خطبة: { فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون } - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 74607 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 27 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-04-2023, 06:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,684
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: { فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون }

خطبة: { فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون }
ساير بن هليل المسباح


﴿ فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [الشعراء: 202]


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضِلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

إنَّ أصدق الحديث كتابُ الله، وأحسن الهدي هديُ محمدٍ، وشر الأمور محدثاتُها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون، من أعظم ما يُصيب الإنسان في دينه أن يموت قلبه فلا يفرح لعمل صالح يقوم به، ولا يحزن لمعصية اقترفها، تستوي لديه الحسنات والسيئات، فسيان لديه بعد ذلك أَعَمِلَ عملًا صالحًا أو قارفت يداه عملًا غير صالح.

وإذا وصل الإنسان إلى مرحلة كهذه تختفي فيها مراقبة الله تعالى، والخوف من غضبه وعقابه، ويختفي فيها أيضًا الفرح بلقاء الله، والطمع بما عنده من النعيم والثواب؛ فهذا يعني أنه قد وصل إلى مرحلة الغفلة عن عقاب الله، وعن عذاب الله، وعن مكر الله تعالى، وهؤلاء لا يفيقون من غفلتهم هذه إلا بعذاب يأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون، وتوقَّفُوا كثيرًا عند قوله تعالى: ﴿ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [الأعراف: 95].

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 8، 9]، فقدان الشعور بأنهم يقومون بعمل سيِّئ وذنب عظيم، هذه مصيبة، وهذا يعني أنهم تجاوزوا كثيرًا من المحاذير والمخاوف حتى وصلوا إلى مرحلة موت الشعور بالإثم، أو موت الضمير كما يُقال.

فهو لا يهتمُّ: هل صلَّى الصلاة في وقتها، أم خارج وقتها؟ وهو لا يهتمُّ إن بقي على الصلاة دقائق قليلة أن ينام قبلها، ولا يصبر حتى يؤديها في وقتها، وهكذا في بقية العبادات والشعائر، وربما بلغ الخمسين وهو لم يُؤَدِّ فريضة الحج، وليس لديه مانع يمنعه من ذلك.

وأمثال هؤلاء الذين وصلوا إلى هذه المرحلة؛ مرحلة موت الشعور، ناسَبَ أن يكون عقابُهم وعذابُهم أن يأتيهم بغتةً من حيث لا يشعرون، من الباب والموضع الذي ظنُّوا أنهم قد أمنوه، وتأكَّدُوا أنه لا يأتيهم منه شيء ﴿ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النحل: 26]، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ * ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [الأعراف: 94، 95].

نعوذ بالله من موت القلوب، ونعوذ بالله من مَكْر الله، فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسِرُون.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب وإثم وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الهادي الأمين، وعلى آله وصَحْبه الطيبين الطاهرين، ومن سار على نهجه واقتفى أثره، واتَّبَع سُنَّتَه إلى يوم الدين.

أيها المسلمون، إنَّ المفجع حقًّا أن الإنسان يقع عليه عذاب الله وهو لا يشعر أنه عذابٌ من عند الله، فرُبَّما ظَنَّه سوء توفيق أو عطلًا طارئًا أو خطأً غير مقصود.

يأتيه العذاب على هيئة مرض في البدن، أو خسارة في المال، أو أذيَّة في الأبناء، أو فِراق مع الزوجات، أو قضية في مجال العمل، أو صعوبة غير معتادة في الإجراءات، فيذهب وراء كل الأسباب، وينسى عقوبة الله له، ونذير الله إليه، وهذا خذلان آخر؛ وسبب ذلك كله أنه وصل إلى مرحلة لا يشعر فيها بخطأ ما يرتكبه، ولا يشعر بسببه بالعذاب الذي وقع عليه ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14].

فاسألوا الله حياة قلوبكم، ويقظة ضمائركم، وأكثروا من الرجوع إلى الله تعالى والتوبة إليه، والاستغفار ممَّا فعلتموه في أمور دينكم ودنياكم، ولا تقطعوا الصلة بينكم وبين الله تعالى، واجعلوا الحبل الذي يَصِلُكم بالله موصولًا ممتدًّا، ولا تكونوا ممَّن قال الله فيهم: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67]، نعوذ بالله، ونلجأ إليه من ذلك.

اللهُمَّ صلِّ على محمد وآل محمد، كما صلَّيْت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهُمَّ أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، وانصر عبادك المجاهدين، اللهم إنَّا نسألك الهُدَى والتُّقَى، والعفاف والغِنَى، اللهُمَّ إنا نسألك حُبَّك وحُبَّ كل عَمَلٍ يُقرِّبْنا إلى حُبِّك، اللهُمَّ حبِّب إلينا الإيمان وزيِّنْه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكُفْر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم احفظنا بحفظك، ووفِّقْنا إلى طاعتك، وارحمنا برحمتك، وارزُقْنا من رزقك الواسع، وتفضَّل علينا من فضلك العظيم، اللهُمَّ آتِ نفوسَنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها.

اللهُمَّ أصلِح إمامنا ووليَّ أمرنا، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين وفجور الفاجرين واعتداء المعتدين، سبحان ربِّك ربِّ العِزَّة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.69 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]