|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() انا في غايه السعاده والتقدير واتمنى ان يسلكوا كثير من المواقع خطاكم في تنبيه وارشاد ابناء العالم الاسلامي الى ترسيخ تاريخ بلادي في عقول الجميع لان الضغط الحياتي قد سبب انشغال كل فرد في اموره الخاصه ونسيان او تناسي امور عامه المسلمين وان من لا يعرف تاريخ بلد وجغرافيته يسهل عليه نسيانه ![]() ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() المنظمة الصهيونية العالمية
ثيودور هرتسل هو مؤسس المنظمة الصهيونية العالمية. ولد في بودابست عام 1860، ودرس الحقوق في جامعة فينا. عمل فترة قصيرة في المحاماة ثم تركها ليعمل كاتبا للقصص والمسرحيات ثم في ميدان الصحافة. عمل مراسلا لإحدى الصحف المشهورة في فينا وارتقى ليصبح رئيس تحرير الصفحة الأدبية فيها. كان يهوديا مندمجا ولم تكن لديه علاقة مع الحياة اليهودية التقليدية. عاش حياته بعيدا عن الغيتو ولم يخبر معاناة اليهود أو حياتهم الدينية. ويقول البعض أنه لم يمارس الصلاة اليهودية في حياته ووجد نفسه محرجا أمام الحاخامات الذين اصطحبوه للصلاة إبان مؤتمر بازل. لقد اكتشفوا أنه لا يعرف من العبرية كلمات تمكنه من الصلاة. وهذا ينسحب على معرفته بالثقافة اليهودية التي كان يتشكك بوجودها. لكنه كان رجل علاقات عامة وصاحب قدرة كبيرة على الحركة وإقامة الصداقات بخاصة في أوساط الفئات الثرية. سهلت عليه هذه القدرة على إقامة العلاقات الاجتماعية والتي تعتبر ضرورية في كثير من الأحيان لتحقيق إنجازات سياسية. إلا أن الدم الصهيوني أخذ يجري في عروق هرتسل عل إثر محاكمة الضابط الفرنساوي دريفوس الذي اتهم بخيانة فرنسا لصالح ألمانيا. شهد هرتسل حملة التحريض ضد اليهود على مدى فترة المحاكمة التي استمرت قرابة العام. تم الحكم على دريفوس بالحبس ليتبين فيما بعد أنه كان بريئا. هنا بدأ يعي هرتسل ما وصفه بخطر اللاسامية وتآمر الحكومات على اليهود. وقال بأن الحكومات الأوروبية هي التي أغرقت اليهود بالمال وحاولت إبعادهم عن القيم الإنسانية وعملت على استعمالهم كأدوات لتحويل أنظار الشعوب عما تقترفه من أعمال. أدى تحوله الفكري إلى كتابة كتاب بعنوان الدولة اليهودية. أورد في الكتاب أفكارا عدة كان أهمها الدعوة إلى إقامة دولة يهودية على أية قطعة أرض تُعطى لليهود. طرح الأرجنتين وفلسطين كمواقع محتملة إلا أنه ترك الباب مفتوحا. وقال بأن مشكلة اليهود قومية وليست اجتماعية، وأن أعداء اليهود ساهموا من حيث لا يدرون في بعث الفكر القومي لدى اليهود. وتطرق إلى فلسطين حيث قال بأنه إذا أقيمت الدولة هناك فسيعمل اليهود على حماية أوروبا من الذين وصفهم بالمتوحشين أو البربريين في آسيا والتي ستضطر هي أيضا إلى ضمان أمن ووجود اليهود. من الناحية التنظيمية، طرح هرتسل ضرورة إقامة جمعية اليهود وهي عبارة عن جسم سياسي واجتماعي يمثل اليهود، وإقامة شركة اليهود وهي الهيئة التي تقوم على تنفيذ ما تتخذه الجمعية من قرارات. تعمل الجمعية على الحصول على الأرض المطلوبة من أجل إقامة الدولة وتقوم الشركة بالاستملاك والتطوير. وقد توقع في كتابه أن يكون اليهود الفقراء طلائع البناء، ولم يعول كثيرا على الأثرياء. ومن الجدير ذكره أنه عاد وكتب متأخرا في رواية له أن فلسطين هي المكان الأنسب لإقامة الدولة. تابع هرتسل كتابه وطفق يجوب البلاد الأوروبية لحشد الطاقات نحو عقد مؤتمر لتشكيل التنظيم اللازم لإقامة الوطن القومي. وعلى الرغم من معارضات وإحباطات تعرض لها إلا أنه قرر توجيه دعوات لحضور المؤتمر. وبالفعل عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل في سويسرا في الفترة 29-31 آب (أغسطس) من عام 1897. كثيرون هم الذين لم يلبوا الدعوة لكن الحضور كان كافيا لإنجاح المؤتمر. تكون على إثر المداولات ما أصبح يعرف ببرنامج بازل أو أهداف الحركة الصهيونية والتي تشمل: 1- الإعلان عن المنظمة الصهيونية العالمية وأن هدفها إقامة وطن قومي لليهود في أرض إسرائيل وأن تسعى إلى الحصول على الاعتراف به وفق القانون العام. 2- استيطان أرض إسرائيل بالعمال والفلاحين والحرفيين الذين يقومون بتطويرها بشكل منظم. 3- بث الوعي القومي لدى اليهود وتقوية مشاعر الانتماء والهوية. 4- تنظيم اليهود في البلاد الأوروبية وذلك مع مراعاة قوانين كل بلد. 5- فتح باب العضوية في المنظمة الصهيونية مع فرض اشتراك مالي على كل عضو. 6- إنشاء الصناديق المالية والضرورية لتمويل نشاطات المنظمة في البلاد الأوروبية وفي أرض إسرائيل. 7- السعي لدى الحكومات المعنية للحصول على موافقتها على هجرة اليهود إلى فلسطين أو دعمها لهذا التوجه. هذه النقطة الأخيرة هامة لأن المؤتمرين رأوا ألا يكرروا تجربة أحباء صهيون في الهجرة دون أن يكون هناك ضمانات أمنية اقتصادية وعسكرية. أراد الصهاينة أن يبحثوا عن الدولة التي يمكن أن تعطيهم الحق القانوني في الهجرة وتكون بالتالي مسؤولة عن توفير الأمن. ومن حيث أن فلسطين كانت جزءا من الدولة العثمانية، فإنه أنيط بهرتسل مهمة الاتصال بالسلطان العثماني عسى أن يجد ضالته عنده. انهمكت المنظمة الصهيونية بعد ذلك بوضع هيكلها التنظيمي وتوزيع المسؤوليات. أي عملت على تشكيا اللجان والمجالس التي تشرف على مختلف الشؤون مثل سجلات الأعضاء ومتابعة تسديد الاشتراكات والإشراف على الصناديق والإعداد للهجرة. أما هرتسل فوجه جهوده نحو السلطان العثماني الذي استقبله بالفعل بناء على توصية من مستشار ألمانيا. رفض السلطان العثماني طلب هرتسل بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين والإقامة فيها وكان رده بأن فلسطين أرض إسلامية ولا يملك أحد حق التصرف بها. وبعد أن ألح هرتسل في لقاء آخر أصدر السلطان أمرا بمنع اليهود من الإقامة في فلسطين لأكثر من ثلاثة أشهر وأن على كل يهودي يؤم البلاد أن يودع جواز سفره لدى مفوض الداخلية أو الشرطة. كان موقف السلطان حازما، لكنه حقيقة لم يكن من الناحية العملية ملزما وذلك لسببين رئيسين: ضعف الدولة والفساد المستشري في صفوفها. كانت الدولة العثمانية ضعيفة جدا ولم تكن تملك من الإمكانات لمراقبة الشواطئ ومنع التسلل إلى فلسطين، ولم يكن لديها طاقما مدربا وكافيا لملاحقة المتسللين. ومن ناحية أخرى، ساعدت الرشوة على دخول اليهود بيسر وسهولة. كان الفقر واسع الانتشار وكانت الأمانة في أداء الواجب شبه غائبة. استغل اليهود ظاهرة الفساد، وأبدع شرطة السلطان في رفع التقارير والبيانات الكاذبة. ولهذا لم تتوقف الهجرة إلى فلسطين، ولم يتوقف بناء المستعمرات. تبين الخريطة رقم (5) المستعمرات التي تمت إقامتها مبكرا من قبل الحركة الصهيونية. التكتلات داخل المنظمة الصهيونية ثار جدل منذ البدء بين صهيونيين أصروا على ضرورة هجرة اليهود تحت مظلة قانونية بغرض حمايتهم وبين آخرين قالوا أن الوطن القومي لا يقوم إلا بفرض الأمر الواقع، أي بالهجرة إلى فلسطين حتى لو لازمها بعض المخاطر. عرف الفريق الأول بالصهيونيين السياسيين الباحثين عن مخرج سياسي للطموح اليهودي وعرف الآخر بالصهيونيين العمليين. تزعم هرتسل الفريق الأول وعمل على كبح الهجرة إلى فلسطين. نجح إلى حد ما إلا أن الصهيونيين العمليين استمروا في تشجيع الهجرة وبناء المستوطنات. بسبب فشل هرتسل وفشل من تبعه في الحصول على مخرج سياسي أو قانوني للهجرة أخذت الصهيونية العملية تكتسب قوة تدريجية بخاصة بعد وفاة هرتسل عام 1904. تصاعد نفوذ العمليين إلى أن فازوا في الانتخابات الداخلية للمنظمة الصهيونية وسيطروا على اللجنة التنفيذية عام 1910. ظهرت تكتلات أخرى داخل المنظمة الصهيونية وذلك بسبب تنوع الخلفيات للمنضمين إليها. فمثلا وجد بعض الأعضاء أنه إذا لم تتيسر فلسطين فإنه من الممكن القبول بأوغندا كوطن قومي لليهود. وفعلا طرحت هذه الفكرة للتصويت في المؤتمر الصهيوني السادس. حاز المؤيدون على الأغلبية إلا أنه نجم عن ذلك انشقاق قاده المتدينون ما دفع هرتسل إلى التراجع. وظهر أيضا كتلة المتدينين التي عملت باستمرار على سحب المنظمة نحو الفكر الديني التقليدي. وظهرت أيضا كتلة الاشتراكيين الذين كانوا يؤمنون في الفكرة الاشتراكية ويعملون على التخلص من الرأسمالية. وكتلة أخرى ظهرت باسم الشباب الذين كانوا يرون في الديمقراطية الأسلوب الأمثل في إقامة العلاقات واتخاذ القرارات. وهكذا ظهرت تيارات أو جماعات متعددة داخل المنظمة الصهيونية وذلك تبعا للتطورات والاحتياجات والاهتمامات. لكن بقي التيار العلماني العملي الأكثر قوة والأقدر على قيادة المنظمة |
#3
|
||||
|
||||
![]() التحالف الصهيوني الاستعماري
بسبب فشله مع السلطان العثماني توجه هرتسل إلى الدول الاستعمارية الأوروبية الرئيسة حينئذ لطلب التأييد وتبني فكرة إقامة الوطن القومي اليهودي. لم تكن فرنسا وبريطانيا بعيدتان عن المشروع القومي بخاصة أن قادة سياسة وفكر من الدولتين سبق أن عبروا عن آرائهم بضرورة هجرة اليهود إلى الأرض المقدسة. توفر لدى البعض حماس للفكرة بسبب التراث المسيحي الأوروبي-اليهودي الذي يتنبأ بعودة اليهود إلى الأرض المقدسة، لكن الأهم من ذلك هو المصالح الاستعمارية التي كانت تسيطر على معظم الدول الأوروبية. وجد هرتسل آذانا صاغية في الدول الاستعمارية لكن الوقت لم يكن مناسبا للمبادرة بشيء سواء على المستوى القانوني أو السياسي. ولكن نتيجة لذلك على الحركة الصهيونية أن تنتظر البيئة المناسبة لاتخاذ خطوات عملية من قبل هذه الدول والتي توفرت في المراحل الأخيرة للحرب العالمية الأولى. وعلى الرغم من عدم قدرة الحركة الصهيونية على انتزاع اعتراف علني بحق اليهود في الهجرة إلى فلسطين إلا أن الصهيونيين العمليين استمروا في الهجرة وإقامة المستوطنات. تبين الخريطة رقم (5) المستوطنات التي تم بناؤها مباشرة بعد قيام الحركة الصهيونية. حصل تطور كبير في جهود الصهاينة عام 1917 عندما وجه وزير خارجية بريطاني آرثر بلفور رسالة إلى روتشيلد الفرنساوي باسم الحكومة البريطانية عبر فيها عن تعاطفه مع اليهود في بحثهم عن وطن قومي في فلسطين. وفيما يلي النص الحرفي لهذه الرسالة المؤرخة 2/تشرين ثاني، نوفمبر/1917 والمنشورة في الصحف البريطانية في 9/تشرين ثاني من العام نفسه: عزيزي اللورد روتشيلد، يسعدني كثيرا أن أنهي إليكم نيابة عن حكومة جلالة الملك التصريح التالي تعاطفا مع أماني اليهود الصهيونيين التي قدموها ووافق عليها مجلس الوزراء. إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وسوف تبذل ما في وسعها لتسهيل تحقيق هذا الهدف. وليكن مفهوما بجلاء أنه لن يتم شيء من شأنه الإخلال بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين أو بالحقوق والأوضاع السياسية التي يتمتع بها اليهود في أي دولة أخرى. إني أكون مدينا لكم بالعرفان لو قمتم بإبلاغ هذا التصريح إلى الاتحاد الصهيوني. المخلص آرثر بلفور بعد صدور هذا التصريح بفترة وجيزة كانت الجيوش البريطانية بقيادة اللواء اللنبي تدخل فلسطين من جهة سيناء وذلك بتاريخ 29/كانون أول، ديسمبر/ 1947، وعلى الفور باشرت بريطانيا بالتنفيذ. ملاحظات على التصريح أولا: التصريح ليس مجرد تعاطف كما قد يظن القارئ للوهلة الأولى. إنه تعاطف مصحوب بوعد للعمل نحو تحقيق الغاية. أي أن بريطانيا ستتخذ إجراءات عملية وستأخذ على عاتقها ولو جزئيا تسهيل مهمة اليهود. ثانيا: يسري التصريح البريطاني على فلسطين التي لم تكن محددة. هناك أرض كنعان أو فلسطين التاريخية ذات البعد التاريخي وليس البعد السياسي المحدد والتي هي جزء لا يتجزأ من أرض الشام. لم يحدد التصريح عن أي فلسطين يتحدث وتم ترك الأمور للمداولات السياسية فيما بعد. ثالثا: تعامل التصريح مع اليهود على أنهم أصحاب الديار الفلسطينية وكأنهم يشكلون أغلبية سكانها، وتعامل مع المواطنين على أنهم طوائف وكأنهم طارئين على البلاد. هذا منطق لا يستقيم مع الأبعاد القانونية والسياسية والأخلاقية والتاريخية، ولا يتماشى إلا مع شرعة غاب تتطلع إلى القوة كأساس في إقامة العلاقات مع الآخرين. رابعا: لم يتعامل التصريح مع العرب مسلمين ومسيحيين على أنهم مواطنون وإنما وصفهم بالمقيمين في فلسطين وكأنهم طارئين أتت بهم الصدفة. خامسا: تجاهل التصريح الحقوق السياسية لمن وصفهم بالطوائف وحرص فقط على الحقوق المدنية مثل الحق في التعليم والحقوق الدينية مثل ممارسة الشعائر. أي أن التصريح لا يرى بأن هؤلاء الناس يستحقون كيانا سياسيا وإنما نوعا من مراعاة بعض شؤونهم اليومية. أسباب تصريح بلفور تعدد المصادر أسبابا عدة وراء إصدار بريطانيا للتصريح وتبني فكرة الوطن القومي اليهودي. من هذه الأسباب ما هو شائع ويصعب الأخذ به ومنها ما هو غير شائع. أذكر أولا بعض الأسباب الشائعة مع التعليق عليها: أولا: الشفقة على اليهود. تبادر أغلب المصادر إلى ذكر عنصر الشفقة كسبب أول للتعاطف مع اليهود فتقول أن بريطانيا وعموم الدول الأوروبية كانت حزينة للأوضاع التي عاشها اليهود والمعاناة التي لاقوها بسبب الاضطهاد والملاحقات المستمرة، ولهذا أيدت إقامة الوطن القومي اليهودي علّ في ذلك ما يحل المشكلة اليهودية. هذا سبب لا يقبله منطق ولا يتوافق مع أفعال الأوروبيين تجاه اليهود أو الفلسطينيين. إذا أراد شخص أو دولة أن يشفق على أحد أو جماعة فإنه يفعل ذلك على حسابه الخاص وليس على حساب الآخرين. لا يستطيع المرء أن يكون كريما على حساب الغير، أو أن يدعي العطف دون أن يملأ قلبه بالحب. وإذا أرادت بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا أن تعطف على اليهود فإنه كان الأولى أن تعمل كل منها على حمايتهم من الأذى داخل حدودها وأن تمنحهم الحقوق الإنسانية التي يجب أن تتوفر لكل إنسان. وكان بإمكان كل منها أن تمنحهم قطعة أرض من أراضيها. وإذا توفر العطف فعلا فإنه لا يمكن حل مشكلة أناس على حساب شعب آخر. هل من الممكن أن يقبل العطوف تهجير شعب وطرده من ممتلكاته من أجل أن يحل مشكلة آخرين؟ هذا ومن الملاحظ تناقض الأوروبيين والأمريكيين عندما يعللون تعاطفهم مع اليهود بناء على ما فعله هتلر ضد اليهود. والحق أن تصريح بلفور صدر قبل فترة طويلة من اعتلاء هتلر لسدة الحكم. ثانيا: مكافأة وايزمان على اختراعه لنوع من المتفجرات أفاد الحلفاء في حربهم ضد المحور. صحيح أن الدول تكافئ المخترعين والمبدعين، لكن هل تصل المكافأة إلى درجة منح وطن قومي أو دولة وعلى حساب شعب آخر؟ من المفهوم أن يُعطى المخترع مبلغا من المال وبعض الهدايا الثمينة، أو أن يعطى راتبا معتبرا مدى الحياة أو يمنح بيتا ريفيا جميلا، لكنه من الصعب استيعاب مكافأة تشبه الخيال. إنما ليس من المستبعد أن وايزمان قد تحدث مع مضيفيه حول فكرة الوطن لقومي أثناء حفل تكريمه أو تقديم الشكر له، ومن المحتمل أنه وجد إجابة لا ترتقي إلى وعد يكون بمثابة مكافأة. ثالثا: استرضاء اليهود من أجل استقدام دعمهم المالي والإعلامي لمجهود الحرب. يرى البعض أن بريطانيا كانت بحاجة ماسة لدعم اليهود المالي ولجهودهم الإعلامية بخاصة في الولايات المتحدة عساها أن تنضم هذه الأخيرة إلى جانب الحلفاء ضد ألمانيا. إن كان هذا صحيحا فإنه لا بد تم قبل تصريح بلفور لأن الحرب كانت على وشك وضع أوزارها حين صدور التصريح. لكن من المحتمل أن وعدا غير معلن قد أعطي للصهاينة قبل صدور التصريح خاصة أن بريطانيا كانت فعلا بحاجة إلى ترويج إعلامي في الولايات المتحدة للتأثير على الرأي العام الذي من الممكن أن يدفع باتجاه الانضمام إلى الحلفاء. وعلى الرغم من أن انضمام أمريكا إلى جانب الحلفاء له مبررات أمريكية إلا أنه من الوارد أن الدعاية الصهيونية قد ساهمت ولو جزئيا في صناعة الرأي العام. رابعا: المصالح الاستراتيجية لبريطانيا في قناة السويس والشرق عموما. كانت بريطانيا مسيطرة على قناة السويس من جهة الغرب بسبب استعمارها لمصر إبان الحكم العثماني، وبالتأكيد كانت تعمل على السيطرة على الجهة الشرقية من القناة وإبعادها عدوها الحليف فرنسا. فرنسا كانت من جهتها تطمح إلى التواجد شرقي القناة بسبب الأهمية الاستراتيجية لها من الناحيتين التجارية والعسكرية. فمن يسيطر على القناة يسيطر على حركة السفن التجارية والبوارج العسكرية شرقي البحر المتوسط وعبر البحر الأحمر. فمن المنطق التوازني مع بريطانيا ألا تسمح فرنسا بسهولة لوقوع القناة كليا بيد بريطانيا. ولهذا كانت فلسطين مهمة لكلا الدولتين وخاضتا تنافسا فيما بينهما كانت الصهيونية إحدى أدواته. من المحتمل أن كلا منهما قد فكر بدعم الصهاينة على أمل أن يصبح الوطن القومي اليهودي مستعمرة أوروبية يشرف على شؤونها اليومية يهود يحرصون على التعاون في مختلف المجالات. ليس من المعتقد أن فرنسا قد وافقت على تصريح بلفور دون أن تكون قد وقعت في وهَم أنها ستحقق شيئا يخدم مصالحها الاستراتيجية. أما الأسباب غير الشائعة والتي أرى أنها ذات وزن كبير فيمكن تلخيصها فيما يلي: أولا: التراث المسيحي المرتبط بالعهد القديم. ينظر العالم المسيحي الغربي إلى التوراة على أنها العهد القديم وهي كتاب مقدس لا ينفصل عن الإنجيل. فما يحظى بقدسية في العهد القديم يحتل مكانة مقدسة لدى أصحاب الإنجيل. فلسطين في التوراة هي الأرض المقدسة التي سيعود إليها الشعب المقدس، وفي ذلك تحقيق للنبوءة وتصديق لصحة المعتقدات. ثانيا: نظرة الغرب العدائية تجاه العرب وتنافسهم التاريخي معهم. كما هو واضح في كتب التاريخ، لم ينس الغرب معركة اليرموك وما يزال يصر أن تلك المعركة قد نقلت سوريا إلى عصر الظلام والتخلف تحت حكم المسلمين. أما معركة بلاط الشهداء فما زالت تحظى بتركيز كبير في الوعي التاريخي الغربي على اعتبار أنها أنقذت أوروبا من الوقوع فيما يصفونه ببراثن المتوحشين من العرب والمسلمين. ولم يكن غريبا أن نظم ملوك أوروبا حملات صليبية وعاثوا في البلاد الإسلامية الفساد وأعملوا القتل في الرقاب. عبر اللواء الفرنسي جورو عن هذا البعد التاريخي عندما دخل سوريا وزار قبر صلاح الدين في حمص. ركل القبر برجله وقال: "قم يا صلاح الدين، ها قد عدنا." ولهذا لا بد أن يبقى العرب والمسلمون ضعفاء وأن يتم اتخاذ مختلف السياسات التي تضمن بقاءهم مفككين متصارعين وأدوات بيد الغير. إقامة الوطن القومي اليهودي عبارة عن إحدى أدوات الغرب للسيطرة على الشرق. الوطن القومي عبارة عن قاعدة عسكرية غربية متطورة وتستطيع أن تتدخل سريعا ضد أي جهة تحاول المساس بالمصالح الغربية. حتى تكتمل حلقة الضعف، قام الغرب بتفتيت الوطن العربي وصنع إقطاعيات أو دويلات ونصب عليها قادة يوالونه ويفعلون ما يؤمرون. تفتتت الشام وكذلك الجزيرة العربية ووادي النيل، وتم استقدام عائلات وقبائل لتحكم العرب بطريقة لا تساهم في البناء الوحدوي وترسخ فكرة التفتيت والتبعية. منذ ذلك الحين حتى الآن وقادة العرب لا يستطيعون التمرد على إرادة الغرب والتالي على مصالح إسرائيل، ويلقى من يتمرد منهم صنوف التهديد والمقاطعة والحصار والحرب. وقد ظهر من مجريات الأمور في المنطقة أن أقوى بعد استراتيجي تملكه إسرائيل هو ضعف العرب والذي يسببه قادتهم. أغرق الاستعمار العرب بخلافات داخلية استنفذ الكثير من طاقاتهم، وأعانهم الحكام في محاولاتهم المستمرة لصنع ثقافات محلية منفصلة عن الثقافة العربية عموما. صناعة الثقافات الخاصة بالدويلات القائمة يباعد بين الأجيال العربية مما يضعف الرغبة في الوحدة العربية أو الإسلامية. والمسألة هنا لا تتعلق بمدى نجاح الاستعمار وأعوانه من القادة وإنما بالسياسة العامة التي تم رسمها لضمان عدم وحدة العرب واستمرار منازعاتهم الداخلية واستنفاذ طاقاتهم إما في صراعات لا طائل تحتها أو في تبذير شهواني وفساد داخلي. ثالثا: أراد الأوروبيون عموما التخلص من اليهود فصدّروهم ومشكلتهم إلى الشرق. لم يعشق الأوروبيون اليهود يوما، وانشغلوا بهم وبالمشاكل التي كانت تتم معهم وضدهم فترة طويلة، وتعكر صفو استقرارهم الداخلي، ولم يكن من حل أفضل من إخراج اليهود من ديارهم وإرسالهم إلى ديار أخرى. لم يكن من السهل على الحكومات الأوروبية أن تبقى متوترة بسبب ما كان ينشب من منازعات وشجار وقتال وسفك دماء، ولم تستطع في ذات الوقت التخلص من عقدتها تجاه اليهود، وفي النهاية كان على العرب عموما والفلسطينيين خاصة أن يدفعوا الثمن. رابعا: التحالف الصهيوني- الرأسمالي. وجدت القوى الرأسمالية الساعية إلى تحقيق الأرياح من خلال استغلال ثروات الشعوب الأخرى أن القوة العسكرية ركن أساسي في تحقيق أهدافها. يقود الاستغلال حتما إلى صحوة المستَغَل والتي قد تؤدي إلى الثورة أو تهديد مصالح المستغِلين، وهنا تبرز أهمية القوة العسكرية الرادعة أو المقاتلة لضمان استمرار تدفق الثروات. المنطقة العربية مليئة بالخيرات ومهمة جدا استراتيجيا سواء على المستوى العسكري أو التجاري، ولا مفر من الهيمنة عليها إذا أرادت القوى الرأسمالية العالمية ضمان مصالحها الاستغلالية. وجود وطن قومي يخدم أهداف الحركة الصهيونية وأهداف القوى الرأسمالية في آن واحد من حيث أنه عبارة عن قوة عسكرية متطورة ومتقدمة وموجودة في المنطقة، ويمكن استخدامها في أي وقت وفي ظروف ميسرة ضد أي دولة أو جماعة تحاول أن تتحدى الإرادة الغربية. وهذا ما تأكد مع الزمن من حيث أن إسرائيل عبارة عن عصا غليظة مسلطة على رقاب العرب. لم يتوقف الغرب عن تسليحها بأحدث ما أنتجته ترسانتها العسكرية، ولم يخف عزمه المتواصل على المحافظة على قوة عسكرية إسرائيلية متطورة نوعيا ومتفوقة على القوة العسكرية العربية مجتمعة. حصلت الحركة الصهيونية قبل عام 1948 على الأسلحة من بريطانيا بصورة أساسية، وبعد عام 1948 هبت فرنسا لتسليحها وأمدتها بالمفاعل النووي الذي أنتج القنابل الذرية، وأتى دور أمريكا بعد عام 1967. لم تبخل الولايات المتحدة على إسرائيل وما زالت تزودها حتى الآن بما يلزمها من الأسلحة للإبقاء على تفوقها النوعي على العرب. أما الاتحاد السوفييتي المنهار فقد أحجم باستمرار عن تزويد العرب بأسلحة هجومية توازن الميزان العسكري في المنطقة، وعمل على تزويدهم فقط بأسلحة هجومية. لكن الأكثر أهمية هو أن الغرب حرص على إقامة أنظمة عربية لا تحرص على الدفاع عن الأمة وتعتبر أمن النظام أهم بكثير من أمن الأمة. وكما أشرت سابقا، صنع الغرب أنظمة عربية تبعية كان دورها دائما متمما للدور الإسرائيلي إن لم يكن في الحقيقة تكامليا ضمن إطار تعاوني خفي. دول كثيرة واجهت الأخطار ففكرت بما عليها أن تفعل وصنعت السلاح، أما أنظمة العرب ففضلت بصورة عامة الاعتماد على الغير فتركت أنفسها في العراء معرضة للهزائم باستمرار. أما تلك الأنظمة التي حاولت أن تشذ عن القاعدة كان عليها أن تتعرض للعدوان الإسرائيلي وللعدوان الغربي الذي لم تبخل عليه أنظمة عربية بالتعاون والتشجيع. هكذا جرى مع العراق عندما بدأت تنمو قدراته التقنية والتسليحية، ومع ليبيا والسودان اللتين اتهمتا بتصنيع أسلحة كيماوية. والتهديد الغربي والإسرائيلي لإيران وسوريا مستمر، ومن المحتمل أن يُترجم إلى عمل عسكري. |
#4
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخى الغالى عاشق الجنـ ـان بارك الله فيك وعليك وجزاك الله كل خير دمت لنا ولا حرمناك تحياتي لك وللأمام
__________________
![]() ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() اهلا بيك اخي عاشق احمد شوبير وادامك الله
|
#6
|
||||
|
||||
![]() الانتداب البريطاني على فلسطين
بقيت بريطانيا حريصة على استمرار وجودها في بلاد الشام بخاصة فلسطين لتأمين هيمنتها العسكرية والتجارية في المنطقة برا وبحرا، لكنها كانت حريصة أيضا على عدم استفزاز حلفائها أو من مِن الممكن أن يكونوا معها. ولهذا رأت أن تناور مع الأطراف المعنية وهي فرنسا والحركة الصهيونية والعرب. كانت بالضرورة معنية بإخراج فرنسا من فلسطين حتى يتسنى لها استعمارها إما من خلال العرب أنفسهم أو من خلال اليهود. لقد فضلت اليهود على العرب وكما اتضح معنا في الجزء الخاص بالتحالف الاستعماري الصهيوني. بالنسبة للتعامل مع فرنسا، تم الاتفاق بين الدولتين عام 1916 على تقسيم بلاد الشام بين الدولتين بحيث يكون الجزء الجنوبي من سوريا والعراق تحت الاستعمار البريطاني، وتكون سوريا الشمالية مع جزء من جنوب الأناضول من حصة فرنسا، ويبقى الجزء الجنوبي الغربي من سوريا وهو فلسطين مدوّلا. ارتضت فرنسا هذا التقسيم على اعتبار أنه حل وسط بين أطماع الدولتين الاستعماريتين. عرف هذا الاتفاق باتفاق سايكس-بيكو نسبة إلى المفاوضين البريطاني والفرنسي على التوالي. تبين الخريطة رقم (6) ما تم الاتفاق عليه. ويجد القارئ نص الاتفاقية ضمن الوثائق المرفقة في نهاية الكتاب. في ذات الوقت الذي كانت فيه بريطانيا مشغولة مع فرنسا لتقسيم بلاد الشام بدأت الاتصال مع العرب للانضمام إلى جانب الحلفاء في الحرب ضد تركيا وألمانيا. عُرف هذا الاتصال برسائل الشريف حسين-مكماهون. الشريف حسين هو شريف مكة والذي كان زعيم العرب بسبب انتمائه إلى عائلة الأشراف الهاشميين وإقامته في مكة، وبسبب تمثيله للعرب في الآستانة عاصمة الباب العالي العثماني. كان يتمتع الشريف بمكانة عالية لدى العرب وكان بمثابة القائد المقبول من قبل أغلب المثقفين وقادة الرأي والعائلات المتنفذة. أما مكماهون فكان سفير بريطانيا في مصر. دارت الرسائل حول دخول العرب الحرب لقاء إقامة مملكة عربية في الجزء الآسيوي من البلاد العربية، أي شبه الجزيرة العربية والشام. تقول المصادر العربية أن الإنكليز أعطوا الشريف وعدا قاطعا بإقامة هكذا مملكة مما دفع الشريف بعد استشارة الحركة القومية في سوريا إلى إعلان الحرب ضد تركيا. من خلال قراءتي للرسائل البريطانية لم أجد أن هذا الاستنتاج العربي صحيح. وعد الإنكليز بإقامة مملكة لكنهم لم يحددوها وأبقوها مشروطة بعدد من القضايا مثل المصالح البريطانية في عدد من المناطق مثل بغداد والبصرة، ومصالح الدولة الحليفة فرنسا والتزام بريطانيا بما وعدت به آخرون وعدم عروبة بعض المناطق مثل حلب وحماة وحمص. لقد طرحت بريطانيا فكرة الدولة بثوب حريري يغطي كومة من الأشواك والعراقيل. على أية حال، لم يختلف تصرف الشريف حسين عن تصرف أغلب الزعماء العرب الحاليين وعمل على تفسير الرسائل كما حلا له ولمستمعيه وأعلن الحرب. لكن هل كان بمقدوره فعلا أن يقيم حربا؟ طبعا لا. كان العرب ضعفاء جدا ولم تكن الآلية العسكرية الحديثة قد وصلتهم إلا من عدد من البنادق التي زودهم بها لورنس العرب. لورنس هذا رجل إنكليزي عاش مع العرب حياة البداوة واكتسب لغتهم واللهجة البدوية وأتقن عاداتهم وهو الذي قادهم عبر الجزيرة العربية ليدخلوا الشام. اتجه الجيش العربي الذي استخدم الجمال والخيول وتسلح بالسيوف وبعض البنادق شمالا بقيادة الأمير فيصل الابن الأكبر للشريف وبصحبة أخيه الأمير عبد الله. كانت بريطانيا على وعي تام بالقدرات العسكرية الهزيلة للعرب وبعدم استطاعتهم ترجيح كفة الحرب لصالح أي طرف، لكنها لم تكن مهتمة حقيقة بالقدرة العسكرية وإنما بالمنفذ القانوني أو السياسي الذي تدخل من خلاله البلاد العربية. فبدل أن تدخل البلاد غازية تدخلها كحليف يعمل على طرد الأعداء ويكون بيدها حجة ضد كل من يصفها بالاستعمارية ووجوب التصدي لقواتها. أي أن بريطانيا استعملت الرسائل لتبرير سياستها وليس لتحقيق مصلحة عربية. وقد اتضحت السذاجة العربية من خلال الفهم المغلوط لمحتوى الرسائل ومن خلال رد الفعل العربي على اتفاقية سايكس-بيكو وتصريح بلفور. راجع الشريف حسين الإنكليز عقب معرفته بهذين التطورين واكتفى بطمأنة الإنكليز له بأن كل شيء سيكون على ما يرام بعد أن تضع الحرب أوزارها. لم يكتشف الشريف هذا الوعد الغامض إلا بعد أن وضعت الحرب أوزارها بالفعل إذ اتهمه الإنكليز بالقصور العقلي وأبعدوه عن الساحة العربية إلى أن توفي فأذنوا بدفنه في إحدى الغرف الجانبية لساحة المسجد الأقصى. هناك من يتهم الشريف حسين بالخيانة لأنه وقف ضد تركيا وهي الدولة المسلمة لصالح الدول الاستعمارية. أظن أن هذا اتهام ثقيل وبحاجة إلى أدلة وبراهين. المشكلة حقيقة لم تكن عند الشريف حسين أو العرب عموما وإنما عند الأتراك أنفسهم الذين كانوا يصرون على التتريك وعلى رفض التعامل مع العرب على قدم المساواة ضمن دولة إسلامية. حرص العرب ومنهم الشريف حسين على بقاء الدولة الإسلامية التي تجمع قوميات مختلفة على أسس الاحترام المتبادل، إلا أن الأتراك رفضوا وأتبعوا رفضهم بإعدام القوميين العرب في بيروت ودمشق. على أية حال، السذاجة والخيانة يقودان غالبا إلى ذات النتيجة. استفرد الاستعمار بابني الشريف حسين فيصل وعبد الله من أجل توظيفهما لخدمة مصالحه. كان عبد الله المحطة الأولى حيث بقي في شرقي الأردن وأقيمت له إمارة بتمويل إنكليزي. لم يكن من الصعب على الأمير أن يحظى بقبول القبائل شرقي الأردن بسبب نسبه وحسبه. عمل الأمير بالتعاون مع الإنكليز على تأسيس وحدة سياسية تتميز وتنفصل عن الديار السورية، وعمل أيضا على إقامة علاقات طيبة مع بعض قادة الحركة الصهيونية في فلسطين. ومنذئذ حتى الآن بقيت العلاقات ودية بين اليهود في فلسطين والعائلة الهاشمية الحاكمة في الأردن. أما الأمير فيصل فقد أقام علاقات وثيقة مع قادة الحركة القومية في سوريا واستقطب حوله عددا من المفكرين والمثقفين. لكنه وقع في خطأ كبير تراجع عنه فيما بعد وهو عقد اتفاق في آذار/ مارس من 1919 مع حاييم وايزمان ممثل الحركة الصهيونية يعترف فيه بتصريح بلفور وبحق اليهود في الهجرة إلى فلسطين. (يجد القارئ نص الاتفاق في ملاحق هذا الكتاب) وعلى الرغم من ذلك تمسك به قادة سوريا من أجل تنصيبه ملكا يمكن أن يلاقي قبولا من قبل الجماهير. وبالفعل عقد المؤتمر السوري العام في 2/ تموز، يوليو 1919 في دمشق واتُخذ قرار بإقامة المملكة السورية، وكذلك رفض تصريح بلفور وفكرة إقامة الوطن القومي في فلسطين. عاد فيصل من فرنسا إلى ميناء حيفا حيث استقبلته الجماهير بحفاوة، ومنها إلى دمشق عاصمة المملكة حيث نودي به ملكا. تم الإعلان عن قيام المملكة السورية في 8 آذار/ مارس 1920. لكن الإنكليز تآمروا مع الفرنساويين وفتحوا المجال أمام القوات الفرنسة لمهاجمة الدولة العربية الفتية وقضوا عليها على إثر معركة ميسلون في آب/ أغسطس 1920 والتي استشهد فيها قائد الجيش العربي يوسف العظمة. ومن ثم طُرد فيصل إلى العراق حيث أقامت له بريطانيا مملكة تدين لها بالتبعية. واضح أن الإنكليز نجحوا في خداع العرب، ونجحوا في إبعاد فرنسا عن قناة السويس على الرغم من أن الفرنسيين كانوا يخططون لسرقة المستعمرة الصهيونية المحتمل قيامها من بريطانيا. لكل طرف عدا العرب حسابات، ولم يكن من السهل على بريطانيا ضمان التطلعات الصهيونية وطموحاتها. على عكس التخطيط البريطاني، كانت الصهيونية تراقب التنافس الاستعماري الذي يمكن أن يخدمها في تحقيق استقلال يهودي يتعامل على قدم المساواة مع الدول العظمى. فما كانت تظن بريطانيا أنه سيكون مستعمرة لها انقلب ضدها في نهاية الأمر ليشن ضدها وكما سنرى فيما بعد ما أسماه بحرب الاستقلال. سعت بريطانيا منذ اللحظة الأولى لدخول قواتها بلاد الشام إلى تنفيذ وعدها لليهود على حساب العرب. ولضمان ذلك عملت على عدة جبهات مع عدد من الجهات: مع فرنسا من أجل ضمان انتداب بريطاني على فلسطين، ومع دول الحلفاء من أجل إقامة منظمة دولية تشكل غطاء قانونيا لما يمكن أن تقوم به من أعمال على المستوى الدولي، ومع الصهاينة بهدف الإسراع بالهجرة اليهودية إلى فلسطين |
#7
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخى الغالى عاشق الجنـ ـان بارك الله فيك وعليك وجزاك الله كل خير دمت لنا ولا حرمناك تحياتي لك وللأمام |
#8
|
||||
|
||||
![]() الجهود الفلسطينية نحو إنقاذ البلاد
بذل الفلسطينيون على مختلف فئاتهم جهودا متنوعة في مواجهة الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية من أجل المحافظة على البلاد وإنقاذها من براثن الأعداء. امتدت هذه الجهود على مدى سني الانتداب البريطاني ولكنها جميعها باءت بالفشل واستطاعت الصهيونية بمساعدة الدول الغربية أن تقيم الوطن القومي اليهودي. تتعدد أسباب الفشل وتتنوع بتنوع الاجتهادات وزوايا تقدير الأمور، مع الأخذ بعين الاعتبار قدرات العدو وإمكاناته والقوى الداعمة له. يتعرض الكتاب في هذا الفصل إلى الأسباب المختلفة سواء كانت تلك التي تعدو إلى الظروف الداخلية أو إلى الظروف الخارجية. ولكن قبل الخوض في الأمور الداخلية يُفضل التقديم بنبذة سريعة عن الأحوال العامة التي كانت تسود البلاد في أواخر الدولة العثمانية. الظروف الفلسطينية مع بداية الهجمة الصهيونية حتى تتضح البيئة العامة التي عملت من خلالها الصهيونية ومكّنتها من تحقيق النجاح لا بد من النظر إلى الوضع الفلسطيني العام وذلك لتكتمل الصورة أمام القارئ. لم يكن نجاح المخطط الصهيوني مرتبطا فقط بإرادة الدول الغربية أو بقدرة الحركة الصهيونية على التخطيط والتنفيذ وإنما أيضا بقدرة شعب فلسطين وشعب سوريا عموما على مناهضة المشروع الصهيوني ومقاومته. ولهذا من المهم النظر في مختلف الظروف التي كانت سائدة في سوريا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. لمحة سريعة على الظروف العامة للبلاد في تلك الحقبة تمكننا من فهم الأوضاع ومن الحكم على مدى تحمل الشعب لمسؤولية ضياع فلسطين. هل كان الشعب قادرا وملك الإمكانيات؟ هل كانت القيادة واعية وكان بإمكانها أن تفعل أفضل مما فعلت؟ أم أن العدو كان قويا إلى درجة أن الشعب وقيادته لم يكونا على قدر التحدي؟ بمعنى أن الوقوف عند حقيقة الأوضاع يساعدنا على تحميل المسؤولية وعلى تعلم دروس من التاريخ. لا يكفي أن يصدر المرء أحكاما جزافية، إذ ربما في ذلك هروب من البحث والتدقيق، ومن المهم أن يكون الحكم مشفوعا بالبراهين. الوضع الاقتصادي كان الفقر المدقع ظاهرة عامة والإقطاع سيد الموقف. غلبت السمة الزراعية على البلاد لكن الزراعة لم تكن متطورة ولم يكن بمقدور الإنتاج الزراعي تغطية احتياجات السكان. كانت هناك مساحات زراعية مزدهرة خاصة في المناطق السهلية مثل السهل الساحلي ومرج ابن عامر، لكنها لم تكن كافية ولم يكن مردودها موزعا بطريقة يصل إلى مختلف أوساط الناس، حيث كان الإقطاع سيد الموقف ويحتكر الإنتاج. هذا ولم تكن الأراضي الجبلية مستغلة تماما على الرغم من أن بعضها كان مزروعا بالزيتون بعض الأشجار اللوزية. لم يكن هناك اهتمام كاف باستغلال الجبال أو استصلاح مساحاتها خاصة أن ذلك يتطلب تكاليف مادية غير متطورة. سيطرت العائلات الإقطاعية التي كانت منتشرة في أنحاء فلسطين على أغلب الأراضي الزراعية في المناطق السهلية. امتلكت هذه العائلات مساحات شاسعة وسيطرت على قرى بأكملها ووظفت الناس للفلاحة. وهنا أذكر بعض الأرقام علما أن القصد ليس الإساءة لعائلات أو أحفاد الإقطاعيين وإنما ذكر الحقيقة التاريخية والجغرافية علّ فيها ما يفيد في استخلاص العبر. فمثلا قدّرت أملاك عائلة عبد الهادي في جنين ونابلس بحوالي 60,000 دونم، وأملاك عائلة الحسيني بحوالي 50,000 وأملاك عائلة الشوا بأكثر من 100,000. وبخصوص الأقضية، ملكت خمس عائلات في نابلس وطولكرم حوالي 120,000 دونم، بينما ملكت ست عائلات في جنين 110,000 دونم. أما في عكا فكانت تملك خمس عائلات 160,000 دونم، وست عائلات في طبرية 70,000 دونم. وعلى هذا قس. المهم أيضا أن الإقطاعيين كانوا قساة مستغِلين لا يرحمون إلى درجة أنهم كانوا يتبعون أساليب عقابية قاسية جدا. من ناحية، اعتاد أهل الإقطاع استغلال كل أفراد عائلة الفلاح في فلاحة الأرض ولساعات عمل طويلة كانت تمتد عادة من قبل بزوغ الشمس حتى ما بعد ساعات الغروب. أما المكافأة فكانت تقتصر على بعض المواد الغذائية مثل الشعير أو القمح أو الذرة وبعض العدس والزيت والتي كانت تسد الرمق بحيث يتمكن الفلاح من الاستمرار في العمل. أي أن الهدف من التزويد لم يكن بدافع إنساني وإنما بدافع استغلالي. والدليل على البعد الاستغلالي أن الإقطاعي كان يتفقد الفلاحين وهو على صهوة الحصان وبيده السوط الذي طالما هوى على ظهور العمال. هذا ناهيك عن أن المرض لم يكن سببا في تكاسل الفلاح عن العمل ولا الانشغال بأطفال أو مرض زوجة. كان الإقطاعي قاسيا إلى درجة الحكم بالموت على شخص أو أشخاص. عائلات إقطاعية كانت تملك سجونا أو أماكن للتصفية الجسدية. ومن كان بإمكانه أن يتحدى أو يواجه هذا الطغيان؟ كانت تلك العائلات أشبه ما يكون بأنظمة عربية حالية لا تعرف سوى التصفية وتصفية من يحاول الاستفسار عن قريب له مفقود. أما أعراض الناس فكانت مباحة أمام الإقطاعي، وإن تمرد شخص دفاعا عن شرف أمه أو زوجته لقي مصيرا صعبا. وللطالب أن يلاحظ في منطقته حصون الإقطاعيين وقلاعهم التي بنوها بدماء الفلاحين في منطقته وأن يستمع إلى قصص كبار الناس حول معاناتهم. كان في فلسطين بعض الملاك الصغار لكن العديد منهم لم ينجو من شر الإقطاعيين. استغل بعض الإقطاعيين نفوذهم وقوتهم لإجبار البعض على بيع أراضيهم بأثمان بخسة، ومنهم من استغل مسائل الرهن التي كان يتم اللجوء إليها لضمان سداد الديون لإجبار صغار الملاك للتنازل عن أملاكهم مقابل الديون. ومن الإقطاعيين من كان يلجأ إلى فرض ضرائب باهظة خاصة في عهد الدولة العثمانية على الأرض مما يدفع المالك الصغير إلى التنازل عن أرضه بدون مقابل. بمعنى آخر أن الإقطاعيين حاولوا بوسائل متعددة من أجل زيادة مساحات الأراضي التي يمتلكونها على حساب الفلاح الفلسطيني البسيط. وكما سنرى، باع عدد من الإقطاعيين مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية لليهود. وقد وصل الأمر إبان الانتداب البريطاني إلى أن اضطر بعض الفلاحين إلى بيع أراضيهم من أجل شراء سلاح للدفاع عن الوطن وأن قام الإقطاعي المشتري ببيعها لليهود بثمن أعلى مما دفع. كان الفقر شديدا إلى درجة أن الناس تعلموا عادات أكل الأعشاب وورق الشجر، وإلى اعتماد خبز الشعير كوجبة رئيسة. وعندما تطورت أحوال الناس قليلا بدأ يظهر خبز الذرة المعروف بالكراديش. أما خبز القمح فقد كان حكرا على الإقطاعيين ولم ينتشر ليصبح طعام عامة الناس إلا في بداية الخمسينيات. لم يستمر هذا الوضع بهذه القسوة الشديدة التي شهدتها أواخر الدولة العثمانية، وبدأت تخف مع الزمن رويدا رويدا وذلك تبعا لتطور الحياة الاجتماعية والسياسية الفلسطينية. الوضع الاجتماعي تميز الوضع الاجتماعي في تلك الفترة بالعشائرية المبنية على التعصب وإلى الدرجة التي أتاحت الغزوات المتبادلة بين القرى والعشائر. وغالبا ما كان يتم الغزو لأسباب اقتصادية أو ثأرية. لكن العائلات الإقطاعية وقفت على قمة هرم التركيبة الاجتماعية وكونت لنفسها نفوذا قويا بحيث أنها سيطرت على مساحات كانت محرمة على نفوذ عائلات أخرى. آثار هذا الوضع ما تزال قائمة حتى يومنا هذا. وقد عمات تلك العائلات على بسط هيمنتها على القرى المجاورة وتجنيد سكانها للدفاع عن المصالح الإقطاعية. بمعنى أن الإقطاع قسم المجتمع الفلسطيني إلى قسمين: السادة والعبيد. كان المجتمع الفلسطيني مجتمع رجال وفقط كبار السن منهم. لم يكن للمرأة قيمة اجتماعية واستعملت كعبدة تستخدم في الأشغال الشاقة. أما الأطفال فلم يكونوا على حال أحسن. وقد عظمت التركيبة العشائرية كبار السن الذين اعتبروا أصحاب الحكمة وعززت التقاليد فكرة السمع والطاعة لما يخططون ويأمرون. كانت العشيرة هي الملجأ وهي مصدر الفخار والأمن وكان لزاما على الفرد أن يتقيد بالتقاليد. وكما هي الحال بالنسبة للمجتمع العشائري، كان للعدو الداخلي أو العشائر المنافسة الأولوية في العداء على القوى الخارجية المعادية، والسبب أن العشائري يضع مصلحة العشيرة فوق كل المصالح بما فيها المصلحة الوطنية. يرخص الوطن وأهله أمام تحقيق مصالح العائلة أو القبيلة. التعليم لم بكن التعليم منتشرا في تلك الفترة في أي بقعة من نواحي الدولة العثمانية وكان الجهل عاما وطامّا. لم تعمل الدولة العثمانية مهتمة بالتعليم ولا ببناء المدارس وإعداد أجيال تقرأ وتكتب. كانت هناك مدارس قليلة جدا في مدن الدولة الكبيرة، أما المدن الصغيرة والأرياف فكانت تعتمد على مدارس بدائية سميت بالكتاتيب. كانت المهمة ملقاة على كاهل إمام المسجد الذي لم يكن على درجة وافرة من العلم ليعلّم بعض الأطفال القراءة والكتابة وبعض الآيات القرآنية والأحاديث. وبسبب أن عمله كان تطوعيا فإنه كان يكتفي ببعض العطايا العينية لقاء جهوده. لكن لا يُفهم أن كل الأطفال كانوا يحضرون الكتاتيب، بل كان الحضور مقتصرا على عدد من أطفال القلة الميسورين نسبيا. إذا كان بعض الأطفال الذكور قد حضروا الكتاتيب واستطاعوا أن يمتلكوا الاستطاعة على القراءة والكتابة فإن حظ الإناث كان تعيسا. ساد ظن في تلك الفترة أن تعليم الإناث حرام شرعا، وكان الناس ينظرون بشك وريبة إلى بعض بنات الإقطاعيين في المدن الكبيرة بسبب إقبالهن على الدراسة. على أية حال، لم يكن التعليم وقتئذ مهما بسبب عدم وجود الضرورة. كانت الحياة في غاية التخلف ولم تكن هناك وظائف وأشغال تنتظر المتعلمين. كانت الحياة بدائية ومعتمدة على أساليب زراعية بسيطة لا تتطلب معارفا أو فنونا علمية. أي أنه لم يكن لدى الناس دافعا لتعليم أبنائهم وكانوا يفضلون تشغيلهم في الحقول للمساعدة في تحصيل لقمة الخبز. فحتى لو حصل الطفل على تعليم فإنه كان يجد نفسه وراء المحراث أو حاملا للمنجل والفأس. في المقابل، امتلأت حياة الناس بالشعوذة وسادت عقلية الجن والعفاريت والغول. ساد اعتقاد لدى الناس أنهم لا يملكون من أمورهم شيئا وأن حياتهم يتم تسييرها من قبل كائنات غيبية أكثر قوة منهم. ولهذا اتجهوا إلى تفسير الأمور غيبيا والتسليم لهذه القوى غير المرئية. حتى أن القصص الشعبية التي كانت سائدة مثل جبينة والشاطر حسن ونص نصيص اعتمدت الغول كبطل لا يمكن تجاوزه. وبسبب هذا اعتمد الناس على التنجيم والمشعوذين لمعرفة المستقبل وكشف أسرار الغيب وفي حل مشاكلهم القائمة. الأوضاع الصحية عانى الشعب السوري كما غيره من شعوب الدولة العثمانية من أوضاع صحية متردية جدا، ولم تعرهم الدولة الانتباه. مستوى النظافة كان بائسا جدا، وتفشي الأمراض كان ظاهرة عامة. انتشرت أمراض قاتلة ولم يكن لها من علاج مثل الحصبة والجدري والملاريا. أتت هذه الأمراض على عدد كبير من الأطفال إلى درجة أن بعض الأسر فقدت نصف أطفالها. لم تكن هناك عيادات ولم تتوفر مستشفيات بدائية إلا في المدن الكبيرة مثل حلب ونابلس وطرابلس ويافا. باختصار، كان الشعب الفلسطيني يعاني في ذلك الوقت من الجوع والجهل والمرض، وهي آفات كفيلة بالانقضاض على أي شعب لتنهكه وتصيبه بالغثيان القاتل. كان الوضع صعبا جدا إلى درجة أنه يصعب جدا تحميل الشعب الفلسطيني في تلك الفترة، أي أواخر عهد العثمانيين، وزر نجاح المتآمرين الغربيين وحلفائهم الصهاينة. |
#9
|
|||
|
|||
![]() الله يحرر فلسطين من ايدي الطغاه
امــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــن يا رب العالمين |
#10
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكراً جزيلاً لك على الموضوع المهم، و على المجهود المبذول في النقل و المتابعة في الموضوع وفقك الله لما يحب و يرضيه عنا إن شاءالله و إن شاءالله تتحرر فلسطيننا الغالية و نصلي في أقصانا الجريح و السلام ختام وخير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله
__________________
![]() ![]() و لربّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً ، وعند الله منها المخرجُ ضاقت .. فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت .. و كنت أظنها لا تُفرجُ .
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
امي فلسطين | almsri_2 | من بوح قلمي | 8 | 07-01-2009 12:33 AM |
فلسطين | almsri_2 | من بوح قلمي | 9 | 02-03-2007 08:37 PM |
هام !!! كفانا صمتا!! كفانا خدلانا !!فسطين! فلسطين! فلسطين!!! | fleur | الملتقى العام | 10 | 30-11-2006 03:16 PM |
جرح فلسطين | almsri_2 | من بوح قلمي | 9 | 31-08-2006 08:23 PM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |