى من كل خسيسة، ولسان العرب أوسط الألسنة مذهبًا وأكثرها ألفاظًا»[11].



رابعا: أنه لا يتكلم في كتاب الله إلا من علم لغة العرب:

أمة الإسلام اعلموا - بارك الله فيكم - أنه لا يجوز للإنسان أن يتكلم في كتاب الله تفسيرًا وبيانًا إلا من علم لغة العرب لأن القرآن نزل كما ذكرنا نزل بلسان عربي لا يفهمه إلا من علم لغته، قال مالك بن أنس: «لا أوتى برجل يفسر كتاب الله غير عالم بلغات العرب إلا جعلته نكالًا.. »[12].



وقال مجاهد: «لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إن لم يكن عالمًا بلغات العرب.. »[13].



ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «لا يقرئ القرآن إلا عالم بلغة العرب.. »[14].



والذي دفع أمير المؤمنين عمر أن يقول هذه المقالة ما روي أن أعرابيًّا قدم إلى المدينة المنورة في خلافة أمير المؤمنين عمر فقال: من يقرئني مما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- فأقرأه رجل سورة "براءة" فقال: ﴿ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ﴾ بالجر فقال الأعرابي: «أو قد برئ الله من رسوله؟ إن يكن بريء من رسوله فأنا أبرأ منه» فبلغ عمر رضي الله عنه مقالة الأعرابي فدعاه فقال: يا أعرابي أتبرأ من رسول الله؟ فقال: يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن فسألت من يقرئني فأقرأني هذا سورة براءة فقال: ﴿ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ﴾ بالجر، فقلت: أو قد بريء الله تعالى من رسوله؟! إن يكن برئ من رسوله فأنا أبرأ منه. فقال له عمر رضي الله عنه: ليس هكذا يا أعرابي فقال كيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: ﴿ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ﴾ فقال الأعرابي: وأنا والله أبرأ مما بريء الله ورسوله منه، فأمر عمر رضي الله عنه ألا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة... "[15].



وكان الأصمعي يقول: «تعلموا النحو فإن بني إسرائيل كفروا بكلمة قال الله عز وجل، يا عيسى أنت نبي وأنا ولَّتُك بتشديد اللام معناها، أوجدتك وخلقتك فخففوها فصار كفرًا.. »[16].



فمعرفة اللغة والإلمام بقواعد النحو يعين المفسر على معرفة المعنى المراد والغرض المقصود.



روى عكرمة عن ابن عباس قال:.. ما كنت أدري ما قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴾ [الأعراف: 89] حتى سمعت ابنة ذي يزن الحميري وهي تقول: «أفاتحك» يعني أقاضيك.. وقال أيضًا: ما كنت أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى أتاني عربيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها يعني ابتدأتها.



وجاءه رجل من هذيل فقال له ابن عباس: ما فعل فلان؟ قال: مات وترك أربعة من الولد وثلاثة من الوراء.



فقال ابن عباس: ﴿ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾ [هود: 71] قال: «ولد الولد.. »[17].
يتبع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 105.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 103.28 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.64%)]