|
|||||||
| الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
سكتُّ عن السفيهِ فظنَّ أنِّي ![]() عَيِيتُ عن الجوابِ وما عييتُ ![]() 3 - عقبة الابتلاء: فإذا رأى أهلُ الباطلِ منه تمسكًا بالحقِّ، وثباتًا على الصدق، بدأت البلاءات، وتتابعت المِحَن؛ بلاءٌ في النفس، وبلاءٌ في الوظيفة، وبلاءٌ في الرزق، وبلاءٌ في الخوف، وبلاءٌ في الولد، وبلاءٌ في الأهل؛ هكذا تتوالى البلاءات، ﴿ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 141]. ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35]. ﴿ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ [الأنفال: 37]. ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]. ولك أسوةٌ بالصالحين مِن قَبلِك، فقد صُبَّ عليهم البلاء صبًّا فصبروا، واحتسَبوا، ونالوا الأجر في الدنيا، والسعادة في الآخرة. لَمَّا آمَنَ أصحاب الأخدود بالله الواحد المعبود، قام المَلِكُ الجبَّار العاتي بتهديدهم، لردِّهم عن الحق، فرفضوا وأبَوْا إلا الإيمانَ، فأمر زبانيتَه فحفروا الأخاديد، وأشعلوا النيران وتلقوهم على أفواه الطرق، وخيَّروهم بين الإيمان مع التحريق، أو الحياة الرغيدة مع الكفر؛ فباعوا الدنيا بالآخرة، ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 207]، أي: يبيع نفسه لله، واستعلَوا بإيمانهم، ولم يتنازلوا عن عقيدتهم، ولو كان الثمنُ حياتَهم، فهم عبادُ مَن؟ عبادُ الله. ويدافعون عن دين مَن؟ عن دين الله. وهم جنود مَن؟ جنود الله. إذا قُتلوا أو ماتوا، فسيَلْقَون من؟ سيَلقَون الله، سيلقون محبوبهم الأعظم، وإلههم الأكبر، وسيدهم الأجلَّ. فممَّ يخافون؟ ولمَ يتراجعون؟ وماذا يريدون؟ يريدون الجنة، هي مصيرهم ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴾ [البروج: 11]. يريدون وجهه، سيرَونه كما يرَون البدر ليس دونه سحابٌ. يريدون رُفقة الأنبياء، ﴿ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]. فأخذوا يقدِّمون رقابهم لله ولسانُ حالهم يقول: ولستُ أبالي حين أُقتَلُ مسلمًا ![]() على أيِّ جنبٍ كان في اللهِ مصرعي ![]() وذلك في ذاتِ الإله وإن يشَأْ ![]() يُبارِكْ على أوصالِ شِلْوٍ مُمزَّعِ ![]() 4 - عقَبةُ إلصاق التُّهم: فإذا تخطَّى المسلم هذه العقبةَ الكؤود، فلم يُصِبْه شَررها، ولم يُعْمِه غبشُها، ولم يتراجع أمام بطشها، لجأ المُبطِلون إلى عقبة أخرى علَّها تُعرقل مسيرته، أو تزلزل عقيدته، ألا وهي إلصاق التُّهم؛ كما هي عادة أسلافهم مع النبيِّين والمصلحين؛ حيث رمَوهم بالجنون: ﴿ وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ﴾ [الحجر: 6]. ورمَوهم بالافتراء على الله تعالى: ﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 101]. ورمَوهم بالسِّحر والكهانة: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ﴾ [الطور: 30]. ورمَوهم بالتسمُّع لكل ما يقال وعدم الفطنة: ﴿ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ﴾ [التوبة: 61]. أما أحفادهم في العصور المتأخرة، فيَرْمُون الصالحين بالتشدد والتعصب والتزمت، لكن لا تعبأ بهم وقل لهم: لا تقذفونا بالشذوذِ فإننا ![]() سِرْنا على نهجِ الخليل محمَّدِ ![]() ولكل قولٍ نستدلُّ بآيةٍ ![]() أو بالحديث المستقيم المُسنَدِ ![]() والنَّسخَ نعرِفُ والعمومَ وإننا ![]() متفطنون لمطلقٍ ومُقيَّدِ ![]() فإن قالوا لك: فإلامَ تدعو أيها الشابُّ؟ فقل لهم: ندعو إلى التوحيدِ طولَ حياتنا ![]() في كل حين، في الخَفَا والمَشهدِ.. ![]() وكذلك البدع الخبيثة كلها ![]() نقضي عليها دون بابِ المسجدِ ![]() هذي طريقتنا وهذا نهجُنا ![]() فعلامَ أنتم دوننا بالمرصدِ؟ ![]() 5 - عقبة الإغراء: إذا صبر العبدُ أمام هذا العقبات، وثبت أمام هذه الابتلاءات، جاءته عقبةٌ أشدُّ من العقبات الأولى، إنها عقبة الإغراء؛ (إن أردت مُلكًا ملكَّناك علينا، وإن أردت مالًا جمعنا لك حتى تصير أغنانا...)، هكذا قال الكفارُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، واليوم يقولها المبطلون لأهل الحق، عندها تُظهِر لهم حقيقةَ أمرك وتقول لهم: ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 145]. وقل لهم: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]. وقل لهم: لا نطلبُ الدنيا ولا نسعى لها ![]() أَللهُ مقصدُنا ونِعْمَ المَقصد ![]() إنَّا لنَسْعى في صلاحِ نفوسِنا ![]() بعلاجِ أنفسنا المريضةِ نَبْتَدِي ![]() وهكذا تسير قافلةُ الإيمان في طريقها إلى الله تعالى، لا تستوقفها عقبةٌ، ولا تصدُّها فتنةٌ، ولا يرهبها بلاءٌ، ولا يفتنها عداءٌ؛ ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 173 - 174]. [1] صحيح: أخرجه مسلم (2674)، وأبو داود (4609)، والترمذي (2674)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (206)، وأحمد في (المسند) (2 /397)، والدارمي (514). [2] أخرجه البخاري (3701)، ومسلم (2406). [3] حسن: أخرجه أبو داود (4800)، والبيهقي في (السنن الكبرى) (10 /249)، وفي إسناده أيوب بن موسى، قال عنه الذهبي في (الميزان): روى عنه أبو الجماهر وحدَه. ووثقه الذهبي، وسكت عنه أبو حاتم، وقال الحافظ في (التقريب): صدوق، وقال الألباني في (الصحيحة) (273): بل هو بوصف الجهالة أولى؛ لأن الراوي لا ترتفع عنه الجهالة برواية الواحد، لكن للحديث شواهد يتقوى بها، ثم سردها؛ اهـ.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |