رسالة مهمة إلى نجوم ملتقى الشعر والخواطر، وبوح القلم.‏

[وليد نوح]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ بدء زياراتي إلى ملتقى الشعر، قرأت العديد من القصائد للإخوة الأعضاء، وغالبًا ما كنت أخرج من الموضوع دون رد، لأنني كنت أرى أخطاء لغوية و إملائية لا أستطيع السكوت عنها إذا رددت، كما أخاف أن أسبب حرجًا لصاحبها أن كتبتها في نص الموضوع، فالإنسان مجبول على حب الثناء، وسينغص البعضَ تصويبي للخطأ، كما إنه ليس من اللباقة التصويب على العلن.

لقد لاحظتُ وجود مواهب واعدة في هذا القسم، ولكن لا شيء يقتل موهبة الشاعر مثل ضعف اللغة، والفقر بالمفردات و الكلمات، وهذا حالنا جميعًا، و لذلك رأيتُ أن أوجه نصيحة عامة لأصحاب المواهب، أيًا كان مستواهم العلمي وتخصصهم، (ومن رأى مكتبي الآن لوجد عن يميني كتابًا تخصصيًا في علم الأحياء الدقيقة، وعن يساري كتابًا في أصول القواعد و الإعراب والإملاء...) والنصيحة هي :

"إن من الضروري جدًا استدراك ما فاتنا أو نسينا من علوم النحو، و الإكثار من القراءة للأدباء الكبار، وبدلاً من أن يكتب الموهوب ثلاث قصائد في الأسبوع، فليكتب واحدة فقط، وليقرأ لأدباء آخرين عوضًا عن القصيدتين، ثم فليعد إلى قصيدته التي كتبها، فينظر في كلماتها:

هل في رسمها خطأ؟

هل الهمزات على ما يناسبها؟

هل التذكير والتأنيث صحيح؟ (فلا يصح أن نرى الموهوب يكتب للأنثى: بوركتي، جزاكي، فهي: بوركتِ، جزاكِ)

هل الحروف اللثوية في مكانها؟ فلا نرى الضاد مكان الظاء.....

هل التركيبات اللغوية مألوفة أم شاذة؟ (مثلاً: نقول صديقٌ حميم، وعدو لدود، فلا ينبغي لأديب أن يقول "صديق لدود").

هل أعرف معاني الكلمات التي استخدمتها في القصيدة؟ أعود إلى المعجم لآخذ فكرة عما أجهل منها.

قد يقال إن هذا أمر شاق؟

أقول نعم هو أمر شاقٌ لكنه ممتع، و النتيجة أكثر إمتاعًا، وإذا كان زهير ابن أبي سلمى لا ينشر قصيدة إلا بعد عام من التنقيح، فلنصبر على قصائدنا أسبوعًا ننقحها كي تخرج بأبهى حلة، فتـُصقل موهبتنا شيئـًا فشيئـًا.

أمر آخر مهم لأهل الشعر، هو الأخطاء اللغوية الشائعة، فهذه لا ينجو أحد منا منها، ولا كاتب هذه السطور، ولكن لنجتهد في قراءة كل موضوعات "قل ولا تقل" الموجودة في ملتقى العربية، فلا يليق بالشاعر أو الأديب أن يقع في أخطاء العوام.

فمثلاً: يستخدم الناس كلمة "سَويًا" بمعنى "معًا" و هذا استخدام خاطئ تمامًا، وعندما وجدتُ أحد الشعراء يستخدمها بصورتها الخاطئة، كونتُ فكرةً عنه أنه ضعيف، فالناس تفترض في الشاعر أو الأديب أنه قد مر بعلوم اللغة كلها حتى وصل إلى مرحلة العطاء الأدبي.

لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك، ولكن أسجل ملحوظة قبل مغادرتي:

أنا على استعداد لتنبيه من يريد إلى ما يقع فيه من أخطاء، برسائل أرسلها إلى بريده الخاص، إذا طـَلبَ مني ذلك صراحة، وحسب ما يسمح وقتي، ولن أفرض نفسي على أحد، كما أخبركم أني لا أستطيع إبداء الرأي في القصائد المكتوبة بالعامية كالشعر النبطي مثلاً، رغم استمتاعي بها، فلا أقيِّم إلا الفصحى.

أسأل الله لكم التوفيق، و أن نراكم يومًا ما من نجوم الأدب.
في حفظ الله ورعايته