|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() علامات الساعة الكبرى [2] د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ، أما بعدُ: فحَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ لا يزال موصولا عن «علامات الساعةِ الكُبرَى». واللهَ أسألُ أن يجعلنا مِمَّنْ يستمعونَ القولَ، فَيتبعونَ أَحسنَهُ، أُولئك الذينَ هداهمُ اللهُ، وأولئك هم أُولو الألبابِ. ذكرنا في الجمعة الماضية علامتين من علامات قيام الساعة، وهما: العلامة الأولى: خروج الدجال. العلامة الثانية: نزول عيسى ابن مريم عليه السلام. وأما العلامةُ الثالثةُ من علاماتِ قيامِ الساعةِ الكبرى فهي: خروجُ يَأجوجَ ومأجوجَ، وهي علامة رهيبةٌ مهيبةٌ. ويَأجوجُ ومأجوجُ خلقٌ كثيرٌ من ذريةِ آدمَ عليه السلام لا طاقةَ لأحدٍ بقتالِهم. رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ: «يَقُولُ اللهُ تعالى يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا آدَمُ، يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ، قَالَ: يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَحِينَئِذٍ تَضَعُ الحَامِلُ حَمْلَهَا، وَيَشِيبُ الوَلِيدُ، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ»، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى تَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ: «مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ»[1]. ويَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ موجُودونَ الآنَ. قَالَ تَعَالى: ﴿ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴾ [الكهف: 94]. ودلَّ على خروجِهِمْ قَولُهُ تَعَالَى:﴿ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 96، 97]. وما رواه البخاري ومُسْلِمٌ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَيْلٌ[2] لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ[3] يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ»، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا. فَقَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَهْلِكُ، وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ[4]»[5]. وما رواه مسلمٌعَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا عِيسَى ابنُ مَريمَ عليه السلام بينَ أصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ بدَرَجَاتِهِمْ في الجنَّةِ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَيهِ: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ[6] عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ[7] يَنْسِلُونَ[8]، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ[9]، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ، فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ[10] نَبِيُّ اللهُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ[11] نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهُمُ النَّغَفَ[12] في رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى[13] كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ. ثُمَّ يَهْبِطُ نَبيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الأَرْضِ فَلَا يَجِدُونَ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلأَهُ زَهَمُهُمْ[14]، وَنَتَنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ فَيُرْسِلُ اللهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ[15] فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ[16] مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ [17]وَلَا وَبَرٍ[18] فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ[19]. ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا[20]، وَيُبَارَكُ فيِ الرِّسْلِ[21] حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ[22] مِنَ الإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ[23] مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ[24] مِنَ النَّاسِ. فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ[25] فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ»[26]. ثم تأتي العلامةُ الرابعةُ من علاماتِ قيامِ الساعةِ الكبرى، وتكون عندما يعُمُّ الفسادُ، وينتشر في الأرض، وهي خُروجُ الدَّابةِ. وهي مخلوقٌ عظيمٌ، تَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عِنْدَ فَسَادِ النَّاسِ وتَرْكِهم أَوَامِرَ اللهِ وَتَبْدِيلِهِمُ الدِّينَ الحَقَّ، فَتسمُ المؤمنَ بعلامةٍ وتجلو وجهَهُ حتى يُنيرَ، وتَسمُ الكافرَ بعلامةٍ قيلَ: هي خَطمُ الأنفِ[27]. ودلَّ على خروجِها قَولهُ تَعَالَى:﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴾ [النمل: 82]. وما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ»[28]. وما رواه الإمام أحمد بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ، ثُمَّ يَغْمُرُونَ فِيكُمْ حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الْبَعِيرَ فَيَقُولُ: مِمَّنِ اشْتَرَيْتَهُ؟ فَيَقُولُ: اشْتَرَيْتُهُ مِنْ أَحَدِ المُخَطَّمِينَ»[29]. ثم تأتي العلامةُ الخَامسةُ مِن عَلاماتِ قيامِ السَّاعةِ الكُبرى: وهي علامة مخيفة رهيبة؛ لأن ظهور هذه العلامة معناه إغلاق باب التوبة ألا وهي طُلوعُ الشَّمسِ من مغرِبِها. ودلَّ عَلى خروجِها قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴾ [الأنعام: 158]. وَرَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا، فَذَاكَ حِينَ: ﴿ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الأنعام: 158] »[30]. العلامةُ السَّادِسةُ من علاماتِ قيامِ السَّاعةِ الكُبرَى: الدُّخَانُ. وهو انبعاثُ دُخانٍ عظيمٍ منَ السماءِ يَغشى الناسَ جميعا، ويعمُّهم. وخروجُه ثابتٌ بالكتابِ، والسُّنةِ، والإجماعِ. ودلَّ عَلى خروجِهِ قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الدخان: 10، 11]. وَمَا رواهُ مسلمٌ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقَالَ: «مَا تَذَاكَرُونَ؟». قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ. قَالَ: «إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ - فَذَكَرَ - الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ه، وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ»[31]. أقولُ قولي هذا، وأَستغفرُ اللهَ لي، ولكُم. الخطبة الثانية الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وَسَلامًا على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، وبعد..العلامةُ السابعةُ من علاماتِ قيامِ الساعةِ الكُبرَى:خَسفٌ بالمشرقِ. والعلامةُ الثَّامنةُ من علاماتِ قيامِ الساعةِ الكُبرَى:خَسفٌ بالمغربِ. والعلامةُ التَّاسِعَةُ من علاماتِ قيامِ الساعةِ الكُبرَى:خسفٌ بجزيرةِ العربِ. والخسفُ: هو غيابُ الشيءِ في الأرضِ[32]. قَالَ تَعَالَى:﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾ [القصص: 81]. ودَلَّ على حُدوثِ هذه العلاماتِ الثلاثةِ:ما جاءَ في حديثِ حُذيفةَ بن أَسِيدٍ رضي الله عنه وَفيهِ: «وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ»[33]. وما رواه الطبراني بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنه قَالتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «سَيَكُونُ بَعْدِي خَسْفٌ بِالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ». فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُخْسَفُ بِالْأَرْضِ وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ؟ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ إِذَا كَانَ أَكْثَرُ أَهْلِهَا الخَبَثَ»[34]. وقد حَدثَ خسفٌ قبل ذلكَ، ولكنْ هذِه الخسوفاتُ الثلاثةُ أعظم قدرًا[35]. ثم تأتي خاتمة علاماتِ قيامِ الساعةِ الكُبرَى، وهي نارٌ تخرجُ من قَعرِ عدَنٍ باليمنِ تسوقُ الناسَ إلى محشرِهِم، وهي آخرُ العلاماتِ العظامِ. قال العلماءُ: «فأمَّا شرارُ الخلقِ فتخرجُ نارٌ في آخر الزمانِ تسوقُهم إلى الشامِ قهرًا حتى تجمعَ الناسَ كلَّهم بالشامِ قبلَ قيامِ الساعةِ»[36]. ودلَّ على خروجِهَا ما جاءَ في حديثِ حُذيفةَ بنِ أَسيدٍ رضي الله عنه، وفيهِ: «وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ»[37]. وفي روايةٍ: «وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ[38] تَرْحَلُ النَّاسَ[39]»[40]. وَرَوَى البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يُحْشَرُ النَّاسُ[41] عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ[42]: 1- رَاغِبِينَ[43] رَاهِبِينَ[44]. 2- وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ، وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ. 3- وَيَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ[45]، تَقِيلُ[46] مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا، وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا، وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا»[47]. وختامًا، فهذه علامات الساعة الكبرى، وهي تبعثُ الخوفَ في النفوس، فلابدَّ أن تستعدَّ لها حقَّ الاستعداد حتى نكونَ أهلا للخير إن أدركنَا هذا الزمان الموحش. الدعـاء... • اللهم إنا نعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء في دار المقامة. • اللهم إنا نسألك الجنة، ونستجير بك من النار. • اللهم إنا نسألك الجنة، ونستجير بك من النار. • اللهم إنا نسألك الجنة، ونستجير بك من النار. • اللهم فقِّهنا في الدين. • اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم، ونستغفرك لما لا نعلم. • اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلِّمنا ما ينفعنا، وزدنا علمًا. • اللهم اكتبنا من أهل الجنة. أقول قولي هذا، وأقم الصلاة. [1] متفق عليه: رواه البخاري (4741)، ومسلم (222). [2] ويل:كلمة تستعمل للحزن، والهلاك، والمشقة. [3] ردم: أي سد. [4] الخبث: أي الفسوق، والفجور، والمعاصي. [5] متفق عليه: رواه البخاري (3346)، ومسلم (2880). [6] حرِّز: أي ضُم. [7] الحدب: أي الغليظ من الأرض في ارتفاع. [8] ينسلون: أي يخرجون مسرعين. [9] بحيرة طبرية: تقع الآن في سورية. [10] يحصر: أي يحبس. [11] يرغب: أي يدعو. [12] النغف: جمع النغفة، وهو دود يوجد في أنوف الإبل، والغنم فتموت به في أقرب وقت. [13] فرسى: جمع الفريس وهم القتلى. [14] زهمم: أي رائحتهم المنتنة. [15] البخت: واحدتها البختية وهى الناقة طويلة العنق ذات السنامين. [16] يكن: أي يستر. [17] المَدر: أي القرى والأمصار واحدتها مدرة. [18] الوبَر: أي البيت المتخذ من صوف الإبل والمراد أهل البادية. [19] الزَّلفة: أي المكان يحفر ليحبس فيه ماء السماء، وقيل: المرآة. [20] قحفها: أي قشرها. [21] الرِّسل: أي اللبن. [22] اللقحة: أي الناقة ذات اللبن قريبة العهد بالولادة. [23] الفئام: الجماعة الكثيرة. [24] الفخذ: حي الرجل إذا كان من أقرب عشيرته. [25] يتهارجون: أي يجامعون النساء بحضرة الناس. [26] صحيح: رواه مسلم (2937). [27] انظر: «تفسير ابن كثير» (6/ 210)، و«أشراط الساعة»، د. عبد الله الغفيلي، صـ (150-151). [28] صحيح: رواه مسلم (158). [29] صحيح: رواه أحمد (22308)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (2927). [30] متفق عليه: رواه البخاري (4636)، ومسلم (157). [31] صحيح: رواه مسلم (2901). [32] انظر: «لسان العرب»، مادة «خسف». [33] صحيح: رواه مسلم (2901). [34] صحيح: رواه الطبراني في «الكبير» (580)، و«الأوسط» (3647)، وقال الهيثمي في «المجمع» (8/ 11): «رواه الطبراني في «الأوسط»، وفيه حكيم بن نافع وثقه ابن معين وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات». [35] انظر: «فتح الباري» (13/ 84). [36] انظر: «لطائف المعارف»، لابن رجب الحنبلي، صـ (139). [37] صحيح: رواه مسلم (2901). [38] قعرة عدن: أي أقصى عَدن، وهي مدينة باليمن تسمى عدن أبين. [39] ترحل الناس: أي تأخذهم بالرحيل وتزعجهم. [40] صحيح: رواه مسلم (2901). [41] يحشر الناس: أي قبيل قيام الساعة يجمع الأحياء إلى بقعة من بقاع الأرض وورد أنها الشام. [42] طرائق: أي فرق. [43] راغبين: أي بهذا الحشر، وهم السابقون. [44] راهبين: أي خائفين، وهم عامة المؤمنين. [45] النار: أي نار الدنيا، وليس نار الآخرة. [46] تقيل: أي تقف معهم وسط النهار. [47] متفق عليه: رواه البخاري (6522)، ومسلم (2861).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |