رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 11 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 385 - عددالزوار : 47285 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5073 - عددالزوار : 2304236 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4657 - عددالزوار : 1585475 )           »          انتقال ابني من مدرسة لأخرى أثر عليه وسبب له العديد من المشاكل. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أشعر بالإحباط.. فلا عمل ولا سفر ولا تحقيق أحلام، فما الحل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حلمت بأني لا أستطيع إتمام صلاتي مع أنني محافظة عليها، فما تفسير الحلم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما تأويل الضرب المبرح في الرؤيا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ماتاريخ الحج وماالمقصود الأساسي من أعمال الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          If a man has done the obligatory Hajj, is it better for him to repeat Hajj and do a (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          إذا حج الإنسان الفريضة ، فهل الأفضل أن يكرر الحج ويحج نافلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-04-2021, 12:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (13)

ا. محمود توفيق حسين





عندما تبدأ انطلاقتك في الحمْيَة من شهر رمضان بعزيمة جبارة
ويصير فؤادك فارغاً إلاَّ من أمر الرشاقة المطلوبة ونزول الكرش
وتذهل عن القرآن والقيام
وتقضي وقتك في متابعة كم أصبح بنطالك واسعاً عليك؟!
مسروراً بالثقبين الجديدين في الحزام،
وبقراءة الميزان البيتي الآخذة في الانخفاض
مؤكداً لنفسك على الصبر على لقيماتٍ قليلة في الفطور
وأقل منها في السحور؛
لا تفكِّر بأنك منشغل بأمر غير محرَّم
بل فكِّر في أنك منشغل عن شهر معظَّم
لا تفكِّر بأنه الشهر الفرصة لتخفيف زِنَتك على الميزان
بل فكِّر في أنه بالأساس "الشهرُ الفرصةُ" ليزيد وزنك عند الله.


مبارك عليك الشهر
وقد خرجت منه حاضرَ القلب في التعبد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-04-2021, 12:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

تعلمت في رمضان (2)

د. مشعل عبدالعزيز الفلاحي








تعظيم شعائر الله تعالى





الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.



وبعدُ:

فإنَّ تعظيم شعائر الله تعالى في حياة كلِّ إنسان أثرٌ من آثار التقوى في قلبه، وهي بعض ما تعلمه هذه المدرسة الكبرى في حياة كل إنسان.



إنَّ الأصل في شرعيَّة رمضان كله هو هذه الحقيقة "التقوى"؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].



فلأجْل التقوى شُرِع صيام هذا الشهر، وحين تجد صائمًا لَم تَعمر قلبَه التقوى، ولَم يجد لها أثرًا في حياته، ولَم تتربَّ نفسه على تعظيم شعائر الله تعالى وحُرماته، تُدرك حينها أنه لَم يكن له نصيبٌ من آثار هذه المدرسة، ولَم يُوَفَّق للنجاح فيها، ولَم يجد أثرًا حقيقيًّا لتَعبه وجُهده في رحلته كلها، ويكفي ذلك خسارة وضياعًا في حياة الإنسان.



إن رمضان جاء يهذِّب النفوس، ويُرتِّبها، ويُعيد بناءها وترتيبها من جديد، وهذا أعظم درسٍ يتعلَّمه الإنسان في رمضان.



إن حياة الإنسان خلال عام كاملٍ يُصيبها من الوهن والضَّعف، وتعتريها الأمراض، وتكدُّها المعاصي، فتَذهب ببعض معانيها، ويَشوبها ما يشوب كل رحلة من النقص والضَّعف، ومهمة هذه المدرسة أن تُعيد بناء هذه النفوس من جديد، وتحاول جاهِدة خلال ثلاثين يومًا أن تُعيد البريق الذاهب من حياة الإنسان.



وعلينا أن نُدرك أنَّ هذا البناء "تحقيق التقوى" في حياة كل إنسان، لن يتعلَّمه الإنسان في هذه الفترة؛ حتى يكون مثالاً للعبودية الحَقَّة أمام كلِّ أمرٍ ونهي في شريعة الله تعالى، وما لَم يُعانق هذه الحقيقة ويَقف على النجاح فيها مرارًا خلال مدة هذه المدرسة، لن يَظفر بالحياة التي يُطلبها والمعاني التي يَركض في سبيل تحصيلها، ويكفي دليلاً على ذلك قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من لَم يَدَع قولَ الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يَدَع طعامه وشرابه)).



إنَّ هذه المدرسة لا تُعلِّم في فصولها - ومن خلال مناهجها - تحصيل التقوى، من خلال الجوع والعطش، وإنما تُعلِّمه من خلال تعظيم شعائر الله تعالى، والوقوف عند حدوده، وإجلال أمْر الله تعالى ونَهْيه، وتَرْك الطعام والشراب بعض ذلك وليس كله؛ ((مَن لَم يَدَع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدَع طعامه وشرابه)).



وهذه حقيقة تَغيب عن كثيرٍ من الصائمين، وتفوت على مفاهيم كثيرٍ من العباد، ويعتقدون حين تُمسي بطونهم خماصًا، أنهم نالوا كلَّ شيء، وقد تكون النتيجة بخلاف ما يعتقدون.



إنَّ شهر رمضان جاء ليُعيد بناء النفوس، ولَم يأتِ لتشويهها، وحَصْر غاية الصيام في ترْك الطعام والشراب فحسب، تشويهٌ لصورة الإنسان، وعناية بجسده على حساب قلبه ورُوحه، ومسألة بناء النفوس وإعادة ترتيبها وبنائها من جديد مسألة ضخمة من حقِّها لعَظَمتها أن تأخذ شهرًا كاملاً، تتعلَّم فيه إعادة بناء الإنسان كإنسان.



إن علينا أن نُدرك أنه حين يتحقَّق في حياة كلِّ إنسان إجلال شعائر الله تعالى والقيام بحقِّه، والوقوف عند حدوده، فتلك اللحظة هي اللحظة التي من حقِّ ذلك الإنسان أن يأخُذ شهادة بتخرُّجه ناجحًا متميِّزًا من تلك المدرسة، وحين يَلتفت الإنسان إلى حياته كلها، فيجد ضَعفًا في نفسه أمام شعائر الله تعالى وحدوده؛ سواء كانت أوامرَ أو نواهيَ، فليَعلم يقينًا تلك اللحظة أنه من جملة الراسبين الذين لَم يكن لهم شرفُ النجاح في نهاية فصول هذه المدرسة.



إنني لست متقوِّلاً على شرْع الله تعالى، لكنني لا أفهم سوى ذلك من قول نبي الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن لَم يدَع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدَع طعامه وشرابه))، والله المسؤول أن يتجاوَز وأن يغفرَ لكلِّ مُذنبٍ؛ إنه وَلِيُّ ذلك والقادر عليه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-04-2021, 12:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

خاطرة في رمضان













بكر البعداني





ونحن نتفيَّأ ظلال هذا الشهر، يومًا ووراءه آخر، يلوح في البال ويغشاه، ويمر على طيف الخيال ويعترضه - معالم من سيرة المعلِّم الأول والرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ فترسم بريشة تجر في طياتها صورًا، يعجز عنها كل أحد، فتنقش على صفحات القلوب، واحدة تِلْوَ أخرى؛ لتشكل بعد ذلك متحفًا فنيًّا رائعًا، ومكتبة نبوية ساحرة، يُستفاد منها ويُرجع إليها؛ ولذلك كانت سيرته صلى الله عليه وآله وسلم - ولا زالت - عند أهل الإسلام في كل عصر، وكل مصر، ووقت وآنٍ - محطة تبث إشارات، وترسل علامات، تنير الدروب للسالكين، وتضيء الطرقات للعابرين، وبين الحين والحين، والفَيْنة والأخرى، ترسل أشعة دافئة، وبسمات حانية، لكل سالك يقصد دروبَ الحق، ويسعى إلى ذلك الدرب الأول، والمعين الثري الصافي؛ لتُعينه على بلوغه والوصول إليه.







فهي واللهِ صور جميلة لا يُعادِلها شيء، ولا يماثل روعتَها شيء؛ لكأني بها - دومًا - تمد يدها المِعطاءة - بسخاء - لتعطي من كنوزها الكريمة، وآثارها الجميلة، وهي كما علمتْنا دومًا لا تمد يدها لتأخذ، وإذا مدت يومًا ما إليك يدها؛ فاعلم أنها تريد أن تأخذ بيديك إلى منهج الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلا تبخل عليها بيديك، ولا تبخل على نفسك يا من أردت مرافقة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن تجعل لك في هذا الشهر الكريم محطات تتزود منها، وتنهَل فيها من سيرته الكريمة، وتتعلم من سنته العظيمة، وتحقق - عمليًّا - جانب التأسِّي والاتباع للرسول وطاعته صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإنه جانب مهم لا بد منه في طريق سَيْرك إلى الله عز وجل، وهذه المحطات مهمة، وهي تشكل جزءًا كبيرًا، ولا تقل أهمية عن أي محطات أخرى، إن لم تكن تفُوقها، وهي توشك شيئًا فشيئًا أن تفارقنا إلى غير رجعة، فالسعيد من اعتبر، ومن انتهل منها، وعمل بها، فوَاهًا ثم واهًا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15-04-2021, 12:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

الصوم مساواة ومواساة













خميس النقيب










رمضان شهر المساواة، كيف؟



يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته))، ويقول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]، ويقول ابن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: ((لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تُفطروا حتى تروه، وإن غمَّ عليكم فأتموا الثلاثين)).







أي إن الناس جميعهم يُفطرون في وقت واحد، ويمسكون في وقت واحد؛ الفقير والغني، الضعيف والقوي، الأبيض والأسود، الحاكم والمحكوم، الرئيس والمرؤوس، طالما يدينون بالإسلام وينوون الصيام، فهم في وقت الإفطار والإمساك سواء، وفرض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر بنفس القدر على الفقير والغني، الضعيف والقوي، الخفير والوزير، الكبير والصغير، الأبيض والأسود، وفي ذلك أيضًا مساواة، إذًا فالصوم مساواة، والصوم أيضًا مواساة؛ والمواساة معناها الوقوف بجوار الفقير والمسكين، إطعام الطعام، وإفشاء السلام، ولين الكلام، فضلاً على إفطار الصائم، إكرام المسكين، إعطاء الفقير، فطوبى لمن واسى مكلومًا، ونصر مظلومًا، وأطعم أفواهًا، وكسا أجسادًا، ووصَل أرحامًا، وجعل يده ممرًّا لعطاء الله في هذا الشهر الكريم وذاك الموسم العظيم، شهر الطاعات، وموسم الحسنات، لقد بيَّن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فضائل خصها الله عزَّ وجل بالصائمين في رمضان، فقال: سمعت رسول الله يوم أهَلَّ رمضان يقول: لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان، وجعلت زكاة الفطر مواساة للفقير والمسكين، كيف؟







فرضت على كل مسلم ومسلمة؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: "فرَض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان"؛ رواه الجماعة، لماذا؟



لها حكمتان:



الأولى: تطهير الصائم من اللغو والرفث الذي وقع منه في أثناء شهر رمضان.







الثانية: إطعام المساكين ومواساتهم في العيد، ودليل ذلك حديثُ ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين"؛ أبو داود.







وكذلك لتغنيهم عن السؤال يوم العيد، بذلك يكون الصوم مساواة بين أفراد الأمة جميعًا في الإفطار والإمساك، ومواساة للفقير والمسكين، تقبَّل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16-04-2021, 12:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

لا تضَعْ حسناتِك في صرَّةٍ مخرومة
وصال تقة


لا تجعل حسناتك في جراب مخروق..

رمضان شهر الجود والكرم والصدَقات..

بالمال، والكلمة الطيبة، وإماطة الأذى عن النفوس قبل الطُّرقات..

فاحرِصْ على ألا يكون نصيبك من الصدقة حسناتك الملمومة في جراب مخروق.. بالرياء والرَّفث، والصخب، والغِيبة، فرُبَّ صائم ليس له من صيامه سوى الجوع والعطش..

رمضان فرصتك لتعلُّم الخضوع والمحبة..

شيطانك مصفَّد، ونفسك يخفف وطأتها الصيام.. وكل حواسِّك وجوارحك مستكينة تنتظر فرحة الإفطار.. وقلبك قد أرهفه الجوع.. وصار يعلم معانيَ الحاجة والافتقار.. استغِلَّ ضعفه، وعوِّدْه على الخضوع والاستكانة، وحبِّ كل مَن حوله.. سيتعلَّمُ حينها أبجديات المحبة، وستسبح رُوحك في ملكوت العزيز، وستترقى في الافتقار لتصل إلى محبة خالقها وبارئها الودود سبحانه..

ومضة:

كُن دائم القُرب من قلبك.


مناجاة قلب:
إلى هذا الذي قبع بين أضلعي...

إلى هذا الذي جعله اللهُ بين أصبعيه يقلِّبه كيف يشاء..

إليك يا من اجتمع فيه الإيمان والشهوة (فأنت لما غلب عليك منهما).

إليك يا من إن صلَح صلَحتُ معه، وإن فسد أفسدني وجرعني نغب المرارة والخسران.

أأكتب إليك بدمائك، أم بدموعي الحرَّى التي قَلَتْ أجفاني؟

وماذا عساني أقول لك وأنت تعلم عني ما لا أعلمه؟

أأبوح لك بأنني طالما ظننت أنني سجنك، فإذا بك أنت سجني وأنت الجلاَّد؟

أم أهمس لك - والألم يعتصِرُني - أنني أمنتُ لك، فإذا بك تتقلَّب عليَّ وتجمح، فلا بزمامك أمسكت، ولا أحوالك فهمت؟

أم أبثك همومًا أثقلتني، وذنوبًا كبلتني؟ ذنوبًا كنتَ فيها أنت البطل.. فصُلْتَ وجُلْتَ وزيَّنت وأمرت.. وكنتُ في النهاية أنا الضحية وأنا الشاهد والجاني.

لا بل سأدع هذا وذاك لأجلس إليك.. لأعترف بين يديك.. فما كنت لأصيرَ إلى ما صِرتُ إليه لولا تفريطي فيك وانشغالي عنك.. فاليوم قبل أي وقت مضى، أمدُّ يدي إليك وأعدك.. بيقين من هجر ركوب بحر التمني، وتعلق بمن نجا كلُّ من جاءه بقلب سليم أن أبحث لك - بعونه سبحانه - عن الدواءِ بعدما علِمتُ الداء.

أسأل الله الذي يحول بين المرء وقلبه أن يجمَعَني بك على حبِّه وإخلاصه، وأن يثبِّتك على دِينه، وأن يجعلني ممن جاء إليه بقلب سليم..






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16-04-2021, 12:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (14)

ا. محمود توفيق حسين
























عندما تقابل أصدقاءك بعد الإفطار


ويشعل كل منكم سيجارته


ويفاجئكم أحدكم بأن لم يشعل مثلكم..


وعندما سألتموه قال: إنه سينتهز هذا الشهر المبارك في الإقلاع عن التدخين





وتأخذ في الإلحاح عليه، وأنت تقول له:


إنه سلوانٌ في صعوبة الأيام، وهو الداء والدواء، وشكوى نبثها على هيئة الدخان


وتقدم له واحدة فيشعلها بعد أن غلبته وحرَّكت شوقه


لا تفكِّر بأنك لم تعلِّمه التدخين


وأنه عاد لما اعتاد عليه، وقد كان سيعود لا محالة


بل فكِّر في أنك زينت له معصيةً كان قد وعد الله البارحة متضرعاً بأن يكف عنها


لا تفكِّر بأن الأصدقاء يحرصون على الأشياء التي تجمعهم


بل فكِّر في أن الأصدقاء حقًّا..


يحرصون على الأشياء التي تجمعهم في الجنة.. لا في مستشفى السرطان!








مبارك عليك الشهر


وقد خرجت منه ناصحاً للناس




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17-04-2021, 08:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

قيم رمضانية











رياض العمري






تختلف القيم التي تحكُم المجتمعات بحسب الأصول التي تحكم التصور الجمْعي؛ كالدِّين، والعادات والتقاليد، وغيرها من المدخلات التي تُغذِّي ذهنية المجتمعات.





ويُعتبر شهر رمضان محطة تغذي الشعور الجمعي بالقيم التي ترسِّخ المعاني الساميَة في حياة الفرد والمجتمع، ومن أهم هذه القيم التي رسَّخها رمضان واحديَّةُ الشعور؛ فكل أحداث هذا الشهر ومعانيه تُرسِّخ معاني الوحدة الشعورية؛ فالجميع يسيرون في نمط واحد منذ طلوع الشمس إلى غروبها، لا فرق بين شخص وآخر، ولا بين كبير وصغير؛ فرمضان لِباس يتَّحد فيه الجميع، ويصبغ لونه الصافي على جميع أفراد المجتمع، مما يزيد من بذور التآلف والتراحم وشعور الجسد الواحد، كما أنَّ ترافق هذه المعاني مع الرُّوحانية التي يصبغها الشهر، والأحداث التاريخية التي توحِّد ذاكرة الجميع في تاريخ واحد - يرسم ملامح المجتمع عبر نوافذ الماضي.





إن هذه القيم وغيرها من القيم المكوِّنة للشخصية المسلمة هي أداة للتحوُّل الحضاري والبِناء المجتمعي القائم على تناسي الفروق التي تؤسِّس للنِّزاعات، والنظر نحو المستقبل بمنظور واحد يتوحَّد فيه الجميع.





نحن بحاجة - أكثر من أي وقت مضى - إلى مِثل هذه الثقافة التي تُوَحِّد النسيج المجتمعيَّ، وتزيد من عوامل التلاحم والاصطفاف المجتمعي؛ للخروج من الأزمات التي تلاحق المواطن وتعوق تقدُّمه، فالشيطان يدخل بين الصفوف ويستغل الثغرات ليوقف عملية البناء، ويُضعِف من التحرُّكات الجادَّة للبناء.





إن جميع الشرائح اليوم على كافة المستويات يجمعها شهرٌ يمثل نوعًا من توحيد الأهداف والغايات ومراجعتها؛ بحيث تكون المصلحةُ المشتركةُ هي الخيار الذي يحكُم جميع الأطراف ويُزيل الشِّقاق الذي لا يأتي بخير.





في الأخير، هي دعوة لنا لأن يكون رمضان محطة للتزَوُّد بإيجابية، ولا ننقل سلبيات الواقع إلى هذا الشهر، بل نصبغ الواقع بمعاني هذا الشهر المبارك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19-04-2021, 05:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (15)

ا. محمود توفيق حسين









عندما تقفين أمام المرآة قلقةً ناقمة
وأنت تتأملين وجهك على طبيعته
وفي نفسك شيءٌ من الشهر المعظم
لأنه يجردك من الأصباغ وكريمات التبييض ومستحضر إخفاء الهالة السمراء
التي اعتادت بشرتك عليها جميعاً
فتخرجين فيه أقل جاذبية مما تعودتِ وعودتِ الأعين التي تراكِ
وتنتظرين نهايته لتعودي لعطورك ولأحمر الشفاه فاقع اللون..
والرموش الصناعية الطويلة والعدسة الملونة؛
لا تفكِّري بأنه الشهر الذي تخجل فيه المرأة من انكشاف ملامحها البسيطة غير الملفتة
بل فكِّري في أنه الشهر الذي يجب أن تخجل فيه المرأة من إفسادها صيام الآخرين بزينتها
فكِّري بأنه الشهر الذي يجب أن تنشغلي فيه بقصور نفسك عن بثور وجهك
فكري بأن وجهاً أعتقه الله من النار في رمضان
خيرٌ من كل الوجوه الجميلة التي لم يُكتَب لها العِتق.


مبارك عليك الشهر
وقد خرجت منه غيرَ متبرجة

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21-04-2021, 07:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

تجارة السبَّاقين










قصب السبق


وصال تقة




لربما كنت من ظالمي أنفسهم:


تفريط في الطاعة، وتوريط للنفس في المعصية، (ومن منا غير ذلك؟).





لربما قد اعتدت على تجارة المقتصدين:


مجاهدة نفس على تأدية الواجبات، وترك المحرَّمات، من غير إتيان بمنتهى القربات الرافعة للدرجات..





في رمضان جرِّب تجارة السباقين بالخيرات.. الطموحين المحرزين للسبق في الطاعات وإسراع الخطى للمغفرة والفِرْدوس الأعلى..





وذلك هو الفضل الكبير..





ومضة:((سبَقك بها عُكَّاشةُ))[1].


بين طلب الأول وطلب الثاني بضعُ دقائق، ولربما أقل، لكن فاز بها الأسرع والسباق لطلب الخير..
في رمضان، كُنْ أنت عُكاشة.







[1] مقتطف من الحديث المشهور:

خرَج علينا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا فقال: ((عُرِضَتْ عليَّ الأمَمُ، فجعَل يمرُّ النبيُّ معَه الرجلُ، والنبيُّ معَه الرجلانِ، والنبيُّ معَه الرَّهطُ، والنبيُّ ليس معَه أحدٌ، ورأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فرجَوتُ أن يكونَ أمتي، فقيل: هذا موسى وقومُه، ثم قيل لي: انظُرْ، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فقيل لي: انظُرْ هكذا وهكذا، فرأيتُ سَوادًا كثيرًا سدَّ الأُفُقَ، فقيل: هؤلاءِ أمتُك، ومعَ هؤلاءِ سبعونَ ألفًا يدخُلونَ الجنةَ بغيرِ حِسابٍ))، فتفرَّقَ الناسُ ولم يبَيِّنْ لهم، فتذاكَر أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا: أما نحنُ فوُلِدْنا في الشِّركِ، ولكنا آمنا باللهِ ورسولِه، ولكن هؤلاءِ هم أبناؤُنا، فبلَغ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ((همُ الذينَ لا يتطيَّرونَ، ولا يستَرْقونَ، ولا يكتَوُونَ، وعلى ربِّهم يتوكَّلونَ))، فقام عُكَّاشَةُ بنُ مِحصَنٍ فقال: أمِنْهم أنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: ((نعَمْ))، فقام آخَرُ فقال: أمِنْهم أنا؟ فقال: ((سبَقَك بها عُكَّاشَةُ)).

الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5752.

خلاصة حكم المحدِّث: [صحيح].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22-04-2021, 07:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

وسائل الإعلام

الرائي (التلفزيون)


د. فهمي قطب الدين النجار

أما تأثيراته الاجتماعيَّة والتربويَّة، فسيظهَر من خلال تأثيره على الأطفال في الفقرات التالية:

تأثير الرائي على سُلوك الأطفال:

اهتمَّ بهذا الموضوع كبارُ علماء النفس والإعلام والاجتماع، ودرَسوه وأجروا له التجارب الواقعية والعمَليَّة، وخرجوا بنتائج خطيرة، وعلى كل إنسان واعٍ أن يُدرِكها، ويحذر جيدًا من عواقبها، وقبل أن أُبيِّن نتائج دراسة العلماء لظاهرة التلفزيون وتأثيرها على الأطفال، أريد أن أهمِس بأُذُن ربِّ كل أسرة عاقل: إن هذا الجهاز الذي يضعُه في بيته، ليس أداةً مِن أدوات الزينة الجامدة، ولا هو باقة ورْد عَطِرة، لا يتعدَّى أثرها نَشْر الروائح الزكيَّة، إنه جهاز فعَّال ومؤثِّر في النفوس والقلوب والعقول خيرًا وشرًّا، وكما قُلنا عن المذياع، فإنه له حدَّين: حدٌّ للخير، وحدٌّ للشر، والغالب هو حد الشر والعياذ بالله، فعلينا جميعًا مُراقبة برامجِه - واختيار الأصلح منها لأبنائنا وبناتِنا وأزواجنا وإلا خَربت نفوسهم وقلوبهم وعقولهم - حتى لا نندمَ على (لا مُبالاتنا) تُجاهه، فيَكتسِِب أبناؤنا عادات أناس يُخالفوننا في العقيدة والأخلاق والعادات.




وعلى المسؤولين أيضًا عن هذه الوسيلة الخطرة أن يُراعوا حقَّ الله، ويتَّقوا الله في أبناء هذه الأمة، فلا يَعرِضوا فيه إلا ما يعود بالخير والصلاح على مُجتمعِهم وأمَّتهم.




وحتى يَطَّلِع الوالِدان المسلمان على مقدار تأثير التلفزيون على أطفالهم؛ نَعرِِض بعض نتائج بحوث العُلماء في هذا المجال.




نبدأ ببعض المعايير المُستقاة من نتائج البحث، يُمكن بفضلِها التنبؤ بالأثر التراكُمي المُحتمَل للتلفزيون على نظرة الأطفال للحياة.




يزداد تأثُّر الأطفال ببرامج التلفزيون كلما:

1- تَكرَّر عرض الصور.

2- عُرِضت الصور بشكل تَمثيلي.

3- ومال الطفل إلى اللون المعروض مِن المعرفة.

4- ونمَت استجابة الطفل للوسيلة الإعلاميَّة عمومًا[5].




وعندما نزِن بهذه المعايير واقعَ التلفزيون، نجد أن التأثيرَ حاصلٌ 100% من صفات برامج اليوم تَكرار عرْض الصور والمشاهِد وإعادتها، والمسلسلات التمثيليَّة أصبحَت تقليدًا يوميًّا لا يُستغنى عنه - بعرف المسؤولين - والجميع يَنتظرِها بشغف كبير.




والشَّغف بالتلفزيون ليس عِندنا فقط، بل سبقَنا الغربيون بهذا؛ لأنه أول ما وجد عندَهم، فأطفال الولايات المتحدة الأمريكية يَضرِبون الرقم القياسي بالجلوس إليه؛ إذ يُقدَّر زمن جلوسهم أمام الشاشة الصغيرة بأكثر من 40 ساعة في الأسبوع، أما الأطفال الفرنسيُّون، فيقضُون (16) ساعة في الشتاء و12 في الربيع.




ولا توجد إحصاءات دقيقة للمدة التي يَقضيها الطفل العربي أمام التلفزيون، ولكن يُمكن تقديرها، إذا كان المعدَّل اليومي من 2 - 3 ساعة في اليوم بالإضافة إلى يومي الخميس والجمُعة، في البلاد التي تُعطل يومين في الأسبوع؛ حيث يزداد البثُّ، وتزداد ساعات الجُلوس أمام التلفزيون - فتَصِل المدة إلى 24 - 36 ساعة أسبوعيًّا.




هذا مع العلم أن كثيرًا من البيوت لا يُغلِقون التلفزيون بتاتًا منذ أول افتتاحه إلى إغلاق البثِّ فيه، حتى إن تعبير (من العَلَم إلى العَلَم) أصبح تعبيرًا شائعًا يُطلَق على مَن يقضي كلَّ وقته أمام التلفزيون من أول البثِّ وحتى آخرِه.




فكان من نتائج الجلوس الطويل للأطفال أمام الشاشة الصغيرة: انخِفاض مستوى التعليم في السنوات الأخيرة في الغرب، وهذا ما قرَّره الباحثون الغربيون، وفي البلاد العربية أيضًا، وهذا ملحوظ في المدن؛ حيث يَكثُر وجود الأجهزة التلفزيونية؛ إذ يتفوَّق طلاب الريف على طلاب المدُن، وكيف يتفوَّق التلاميذ الذين سَهِروا الليالي أمام شاشات التلفزيون يتعاطُون برامج مُخدِّرة لعقولهم ونفوسِهم وقلوبهم جميعًا؟ إنهم يتعوَّدون على السهر، ويَذهبُون إلى مدارسِهم كُسالى، يَكادون أن ينامُوا في فصولِهم الدراسية، كما يُصابُون بأمراض مختلفة، أهمها السرَحان، وعدم التركيز، والاستِغراق في عالم الخَيال، وعندما يُقارِن التلميذُ بين الفصل الدراسي والمشهَد التليفزيوني، يجد أن المُدرِّس مملٌّ أشد الملل، وهو إذ يُطالبه بالترفيه يريد أن تكون المدرسة امتدادًا للتلفزيون وتَكرارًا لما يُشاهِده على شاشته، فإذا تَعذَّر ذلك - بطبيعة الحال - أصيب الطفل بالإحباط والمرض العصبي؛ مما يدفعه إلى القلق وتَشتُّت الانتِباه.




وهكذا يؤكِّد علماء النَّفْس وعلماء الإعلام أن التلفزيون يقوم بمُهمَّة تربوية سلبيَّة، جوهَرها التخدير وصرْف انتباه الأطفال عن الحقائق الواقعيَّة، ودفعهم إلى عالم خيالي[6].
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 173.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 167.39 كيلو بايت... تم توفير 5.84 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]