الفراغ وما ينبغي فيه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 600 - عددالزوار : 74619 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 28 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-12-2019, 04:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,693
الدولة : Egypt
افتراضي الفراغ وما ينبغي فيه

الفراغ وما ينبغي فيه




الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر





الحمد لله جامِع الناس ليومٍ لا ريبَ فيه، العالم بكلِّ ما يُظهِره العبد ويُخفِيه، أحمَدُه - سبحانه - وأستَغفِره وأتوب إليه وأستَهدِيه، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريك له شهادةَ مَن عرف الحقَّ واتَّبَعَه، وعلق بعفو الله أمله وطمعه، وأسلَم وجهه لله، ومَن كان مع الله كان الله معه، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله الذي جدَّد الحنيفيَّة السمحة بعد الاندِثار، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه من المهاجرين والأنصار، وسلَّم تسليمًا.

أمَّا بعدُ:
فيا أيها الناس، اتَّقوا الله - تعالى - وأطِيعُوه، واشكُروا له ولا تَكفُروه، وتوبوا إليه من تَقصِيركم في حقِّه واستَغفِروه، واجتَهِدوا في طاعته طاقتَكم فقد علم ألَّن تُحصُوه، فاغتَنِموا فُسحَة الأجَل، في التقرُّب إلى الله - تعالى - بصالح العمل، والتوبة إليه من التقصير والزَّلل، وتأمَّلوا بصَفاء الأذهان، ما يمرُّ بكم من عِظات الزمان، وتدبَّروا قَوارِع القُرآن، ببصائر الإيمان، واحذَرُوا التَّمادِي في الفُسوق والعِصيان؛ فإنهما يقصمان الأعمار، ويخربان الدِّيار، ولا تركَنُوا إلى الذين ظلَمُوا فتمسَّكم النار.

ألاَ وإنَّ الإصْرار على الاعتِداء، يُوجِب انتِصار الأعداء، والتساهُل في مُخالَطة أهل الفُجور، داعيَة إلى انتِكاس الأمور، وإذا تَراكَمت الذُّنوب، عَمِيتْ بَصائر القُلوب، وتعسَّر المطلوب، ألاَ وإنَّ من الذنوب ذنوبًا جعَل الله عُقوبتها زَوال الإيمان، والإمهال إلى أجَلٍ قريب ومَتاع قليل، وصاحبها يظنُّ أنَّ ذلك كَرامة من الرحمن، فانظُروا - رحمني الله وإيَّاكم - لأنفُسِكم نظرَ الأخيار، وتزوَّدوا من هذه الدار بالتقوى لدار القَرار؛ ﴿ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [غافر: 39، 40].

عبادَ الله:
ثبَت في "صحيح البخاري" - رحمه الله - عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحَّة والفَراغ))؛ والمعنى: أنَّ الصحَّة والفَراغ فُرصتان نادِرتان في عمر الإنسان ينبغي أنْ يعمرهما بأنواع العمل الصالح، وطلب جليل المصالح، وهجر الذنوب والقَبائح، فإنَّ ذلك هو المَتجَر الرابح، أمَّا مَن ضيَّعهما فلم يعمرهما بطاعة الله، أو شغلهما بمعصية الله، فذلك قد أضاع رأسَ ماله، وتحمَّل آثام الذنوب بمعصية عَلاَّم الغيوب، فأشقى نفسه في حاله ومآله، وإنما تبيَّن له الغبن يوم التغابُن، حين يظهَر له أنَّه باعَ سعادة الأبَد بشَهوةٍ عارضةٍ وهوًى جامح، نهايتهما إلى نكدٍ وشقاوة الأبَد، فيندَم حيث لا ينفع الندَم.

عبادَ الله:
إنَّ الفراغ نعمةٌ من نِعَمِ الله، وهو خلوُّ الوقت من الشَّواغِل، وخلوُّ القلب من متاعب الدُّنيا وما فيه من مشاكل، فإذا مَنَّ الله على العبد براحةٍ من ذلك مثل الإجازات، ونحوها من المناسبات، فصَفَى له الزمان، وتسنَّى له الاجتهادُ فيما يقوى فيه الإيمان، ويتحقَّق به الشُّكران، فليَصرِف فراغَه في مَجالات الخير، ومُباشَرة خِصال البِرِّ، ونحو ذلك ممَّا يُكسِبه أجرًا، ويَرفَع له في العالمين ذكرًا، ويدَّخر له في الآخِرة ذُخرًا؛ من مزيد بِرِّ الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الضُّعَفاء والمساكين والملهوفين والأيتام، والاجتهاد في طلب العلم، والأخْذ بأسباب رفعة الدرجة وتكفير الإثم؛ من عمرةٍ لبيت الله الحرام، وصلاة في مسجد النبي - عليه الصلاة والسلام - ودعوة إلى الله، ونصحٍ لعباد الله، وسعيٍ للإصلاح بين الناس، وأمر بمعروف، ونهي عن المنكر، وزيارة لأخٍ يحبُّه في الله، فمَن حقَّق ذلك كان أنفع الناس لنفسه وللناس.

فينبغي للعبد أنْ يجتَهِد فيما تَيسَّر له من ذلك شُكرًا للنِّعمة، واغتِنامًا للمُهلة، وشُغلاً للوَقت - قبل مُضِيِّه - في الخير؛ فإنَّ الوقت في ذهاب، وإنْ لم يُشغَل بالخير شُغِل بما يضرُّ في الدنيا ويوم الحِساب، وقد أوصى - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجُلاً من أصحابه فقال: ((اغتَنِم خمسًا قبلَ خمس - يعني: في طاعة الله -: شبابك قبل هرَمِك، وصحَّتك قبل سقمك، وغِناك قبل فَقرك، وفَراغك قبل شُغلك، وحياتك قبل مَوتك)).

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بادِرُوا بالأعمال - يعني: قبل الشَّواغِل القاطعة، والعوارض الحادثة - هل تنتَظِرون إلاَّ فَقرًا منسيًا، أو غنًى مُطغِيًا، أو مرَضًا مُفسِدًا، أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مجهزًا، أو الدجَّال، فشرُّ غائب يُنتظَر، أو الساعة، والساعة أدهَى وأمرُّ؟)).

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بادِرُوا بالأعمال فِتنًا كقِطَع الليل المُظلِم؛ يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يَبِيع دينه بعرَض من الدُّنيا)).

فشغل الوقت - يا عبادَ الله - بالأعمال الصالحة تجارةٌ رابحة ومسارعة للخيرات، وقد وعَد الله مَن كان كذلك بالمغفرة والجنَّات، وهو أيضًا من أسباب صرْف المِحَن، والنَّجاة من الفِتَن، فاشغلوا أوقاتكم، واغتَنِموا إجازاتكم، بما جعَلَه الله سبَبًا لسعادة الدُّنيا والأخرى، والنَّجاة من نارٍ تلظَّى، فعليكم عبادَ الله بالجد فيما هَداكم الله له من الخير، وتنافَسُوا في خِصال البِرِّ، قبل أنْ يقعَ أحدُكم في قبضة الموت؛ فيتحقَّق الفوت، ويُوافَى الحساب، وتنقَطِع الأسباب، ويفتَرِق الناس إلى فريقين؛ فريق في الجنة، وفريق في السعير.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 18 - 20].

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا، وأستَغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين والمؤمنين من كلِّ ذنب، فاستغفروه يغفر لكم،إنَّه هو الغفور الرحيم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.14 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]