|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
عبد الرحمن السميط رجل بأمة د. أمير بن محمد المدري الحمد لله فاطرِ الأرض والسماء، كاشفِ الضُّرِّ ورافعِ البلاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قضى ألا يقوم هذا الدين إلا بدماء الشهداء، وتضحياتِ الدعاةِ والعلماء، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، أعظم الداعين إلى الله بالحكمة والموعظة، وأشدُّهم جهادًا وتضحيةً وفداء، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: عباد الله: اتقوا الله وراقبوه، فهو القائل ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]. عباد الله: ليست الرزية والمصيبة في فقد المال، والمقدرات والسيارات، إنما الرزية والكارثة هي في فقد النفس البشرية التي هي عند الله عظيمة جد عظيمة. وحين تكون هذه النفس من العلماء والعُبّاد والمفكرين والصالحين وصانعي المعروف وكافلي الأيتام تكون المصيبة عظيمة، والوقع كبيرا، فالناس درجات، يصطفي الله –عز وجل- منهم أناسا ليكونوا رقما في واحد. الناس ألفٌ منهم كواحدٍ ![]() وواحد كالألف إن أمر ![]() ![]() ![]() ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 120]. اسمع أخي الحبيب إلى من موتهم علينا مصيبة ونقص في الدين هل أنت منهم قال الشاعر: إذا ما مات ذو علمٍ وتقوى ![]() فقد ثُلمت من الإسلام ثلمه ![]() وموت الحاكم العدل المولّى ![]() بحكم الشرع منقصة ونقمه ![]() وموت العابد القوّام ليلًا ![]() يناجي ربة في كل ظلمه ![]() وموت فتىً كثير الجود محل ![]() فإنّ بقاءه خيرٌ ونعمه ![]() وموت الفارس الضرغام هدمٌ ![]() فكم من شهدت له بالصبر عزمه ![]() ![]() وباقي الناس هم همجٌ رعاعٌ ![]() وفي إيجادهم لله حكمه ![]() واليوم سنقف وإياكم مع أحد هؤلاء الرجال العظماء صانعي المعروف ليس من الصحابة ولا من التابعين ولا تابعي التابعين بل في هذا العصر الذي امتلأ بالمغريات والملهيات. إنه رجل بأُمة. إنه رائد الإغاثة في قارة أفريقيا الداعية الدكتور عبد الرحمن السميط، لعمرك ما الرزيّةُ فقد مالٍ ![]() ولا شاة تموت ولا بعير ![]() ولكن الرزية فقد حُرٍّ ![]() يموت بموته خلق كثير ![]() سَنَقِفُ مع سيرته، وهمَّته وجُهوده، لعلّ ذلك يبعث في نفوسنا حبَّ الدعوةِ إلى الله -تعالى-، والتضحيةَ والْمُصابرةَ في سبيله. وفعل الخير الذي هو مفتاح الفلاح قال تعالى وافعلوا الخير... لمن لم يعرف "عبد الرحمن السميط" إنه مؤسس جمعية العون المباشر، وواضع أساس، واللبنات الأولى للجنة مسلمي أفريقيا. "عبد الرحمن السميط" هذا الرجل كان يستطيع أن يعيش عيشة السلام، عِيشة الأغنياء. كان يستطيع أن تكون حياته أهنأ حياة بردًا وسلامًا. سمع -رحمه الله- قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لئن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من حُمر النعم» فأسلم على يديه أكثر من سبعة ملايين نفس، كلهم يسألون الله أن يكونوا في موازين أعماله. الله اكبر همّة تنطح الثريا. هذا الرجل استلهم ما حسّنه الألباني أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: «أفضل الصدقة سقي الماء» [أخرجه أحمد (5/284، رقم 22512)، وأبو داود (2/129، رقم 1679)، وغيرهم ]فحفر أكثرَ من عشرة آلاف بئر، وحاله: أسقِّيهم بماء كوثري ![]() لعلي في ظما العرصات أُسقى ![]() ![]() ![]() هذا الرجل سمع قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»[ رواه البخاري في صحيحه (6005) كتاب الأدب]. فرعى وشارك في كفالة أكثر من خمسة عشر ألف يتيم، وأيتامه ساعون في الأرض دعوةً، وهم شهداء الجود يوم التغابن، هنيئا جوار المصطفى واقترابه، وأفراحه يوم الرضا والمحاسن. لقي طبيب في أوروبا من أفريقيا في مؤتمر فسأله أتعرفني؟ فقال: لا. فقال: أنا أحد أيتامك المكفولين في أفريقيا. ما كان يبتغي إلا تحقيق قول الله: ﴿ ) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 8، 9] هذا الرجل استلهم قوله عليه الصلاة والسلام: «من بنى لله مسجدًا، بنى الله له بيتا في الجنة» [صحيح، أخرجه أحمد (1/241)، وابن ماجه: كتاب المساجد والجماعات - باب من بنى لله مسجدًا حديث (738)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (269، 271، 272)]. فساهم في بناء أكثرَ من ستة آلاف مسجد، قرة عينيه يوم تأتي شاهدة له يوم العرض الأكبر. في زمن الرصاص فتح هذا الرجل قارة أفريقيا بلا رصاصة واحدة، في زمن الدماء واللعب بالأشلاء، يفتح هذا الرجل بإذن الله وفضله نفوسًا عُميًا وقلوبًا غُلفًا وآذانًا صُما، بالموعظة الحسنة، في زمن الهرج والمرج والموت، يصنع هذا الرجل الحياة. ووزّع أكثر من سبعة ملايين مُصحفًا باللغة العربية، واللغات الإفريقية. لماذا هذا الرجل؟ نُعزي أنفسنا بأعماله وآثاره، نُعزي أنفسنا به وبجهاده، وآثاره. لماذا هذا الرجل؟ لأنه من الرجال الذين لا يموتون؛ بل تبقى آثارهم بعد وفاتهم. لماذا هذا الرجل الإمام؟
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |