رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 19 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 968 - عددالزوار : 122173 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-04-2022, 11:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,487
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

من دروس رمضان



الحمدُ لله الحليمِ الشكور، العزيز الغفور، أحْمَد ربِّي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، العليم بذات الصُّدور، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيِّدنا محمَّدًا عبده ورسوله الدَّاعي إلى كلِّ عملٍ مبرور، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحديد: 28].

أيُّها المصلون، تخرج المسلمون في مدرسة الصيام بنسبٍ مُتفاوتة، ونتائج مُتباينة، وإن في ذهاب الأيام والليالي لعبرةً، عشية تمضي، وبكرة تأتي، ألاَ وإنَّ سُرعة مُضِيِّ الليل والنهار لتؤكِّد تقارُب الزمان الذي هو من أشراط الساعة التي أخبرنا بها المصطفى - عليه الصلاة والسلام - كما ثبت في الصحيحين، وفي محكم التنزيل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 62].

إخوة الإيمان، لقد ظل المسلمون شهرًا كاملاً ينالون من نفحات ربهم، متقلِّبين بين دعاء وصلاة، وذكر وصدقة وتلاوةٍ للقرآن.
وصدق الله إذ يقول: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 184]، فسرعان ما انقضت.

حقًّا لقد كان رمضانُ مدرسةً تعلمنا منها دروسًا عديدة، فمن أبرز ذلك ما يلي:
أولاً: تحقيق العبودية لله - سبحانه - بفعل ما أمر، فالمسلم يُمسك في وقت محدد، ويأكل في وقت معلوم؛ امتثالاً لأمر الله، مراقبًا مولاه.

والثاني من دروس رمضان: زيادة الارتباط بالقرآن سماعًا وتلاوة، فكم من الأجر في قراءته! وكم من الأثر عند تدبره! فحَرِيٌّ بالمسلم بعد رمضان أنْ يكونَ له ورد منه يقرؤه يوميًّا، وفي "صحيح البخاري" قال - عليه الصلاة والسلام - لعبدالله بن عمرو: «اقرأ القرآنَ في شهر»، قلت: إنِّي أجد قوة، حتى قال: «فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك»، إنك - رعاك الله - حين تقرأ ورقتين مع كل صلاة مفروضة تَختم القرآن كُلَّ شهر.

وإنَّ من دروس الصيام التربوية تربيةَ النفس على الصبر، ففي رمضان تَجتمع أنواعُ الصبر الثلاثة: صبر على الطاعة، وعن المعصية، وعلى أقدار الله.
ومن الآثار الطيبة التي تركها رمضان: إِلْف المُكث في المسجد والبقاء فيه، والمساجد بيوت الله، فكم من الخيرات يُحصِّلها من طال بقاؤه في المسجد.
ومن دروس رمضان المهمة: تعوُّد المسلم على صلاة الليل، وعلى المسلم أن يتدرج بنفسه، فيا مَن كان لا يُصلي الوتر، حافظ على ركعة، ويا من كان يوتر بواحدة قبل رمضان، حافظ الآن على ثلاث، ويا من كان يوتر بثلاث، حافظ الآن على خمس وهكذا، والمصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يوتر بإحدى عشرة ركعة.

وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "كان الرجلُ في حياة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا رأى رؤيا، قصَّها على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: وكنت غلامًا شابًّا عَزَبًا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فرأيتُ في النوم كأنَّ مَلكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطَيِّ البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، قال: فلقيهما ملك، فقال لي: لَمْ تُرَعْ، فقصصتها على حفصة، فقصتها على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «نِعْمَ الرجل عبدالله، لو كان يصلي من الليل»، قال سالم: فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلاَّ قليلاً.

إخوة الإسلام، حَقًّا لقد كان الصيامُ مدرسةً إيمانية تربوية، فانظر كيف يربِّي المسلمَ على تنزيه لسانه عن الفُحش والحرام من سبٍّ وغيبة وكذب وغير ذلك.
بل كم قَوَّى رمضان، وأظهر وحدة المسلمين في أصقاع المعمورة! فالناس تُمسك في وقت واحد، ثم تفطر في وقت واحد.
كم تعود المسلم في هذا الشهر على البذل والصدقة! وكم هو جميل أن يُخصص المسلم جزءًا من ماله يتصدق به كل شهر؛ {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].

كم يرفع المسلم كفيه إلى السماء يتضرع إلى مولاه الكريم، ويَسأله العفو والصفح، ويطلب منه من خيري الدُّنيا والآخرة!

نعم أيُّها الفضلاء، هذه دروس يسيرة من آثار شهر الصيام الكبيرة الكثيرة، نفعني الله وإيَّاكم بالقرآن والسنة، وبما صرَّف فيهما من الآيات والحكمة، واستغفروا الله إنه كان غفارًا.

أيُّها الفضلاء، إذا كان للصوم هذه الفوائد المتنوعة وغيرها، فحريٌّ بالمسلم أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، كما وصى بذلك الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - أصحابه، فالصيام قوة في الإيمان، وعافية في الأبدان، فاستعنْ بالله واعقد العزم على ذلك.

إخوة الإسلام، إنَّ الشارع الحكيم قد سنَّ صيام الست من شوال، وجعل ذلك من مُتابعة الإحسان بالإحسان، فقد قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «مَن صام رمضان وأتبعه بسِتٍّ من شوال كان كصيام الدهر كله»؛ (رواه مسلم).

وقد قال بعض أهل العلم: إنَّ وجه كون صيام الست بعد رمضان كصيام الدهر، هو أنَّ الله - جلَّ وعلا - جعل الحسنة بعشر أمثالها، كما في قوله: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]، فصيام رمضان يُعدُّ مُضاعفًا بعشرة شهور، وصيام الست بستين يومًا، فيتحصَّل من ذلك أجرُ صيام سنة كاملة، والله أعلم.

__________________________________________________ _____
الكاتب: حسام بن عبدالعزيز الجبرين









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-05-2021, 04:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,487
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

لك مكانٌ.. فخذ مكانك











أ. محمود توفيق حسين






رمضان مائدةُ كريم




ولا يعجل الكريم برفع مائدته




وعنده ما يكفي آخر القادمين المهرولين




ممن يعشمون باللحاق بالخير والأطايب




فإن فاتك منه أيامٌ بعيدَ القلب عن الطاعات وذكر الله




فلا يفوتكَ فيه الأملُ في قبول الله




إن من يقتربُ من المائدة متأخرًا




ويجد الناس يقومون من عندها شبعى ليغسلوا أيديهم شاكرين مطمئنين




فيستدير قبل أن يراهُ الناس




خوفًا من أن يردَّه صاحب الوليمة ولا يرحب به




أو يعتذر إليه لفراغ المائدة




قد ظن أنَّ من دعاهُ لم يكن على كامل السعة




وظن أن من دعاهُ قد نسيه في زحام الوجوه




أمَّا الله ..


فلا ينسى أحدًا من المتأخرين


ولا يردُّ من أحسن الظنَّ به منهم





و يرحب بمن غلبهم البكاءُ والحياء وهرولوا ليلحقوا بكرمه وعطائه




فتقدَّمْ وهروِل


واندم


لعلَّ الله يجد في قلبك من ندمٍ وحياءٍ وحبٍّ ما يضعك به عند رأس المائدة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-05-2021, 04:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,487
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضانيات













د. زيد بن محمد الرماني








(1)



مَرَّ الحسن البصري رحمه الله بقوم يضحكون فوقف عليهم، وقال: إن الله تعالى قد جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقِه يستبقون فيه بطاعته، فسبق أقوام ففازوا، وتخلَّف أقوام فخابوا، فالعجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه المسارعون وخاب فيه الباطلون.





الصوم جنة أقوام من النار

والصوم حصنٌ لمن يخشى من النار



والصومُ سترٌ لأهل الخير كلهم

الخائفين من الأوزار والعار







(2)



الحكمة في فرض شهر رمضان أنَّ الله تعالى أمرنا أن نصوم فيه ونجوع؛ لأنَّ الجوع ملاك السلامة في باب الأديان والأبدان عند الحكماء والأطباء، فما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطنه، والحكمة ملاك لا يسكن إلا في بيت خال.







قال يحيى بن معاذ رحمه الله مرَّة لأصحابه: مَن شبِع من الطعام عجز عن القيام، ومَنْ عجز عن القيام افتُضِح بين الخُدَّام، وإذا امتلأت المعدة رقدت الأعضاء عن الطاعات، وقعدت الجوارح عن العبادات.







(3)



قيل: مثل شهر رمضان كمثل رسول أرسله سلطان إلى قوم، فإن أكرموا شأنه وعظَّموا مكانه، وشرفوا منزلته، وعرَفوا فضيلته، رجع الرسول إلى السلطان شاكرًا لأفعالهم، مادحًا لأحوالهم، راضيًا لأعمالهم، فيحبهم السلطان على ذلك، فيحسن إليهم كل الإحسان، وإن استخفوا برعايته وهوَّنوا لعنايته، ولم يُنزلوه منزلته من الإكرام، وفعلوا به فعل اللئام، فيرجع الرسول إلى السلطان وقد غضب عليهم من قبيح أفعالهم وسيِّئ أعمالهم، فيغضب السلطان لغضبه، كذلك يغضب الله سبحانه وتعالى - (ولله المثل الأسمى والأعلى) - على مَن استخف بحُرمة شهر رمضان؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].







(4)



إنَّ أعظم هدية حملها إلينا رمضان - بل حملها إلى البشرية جمعاء - هي القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى في هذا الشهر المبارك على محمد صلى الله عليه وسلم، فقال عز وجل: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185].







كما أنَّ هدية رمضان الثانية هي ليلة القدر، وهي ليلة نزول القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم؛ قال جل شأنه: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1].







كيف لا تكون هدية عظيمة وفيها انطلقت أنوار العلم والمعرفة ماحية ظلمات الجهل والجاهلية؟!







(5)



قال أحد الصالحين: أدوية الروح خمسة، وهي كلها من متطلبات شهر الصيام: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.





يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب

حتى عصى ربَّه في شهر شعبان



لقد أظلك شهر الصوم بعدهما

فلا تصيِّره أيضًا شهر عصيان



واتلُ القرآنَ وسبِّح فيه مجتهدًا

فإنه شهر تسبيح وقرآن













(6)



أيام شهر رمضان كالتاج على رؤوس الأيام، وهي مغنم الخير والبركات لذوي الإيمان، وللصيام آداب يجمعها: حفظ القلوب عن الخطرات، واللسان عن قبيح المقالات، والسمع عن الاستماع إلى المنكرات، والجوف عن المطاعم والمشارب المحرمات.





مَنْ كان يشكو عِظَم داء ذنوبه

فليأت من رمضان باب طبيبه









(الصوم لي وأنا الذي أجزي به).







(7)



كان سفيان الثوري رحمه الله إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن.





يا غافلًا وليالي الصوم قد ذهبت

زادت خطاياك قف بالباب وابْكيها



واغنَم بقية هذا الشهر تحظَ بما

غرسته من ثمار الخير تَجنيها







وقلْ: إلهي أنا العبد الذليل وقد

أتيت أرجو أجورًا فاز راجيها



فلا تكلني إلى علمي ولا عملي

واغفِر ذنوبي فإني غارقٌ فيها










(8)



لقد حفل شهر رمضان بأحداث مهمة في التاريخ، كلها تدل على أن رمضان كان على مدى التاريخ شهر عمل وانتصارات وبركات، ففي رمضان من السنة الثانية للهجرة وقعت غزوة بدر الكبرى، وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة كان الفتح الكبير فتح مكة، وفي رمضان سنة 15 للهجرة كانت موقعة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وفي رمضان سنة 92 للهجرة فتح المسلمون الأندلس بقيادة طارق بن زياد رحمه الله، ويبقى أهم الأحداث الرمضانية قاطبة، وهو نزول القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء.







(9)



قال ابن الجوزي رحمه الله: شهر رمضان شهر فيه تُزهر القناديل، وينزل فيه بالرحمة جبريل، ويُبتلى فيه التنزيل، ويسمح فيه للمسافر والعليل.







وورد عن ذي النون المصري رحمه الله قوله: تجوع بالنهار وقم بالأسحار، ترَ عجبًا من الملك الجبَّار.







قيل للأحنف بن قيس رحمه الله: إنك شيخ كبير، وإنَّ الصوم يضعفك، فقال: إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذابه.







سُئِل بعض السلف: لِمَ شُرع الصيام؟ قال: ليذوق الغني طعم الجوع، فلا ينسى الجائع.







قال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: رمضان شهرٌ جعله الله تعالى مصباح العام، وواسطة النظام، وأشرف قواعد الإسلام المشرف بنور الصلاة والصيام والقيام.







(10)



لما كانت القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، وجلاؤها ذكر الله، فإنَّ شهر رمضان فرصة للذكر والشكر، وبذلك يمتلك الشهر الفضيل أدوية الروح والقلب.





يا فوز مَنْ للصوم قام بحقه

وأتى بحُسن القول فيه وصدقه



ومن الجحيم نجا وفاز بعتقه

فالله قال عن الصيام لخلقه:


"الصوم لي وأنا الذي أجزي به"






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-05-2021, 04:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,487
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

الشوق للهو والذنوب



محمود توفيق حسين




رمضان ليس منفاك

حتى يغلبك الشوقُ فيه لما تركت

ولا الغفلةُ بلادك

إن كنت تركت فيه مشاهدة الأفلام في رمضان

أو التدخين

أو الشات

أو أي شيء مما يبعدك عن ذكر الله

فاعلم أنك عدت إلى وطنك الحقيقي

وهويتك الأصيلة

هوية أهل الجنة، هوية أهل التوحيد، هوية من يصلحونَ في الأرض.

وأنَّ زمن غربتك هو زمن ذنوبك، زمن ابتعادك عن الله.

وأنك في شهرٍ يهرب الناس إليه

ولا يشردون فيه فيما تركوا وقد غلبهم الشوق

وبعضهم يقفز إليه وقد غلبتهم الدموع والإحساس بالنجاة، كما يقفز اللاجئون في آخر حافلة تقلُّهم بعيدًا عن الجوع والتنكيل والقصف.

فاغلبْ ضراوتك، وقاوم طينك، ولا تكن فيه مثل سبع يحوم عند أسلاك الحديقة باحثًا عن فرجة للعالم المفتوح.

فلو عرفت ما أنت فيه من زمن لتعلَّقت به تعلق الرضيع بصدر أمه

كيف لمن يدعي حب رمضان أن يشتاق للعودة لما لا يحب فعله في رمضان؟!

هذا الشوق لا يليق بك ولا بالشهر الكريم

هذا الشوق جُنون

كشوق القابعين في المخابئ للخروج إلى مواقع القصف.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-05-2021, 04:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,487
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

من أسرار رمضان












(شهر الصبر)







أ. د. مصطفى مسلم






الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:



فإنَّ في آيات القرآن الكريم إشارات، وفي حديث رسول الله صلى عليه وسلم لَفتات، يجدر بنا أن نقف عندها ونتدبَّرها؛ من هذه الإشارات: قضية التقوى وعلاقتها بالصوم؛ كما ورَد في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].





ونقول مسبقًا:


إن "لعلَّ" في حق العباد تُفيد رجاءَ حصول الشيء المطلوب، أما في حق الله تعالى فهو تحقق وقوع هذا الشيء؛ أي في فرضية الصوم تتحقق التقوى بالالتزام بأداء هذه الفريضة، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم يُلقي ضوءًا على هذا الجانب:


فقد روى الشيخان - البخاري ومسلم - بسندَيهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كلُّ عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سَبعمائة ضِعْف؛ يقول عز وجل: إلا الصيام؛ فإنه لي، وأنا أجزي به، ترَك شهوته وطعامه وشرابه مِن أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولَخُلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).





لماذا كان للصوم هذه المزايا؟!


إنَّ في كل المخلوقات مراكز ثقل وقوة في الماديات وفي المعنويات، فلنَضرب أمثلة من الماديات، ثم ننتقل إلى المعنويات:


1 - يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مُضغة إذا صلَحت صلَح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي: القلب).





القلب ذاك الجسم، الكتلة، المضخَّة، له تشعُّباته إلى جميع أنحاء الجسم؛ فإنه يوزِّع الدم إلى كل خلية في الجسم، ويَحمل الأوكسجين والغذاء، ويُبعد عنه السموم والفضلات، فلو تعطلت هذه المضخَّة تعطَّلت الدورة الدموية، وأدى إلى وفاة الكائن الحي.





2 - في الاقتصاد: لو أردنا أن نُساعد دولة مِن الدول بمدِّ اقتصادها بميزانية، فإن ذهبْنا نضخ الأموال في خزينة مدينة من المدن الجانبية فلن ينهض اقتصاد الدولة، أما إذا قدَّمنا المساعدات لخزينة الدولة المركزية أو ما يُسمى بالمصرف المركزي، أو مؤسسة النقد المركزي للدولة، فإنها ستوزَّع على جميع أجهزة الدولة، ويستفيد منها القاصي والداني مِن رعايا الدولة.






3 - في الطب: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام، والسام: الموت).





واستغرب الأطباء من هذا الأمر، كيف تكون عشبة واحدة دواء لكل الأمراض؟! ولكن زال هذا الاستغراب عندما أجريت التجارب المخبرية على الحبة السوداء فوجدوها ترفع مناعة الجسم، فينعكس ذلك على مقاومة الجسم للأمراض، فكانت دواءً لأثرها على جهاز المناعة المركزيِّ.





4 - في مجال الأخلاق - وهو جانب معنوي - هناك أخلاق تَنعكِس آثارها على مُختلِف جوانب الحياة للفرد؛ مثل: خلُق (الصبر)، فإذا ترسخ هذا الخلق في الإنسان انعكس على صبره على التزام الطاعات وأدائها، وانعكس على التزامه بالأخلاق الفاضِلة فاتَّصف بها، وانعكَس على تجنُّب سفاسف الأمور والمعاصي فابتعَدَ عنها، وانعكس على تحمُّل المشاق يَحتسب ذلك في سبيل الله، وعلى تَحمُّل المصائب والأذى فلم يَتبرَّم منها.





لذا يقول صلى الله عليه وسلم عن شهر رمضان: إنه شهر الصبر؛ لأنه يقوِّي إرادة الإنسان فيصبر عن الطعام والشراب والشهوات، كل ذلك يصبُّ في الصفة المركزية في تنمية التقوى لدى الإنسان، إنَّ معنى التقوى المبسَّط هو أن تحيط نفسك بشيء يَقيك مما يُحيط بك من الأمور التي لا ترغب فيها، ولا يُحقق ذلك إلا باستحضار مراقبة الله سبحانه وتعالى في كل حركة وسكنة من التصرُّفات، وأقوى سبب وأبرز وسيلة تُحقِّق هذه المراقبة هو الصوم، إن المرء عندما يصوم: يكون خاليًا في مكانٍ لا يراه فيه أحد، ونفسه تواقة للطعام والشراب، وربما يصل به الجوع والعطش مبلغًا مؤثرًا، ومع ذلك يمتنع عن الإقدام على تناول شيء منها، إنَّ الإرادة تسند بمثل هذه السجايا، والصبر يَنمو فتتحقق التقوى التي يُشبِّهها سبحانه وتعالى باللباس الذي يَستُر جسم الإنسان ويَحميه من كل سوء، ويُضفي عليه الزينة والحسْن والبهاء؛ ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].





فهل أدركنا بعض أسرار فضائل رمضان شهر الصبر الذي يُحقِّق التقوى؟


وإذا كانت الإرادة تَقوى في هذا الشهر الكريم، والمراقبة - مراقبة الله سبحانه وتعالى - تنمو عند الإنسان في هذا الشهر، فهلاَّ وظَّفنا ذلك في ترسيخ أمور حسنة نَحرص عليها، واستأصلنا أمورًا سيئة نَجتنبها؟!





إنَّ للإنسان أعداءً كثُرًا، ومن أبرز أعداء الإنسان: عدوٌّ خارجي هو الشيطان، وعدوٌّ داخليٌّ، هي النفس الأمارة بالسوء.





لقد كفانا الله في هذا الشهر شرَّ العُدوان الخارجي؛ حيث تُصفَّد الشياطين في بداية شهر رمضان إلى نهايته، كما أخبرنا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.





والعدوُّ الداخليُّ قد ضُيِّق الخناق عليه بقطع طرُق الشهوات عليه؛ فقد ضعف أمر النفس بالجوع والعطش، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى قويت الإرادة ومُراقبة الله سبحانه وتعالى، فتستطيع التغلُّب بإذن الله تعالى على النفس الأمارة بالسوء.





ومما أَقترِحه لترسيخ أمور حسنة:


أ - الاستمرار على قراءة القرآن كما عوَّدْنا أنفسَنا في رمضان؛ بقراءة جزء واحد كل يوم على الأقل.





ب - الاستيقاظ قبل الفجر بساعة كما نفعل في رمضان؛ لقيام الليل، أو قراءة القرآن، أو ذكر الله سبحانه وتعالى، أو القراءة في كتاب علميٍّ، المُهم أن نكون مستيقظين في هذا الوقت - وقت السحَر - الذي هو جزء مِن الثلثِ الأخير مِن الليل لنتلقى نفحات السحَر.





جـ - أن نُحاول الاحتفاظ بشيء من النوافل التي نؤدِّيها في رمضان؛ صلاة الضحى، قيام الليل، وكل نافلة تؤدى بعد صلاة العشاء بعد الفريضة والسنَّة الراتبة تُعدُّ قيامَ ليل، فلو استمررنا مع ركعتين أو أربع ركعات قبل النوم أو قبل أذان الفجر!






كما أقترح أن نتخلَّص من بعض العادات السيئة التي قد يُمارسها بعضنا؛ فإنَّ الإنسان إذا ألزم نفسه فترةَ شهر بفعل شيء، أو اجتنَب شيئًا آخر لمدة شهر، أصبح جزءًا من حياته وسلوكه لا يخلص منه بعد ذلك، ومن هذه العادات:


أ - التدخين: مَن ابتُلي بهدة الآفة، فالبيئة، والامتناع لفترة طويلة، والإرادة المتنامية - كل ذلك يُساعد على التخلص من هذه العادة السيئة.





ب - متابعة المسلسلات، وقضاء فترات طويلة على الإنترنت وغيرها.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-05-2021, 04:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,487
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

الغائب في رمضان












أ. محمود توفيق حسين




انصرافُكَ للطاعة في رمضان

وغلقُ نوافذ القلب عن متابعةِ ما يسمرُ بهِ العامة

ويومياتِ الصحف والفضائيات

وأحاديثِ الخبز والتموين والضرائب والبورصة وما قاله السياسي فلان والفنان علاَّن

وكل ما ينشغل به الناس ويتجدد في نهار كل يوم

لا يعني أن لا يتمعَّرَ وجهك بسبب مصيبةٍ أخلاقية أعلَنوها في المجتمع

ولا يعني ألاَّ يضيق صدرك ببابِ شرٍّ قد فتحوه على الناس

ولا يعني ألاَّ تشتكي إلى الله من معصيةٍ يسَّروها

وأن تنكفئَ عن نفسك ككائنٍ محدودٍ فاقدِ الصلة بما يدور حولَهُ

متعطلِ الحواسِّ

عديمِ الأثر والتأثر

يتعبَّد ويدعو لنفسهِ ولزوجته وأولاده

وإن دعا للناس مع الناس دعا بقلبٍ لاه ليس فيه أدنى حرصٍ عليهم.




أن تعيشَ رمضان يعني من ضمنِ ما يعني:

حبكَ الخيرَ للناس

وحزنكَ على انتهاك حُرماتِ الله

ورغبتك العميقةَ في أن تقام المجتمعات على مُرادِ الله

وكرهك لأن يعود الناس من حولك للجاهلية والفساد

وهذا لا يعني تتبُّع كل خبرٍ وحكاية

والقعود في الطرقات وأمامَ الشاشات بالساعات لاصطياد كل حكاية

بل التألم من أمرٍ من أمور الشر قد وصل إلى غيرك كما وصل إليك

فرمضانُ ليس عطلةً للإنكار ولو بالقلب

ولا يبطلُ فيه الشعور بالجماعة


بل الصحيحُ أنه يتقوَّى في هذا الشهر

ولا يتوقف فيه ابنُ آدمَ عن البراءة من مظاهر الانحلال

بل يزدادُ فيه عبدُ اللهِ كرهًا لما يُغضب الله.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-05-2021, 10:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,487
الدولة : Egypt
افتراضي ماذا تعلمنا من رمضان؟

ماذا تعلمنا من رمضان؟



علمنا رمضانُ الصبرَ:
• فالصبر على الطاعة والصبر على ترك المعاصي والصبر على قدر الله ثلاث مقامات يجمعها شهر الصبر، حيث وصفه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فقال: «صَومُ شَهرِ الصَّبرِ، وثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شَهرٍ صومُ الدهْرِ كُلِّه» [1]، وقد علمنا رمضان كيف نصبر على ترك الحلال من مطعم ومشرب والذات، فأقام الحجة علينا بأن ترك الحرام أسهل حالًا وأنفع مآلًا. ولا عيش للمسلم يدرك به فضل الدنيا وسعادتها وأجر الآخرة ونعيمها إلا بالصبر قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنَّ أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا)[2].

• فالصبر يجمل به مقام الرجال ويجعل لهم قدم الصدق في كل محفل ومقام، وإنما وقع الإنسان في وحل المعصية ورذيلتها وعارها بفقده الصبر والانسياق خلف الشهوات.

علمنا رمضان الإخلاص
• فأنت صائم ولا يعلم بك أحد فما عُبد الله بأخفى من الصيام ولذا ورد في الحديث: «يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا»[3]، فعظم الصيام لقيام الإخلاص في نفس العبد فلا يراقب به إلا الله نهارًا فإذا أتى الليل وجدت العبد يتلمس الصلاة في أوله وفي جوفه وعند السحر لعله تصيبه نفحة رحمانية يسعد بها في دنياه ولآخرته.

• والإخلاص أعز ثمرة رمضان لأنه أحد ساقي القبول وأعمدته فلا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لله وعلى سنة رسول الله اتباعًا.

• يا مَن انفردت تناجي ربك في رمضان مستترًا عن أعين الناس في جوف الليل قد وصلت إلى ساحة الرحيم الرحمن فالزم المقام تفوز بالجنان.

علمنا رمضان العطاء.
• العطاء في رمضان يصادف شرف الزمان وقلة المعاش وحاجة الناس، وتجد أن الناس في رمضان أكثر عطاء لما أحسوا به من ألم الجوع سويعات فتذكروا من يعاني الأيام وربما الأشهر من أهل العوز، وقد سبقنا سيد المرسلين هاديًا لهذا العطاء ومبشرًا لأهله بالخلف من الله فعن عبدالله بن عباس قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ) [4].

• فما تقدمه لفقير وإن كان قليلًا فإنما تقدمه لنفسك قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [5]، فيد الفقير آخذة مالًا ويدك آخذة أجرًا.

علمنا رمضان عبادة الذكر:
• في رمضان نجد أنفسنا أقرب إلى الله بالذكر والشكر امتثالًا لأمر الباري عز وجل القائل: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}[6]، فأصبح الذكر ولله الحمد تتحرك بها السنتنا يبعثه رقة في القلب وقد غشيت الأفئدة سحائب الرحمات، ثم ازددنا خيرًا فكان الدعاء الذي وصفه الله أنه العبادة فقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، فمن أدى حق الدعاء كعبودية أستجيب له بعاجل أو آجل.

ثم ترقت نفوسنا فوجدنا أن ختمة للقرآن في رمضان من أعظم ما يذكر به الله كما كان حال نبينا صلى الله عليه وسلم فقد كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ.

فأصبح نهارنا وليلنا ذكر لله بتسبيح وتهليل ودعاء وتلاوة القرآن ولولا رمضان ما اجتمعت لأحدنا إلا في النادر البعيد، ولكنه الأنس بالله فمن أنس بذكره في الدنيا آنسه الله في آخرته.

فرمضان مضى من حيث العدد وبقي لنا روحه وريحانته العطرة، فقد جعل الله لنا قيام الليل ولو بركعتين تغذي أرواحنا بالإيمان.

وبقي صيام ست من شوال تكملة لنا في الأجر قال صلى الله عليه وسلم: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ)[7].

وبقي معنا تلاوة القرآن نختمه كل شهر مرة واحدة حتى لا نكون ممن هجر كتاب الله.
بقي معنا إخواننا الفقراء والمعوزين الذي يترقبون مد يد العون بكل سبيل.
وبقي معنا حسن الخلق بكف الأذى وطلاقة الوجه وحب الخير لكل مسلم.

فرمضان علمنا التربية العملية للعلم المتلقى من كتاب الله وسنة رسول الله ليضعنا أما حجة علينا أمام الله بأنا قادرون على تحمل المشاق لفعل الطاعات وترك المحرمات فهو شاهد لنا أو علينا.

وفي خاتمة رمضان أكرمنا بضيافة الرحمن، فقد « قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهُم يومانِ يلعبونَ فيهِما، فقالَ: «قد أبدلَكمُ اللَّهُ بِهما خيرًا منهُما: يومَ الأضحى، ويومَ الفِطرِ» [8]، والخيرية أن عيدنا أهل الإسلام عيد شكر وعبادة ولهو حلال وصلة أرحام وتوسيع على العيال في المباحات وكل أمر يحقق التألف بين الناس مما أباحه الله وأذن فيه الشرع.

الدعاء:
• ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب وأصلح اللهم أحوالنا في الأمور كلها وبلغنا بما يرضيك آمالنا، واختم اللهم بالصالحات أعمالنا وبالسعادة آجالنا، وتوفنا يا رب وأنت راض عنا.

• اللهم اجعلنا ممن صام رمضان فقبلته وقام ليله فقربته، وناجاك في السحر فاستجبت له.

• اللهم اجعلنا ممن نال أجر ليلة القدر فضلًا منك ورحمة يا أرحم الراحمين.

• اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وأجب دعوتنا، وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد ألسنتنا واسلل سخيمة قلوبنا

• اللهم إنا نسألك لولاة أمورنا الصلاح والسداد اللهم كن لهم عونًا وخذ بأيديهم إلى الحق والصواب والسداد والرشاد ووفقهم للعمل لما فيه رضاك وما فيه صالح العباد والبلاد.

• اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

• اللهم صلي وسلم على النبي المصطفى والرسول المجتبى وعلى آله وأصحابه معادن التقوى وينبوع الصفا صلاة تبقى وسلامًا يترى.


[1] صححه السيوطي في "الجامع الصغير"، والألباني في "الإرواء"، والأرناؤوط في تخريج المسند.
[2] ((الصبر والثواب عليه)) لابن أبي الدنيا (ص 23).
[3] البخاري (1894).
[4] البخاري (6) .
[5] الآية 110 من سورة البقرة .
[6] الآية 152 من سورة البقرة .
[7] مسلم (1164)
[8] وصححه ابن حجر في الفتح , والنووي في الخلاصة , والألباني في صحيح الجامع ,
______________________________ ___________
الكاتب: د. عطية بن عبدالله الباحوث



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-06-2021, 07:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,487
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ماذا تعلمنا من رمضان؟

لا اله الا الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28-06-2021, 02:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,487
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ماذا تعلمنا من رمضان؟

لا اله الا الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-05-2021, 03:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,487
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

تعلمنا في مدرسة الصيام أن الإيمان والخُلق قرناء









حسام العيسوي إبراهيم


لا إيمان لمن لا خُلق له:

هل تنفع الصلاة والصيام وقراءة القرآن إلا إذا تبعها عمل وإصلاح للمجتمع من حولنا؟



امرأة عجيبة:

هل تعرف من هي؟ إنها امرأة تُكثر من الصلاة والصيام والصدقة، ولكن تؤذي جيرانها، فهل تصح لها عبادة؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((هي في النار))، وها هي امرأة أخرى عُرفت بقلة الصلاة والصوم، ولكنها تتصدق على جيرانها، فأخبرها صلى الله عليه وسلم: ((بأنها من أهل الجنة)).



نداء إلى المصلين:

كثيرًا من الناس يفضل التعامل مع من هو أقل منه في الالتزام، زعمًا منه بأنه يراعي عمله، ويؤديه على الوجه الأكمل.



هل هذا صحيح؟ لو كان صحيحًا فهذه كارثة؛ لأن الإيمان والخُلق قرناء.





وصايا عملية:

الله الله قبل كل شيء.

القدوة لا تعني الرياء.

أفضل الأعمال سرورٌ تدخله على مسلم.

خير الأعمال أدومها وإن قل.

هل تصلي؟ ما هو دليلك على ذلك؟

سبق أهل الدثور بالأجور.

اعلم جيدًا (أن صاحب المعروف لا يقع، وإذا وقع لا ينكسر، أو وجَد متكئًا).



أخي، هذه بعض الاستفادات التي تربينا وتدربنا عليها في مدرسة الصيام السنوية، فهل نكون من الفائزين؟ أم أننا نضيع ما تدربنا عليه؟




الله نسأل أن ينفعنا بما علمنا، وأن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 200.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 194.32 كيلو بايت... تم توفير 5.84 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]