سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 9732 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3488 )           »          الخوارج أوصافهم وأخلاقهم.. وذكر التعريف الصحيح لهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 129 - عددالزوار : 65120 )           »          الملك القدوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          حديقة الأدب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 98 - عددالزوار : 29664 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 4621 )           »          عون المعبود شرح سنن أبي داود- الشيخ/ سعيد السواح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 449 - عددالزوار : 86019 )           »          قصَّة موسى في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 315 )           »          عابدة متعبدة ميمونة السوداء* (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-04-2025, 01:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,816
الدولة : Egypt
افتراضي سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية

سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية- الـتســــــلــــط


الإسلام هو الذي يبني أسرة عميقة الجذور مباركة الثمار، قوية الأركان، والأسرة هي المحضن الطبيعي لتنشئة الإنسان الحضاري الفعّال في مجتمعه وفق المنهج الرباني في التربية والسلوك، ولكي تستقر الأسرة لابد من تنظيمها ووضع قانون يحكمها، ويقاوم ويعدّل السيئ فيها بِعدِّها مؤسسة اجتماعية؛ لذا كان لابد من التعرض لبعض السلوكيات التي سادت حياتنا الأسرية، وأحدثت تمزقا نفسيا وعلى أساسها اهتزت العلاقات السوية، وفقدت الاستقرار والأمان. ونتناول ذلك في سلسلة أسبوعية، نحاول من خلالها تسليط الضوء باختصار على كل سلوك وأثره على استقرار الأسرة، ونتناول اليوم أول هذه السلوكيات وهو (التسلط).
التسلط هو السطوة والاستبداد والقوة والاستعباد، وكثير من الرجال في مجتمعاتنا تربى على أنه يحق له عمل كل شيء تحت مسمى القوامة.. يزجر، يتوعد، يأمر، ينهى وعند النقاش لسان حاله يُسرع بآية القوامة، وكثيرا ًمن الآباء نجدهم متعلقين بأبنائهم إلى درجة الجنون، وهذا ليس بالشيء الخطأ من وجهه نظر الآباء، ولكنهم لا يشعرون أنهم بهذه الطريقة قد يدمرون أطفالهم؛ لذا فنحن نعيش التسلط في أدق تفاصيل الحياة تسلط القوي على الضعيف سواء بحكم الشخصية أو بحكم التسلسل كالآباء على الأبناء، لكن الأغلب في مجتمعاتنا فوز الرجل في هذا الصراع باعتبار القوة والجنس وبسند شرعي، مع أننا لا نعدم حالات تسلط المرأة فالمرأة المتسلطة تصبح في غاية التعاسة؛ لأنها تكتشف أن زوجها فقد رجولته أمامها؛ وبالتالي تفقد هي أنوثتها، فحالة تسلط المرأة أقبح من حالة الرجل؛ لأنها تخرجها عن فطرتها.
المفهوم الخطأ للقوامة
قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (النساء: 34) كرّم الإسلام المرأة بأن هيأ لها أسباب الاستقرار والراحة والأمان، فأوجب على زوجها النفقة والكسوة والسكن، كما أمره برعايتها والتلطف معها وجعلها تحت قيّم يقوم على شؤونها، وينظر إلى مصالحها، فإن وظيفة القوامة هي مسؤولية الزوج عن إدارة دفة سفينة الأسرة وليست حقه في الإساءة للزوجـة والتقليـل مـن شأنها أو تكليفهـا مـا لا تطيـق، فالقوامة ليست أمراً ونهياً وزجراً وتأديباً وقهراً وتعنتاً على المرأة ومصادرة رأيها والازدراء بشخصيتها كما يدّعي بعض الجاهلين الغافلين الذين يعتقدون أن القوامة هي إذلال المرأة وضربها وطمس شخصيتها تماماً، فلا يجب الأخذ برأيها حتى في القرارات المصيرية التي تخص حياتها هي وزوجها وأولادها، وحتى يصل الأمر ببعض الأزواج إلى منعها عن زيارة أهلها من باب القوامة فضلاً عن السيطرة على أموالها من قبل الأب أو الأخ أو الزوج مع أن الإسلام كفل لها حريتها الخاصة في التصرف في أموالها، فالرجولة تعني الالتزام والإنفاق والمسؤولية، ولا تعني الخسة والسيطرة وأكل مال الزوجة بالباطل.
لكن الزوج المؤمن الصادق الإيمان الذي يفهم مغزى أحكام الإسلام في تكامل الأسرة يعرف أن قوامته هي وظيفة شرعية جعلها الشارع للرجل، ومن ثم فإن عليه مراعاة النصوص الشرعية عند مباشرة تلك الوظيفة بأن يكون عادلاً في تعامله منصفاً في معاملته لزوجته مراعياً حقوقها وواجباتها، ومما يؤسف له أن الكثير من الرجال يستخدمون القوامة على أنها سيف مسلط على رقبة المرأة، وكأنه لا يحفظ من القرآن الكريم سوى آية القوامة، ولا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم سوى الأحاديث التي تبين عِظم حق الزوج على زوجته، وينسى أو يتناسى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذر الأزواج من ظلم أزواجهم، وتُبين لهم حرمة الاعتداء على النساء سواءٌ أكان ذلك الاعتداء مادياً أم معنوياً، وهذا ما يجعل المرأة تشعر بأن حقوقها قد هُضمت وهذا مما يحاول كثير من أعداء الإسلام تأكيده وجعله نافذة يلِجُون من خلالها إلى أحكام الشريعة الإسلامية، ويعملون على تشويهها.
أثر التسلط الأسري على الأبناء
التسلط وسيلة نعتمدها من أجل توجيه الأطفال وتربيتهم على اعتقاد بأنه الأسلوب الأسهل في ضبط النظام والمحافظة على الهدوء، ولا يكلف الكثير من العناء والجهد وذلك وفقا لفكر خطأ ونفسية مريضة وخلفيات تربوية واجتماعية أثرت على الأب والأم في طفولتهم «أي انعكاس لتربية التسلط التي عاشوها بأنفسهم عندما كانوا صغارا»، وتورث هذه الآثار السلبية على حياة طفلهم وعلى نموه الاجتماعي والنفسي:
1- إضعاف شخصية الطفل واعتماده على الآخرين وعدم تحمل المسؤولية حتى في مرحلة المراهقة والنضوج.
2- تمرده على سلطة والديه وعدم احترامه لوالديه أو تطبيقه لقوانينهما.
3- تحوله إلى شخص غير قادر على التكيف الاجتماعي والعجز على حل المشكلات في حياته؛ لأنه لم يخض التجارب الحياتية التي تؤهله لذلك.
4- خوف مرضي من والديه وانعدام العلاقة بينهم، ويتأثر سلوكه معهم فيبتعد عنهم، وإذا رآهم ارتعد وهرب إلى غرفته، وإذا مرّ بالقرب منهم ارتجف وتنحى.
5- التردد؛ حيث يفقد الطفل الثقة في نفسه، ويكون دائم التردد، ولا تكون لديه قدرة على اتخاذ القرار، خوفاً من ارتكاب الخطأ وخوفاً من السخرية المحتملة والتأنيب، ويظهر ذلك جلياً عند الكبر.
6- انطواؤه وعدم قدرته على تكوين علاقات مع الآخرين، فيصبح شخصاً وحيداً.
الزوجة وتسلط الزوج
عندما تفتقد الأسرة التفاهم والمرونة في التعامل، ولا يرى طرف فيهم رأي آخر غير رأيه فيصبح التسلط هو لغة البيت، وننسى أننا لا نعيش بمفردنا، ونفتقد الكثير من المقومات العائلية والاجتماعية، ولكن ليس كل الرجال متسلطين؛ فالتسلط ليس صفة تخص الرجل وحده فكثير من النساء أيضاً يتصفن بهذه الصفة وينلن من آثارها المدمرة للشخصية وللأسرة بأكملها، ولكن التسلط في المجتمعات العربية الإسلامية صفة تسُود عند الرجال، فإن ابتليت الزوجة بتسلط رجل عليها فلا تلجأ إلى وسائل سلبية للتخلص من هذا التسلط وعنفه كالكذب أو الشكوى وتضخيم العيوب وحتى الرضوخ التام ليس سوى وسيلة مؤقتة ويصبح عبئاً نفسيا مضاعفاً عليكِ مع الوقت. يقول خبراء النفس في نصحهم للمرأة التي تعاني تسلط الرجل: لكي تقومي بإبطال مفعول القنابل الكلامية لهذا الرجل اجتهدي أن تحتفظي بهدوئك، ولا داعي لذرف الدموع أو الرد بقنابل كلامية مضادة، فهذا لن يكون له من أثر إلا زيادة حدة شراسة الرجل، وسرعة انفعاله، فقط واجهيه بهدوء، واجعليه يفرغ كل ما بداخله من انتقاد، وتلك هي أفضل طريقة لكي تمنحيه الفرصة ليتمالك نفسه ويهدأ. فإذا وصل هدوؤه إلى حد السكون، ابدئي عتابك بليونة، فمن المهم أن تتصافى النفوس أولاً بأول؛ لأن تراكم المشكلات يؤدي إلى صعوبة حلها، وقد تتحول إلى نوع من النفور والكراهية بداخلنا، وعلى المخطئ أن يبادر بالاعتراف بخطئه سريعاً؛ لأن العناد يؤدي إلى الانهيار، فلا داعي لأن تتكيفي مع زوجك المتسلط بل عليكِ تغييره بالذكاء والصبر والحكمة؛ لذا فهدوؤك هو أفضل أسلحتك في مواجهة مثل هذا الرجل المتسلط.
فالأسرة التي يُمارس فيه التسلط وتتخذ من الضغط واستعمال القوة منهجاً يشعر أفرادها بأن حاجتهم مهددة وغير مقبولة، وأن كيانهم مهدد على الدوام تزيد فيها مشاعر الخوف والخجل، وتقل فيها الثقة بالنفس؛ لأنها فقدت العفوية والتلقائية واخترقتها المشكلات العصبية وانعدام الاستقرار.



اعداد: إيمان الوكيل





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 93.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.87 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.83%)]