يُسر الإسلام وسماحته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 679 - عددالزوار : 200545 )           »          3 أسرار لإتقان فن المحادثة.. كيف تكون محبوبًا دون أن تتكلم كثيرًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          طريقة عمل نودلز بالصلصة والثوم.. وصفة سريعة بمذاق غني في أقل وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          4 وصفات للاسترخاء بالملح.. عيشي جو مراكز التجميل في البيت بأقل التكاليف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          4 خطوات لتنظيف وجهك بعد يوم عمل طويل.. اتبعيها يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          وصفات طبيعية لعلاج حروق الشمس.. استعدى لإجازة المصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          موضة مطابخ السبعينيات رجعت تريند.. 6 أفكار ممكن تنفذيها فى 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          طريقة عمل خبز الجزر بالزعتر.. وصفة مبتكرة بطعم بيتى وصحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          5 خطوات فعالة لحماية شعرك من الجفاف والهيشان فى الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          5 عادات فعالة لإنقاص الوزن بسرعة وسهولة.. لو خارج مليان من العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-06-2025, 01:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,603
الدولة : Egypt
افتراضي يُسر الإسلام وسماحته

خطبة المسجد الحرام .. يُسر الإسلام وسماحته


  • الحثّ على الإنظار والمُسامحة لا يعني التساهل في أخذ أموال الناس بالباطل أو عدم سدادها
  • المسلمُ سَمْحٌ هَيِّنٌ لَيِّنٌ يغضُّ الطرفَ عن الزلَّات ويعفو عن الهفوات وكلما كان المرء أقرب إلى السماحة كان أقرب إلى عفو ربه ورحمته- من السماحة إنظار المُعسر الذي لا يجد وفاءً لدَيْنِه ولعل الله أن ييسر له سببًا فيسدّ دَيْنَه أو التصدق عليه به أو ببعضه
  • الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان وعقد بالجَنان وأكمل المؤمنين إيمانًا أحاسنهم أخلاقًا الموطؤون أكنافًا الذين يَألَفُون ويُؤلَفُون
كانت خطبة الحرم المكي بعنوان (يُسر الإسلام وسماحته)، التي ألقـاها إمام وخطيب الحـرم المكي فضيلـة الشيــخ د.ماهر بن حمد المعيقلي -حفظه الله-، وقد تناول في بداية خطبته الوصية الربانية بتقوى الله والتزود منها؛ حيث إن التقوى هي خير الزاد، وكذلك حث على الاعتبار والتدبر والمبادرة بالتوبة لله -عز وجل- فقال فضيلته:
أُوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته، فطاعتُه أجلُّ نعمةٍ، وتقواه أعظمُ عصمةٍ، فأقيموا لله دينَكم، وأسلِمُوا له وجوهَكم، وأخلِصُوا له أعمالَكم، تفوزوا برضاه عنكم؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}(لُقْمَانَ: 33).
الصبر والسماحة
إن الإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان وعقد بالجَنان، وأكمل المؤمنين إيمانًا أحاسنهم أخلاقًا، الموطؤون أكنافًا، الذين يَألَفُون ويُؤلَفُون؛ فالإسلام جاء لتحقيق أنبل القيم، وأفضل السِّمات؛ فهو يجمع ولا يُفرِّق، ويبني ولا يهدم، دين بني على اليسر والسهولة، والرفق والسماحة، كما قال الرب -جل جلاله-: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}(الْبَقَرَةِ: 185)، والسماحة خلق عظيم، ولعظم مكانتها قرنها النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصبر، وجعلها دلالة من دلائل الإيمان، ففي مُصنَّف ابن أبي شيبة عن جابر - رضي الله عنه - قال: «قيل: يا رسولَ اللهِ، أَيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ ‌قَالَ: «‌الصَّبْرُ ‌وَالسَّمَاحَةُ»، قيل: فأي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: أحسنهم خلقًا»؛ فالصبر يحمل على ترك ما نهي عنه، والسماحة تحمل على فعل ما أمر به، وتجمع بين طيب النفس، وحب الخير للناس، فهي اليسر والمساهلة، واللين والتيسير في المعاملة، طلبًا لمرضاة الله -جل جلاله-، فالسماحة ملتنا وشرعتنا، وديننا ومنهجنا، بها بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «بُعثْتُ بالحنيفية السمحة»(رواه الإمام أحمد في المسنَد).
مظاهر السماحة
إن من مظاهر السماحة أن يسامحك في البيع والشراء والاقتضاء، والإحسان في الأخذ والعطاء، فلا يغالي في الربح عند بيعه، ولا يماطل ويظلم عند شرائه، وإذا طالب غيره بحقه لم يشتد عليه، وقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرحمة لمن كانت هذه أخلاقه؛ ففي صحيح البخاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: «رحم الله رجلًا سمحا إذا باع، وإذا اشترى وإذا اقتضى»، وفي هذا تيسير ورفق، وباب عظيم لجلب البركة، وما كان الرفق في شيء إلا زانه.
الجزاء من جنس العمل
إن من اتصف بخلق السماحة سمحت روحه، وزكت نفسه، ورَقَّت أخلاقه، وأورثته سماحته سماحة الخلق والخالق، ففي مسند الإمام أحمد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اسمح يُسمَح لك»؛ أي: عامل الخلق باليسر والمساهلة، يعاملك الخالق بمثله في الدنيا والآخرة، وفي (صحيح مسلم) قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «حوسب رجل ممن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيء، إلا أنَّه كان يخالط الناس، وكان موسِرًّا، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، قال: فقال الله -عز وجل-: نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه»، وعلى هذه الأخلاق من السماحة في المعاملة كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فهذا أبوقتادة - رضي الله عنه - طلب غريما له، فتوارى عنه، ثم وجده، فقال: «إني معسر، فقال: آلله؟ قال: آلله -أي: استحلفه بالله -تبارك وتعالى-، قال أبو قتادة: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفّس عن معسر أو يضع عنه»(رواه مسلم)، وفي القرآن الكريم: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}(الرَّحْمَنِ: 60).
السماحة سبيل لظل العرش يوم القيامة
لا تصير الحياة سعيدة، ولا النفوس مطمئنة، إلا بالتغاضي والمسامحة، والعفو والمساهلة؛ إذ الكمال في بني آدم محال، والخطأ والزلل فيهم طبع وحال، فمن يسر على مسلم في الدنيا يسّر الله عليه يوم القيامة، ففي مسند الإمام أحمد قال -عليه الصلاة والسلام-: «مَنْ نفَّس عن غريمه أو مَحَا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة».
السماحة في البيع و الشراء
إن من السماحة إقالة من ندم في بيعه أو شرائه، ففي سنن أبي داود قال - صلى الله عليه وسلم -: «من أقال مسلمًا بيعته أقال الله عثرته يوم القيامة»، والإقالة هي التراجع عن البيع أو الشراء، وهذا ذو النورين عثمان - رضي الله عنه - اشترى من رجل أرضًا فأبطأ عليه، فلقيه فقال له: ما منعك من قبض مالك؟ قال: إنك غبنتني، فما ألقى من الناس أحدًا إلا وهو يلومني، قال عثمان: أوذلك يمنعك؟ قال: نعم، قال: فاختر بين أرضك ومالك»، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: «قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أدخل الله -عز وجل- الجنة رجلًا كان سهلًا مشتريا وبائعا، وقاضيًا ومقتضيا»(رواه الإمام أحمد في المسنَد).
إنظار المعسر من السماحة
إن من السماحة إنظار المعسر الذي لا يجد وفاء لدَيْنِه؛ لعل الله أن ييسر له سببًا فيسد دينه، أو التصدق عليه به أو ببعضه، كما قال -جل جلاله- وتقدست أسماؤه: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(الْبَقَرَةِ: 280)، ووعد -سبحانه- المنظر بالثواب الجزيل والأجر، ففي مسند الإمام أحمد قال بُرَيْدَةُ - رضي الله عنه -: «سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: من أنظر معسِرًّا فله بكل يوم مثله صدقة»، قال: «ثم سمعته يقول: من أنظر معسِرًّا فله بكل يوم مثليه صدقة»، فسأله عن ذلك، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «بكل يوم صدقة، قبل أن يحل الدين، فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة».
المسارعة في الخيرات
العاقل يغتنم الفضائل؛ فإن لها أوقاتًا قلائل، ورُبَّما لا تعود، والسماحة منزلة سامية، لا يُوفَّق لها إلا ذو حظ عظيم، فاتقوا الله -رحمكم الله-، وأصلِحوا ذاتَ بينكم، وقدموا اليوم ما تجدونه غدًا أمامكم، واعلموا أن الجزاء من جنس العمل، فارحموا ترحموا، وسامحوا يسمح لكم، وتجاوزوا يتجاوز عنكم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ في سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(النُّورِ: 22).
السماحة سبيل لعفو الله ورحمته
السماحةُ طِيبٌ في النفس، وانشراحٌ في الصدر، ولينٌ في الجانب، وطلاقةٌ في الوجه، وصدقٌ في التعامُل، ورحمةٌ بالخَلْق، فالمسلمُ سَمْحٌ هَيِّنٌ لَيِّنٌ، يغضُّ الطرفَ عن الزلَّات، ويعفو عن الهفوات، وكلما كان المرء أقرب إلى السماحة كان أقرب إلى عفو ربه ورحمته، وأبعد عن سخطه وعذابه، ففي سنن الترمذي قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم بمن يَحرُم على النار؟ وبمن تَحرُم عليه النارُ؟ على كل قريب هين سهل».
فرقٌ بين المسامحة والتساهل في أخذ أموال الناس بالباطل
إن الحث على الإنظار والمسامحة لا يعني التساهل في أخذ أموال الناس بالباطل، أو عدم سدادها أو التحايل، فمن قصد ذلك فقد عرض نفسه للمهالك، ففي صحيح البخاري قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله»؛ أي: أذهب الله ماله من يده فلا ينتفع به لسوء نيته، وعاقبه على تضييع الدين في الآخرة، ووصف -صلى الله عليه وسلم - من ماطل في سداد ما عليه وهو قادر على الوفاء به، بالظالم الآثم، ففي الصحيحين قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «مطل الغني ظلم»، فاحذروا يا عبادَ اللهِ، من التساهل في أموال الناس؛ فإن الميت قد يحبس عن الجنة بدينه، حتى يقضى عنه.



اعداد: المحرر الشرعي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.19 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]