|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() من درر العلامة ابن القيم عن المحبة -2 فهد بن عبد العزيز الشويرخ كتاب " الداء والدواء "
أحدها: محبة الله, ولا تكفى وحدها في النجاة من عذابه والفوز بثوابه فإن المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله. الثاني: محبة ما يحبه الله, وهذه هي التي تدخله في الإسلام, وتُخرجه من الكفر, وأحبُّ الناس إلى الله أقومُهم بهذه المحبة وأشدهم فيها. الثالث: الحب لله وفيه, وهي من لوازم محبة ما يحب, ولا يستقيم محبة ما يحب إلا بالحب فيه وله. الرابع: المحبة مع الله, وهي المحبة الشركية, وكل من أحبّ شيئاً مع الله, لا لله ولا من أجله ولا فيه, فقد اتخذه نداً من دون الله, وهذه محبة المشركين. وبقي قسم خامس: ليس مما نحن فيه, وهو المحبة الطبيعية, وهي ميل الإنسان إلى ما يلائم طبعه, كمحبة العطشان للماء, والجائع للطعام, ومحبة النوم والزوجة والولد, فتلك لا تُذمّ إلا إذا ألهت عن ذكر الله وشغلت محبته, كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّ} هِ ۚ[المنافقون:9]
محبة سماع الألحان دون سماع القرآن دليل على فراغ القلب من محبة الله: إذا رأيت الرجل: ذوقه ووجده وطربه ونشوته في سماع الأبيات دون سماع الآيات, وفي سماع الألحان دون سماع القرآن...فهذا من أقوى الأدلة على فراغ قلبه من محبة الله وكلامه, وتعلقه بسماع الشيطان, والمغرور يعتقد أنه على شيء.
وهذه المحبة التي تنور الوجه, وتشرح الصدر, وتحيي القلب.
وكلُّ ما منه إلى عبده المؤمن يدعوه إلى محبته, مما يحب العبد أو يكره, فعطاؤه ومنعه, ومعافاته وابتلاؤه, وقبضه وبسطه, وعدله وفضله, وإماتته وإحياؤه, ولطفه وبره, ورحمته وإحسانه, وستره وعفوه, وحلمه وصبره على عبده, وإجابته لدعائه, وكشف كربه, وإغاثة لهفته, وتفريج كربته - من غير حاجة منه إليه, بل مع غناه التام عنه من جميع الوجوه – كل ذلك داعٍ للقلوب إلى تألهه ومحبته. فلو أن مخلوقاً فعل بمخلوق أدنى شيء من ذلك لم يملك قلبه عن محبته, فكيف لا يحب العبد بكل قلبه وجوارحه من يحسن إليه على الدوام بعدد الأنفاس, مع إساءته؟ فخيره إليه نازل, وشره إليه صاعد, يتحبب إليه بنعمه وهو غني عنه, والعبد يتبغض إليه بالمعاصي وهو فقير إليه, فلا إحسانه وبره وإنعامه عليه يصده عن معصيته, ولا معصية العبد ولؤمُه يقطع إحسان ربه عنه. كل من تعامله من الخلق إن لم يربح عليك لم يُعاملك, ولا بد له من نوع من أنواع الربح, والرب تعالى إنما يعاملك لتربح أنت عليه أعظم الربح وأعلاه, فالدرهم بعشر أمثاله إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة, والسيئة بواحدة, وهي أسرع شيئاً محواً. وأيضاً فمطالبك بل مطالب الخلق كلهم جميعاً لديه, وهو أجود الأجودين, وأكرم الأكرمين, وأعطى عبده قبل أن يسأله فوق ما يؤمله. وأيضاً فكلّ من تحبه من الخلق ويحبك إنما يريدك لنفسه وغرضه منك, والله سبحانه وتعالى يريدك لك...فكيف لا يستحي العبد أن يكون ربه له بهذه المنزلة, وهو معرض عنه, مشغول بحب غيره, قد استغرق قلبه محبةُ سواه ؟ يشكر القليل من العمل وينميه ويغفر الكثير من الزلل ويمحوه, {يسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } [الرحمن:29] لا يشغله سمع عن سمع, ولا يغلّطه كثرة المسائل, ولا يتبرم بإلحاح الملِحين, بل يحبّ الملحين في الدعاء, ويُحبّ أن يسأل, ويغضب إذا لم يسأل, ويستحي من عبده حيث لا يستحي العبد منه, ويستره حيث لا يستر نفسه, ويرحمه حيث لا يرحم نفسه, دعاه بنعمه وإحسانه وأياديه إلى كرامته ورضوانه فأبى. وكيف لا تحب القلوب من لا يأتي بالحسنات إلا هو, ولا يذهب بالسيئات إلا هو, ولا يجيب الدعوات إلا هو, ولا يُقيل العثرات ويغفر الخطيئات ويستر العورات ويكشف الكربات ويُغيث اللهفات ويُنيل الطلبات سواه ؟ فهو أحقُّ من ذكر, وأحقُّ من شكر, وأحق من عبد, وأحق من حُمد, وأنصر من ابتغي, وأرأف من ملك, وأجود من سئل, وأوسع من أعطى, وأرحم من استرحم, وأكرم من قُصد, وأعزّ من التُجئ إليه, وأكفى من تُوكل عليه, أرحم بعبده من الوالدة بولدها, وأشد فرحاً بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة, إذا يئس من الحياة ثم وجدها. وهو الملك لا شريك له والفرد فلا ند له كل شيء هالك إلا وجهه لن يُطاع إلا بإذنه ولن يُعصى إلا بعلمه, يُطاع فيُشكر, وبتوفيقه ونعمته أطيع, ويُعصى فيغفر ويعفو, وحقُّه أضِيع. فهو أقرب شهيد وأجل حفيظ, وأوفي وفي بالعهد, وأعدل قائم بالقسط, حال دون النفوس, وأخذ بالنواصي, وكتب الآثار, ونسخ الآجال, فالقلوب له مفضية, والسر عند علانية, والغيب لديه مكشوف, وكل أحد إليه ملهوف. عنت الوجوه لنور وجهه, وعجزت القلوب عن إدراك كنهه, ودلّت الفطر والأدلة كلها على امتناع مثله وشبهه, أشرقت لنور وجهه الظلمات, واستنارت له الأرض والسماوات, وصلحت عليه جميع المخلوقات, لا ينام, ولا ينبغي له أن ينام, يحفظ القسط, ويرفعه, يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار, وعمل النهار قبل الليل, حجابه النور, لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.
وأعظم أنواعها المحمودة: محبة الله وحده, ومحبة ما أحبّ, وهذه المحبة هي أصل السعادة ورأسها...التي لا ينجو أحد من العذاب إلا بها. والمحبة المذمومة الشركية هي أصل الشقاوة ورأسها, التي لا يبقى في العذاب إلا أهلها. فأهل المحبة الذين أحبوا الله, وعبدوه وحده لا شريك له.
والمحبة الضارة المذمومة, توابعها وآثارها كلها ضارة لصاحبها, مُبعدة له من ربه, كيفما تقلب في آثارها ونزل في منازلها فهو في خسارة وبعد.
كتاب " بدائع الفوائد "
كتاب " الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب " قال في فوائد الذكر التاسعة أنه يورث المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة, وقد جعل الله لكل شيء سبباً, وجعل سبب المحبة دوام الذكر, فمن أراد محبة الله عز وجل فليلهج بذكره,...فالذكر باب المحبة, وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم. كتاب " طريق الهجرتين وباب السعادتين "
أحدها: محبة طبيعية, كمحبة الجائع للطعام, والظمآن للماء, وغير ذلك, وهذه لا تستلزم التعظيم. والنوع الثاني: محبة رحمةٍ وإشفاقٍ, كمحبة الوالد لولده الطفل, ونحوها, وهذا أيضاً لا تستلزم التعظيم. والنوع الثالث: محبة أنسٍ وإلفٍ, وهي محبة المشتركين في صناعة أو علم أو مرافقة أو تجارة أو سفر لبعضهم بعضاً, وكمحبة الإخوة بعضهم بعضاً. فهذه الأنواع الثلاثة هي المحبة التي تصلح للخلق بعضهم من بعض, ووجودها فيهم لا يكون شركاً في محبة الله
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |